الإثنين 29 ابريل 2024

هل تراجعت الدراما الخليجية؟

الدراما الخليجية

3-3-2023 | 11:23

أميمة أحمد
تشتد حدة المنافسة فى كل عام بين الأعمال الدرامية من كل الجنسيات واللغات، سواء المصرية أو السورية أو اللبنانية، حتى أن بعض الأعمال غير العربية مثل الكورية والهندية وجدت لنفسها موطئ قدم وأخذت فى التنامى عبر شاشات الوطن العربى، فى الوقت الذى تتراجع فيه الدراما الخليجية إلى حدا ما عن الخريطة الفنية العربية، لتأخذ موقف المتفرج من بعيد. ما بين صعوبة اللهجات وتعطل الإنتاج بسبب جائحة «كورونا»، وغيرها من الأسباب ناقشنا، فى التحقيق التالى، عدداً من النقاد لاستبيان رأيهم ومعرفة أين تقف الدراما الخليجية على الخريطة الفنية العربية وسبب اختفائها فى الفترة الأخيرة... فى البداية أشار الناقد الفنى طارق الشناوى إلى أنه لم يكن هناك فى يوم من الأيام طوال التاريخ اكتساح شعبى لمشاهدة الدرامات الخليجية، مثلما حدث مع الدراما الهندية أو السورية، مرجعاً السبب فى ذلك إلى أن الذائقة المصرية بطبعها لم تتعود كثيراً على الدراما الخليجية، ولا المغربية، فلم نتعود على التعاطى معها بشكل لائق مثل الدراما اللبنانية أو السورية المنتشرة جداً فى الوطن العربى؛ لأنهم يقومون بدبلجة أعمالهم بطريقة احترافية فأصبح التعاطى مع اللهجة الشامية أسهل بكثير، ولكن مع الأسف الأذن المصرية حتى الآن لم تتعود على اللهجة الخليجية، وهو ما اعتبره الشناوى خطأ من وجهة نظره, مؤكداً فى الوقت ذاته أن هناك تطوراً فى الدراما الخليجية، خاصة فى المملكة العربية السعودية، بعد أن أصبح المجتمع هناك أكثر تحرراً، وهذا أثر بالإيجاب على الحالة الدرامية. من جانبه يقول الناقد والمؤرخ الفنى محمد شوقى: لم تأخذ الدراما الخليجية حقها من الشهرة والتفاعل مع الجمهور المصرى؛ نظراً للهجة الخليجية البعيدة بعض الشىء عن المصريين، على عكس اللهجة الشامية، ومن هنا صار من الصعب أن تلقى تلك الأعمال نجاحاً فى مصر، بجانب الأعمال المغربية والتونسية والجزائرية؛ بسبب صعوبة لهجاتهم، وكانت الأقرب إلينا دائماً الأعمال اللبنانية، التى كما يقال عنها «مهضومة»، نحب أن نسمعها، خاصة فى الدرامات التاريخية. وأكد شوقى: أعتقد أن الدراما الخليجية ليس لها تأثير إطلاقاً على الشارع المصرى, فأنا لا أتذكر أننى رأيت مسلسلاً خليجياً مشهوراً إلا «باب الحارة» و«شبابيك» حتى الممثلين الخليجيين والأغانى الخليجية لم يكونوا مشهورين أبداً، فأعمالهم موجهة فقط لمنطقة الخليج, فهم دائماً يعبرون عن أشياء لا تهمنا كثيراً. واختتم قائلاً: من وجهة نظرى أن الدراما الخليجية محتاجة دعماً مصرياً عن طريق الاندماج بين الفنانين المصريين والخليجيين، حينها سنتعود عليهم ونحب درامتهم. وتحدث الناقد الفنى أحمد سعد الدين عن الدراما الخليجية مؤكداً أنها تتمتع بمكانة كبيرة حتى الآن ولها جمهورها، ولكن داخل حدودها، مشيراً إلى أنها تطورت بشكل كبير سواء فى السيناريو أو تقنيات العمل أو فى الفنانين أنفسهم، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. مضيفاً أن جائحة «كورونا» كان لها تأثر كبير على الاستديوهات الخليجية وعلى كم الإنتاجات الخليجية التى تقلصت، فبدلاً من إنتاج عشرة مسلسلات أصبح العدد ثلاثة فقط، ومع الازدهار الذى حدث فى الدراما المصرية هذه الفترة أصبحنا مهتمين بها فقط, ولم يكن هناك التفات كبير للدراما الخليجية.