السبت 20 ابريل 2024

لبنى عبد العزيز: زوجى كان ومازال حبى الحقيقى

لبنى عبد العزيز

2-2-2023 | 12:38

رشا صموئيل

بكل رقة دعتنى إلى فيلتها بالزمالك، جلست أنتظرها فى الصالون، بيتها جميل، مريح، فخم، مفعم بالأريحية، يشبهها كثيراً، صور ذكرياتها مع زوجها وأولادها وأحفادها تتناثر فى الأركان، دقائق معدودة ورأيتها أمامى فى كامل أناقتها استقبلتنى بحفاوة، كعادتها ذات طلة مبهجة ومشرقة تبدو مثل ألوان الربيع التى تمنح للنفس السلام والجمال، جلست فى حضرتها باستمتاع شديد، لم يستطع الزمن أن يغير من ملامحها الجميلة ولا من روحها العفوية الطفولية، حتى صوتها مفعم بإحساس دافئ كما اعتدنا عليه، وضحكتها صافية مميزة، تمنحك السعادة، هى بلاشك من الفنانات اللائى تركن أثراً فى نفوسنا من خلال أجمل الأفلام الرومانسية مع كبار النجوم أمثال عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ورشدى أباظة، هى صاحبة أجمل عيون، «هاميس السينما المصرية» الفنانة القديرة لبنى عبدالعزيز التى التقتها «الكواكب» فى عيد الحب، فى حوار فتحت فيه قلبها ومنحته مذاقاً خاصاً بتلقائيتها الشديدة، وإليكم الحوار...

 

دائماً اسم الفنانة لبنى عبدالعزيز حوله هالة من حب الناس.. هل تشعرين بها؟
طوال حياتى أشعر بحب الناس الذى دائماً يلتف حولى أينما أذهب، وبالطبع الحب متبادل بيننا، فأنا أحب جميع الناس على نفس القدر مهما اختلفت مستوياتهم، ولكن ظروف فيروس «كورونا» جعلتنى أتوارى عن المقابلات العامة والخاصة وعدم الاختلاط إلا فى أضيق الحدود.
تبدين أنيقة وجميلة فى اللون الأحمر؟
الحقيقة أنى طوال عمرى أفضل الألوان الهادئة مثل البيج والرمادى وأبتعد تماماً عن الألوان الصريحة مثل الأحمر والأزرق، ولكن مع مرور الزمن وجدت نفسى أعشق اللون الأحمر فى الملابس، فهو لون مبهج ويعبر عن الحب.
ماذا يعنى لكِ عيد الحب؟
منحنى أجمل الذكريات التى أعيش عليها إلى الآن مع زوجى الدكتور إسماعيل، الله يرحمه، كان شخصية لطيفة جداً، يهتم بالمناسبات مثل عيد الحب والزواج، ليغدق عليّ بالهدايا والورود والشيكولاتة والملابس والمجوهرات والخروجات، فأتذكر أننا كنا نحرص فى عيد الحب على تزيين البيت بقلوب حمراء، وكثيراً عندما أجلس بمفردى أجد ذاكرتى تعود بى لأجمل ذكريات عندما كنا معاً فى رأس السنة نزين شجرة الكريسماس ونفتح الهدايا مع بناتنا.
حدثينا عن بداية قصة الحب التى امتدت لأكثر من 30 عاماً وأسفرت عن ابنتين؟
زوجى الدكتور إسماعيل، كان ومازال الحب الحقيقى فى حياتى، فقد عشت معه أجمل سنوات عمرى، وكانت بيننا صفات مشتركة كثيرة منها الثقافة والتفكير والتربية وعشق القراءة والفن، وكانت بداية معرفتى به عندما كان يعمل معى بالإذاعة «عازف بيانو» فى ركن الطفل، وكنا أصدقاء جداً، ولكن كنت أرى فى نظراته من وقت لآخر إعجاباً دون أن يفصح عما بداخله؛ لأننى وقتها كنت متزوجة من المنتج الأستاذ رمسيس نجيب، وبمجرد انفصالى انتهز الفرصة وصارحنى بحبه.
ما الذى يجعل الحياة الزوجية تستمر كل هذا العمر.. التفاهم أم الحب؟
التفاهم خلق الحب بينى وبين الدكتور إسماعيل، وهذا جعلنى لا أستطيع الاستغناء عنه؛ ومن رأيى أن الصداقة هى التى تقوى الحب بين الزوجين، فقد كنا أصدقاء جداً ونحب أن نظهر أمام بعض فى أفضل صورة ممكنة، فقليلاً ما نقابل هذا النوع من الحب الشامل. كان شخصية مميزة جداً، دكتور ناجح وفنان يجيد اللعب على جميع الآلات الموسيقية، وكان على المستوى الشخصى طيباً جداً، واستكملت بخفة ظل: وكان أيضاً مسرفاً جداً.
 كيف كنتما تتعاملان مع مشاكل الحياة؟
كان هناك عهد من البداية بيننا ألا ننام على خلاف، ولابد أن نتصالح سريعاً، وكانت الخلافات بيننا حول تربية الأولاد، فقد كان أباً عطوفاً وحنونًا جداً، وكنت أنا الطرف الشديد، الحازم. 
حدثينا عن لبنى عبدالعزيز الأم؟
لدى بنتان، مريم ودينا، وثلاث حفيدات، وهن حب حياتى وقلبى الذى ينبض، فهن بالنسبة لى مثل الشمس والقمر والليل والنهار، حرفياً قلبى يتمزق لأن ظروف «كورونا» حالت دون سفرى لأمريكا عامين على التوالى، وهذه أطول فترة لم أرهن فيها، ولكن أعيش على أمل رؤيتهن فى القريب إن شاء الله.
 كنت تتربعين على عرش النجومية فى الوقت الذى قررتِ فيه السفر إلى أمريكا والتفرغ لحياتك الزوجية.. ما الذى جعلك تقدمين على هذا القرار؟
هذا القرار لم اتخذه من مصر، ولكن عندما سافرت إلى أمريكا كنت أخطط لسيناريو آخر وهو دراسة إسماعيل هناك، على أن أحاول التواجد بين أمريكا ومصر؛ بهدف استكمال مشوارى الفنى، بدليل أنى كنت متعاقدة على عدد من الأفلام، وتقاضيت عنها «عربون» من ضمنها المخرج حسن الإمام الذى أعطانى ورق فيلم بعنوان «بنت العالمة» وفيلمين آخرين تأليف الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، ثم استكملت بتواضع ممزوج بحب قائلة الحمدلله لم أقدم هذا الفيلم لأنه من أجمل أفلام سعاد حسنى الذى تم تغيير اسمه من «بنت العالمة» إلى «خلى بالك من زوزو»، وفى الحقيقة قرارى بترك الفن لم يكن سهلاً وأخذ منى وقتاً فى التفكير، ولكن فى النهاية اخترت أن أفى بعهدى مع زوجى لأنه يستحق هذه التضحية.
ما قيمة العربون الذى تقاضيتِه عن الأفلام الثلاثة وقتها؟
تقاضيت ثلاثة آلاف جنيه لا أكثر، وبالمناسبة كان أجراً عالياً وقتها، وأتعجب كثيراً عندما أسمع عن الأرقام الفلكية التى يتقضاها النجوم الآن.
 ألم تشعرى بالندم والغيرة بعد النجاح الذى حققه فيلم «خلى بالك من زوزو»؟ 
التنافس بين الفنانات دافع نبيل وصحى جداً، ولكن الله لم يمنحنى هذا الشعور، فطوال حياتى أنافس لبنى عبدالعزيز وأتحداها؛ لأننى بطبعى طموحة، ولم أشعر يوماً بالغيرة من أى زميلة لى حتى ولو بدافع التنافس، وهناك أعمال تستحق الإعجاب والإشادة، فمثلاً أُعجبت جداً بالفنانة ماجدة الصباحى فى فيلم «جميلة بوحيريد» وأرسلت لها برقية تهنئة على هذا الدور الوطنى الرائع.
 من من فنانات الزمن الجميل تعشقين أداءها التمثيلى؟
أعشق الفنانة الراحلة سناء جميل، فهى بالنسبة لى القمة فى التمثيل، سواء مسرح أو سينما أو تليفزيون، وتعرفت عليها من خلال زوجها لويس جريس عندما عدت من أمريكا، وبالفعل تلاقت أرواحنا سريعاً، وبمجرد تعرفنا كانت تتحدث معى يومياً، ولا أستطيع نسيانها أبداً، وأيضاً الفنانة الجميلة شويكار التى التقتها فى فيلمى «أدهم الشرقاوى» و«عروس النيل» وكانت تجلس معى فى حجرتى تداعبنى بخفة ظلها وتقول لى آخر نكتة وتغنى، وأيضاً أعشق الفنان القدير جميل راتب.
 هل منحكِ الوسط الفنى أصدقاء؟
ليس لديّ شلل فنية، ولكن الفنان سمير صبرى هو صديقى الوحيد، حيث تجمعنا صداقة عمرها يمتد لـ60 عاماً، والحمدلله لى صديقات من أسرتى، والإذاعة التى قضيت بها عمرى كله ونسجت تاريخاً كبيراً فى «ركن الطفل»، وربما الكثير لا يعرف هذا.
 قدمتِ الكثير من الأفلام الرومانسية للسينما.. ما أقربها لقلبكِ؟
أجابت دون تردد فيلم «هى والرجال» مع كل من أحمد رمزى وصلاح قابيل وعبدالمنعم إبراهيم، قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج حسن الإمام، وأيضاً فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» قريب من قلبى جداً أمام فريد الأطرش وإخراج صلاح أبوسيف.
 ولماذا لم تذكرى أكثر أفلامكِ رومانسية «الوسادة الخالية» أمام عبدالحليم حافظ الذى منحكِ بطولة مطلقة لأول مرة؟
 لأن فيلم «الوسادة الخالية» كان أول تجربة لى فى السينما، وانتابتنى وقتها مشاعر تردد وخوف كبير بسبب المجتمع الجديد والمسئولية الكبيرة التى أُسندت إليّ، وطريقة تمثيل جديدة لأنى فى الأساس ممثلة مسرح وقدمت عشرات المسرحيات على مسرح الجامعة الأمريكية.
هل كانت الفتاة الشابة لبنى عبدالعزيز تحب عبدالحليم حافظ وتأمل الوقوف أمامه مثل باقى فتيات جيلها؟
الحقيقة، والذى لايعرفه الكثير، أننى طوال حياتى أعيش بأمريكا مع أسرتى، لذلك لم أكن أعرف من هو عبدالحليم حافظ، وبسبب ثقافتى الغربية كنت لا أميل للموسيقى الشرقية، وأول مرة أقابل عبدالحليم عندما دعتنى رئيستى فى القسم الأوروبى بالإذاعة، تومادر توفيق، للغداء فى منزلها وفوجئت بالعندليب يطلب مشاركتى فى فيلم «الوسادة الخالية» من وقتها أصبحنا أصدقاء، ثم بعدها عرفت أهميته الكبيرة عندما كنا نتناول الغداء فى أبوقير وفوجئت بتدافع الجماهير نحوه بحب شديد وهذا قبل فيلم «الوسادة الخالية».
وكيف وجدتِ عبد الحليم بعد أن توطدت علاقتكما؟
عبدالحليم حافظ كان يقوم بتنفيذ كثير من المقالب التى تعرضت لها منه، مثلاً ذات مرة قرر توصيلى للمنزل وكان معنا صلاح أبو سيف، وفى الطريق أقنعنى حليم أن الملوخية تباع فى زجاجات بالصيدلية، وبالفعل نزل من السيارة ودخل بنفسه صيدلية وأخذ يتحدث مع الدكتور، وفى النهاية قال لى «يا خسارة آخر زجاجة نفدت»، وبالفعل صدقت لأنى كنت عايشة فى أمريكا و«خام» جداً، وعندما عدت للمنزل سألت أمى لماذا لا تشترين الملوخية فى الزجاجة، فإذا بها تقول لى «يا عبيطة» حليم عرف يضحك عليكى.
 فيلم «الوسادة الخالية» قدم أجمل الأغانى الرومانسية القريبة لقلوبنا إلى الآن «أول مرة تحب» و«أسمر يا أسمرانى» وغيرهما.. ما تعليقك؟
الحقيقة أنا محظوظة جداً بالتمثيل فى أول بطولة لى أمام العندليب وأن تكون بدايتى من خلال فيلم كبير، وعلى الرغم من مرور 65 عاماً عليه، إلا أنه مازال يعيش فى وجدانى ووجدان الناس إلى هذه اللحظة، فيلم «الوسادة الخالية» حالة رومانسية خاصة جداً والذى زاد من هذه الحالة الأغانى الرائعة التى كانت تتخللها.. ثم توقفت قليلاً شاردة وعاودت تستطرد حديثها: كان عبدالحليم يغنى لى أغنية «تخونوه» كثيراً فى الاستوديو.
موضحة: قصة الفيلم تحكى عن الحب الأول بين «سميحة» و«صلاح» اللذين تصل علاقتهما لأعلى درجات الحب العميق المندفع الذى يبدأ مع النضوج والمعروف بحب المراهقة، والكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس شرح لى وقتها وجهة نظره، وقال لى «أنا كاتب أن الحب الأول وهم ولكنه فى الحقيقة ليس وهماً»، وفى الغالب لا يتحقق لأنهما شباب صغير لايستطيعان الزواج وتحمل المسئولية، ولكن المشاعر تظل تحيا بداخلهما فى خصوصية شديدة، وهذا ما تم تجسيده على الشاشة.
سميحة كانت تحب صلاح لآخر وقت، ولكنها واجهت الواقع، بدليل زواجها، على عكسه فقد ظل متمسكاً بحبها حتى بعد زواجه، ولكنه رضخ للواقع فى النهاية وعاد لزوجته والوسادة لم تعد خالية، ولكن يبقى الحب الأول له قدسية تشعرين معه لأول مرة بأحاسيس خاصة أشدها لمسة اليد الممزوجة برعشة حب مثل الربيع تتفتح الزهور ونرى كل شيئاً جميلاً.
هل تتذكرين الحب الأول فى حياة المراهقة لبنى عبدالعزيز؟
أتذكر أول كلمة حب قيلت لى من ابن الجيران على سلالم منزلنا بجاردن سيتى، وابتسمت وجريت من الإحراج، فقد كان لديّ وقتها 13 عاماً. كان يأتى لى جوابات غرام فى عيد الحب، وعلى الرغم من التحاقى بمدرسة بنات راهبات وقتها، ولكن كنا نتقابل مع الأولاد من المدرسة الراهبات الأخرى فى حفلات وتجمعات مع أصدقائنا.
للأسف الحب الآن فقد أجمل ما كان يميزه من صفات وهى الرومانسية التى أصبحت أقل حرارة مع التقدم التكنولوجى السريع          ؟
قاطعتنى قائلة: ربما فقدنا من الحب أشياء، ولكن الحب موجود فى القلب، وأرى أن القلب يبقى كما هو لم يتغير، ولكن الحياة هى التى تغيرت، وأصبح إيقاع حياتنا سريعاً، ولايوجد وقت لهذا النوع الخاص من الرومانسية التى كانت بين «سميحة» و«صلاح» فى فيلم «الوسادة الخالية»، فربما الحياة تمنعنا عن ممارسته بالطريقة القديمة، حيث كانت لدينا رفاهية الوقت لنستطيع تكريس وقت للحبيب، الحب هو سر الحياة، أنا شخصياً لا أستطيع أن أعيش دون حب، ولا أقصد هنا الحب الرومانسى، ولكن الحب بصفة عامة، فهو الحل لكل المشاكل ويجعلنا نحتمل بعض ونرى الحياة جميلة، ولكن وسيلة التعبير عنه اختلفت، ولذلك فالحب سينتصر مهما تقدمت التكنولوجيا، وطول ما القلب ينبض سيظل الحب موجوداً، وأعشق مشاعر الحب حتى ولو كانت من طرف واحد، فالحب فى حد ذاته يمنح طاقة وهدفاً وأملاً.
 أفهم من ذلك أن الفنانة لبنى عبدالعزيز عشقت شخصاً لم يشعر بها.. أى حب من طرف واحد؟
أجابت ضاحكة: العكس هو ما حدث، فقد شعرت بحب الكثيرين ولكن ليس فى كل مرة كنت أتبادل الحب، ليس من السهل أن أحب.
أرى فى خفة روحك وابتسامتك الصافية حبكِ للحياة؟
أعشق الحياة بكل تفاصيلها، وأحب أيضاً الموت ولا أخشاه مثل بعض الناس؛ لأنى أشعر بأنه سيرحب بى وسيكون هناك حياة أخرى أفضل وأجمل، يكفى أن الموت هو قرب من الله ولديّ إيمان قوى بربنا، وكثيراً ما شرفت على الموت ولكنه يحيينى من جديد، وأحرص على قراءة القرآن وأحب أقرأ دائماً سورة «ياسين»، وكثيراً ما أتعمق فى سورة «البقرة» وأيضاً سورة «يوسف» وسورة «مريم»، فهى بالنسبة لى المثل الأعلى فى الكون، وكم تمنيت تجسيد دورها وهى كبيرة.
 جمعتكِ بالفنان الكبير رشدى أباظة أفلام رومانسية فى إطار كوميدى منها «آه من حواء» وأيضاً «عروس النيل».. كيف ترينها الآن؟
كانت بيننا كيمياء عالية فى التمثيل وأيضاً على المستوى الشخصى، حيث كنا صديقين جداً، وهو أيضاً كان خفيف الظل، والحقيقة أننا قدمنا معاً 5 أفلام، هى «وا إسلاماه» و«بهية» وأيضاً فيلم «العيب»، ولكن هذين الفيلمين بالتحديد هما العالقان فى أذهان الناس، وبالمناسبة صلاح منتصر كتب عن فيلم «آه من حواء» أنه أحسن فيلم عربى فى التاريخ.
بعض قصص الحب بين أبطال الأفلام تحولت لحقيقة.. هل هذا حدث مع لبنى عبدالعزيز ورشدى أباظة كما قيل وقتها؟
رشدى أباظة كان صديقاً فقط، وأنا رغم شخصيتى البسيطة إلا أنى أعرف جيداً كيف أضع حدوداً للعلاقات، ولا أسمح بالتجاوز فيها، ولذلك فعلاقتى بأبطال أفلامى كانت لا تتعدى العمل، ومن طبيعة المصريين أنهم عاطفيون جداً ويعيشون قصص الأفلام كأنها واقعية، وأؤكد لكِ أن الحب الوحيد كان مع المنتج رمسيس نجيب والإعجاب تحول لزواج بعد فيلم «الوسادة الخالية».
ولماذا لم يستمر زواجك من المنتج رمسيس نجيب؟
كنت أحبه جداً، ومن يحب يكون ضعيفاً وخاضعاً لقلبه، فقد احتكرنى فنياً وكنت مطيعة له وانصاع لكلامه، لكن كانت لديه غيرة شديدة نحوى وحب تملك، وأنا بطبعى متمردة وحرة وتربيتى كانت مختلفة عن الطريقة التى كان يحاول أن يتبعها معى، ومع الظروف اليومية ازداد بيننا عدم التفاهم والتراكمات التى تجعل استمرار الحياة مستحيلاً.
 قدمتِ مع المخرج السينمائى الكبير صلاح أبو سيف أفلاماً رومانسية مهمة.. ما تعليقك؟
المخرج الكبير صلاح أبو سيف مشهور بالواقعية، ولو بحثنا فى أفلامه فلم نجد بينها أفلاماً رومانسية، ولكن كان لي نصيب أن أقدم معه 4 أفلام لا تنسى هى «أنا حرة» و«هذا هو الحب» و«رسالة من امرأة مجهولة» و«الوسادة الخالية»، وكنت أحب العمل معه جداً، لأنه مخرج كبير وأضاف لى الكثير.
فيلم «أنا حرة» من أقرب أدواركِ لقلوبنا لأنه يدافع عن أبسط حقوق المرأة وهو الحرية.. ما تعليقك؟
أفخر بهذا العمل جداً، فهذه قصة كل سيدة، وهو علامة فارقة فى مشوارى الفنى، وقد استطاع الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس التعبير بتمكن وحرفية عالية عن المرأة فى هذا الفليم.
متى صرخت الإنسانة لبنى عبدالعزيز وتمردت وقالت أنا حرة؟
بالفعل حدث موقفان اتخذت فيهما قرارين كانا مفاجأة للمجتمع فى تلك الفترة، الأول هو زواجى من الأستاذ نجيب رمسيس بسبب اختلاف الديانات وفارق السن بيننا، أما الموقف الثانى فكان ابتعادى عن الفن والسفر لأمريكا وأنا أتربع على عرش النجومية والشهرة وقتها.
هنا قلت «أنا حرة»، فلا توجد حدود لهذه الكلمة، أقولها فى كل زمان؛ لأن الحرية مطلقة، فلديّ عقل مستقل ولا أخشى ممارسة حرية التفكير مادام عن اقتناع تام، لكن فى الوقت ذاته أحافظ على شرقيتى وعلى العادات والتقاليد وأستمع للجميع باحترام.
 أثبتِ أن الحب ليس بالعمر عنما قدمتِ فيلم «جدو حبيبى» مع القدير محمود ياسين.. ما تعليقكِ؟
أعجبنى فى هذا الفيلم أنه يقول إن الحب ليس مرتبطاً بالسن أو بالوقت وهو حب الشيخوخة، دائماً ما نركز على حب الشباب، ولكن فى الحقيقة الحب ليس مقيداً بسن محددة. 
 إلى أى مدى كانت حياتكِ الخاصة تتأثر بأدوارك؟
 للأسف بعد انتهاء التصوير كنت أظل متأثرة بالدور فترة طويلة، قد تصل إلى ثلاثة أشهر حتى أتخلص من الشخصية، لأنى كنت أعيش الدور بكل حواسى بصدق شديد وتعمق، فيأتى الأداء غير مفتعل، فمثلا ًدور الخادمة فى فيلم «هى والرجال» أخذت أحضر للدور فترة طويلة وتعمدت الجلوس مع الخادمات على أرض الواقع والتحدث معهن كثيراً لأصل لمشاعرهن.
ماذا تشعرين عندما تشاهدين أفلامكِ الآن؟
لا أحب مشاهدة أفلامى؛ لأنى دائماً أنظر لها بعين الناقد، وأنا قاسية على نفسى جداً وأتألم جداً عندما أشعر بأن أدائى كان من الممكن أن يكون أفضل، لذلك قررت لا أراها مرة أخرى، وبالمناسبة لم أشاهد «الوسادة الخالية» إلا مرة واحدة وكانت فى العرض الخاص.
 أُطلق عليك العديد من الألقاب منها «هاميس السينما المصرية» و«صاحبة أجمل عيون» و«جوليت جاردن سيتى».. أى من تلك الألقاب قريب لقلبك؟
جميع الألقاب قريبة لقلبى، ما عدا لقب «نجمة» أكره هذا اللقب كثيراً، وأفضل لقب الممثلة التى منحت روحها لأدوارها. 
 هل للفنانة لبنى عبدالعزيز أمنيات لم تتحقق؟
كنت أتمنى أن أعمل صحفية مثل والدى، ولكن الجامعة الأمريكية وقتها كانت تدرس الصحافة باللغة العربية، التى لم أكن أجيدها جيداً للأسف، فاضطررت لدراسة الفلسفة وعلم النفس، وكنت أجلس مع أصحابى فى قسم الصحافة، ومنهم لويس جريس، وبعد ذلك سافرت فى بعثة فولبرايد جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس، وحصلت على ماجستير دراما.
 ما أحب الأماكن لقلبك؟
هناك الكثير من الأماكن لها مكانة خاصة فى قلبى وذكرى أعيش عليها إلى الآن، منها الإذاعة، فهى بيتى الذى عشت فيه أجمل سنوات عمرى، وأيضاً مؤسسة الأهرام العريقة، حيث كان والدى يعمل صحفياً بها، وقابلت هناك الشاعر كامل الشناوى الذى أخذ يداعبنى ويقول لوالدى «إيه الحلويات دي».
هل هناك محراب خاص تختلى فيه الإنسانة لبنى عبدالعزيز بنفسها؟
أحب الاختلاء بنفسى معظم الوقت؛ لأن الوقت شىء ثمين، وأشعر بفقدانه عندما أهدره فى كلام لا قيمة له، وأنا بطبيعتى أفضل الجلوس مع شخصين أو ثلاثة، ثم أستطردت ضاحكه: أحب أيضاً سريرى وبجانبى اللاب توب وكتبى.
 وما الكتب التى تحرصين على وضعها بجانب السرير؟
بالطبع القرآن الكريم لا يفارقنى، ولدي كتب الشاعرين عمر الخيام وجبران خليل جبران، وأعشق قراءة الأشعار الأجنبية والعربية القديمة.
 كيف ترى الفنانة لبنى عبدالعزيز تاريخها؟
سعيدة جداً وأفخر بما قدمته للسينما من أفلام مختلفة ومتنوعه أثرت فى وجدان الناس، واستطعت انتقاء أفلامى دون أن أكبل نفسى داخل صندوق الأدوار المتشابهة، وإلى الآن لو عرض عليّ دور جيد ويناسبنى سأقدمه، فالفن رسالة، وطالما أن الفنان قادر على العطاء فلابد أن يؤدى رسالته، أيضاً لديّ تاريخ إذاعى كبير أفخر به.