فنانة متعددة المواهب بين الغناء والتمثيل والعمل الإعلامى، فهى خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية، وبحسب وصفها «عاشقة للمسرح»، قدمت العشرات من الأعمال التليفزيونية والمسرحية الناجحة، وشاركت أهم الأسماء الفنية فى أعمالها، كما تتمتع بقدر عالٍ من الثقافة واللباقة لتكون جديرة بذلك باقتحام العمل الإعلامى. إنها الفنانة الموهوبة لقاء سويدان، التى تعيش حالة من النشاط الفنى، حيث تشارك بدور مميز بمسلسل «وسط البلد» الذى يعرض على إحدى المنصات الإلكترونية، للمخرج أحمد شفيق، وأيضاً مسلسل «حرب الجبالى» للمخرج محمد أسامة وتأليف سماح الحريرى، كما تظهر سويدان لأول مرة على الشاشة فى ثوب المذيعة من خلال برنامج «مع لقاء». «الكواكب» التقت النجمة الجميلة فى حوار خاص تتحدث فيه عن أدوارها الجديدة بالدراما التليفزيونية وأيضاً برنامجها الجديد الذى يهم المرأة المصرية، وسبب اعتزالها الفن فى إحدى الفترات، ولماذا عدلت عن قرارها وعادت مرة ثانية، وتطرق الحديث معها إلى علاقتها بابنتها، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...
حدثينا عن برنامج «مع لقاء» الذى اتجهتِ إليه مؤخراً.. وماذا تمثل لكِ تلك الخطوة والهدف منه؟
البرنامج خطوة مهمة وتجربة جديدة ومفيدة، وكان أكثر ما يشغلنى قبل الإقدام على تلك الخطوة، المحتوى الجيد الذى يمكن تقديمه والفائدة التى أستطيع تقديمها للناس، بحيث يكون برنامجاً هادفاً يخدم المجتمع ويبرز النماذج الإيجابية ويسلط الضوء عليهم، لا سيما أن لدينا فرصاً عظيمة لتغيير المجتمع للأفضل.. وبالتالى وجب العمل على تقديم ما يقدم الإضافة للناس من خلال الفن أو البرامج التليفزيونية.
هل وجدتِ صعوبة فى التعامل مع كرسى المذيعة باعتبارها تجربة أولى لكِ؟
الحمد لله تمتعت منذ صغرى بموهبة فن الإلقاء، وظهرت هذه الموهبة وترعرعت على مسرح المدرسة، فقد كنت أحتل المركز الأول فى الإلقاء على مستوى المدارس وعندما التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية اكتشفت تميزى فى مخارج نطق اللغة العربية، وكذلك أملك الصدق والثقة بالنفس، وهو مما أهلنى للخطوة التالية المتمثلة فى تقديم بعض المهرجانات المسرحية، وسبق لى تقديم حفل للمسرح العربى منذ حوالى 10 سنوات، كما أنى قدمت مهرجانات مثل مهرجان الإسكندرية السينمائى 4 مرات، ثم قدمت دور مذيعة بمسلسل «صاحب السعادة» مع الأستاذ عادل إمام ، مما أظهر موهبتى الإعلامية أكثر، ولفت الأنظار تجاهى لأتلقى عروضاً لتقديم مؤتمرات طبية داخل مصر وخارجها. كيف بدأت فكرة برنامج «مع لقاء»..
ولماذا وافقت عليه تحديداً؟
قبل هذا البرنامج تلقيت العديد من الأفكار لتقديمها فى قالب إعلامى مستقل، لكنى كنت كثيرة التردد ولا أوافق فى النهاية؛ لأنى أبحث عن محتوى جيد بين الفنى والاجتماعى، وهو ما وجدته فى برنامج مع لقاء، حيث أملك متسعاً من الوقت لإعداد البرنامج، والحمدلله معى منتج لا يبحث عن المكسب المادى بقدر المحتوى.. والحقيقة أننا نتفق على جميع الأفكار التى أطرحها، خاصة على فكرة برنامجى ذى المحتوى الاجتماعى، والذى يطرح قضايا حقيقية وتصحيحاً لمفاهيم كثيرة. بعض الفنانين والفنانات اتجهوا للعمل الإعلامى..
كيف تقيمين تلك التجربة من وجهة نظرك؟
هناك الكثير منهم استطاع أن ينجح وأن يحجز لنفسه مكانة لدى المشاهد، وأصبحت برامجهم تحظى بمتابعة واهتمام من المتابعين، وعن نفسى أحب مشاهدة برنامج صاحبة السعادة للفنانة والإعلامية الكبيرة إسعاد يونس.
يعرض لكِ حالياً على إحدى المنصات الإلكترونية مسلسل «وسط البلد».. حدثينا عنه؟
أقدم من خلال المسلسل شخصية «نيرمين» الفقيرة التى تسكن إحدى الحوارى الشعبية، ثم تتحول مع الأحداث إلى شخصية ثرية جداً، وفجأة تعود إلى حارتها القديمة مرة أخرى.. وتتكشف علاقاتها مع الأحداث بباقى الشخصيات بالعمل، ليفاجأ المشاهد كل حلقة بمفاجأة جديدة.. والحمد لله أرى أنه مسلسل ناجح جداً والدور مختلف عن كل الأنماط التى قدمتها من قبل.
وماذا عن دورك بمسلسل «حرب الجبالى»؟
أقدم دور سيدة شعبية تعيش بمنطقة الجمالية، وهى شخصية مستفزة وصعبة للغاية، متزوجة من الفنان القدير رياض الخولى، وأحاول تقديم الدور بشكل كوميدى لكى أخفف من وطأة صعوبة الشخصية.. وأكون طوال الحلقات على النقيض من الفنانة سوسن بدر، حيث نقدم شخصيتين مختلفتين وبينهما كثير من المشاكل.
كيف وجدتِ التعامل مع فريق العمل؟
إذا تحدثنا عن الفنانة الكبيرة سوسن بدر، فالتمثيل أمامها متعة كبيرة، وهذا العمل ليس الأول بيننا، فقد قدمنا معاً قبل ذلك «دويتو» ناجحاً من خلال مسلسل «البيت الكبير»، وجمعتنا مسرحيات كثيرة، وسعيدة جداً لأننا نلتقى من جديد من خلال مسلسل «حرب الجبالى»، للمخرج المتميز محمد أسامة، وتأليف سماح الحريرى وهى كاتبة أعشق كتابتها وأسعد جداً عندما أقدم دوراً ضمن أعمالها، حيث قدمت معها كثيراً من الأدوار الناجحة فى أعمال مهمة مثل «أيام» و«القاصرات».. والحقيقة هى خير من يعبر عن مشاعر المرأة وبأنماط مختلفة، ولذلك أدوارى فى أعمالها لا تتشابه على الإطلاق.
متى تمردت لقاء سويدان على أدوار الفتاة الجميلة الشيك؟
شعرى الأصفر ومظهرى بشكل عام، كان وراء تقييدى فى أدوار الفتاة الأجنبية والسيدة التى تخطف الرجال، وهذا التصنيف خنقنى وحجم موهبتى، إلى أن جاءتنى الفرصة مع الراحل الفنان الكبير نور الشريف من خلال مسلسل «خلف الله»، وظهرت من خلاله دون مكياج، وصبغت شعرى باللون البنى، ومن هنا بدأت فى تغير جلدى.
أين أنتِ من الغناء منذ فترة خاصة أن موهبتك به تستحق الظهور أكثر من ذلك؟
الغناء به الكثير من الصعوبات، فهو يحتاج وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً إلى أن يظهر المنتج الأخير، وبعد زواجى وإنجابى طفلتى جومانة، أصبحت هى فى صدارة أولوياتى واهتماماتى، وهو ما تسبب فى تعطيلى فى تلك الفترة، فضلاً عن أن الغناء يحتاج تكلفة مادية عالية بعض الشىء دون مقابل مادى يعادل المجهود الذى يبُذل، بسبب أعمال القرصنة.. والدليل أن كثيراً من المطربين توقفوا عن العمل، لكنى قدمت ألبوماً غنائياً عام 2010 بعنوان «فرحة حياتى»، وكان يضم عشر أغانٍ، وبعد ذلك قدمت أغنية سنجل للأم.. لكنى توقفت تماماً بعد وفاة شقيقى عام 2013. لديك رصيد كبير من المسرح خاصة الاستعراضى الغنائى..
حدثينا عن تجاربك به؟
أنا خريجة المعهد العالى للفنون المسرحية وعاشقة جداً للمسرح، وكان لى الشرف أن أحصل على عضوية المسرح القومى عام 2001.. وكان المخرجون يستغلون صوتى ولكن بشكل موظف وراقٍ فى تقديم المسرحيات، ولدى رصيد كبير من الأعمال على خشبته يصل لأكثر من 30 عملاً مسرحياً، وأهم الأعمال التى شاركت بها مسرحية «لا تسقط القدس» مع الأستاذ نور الشريف و«البكوات» و«زكى فى الوزارة» و«الأرض بتتكلم عربى» و«خالتى صفية والدير» و«حفلة تنكرية» وكان لى الحظ أن أتعامل مع أهم مخرجى المسرح مثل عصام السيد وناصر عبدالمنعم وفهمى الخولى.. وفى آخر مسرحية قدمتها وهى «سيد درويش» قدمت ست أغانٍ. فى تقديرك..
ما أهم الأعمال الدرامية التى صنعت اسم لقاء سويدان؟
قدمت مجموعة من المسلسلات التى تركت علامة فى مسيرتى الفنية، منها أعمالى مع الفنان عادل إمام، «أستاذ ورئيس قسم» و«صاحب السعادة»، وأيضاً مسلسل «قاتل بلا أجر» ومسلسل «خلف الله»، ولا أنسى أول مسلسل عرَّف الناس بى وهو «العطار والسبع بنات» وأيضاً مسلسل «القاصرات»، الذى غير شكلى وجلدى وأخرجنى من عباءة السيدة الشيك، وأيضاً مسلسل «البيت الكبير».
هل ترين تعليقات الجمهور على مواقع التواصل تعتبر معياراً حقيقياً لنجاح الفنان؟
أنا شخصياً لا أهتم كثيراً بتعليقات مواقع التواصل، ولا ألتفت إليها على الإطلاق، بل إنى أطلق عليها الـ«فيك»، أى أنه شىء غير حقيقى، والأهم عندى هو تعليقات الناس فى الشارع؛ لأنها حقيقية، وأنا بطبيعتى أحب التسوق بنفسى والذهاب إلى المصالح الحكومية والاحتكاك بالناس والتصوير معهم، فحب الناس نعمة كبيرة لا تقدر بثمن أشكر الله عليها. كيف ترين خطوة افتتاح دار رعاية الفنانين التى قامت بها مؤخراً نقابة المهن التمثيلية؟ الحقيقة، كان حدثاً جليلاً ومهماً جداً ويشغل تفكيرنا كفنانين؛ لأننا رأينا نجوماً كباراً قدموا روائع فنية عظيمة ولكن نهايتهم شهدت مآسى كبيرة، فلا أنسى الفنانة الكبيرة فاطمة رشدى التى تقدمت فى العمر بلا مال أو أولاد أو مأوى، وهو الأمر الذى ترك أثراً نفسياً فى جميع الفنانين، فقد كانت منتجة كبيرة ومخرجة وممثلة مسرحية وكاتبة سيناريو.. وغيرها ممن ظلموا من الزمن، فهذه الدار عمل إنسانى راقٍ، كان لى الشرف أن أشارك فى تقديم الافتتاحية له، وعلى أتم الاستعداد لتقديم أى مجهود لخدمة تلك الدار.. ومن المصادفة أنى كنت أتناقش مع النجمتين الجميلتين أنوشكا وبشرى قبل الافتتاح بدقائق فى فكرة إنشاء صندوق تمويلى للدار.
فاجأتِ جمهورك عام 2019 على مواقع التواصل الاجتماعى بالاعتزال.. ما السبب فى ذلك القرار؟
عشت عصراً زاهياً بأعظم نجوم مصر، مثل سعاد حسنى وأحمد زكى ونيللى وشريهان ويحيى الفخرانى ومحمود الجندى ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز ويسرا ونجوى إبراهيم وعزت العلايلى.. وأيضاً عملت مع أهم مخرجى مصر مثل محمد فاضل ويحيى العلمى، ولذلك عندما وجدت تخبطاً وعبثاً بالوسط الفنى من حوالى 4 سنوات وفوجئت ببعض النماذج المختلفة عن هذا قررت الاعتزال، وبالفعل بدأت حياة جديدة وعملت بمهنة التدريس بدولة الإمارات، حيث عملت مدرسة دراما فترة، ولكن وباء «كورونا» كان سبباً فى عودتى إلى القاهرة مرة أخرى.
وما سبب عودتك للفن مرة ثانية؟
الحقيقة أن عودتى إلى مصر كانت عودة للفن دون أن أشعر، فقد تلقيت عروضاً للاشتراك بمسرحيتين ووجدت نفسى أوافق دون أن أدرى، وبالوقوف على خشبة المسرح انتابنى إحساس جميل كأنى عدت إلى بيتى من جديد وأننى لم أعتزل دقيقة واحدة، ويكفى أننى اكتشفت حباً كبيراً من الناس حولى يعترضون على فكرة الاعتزال وأيضاً زملائى من الفنانين الذين رفضوا فكرة اعتزالى وحاولوا كثيراً إثنائى عنها، ومنهم الجميلة بشرى التى كانت تحدثنى كثيراً وتؤكد لى رجوعى، وأستاذى الدكتور أشرف زكى، وأيضاً ندى بسيونى وهانى رمزى وكانوا يقولون لى «هترجعى لأنك معجونة فن».
ابنتك جومانة شاركت فى مسلسلى «أولاد ناس» و«ضد مجهول».. مارأيك فى أولى خطواتها الفنية؟
هى تدرس اقتصاد وعلاقات دولية، ولم أسعَ يوماً لدخولها المجال الفنى ولم أتوسط لها فى ذلك، ولكنى كنت يوماً كنت فى أحد الحفلات لتكريم بعض الأعمال الفنية، وكان الأستاذ طارق رفعت مخرج «ضد مجهول» موجوداً، فتحدث معها واقتنع بها، وعرض عليها الدور، لكنى رفضه بشدة؛ لأنه دور مهم داخل العمل وهى لم تمثل من قبل، وهذا له مخاطر عليها، لكنه أكد لى أنها ستجسد الشخصية بأحسن صورة.. والحقيقة عندما رأيتها على الشاشة فرحت جداً وانبهرت بتمثيلها لأن لديها حضوراً وكاريزما، وبالمناسبة فهى أصلاً كانت بطلة فى مسرحيات المدرسة.. تغنى وتمثل وترقص.
حدثينا عن لقاء سويدان الإنسانة.. وما أهم شىء فى حياتها؟
أنا شخصية قوية تبحث عن السعادة، ولا أسمح للحزن واليأس أن يتسرب إلى داخلى، وأشكر الله دائماً على كل النعم، وأيضاً على المآسى التى واجهتها، وقادرة بكل إيمان أن أتجاوز الصعاب والمحن، وأهم شىء فى حياتى أمومتى وابنتى جومانة فهى رقم واحد فى حياتى، فلم أتركها لحظة، حتى إن البعض يطلق علينا «التوأم الملتصق».