لم تكن الموهبة شفيعاً للكثير من الفنانين ليستطيعوا العبور من بوابة النجومية والبطولة، فظلوا طوال مشوارهم الفنى فى الخفاء، ربما يعرف الكثيرون ملامحهم، ولكن لا يتذكرون حتى أسماءهم، على الرغم من أنهم قد حظوا بقدر كبير من الموهبة والإتقان.
تسلط «الكواكب» الضوء على نجوم لا يعرفها أحد لنذكّر بهم الجمهور ونعرف كواليس حياتهم، واليوم نتحدث عن إحدى النجمات خلف الأضواء، الفنانة فردوس محمد، التى كانت ملامحها هى جواز سفرها لقلوب الجمهور، كانت أماً لكل من عرفها، وشعر كل متفرج أنها أحد أفراد أسرته.
حظيت فردوس محمد بحب كل النجوم والنجمات الذين عملت معهم رغم كونها من حيث حسابات النجومية لم تكن نجمة، أى لم تتصدر صورتها يوماً أفيش أحد الأعمال، ولكنها كانت نجمة فى قلوب الجميع.
كانت فردوس تقطع التصوير أثناء الصلاة، وأبلغت الأطباء أثناء مرضها الأخير، برغبتها فى نزع الأجهزة الطبية لتتمكن من الوضوء والصلاة.
سافرت معها للعلاج الفنانة الراحلة فاتن حمامة إلى سويسرا على نفقتها الخاصة، واعتذرت عن ثلاثة أفلام بسبب سفرها معها، بل وكتبت رثاء فى وداعها.
لم يشهد الوسط الفنى بأكمله وعلى مر تاريخه مساندة لمرض فنان، مثلما حدث مع فردوس محمد، التى تبادل كل من الفنانات فاتن حمامة وشادية وصباح وماجدة وهند رستم ونادية لطفى، الأيام فى رعايتها بالمستشفى.
وتوسطت لها أم كلثوم، ليصدر لها قرار بعلاجها فى سويسرا على نفقة الدولة، وهو ما يعتبر أسرع قرار لعلاج على نفقة الدولة، والذى لم يستغرق سوى مكالمة هاتفية للرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وجاءت الوفاة يوم 22 سبتمبر 1961، وكان فى استقبال الجثمان عبدالحليم حافظ ، الذى قال عنها: «اليوم فقط ماتت أمى فردوس محمد»، ودخل فى نوبة بكاء وانهارت شادية من البكاء مع جمع كبير من الفنانين فى استقبال الجثمان، منهم يحيى شاهين وشكرى سرحان ورشدى أباظة وفريد شوقى.