حققت الدراما التليفزيونية القصيرة نجاحاً كبيراً على المستوى الدرامى والعمل الفنى مؤخراً، ونتج عنها الكثير من الأعمال التى أحبها الجمهور، وهو ما جعلها تنتشر يوماً بعد يوم على القنوات وعبر المنصات الإلكترونية، لتفرض نفسها بقوة. ونحن على أتعاب قدوم شهر رمضان، وهو الموسم الدرامى الأكبر ينتظر عشاق الدراما، عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية ذات الـ15 حلقة، والمقرر عرضها فى هذا الموسم.. حول تلك القصية وهل ستنجح هذه النوعية للعرض فى رمضان، نستطلع رأى عدد من مصادرنا الأعزاء فى التحقيق التالى... يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين: تعد المسلسلات التى تتكون من 15 حلقة، التى تقدم فى رمضان بمثابة عودة للماضى، فقديماً كانت الدراما فى رمضان تقدم هكذا، من خلال مسلسل يعرض فى النصف الأول من الشهر، ومسلسل فى النصف الثانى منه، وكانت المسلسلات التاريخية أو الاجتماعية الطويلة فقط هى التى تعرض على مدار الشهر كله مثل مسلسل (الفرسان) على سبيل المثال، حتى سنة 2000، ثم تغيرت الدراما وأصبحت مكونة من ثلاثين حلقة. ويوضح: المسلسلات القصيرة لها سمات مميزة، فأحداثها سريعة، بالإضافة إلى أن نهايتها تكون بداية لدراما أخرى، فيشعر المشاهد بالتجديد، ولا يشعر بالملل. ويضيف: يعتبر السبب الرئيسى فى زيادة عدد الحلقات إلى 30 حلقة هو عنصر الإعلانات، فالمسلسلات فى رمضان تباع بالساعة، وهو الأمر الجيد لصالح المنتج، ولكنه أحياناً يضر العمل الدرامى بسبب المط والتطويل فى الأحداث، لذلك أنا أعتقد أن عودة هذه المسلسلات بمثابة عودة للمسار الصحيح. وتقول الناقدة خيرية البشلاوي: معظم النصوص لا تحتمل أكثر من 15 حلقة، وهى المدة الكافية التى تمنحنى عملاً مميزاً يعالج الموضوع بشكل جيد، بعيداً عن المط والتطويل المتعمد من قبل المنتجين، الذى كنا نعانى منه فى الفترات السابقة، كما أن فكرة الـ15 حلقة ستقدم مسلسلات أكثر وفرصاً جديدة لشاب وأيضاً لنجوم غابوا عن العمل لفترة، وأيضاً فرصة للمشاهد فى رؤية أعمال متنوعة، وأنا من جانبى أفضل هذه المسلسلات القصيرة، ولكنى أنظر إلى النص والموضوع المعالج أولاً. وتوضح الناقدة عزة هيكل، قائلة: أعتقد أن المسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة ستغزو رمضان بشكل كبير، وذلك لعدة أسباب أهمها أن الكتاب لدينا أصبحوا غير قادرين على كتابة نص طويل، لذلك لجأوا لكتابة الحكايات القصيرة التى تنتهى فى حدود 15 حلقة، كما أن المنصات الإلكترونية التى تعرض تلك الأعمال تعتمد أيضاً على تلك النوعية من الأعمال القصيرة، وأيضاً التكلفة الإنتاجية لمسلسل مكون من 30 حلقة تكون كبيرة، لذلك فأنا أرى أن الفترة المقبلة ستشهد غزواً من الأعمال القصيرة. وتؤكد المخرجة رباب حسين أن موضوع المسلسل والنص هما المتحكمان فى نجاح المسلسل أم لا، بغض النظر عن كونه مسلسلاً قصيراً أم طويلاً، مضيفة: «لا أعتقد أن فكرة المسلسلات القصيرة مناسبة للعرض فى الموسم الرمضانى، فإذا تابع المشاهد مسلسلاً من ثلاثين حلقة ثم عرض عليه مسلسل آخر قصير فلن يشاهده؛ لأنه تعلق بأحداث وأبطال العمل الذى شاهده أولاً. ومن جانبه يقول المؤلف نادر صلاح الدين: فكرة المسلسلات القصيرة قدمت فى رمضان الماضى، وحققت نجاحاً كبيراً، كما أنها ستقدم فى الماراثون الرمضانى لعام 2023، وهى تجربة جيدة جداً، لكن الأمر يعود فى النهاية إلى النص ذاته، فهو الذى يحكم تلك المسألة وليس احتياج القناة، وأنا أرى أن هذا الأمر تحديداً يرجع لمؤلف النص، فهو من يقرر مدة عرض المسلسل. ويوضح المؤلف صلاح خليفة: أن تلك الأعمال القصيرة ليست فكرة جديدة، ولكنها قديمة وبدأت تعود مرة أخرى لتقدم فرصاً رائعة لانتشار العديد من الأعمال الدرامية لمناقشتها، وكما أن تقدم فرصاً كثيرة للممثلين الشباب وأيضاً النجوم الغائبين منذ فترة، وأعتقد أن المجهور أصبح متابعاً جيداً لهذه المسلسلات؛ لأنه مل من التطويل فى الأحداث من دون داعٍ، فأنا أعتقد أنها ستنتشر فى كل سباق رمضانى وستحقق نجاحاً كبيراً.