الهند .. بلد المليار مواطن، فهى تحتل المرتبة الثانية فى العالم من حيث عدد السكان ، حيث تضم حوالى خُمس إجمالى سكان العالم، ومن المتوقع أن تصبح أول دولة يسكنها أكثر من 1.5 مليار شخص بحلول عام 2030، ومن المقرر أن يصل عدد سكانها إلى 1.7 مليار بحلول عام 2050، وقد ترجمت هذه الأرقام من خلال السينما فى الهند بشكل كبير من خلال النتائج السلبية لهذا التضخم السكانى بأشكاله المختلفة والتى تحول دون وصول النتائج التنموية التى تبذلها الدولة لتحسين حياة المواطن هناك إليه، فى محاولة للفت الأنظار لضرورة التصدى لهذه المشكلة، كما نتعرف على هذا تفصيلياً. من تلك الأفلام

فيلم Hindi Medium للنجم الراحل عرفان خان والممثلة الباكستانية صبا قمر والذى يتناول وضع المدارس الحكومية والتي يزيد فيها عدد الطلاب فى الفصول بشكل كبير، كما أنها لا توفر التعليم الجيد للأطفال بسبب الأعداد الزائدة، وما يتكلفه الأهالى مادياً ومعنويا حين يحاولون دفع أولادهم للتعليم، وأيضا محاولات الاهالى فى البحث عن فرص افضل لأولادهم من خلال المدارس العريقة الخاصة.

 

مشكلات التعليم أيضا تناولتها الفنانة رانى موكيرجى من خلال فيلمها Hichki حيث كانت مدرسة لفصل من الطلبة فى مدرسة خاصة وقدمت مشكلاتهم فى حياتهم الخاصة وشكل المنطقة التى يعيشون بها وشكل منازلهم، وأن هناك منهم من يعمل فى فترة الظهيرة بعد المدرسة لمساعدة أهله، ومنهم من لا يؤمن بأهمية الدراسة إلى أن تمكنت من التخلص من كل مشكلاتهم ومساعدتها فى تقديمهم بشكل أفضل للمجتمع .

 

وهناك أيضا فيلم Qarib Qarib Singlle بطولة أيضا عرفان خان والممثلة بارفاثى ثيروفوتو إحدى نجمات السينما المالايالامية والتاميلية – سينما جنوب الهند- والذى يؤكد أنه مع الزيادة السكانية ووجود العديد من الأرامل والمطلقات فيلجأون إلى مواقع الإنترنت للتعارف على الجنس الآخر ربما يجدون فرصة ثانية للحياة مع زوج أو زوجة.

أما فيلم Dangal للنجم عامر خان فيعرض فكرة الأب الذى يتسبب فى وجود 5 بنات فى المنزل لمجرد أنه يحاول إنجاب ذكر ليكون خليفا له فى ساحات المصارعة، إلى أن يحول بناته لمصارعات رغما عنهن،

كما عرض أيضا فى فيلمه Secret Superstar فكرة العنف الجسدى الذى يمكن أن يحدث للمرأة من زوجها بسبب ضغوط الحياة على الأسرة الفقيرة.

 

وهناك العديد من الأفلام التى تستعرض حالة المنازل والمعيشة التى يعيشها بعض الهنود فى بعض المناطق منها فيلم Sui Dhaaga بطولة فارون داوان وانوشكا شارما، والذى يظهر عالما بالكامل من العمال الذين يبحثون عن فرص عمل ويجدوها بصعوبة نتيجة لزيادة السكان.

أيضا من خلال فيلم Super 30 والذى استعرض حياة ساعى بريد والحياة التى يعيشها فى منزل صغير مع أولاده وعدم قدرته على مساعدة ابنه فى الوصول إلي الجامعة التى يريدها بعد اعتراف العالم أجمع بأنه عبقرى فى الرياضيات وهو الفيلم الذى قام ببطولته ريتيك روشان واستعرض من خلاله المئات من النوابغ ولكنهم يعملون فى أعمال يتم وصفها بالضئيلة، كما يقدم صورة للأبوة بشكل مختلف فمنهم من يحاول مساعدة أولاده ومنهم من يحبطهم ويحثهم على العمل فى سن صغيرة والابتعاد عن الدراسة بحجة أنهم يساعدونهم على الحياة. ومن خلال فيلم Holiday: A Soldier Is Never Off Duty قدم النجم أكشاى كومار كيفية وجود العديد من الخلايا الناعمة المنتشرة فى بعض الشوارع والأماكن المزدحمة أو كما يطلقون عليها الشعبية دون معرفة من حولهم بما يقومون به، خاصة وأن هناك العديد منهم الذين يسهل التأثير عليهم من قبل بعض المنظمات الإرهابية وغيرها من الأمور التى تتسبب فى ضرر للمجتمع،

 

وهناك الكثير من الأفلام الهندية التى تتناول نفس الامر ومدى انتشار هؤلاء الأشخاص نتيجة لزيادة عدد السكان ومنها فيلم India’s Most Wanted، بطولة ارجون كابور، وأيضا فيلم Code Name: Tirangata بطولة برانيتى شوبرا. ومع منظومة الزواج المتبعة نتيجة التعداد السكانى الضخم فهناك “وكيل الزواج” أو ما نطلق عليه هنا “الخاطبة” وفى الهند لا يقتصر الأمر على النساء فقط بل والرجال أيضا حيث يقومون بهذا الدور، وأحيانا يتم الاعتماد على مواقع الإنترنت

 وهناك العديد من الأفلام التى تقدم هذا الأمر ليتم التعارف بين العديد من الأسر ليتم الزواج، منها أفلام مثل” Humpty Sharma Ki Dulhania لعلياء بهات وفارون داون”، واللذان قدما معا أيضا فيلم Badrinath Ki Dulhania والذى يتناول طريقة الزواج وتعامل أهالى الزوج مع زوجة أبنائهم، وبعض التقاليد والعادات السلبية التى تسود أحياناً المجتمع، Mere Brother Ki Dulhan بطولة عمران خان وكاترينا كييف والباكستانى على ظفر.

أما فيلم Belal Vs Tara والذى تناول قيام الفتاة باختيار زوج من على موقع على الإنترنت ولكنها تكتشف مع الأحداث أنه محتال ويسرق أموالها، وفيلم Shubh Mangal Saavdhan بطولة ايوشمان كورانا وبومى باندكر والذى يتناول أيضا فكرة طلب الزواج من خلال الإنترنت، ولهما أيضا فيلم Dum Laga Ke Haisha، وإن كان هذا العمل يتناول نظرة المجتمع للشاب غير المتعلم وكيف تقل فرص زواجه على عكس المتعلم، وأيضا فيلم Ginny Weds Sunny، وفيلم Daawat-e-Ishq والذى توجه فيه فتاة الدعوة إلى الشباب للزواج منها عن طريق الإنترنت وتظهر عملية نصب تقوم بها ووالدها بسبب دفع المهر من قبل الفتاة للزوج، وهو ماتقوم بأمر مشابه له النجمة سونام كابور فى فيلم Dolly Ki Doli عندما تتزوج وتهرب ليلة الزفاف. لم تتمكن السينما الهندية من مناقشة حالات التضخم السكانى بشكل واضح وبخاصة فيما يتعلق بتأثير هذا على وصول عوائد التنمية وجهود الدولة المستمرة على حياة المواطن لتحسينها، إلا أن المخرج البريطانى دانى بويل قام بذلك من خلال فيلمه “المليونير المتشرد” والذى أظهر فيه بعض المنازل التى تعيش فيها أسر أكثر احتياجاً فى الهند، والأزمات فى سبل الحياة حولها بشكل عام والعديد من الأمور التى يعانون منها، ولكن السينما الهندية قامت بتغطية النتائج السلبية من الزيادة السكانية، ومنها قلة فرص العمل.