9-3-2023 | 14:18
أميمـة أحمد
بعد موكب المومياوات الملكية ، الحدث العظيم الذى أقامته مصر شعرت وأن العالم كله يتحدث عن روعة حضارة بلادنا وتاريخها وآثارها، وبالحديث مع أصدقائى غير المصريين، قالوا لى لم نكن نعرف أن مصر فى غاية الروعة والجمال لذلك قررنا أن نزور مصر قريبا، فقلت فى نفسى هل الدراما والمسلسلات المصرية لم تكن تظهر مصر بكامل روعتها فجميعنا نعرف أن السينما والتليفزيون هما النافذة التى يرانا العالم من خلالها ، فنحن نشاهد الأفلام والمسلسلات الهندية ونرى فيها جمال الطبيعة هناك والتى طالما أردنا أن نزورها لنستكشف ذلك بأنفسنا، ودائما ما كنت أشعر أن باريس هى مدينة الحب وخاصة بعدما شاهدت فيلمى المفضل «منتصف الليل فى باريس» وتمنيت يوما أن أسافر إلى كوريا بسبب ما تظهره الدراما الكورية من جمال طبيعة سكانها وبيوتهم الأثرية، وتذكرت أيضا المسلسل المصرى «جراند أوتيل» المسلسل الهادئ الخلاب، الذى تم تصويره فى مدينة أسوان الجميلة والذى روج للمدينة بأكملها بسببه جاء السائحون من كل أنحاء العالم لمشاهدة جمال أسوان، هذا بجانب فيلم «شورت وفانلة وكاب» الذى تم تصويره فى مدينة شرم الشيخ وحينها لم تكن مشهورة وبسبب الفيلم أصبح السائحون يتهافتون عليها كل عام.
وطبعا جميعنا لا يستطيع أن ينسى الفيلم العربى الشهير «غرام فى الكرنك» وهو أول فيلم مصرى ملون قدم دعاية غاية فى الإبداع لمدينة الأقصر من خلال تصويره داخل المعابد والمتاحف وبخاصة من خلال الأغنية الأشهر «الأقصر بلادنا بلد سواح» وهى الأغنية التى يتغنى بها السائحون من كل أنحاء العالم كلا بطريقته الخاصة، ولم يكن يعلم البعض الطبيعة الخلابة لمدينة مرسى مطروح وأنها من أهم الأماكن الجميلة المشهورة فى مصر، إلا بعد فيلم «شاطئ الغرام» حيث أصبح يتوافد عليها المصريون وغير المصريين للجلوس على صخرة ليلى مراد والتمتع بالطبيعة الخلابة، وهناك أيضا مسلسل «لعبة نيوتن» الذى عرض داخل السباق الرمضانى هذا العام ورأينا فيه جمال مدينة الفيوم تحديدا قرية تونس، ورغم كل هذا فمازالت الدراما والفن بصورة ما لم يظهر عظمة السياحة فى بلادنا وأماكنها الجميلة فالأمر مازال يعد محدودا ويعد علي الأصبع وعن هذا يقول فى البداية يقول محمد شوقى الكاتب والمؤرخ الفنى: لا شك أن السينما المصرية عبّرت عن الأماكن السياحية الجميلة فى مصر وكانت أول من يقدم هذه النوعية من الأفلام، ومن الأفلام المهمة جدا «فيلم صراع فى الوادى» لفاتن حمامة وعمر الشريف، وهذا الفيلم تحديدا منذ بداية أول مشهد لآخره استطاع يوسف شاهين خلاله أن يوظف آثار مصر فى الأقصر وأسوان كأحد أبطال الفيلم وخاصة مشهد نهاية الفيلم وحينها كانت أكبر دعاية لمدينة الأقصر وأسوان وخاصة أن الفيلم عُرض فى أكثر من دولة عربية وأجنبية ومهرجانات دولية،
وأيضا الفيلم الذى أعتبره أنا قمة فى الإبهار فيلم «أرض الأحلام» بطولة مديحة يسرى وهو الفيلم الذى أظهر الأقصر وأسوان أيضا بكل روعتها من المناظر الطبيعية الخلابة والنيل والمراكب الشراعية والآثار، وبعد عرض هذا الفيلم جاءت طائرات محملة بالكثير من السائحين لأنه عُرض فى الخارج وحصد جوائز كثيرة، وهناك أيضا فيلم الحقيقة العارية وهو الفيلم المهم جدا الذى تحدث عن السد العالى وخزان أسوان، وأيضا فيلم «شاطئ الغرام» الذى تم تصويره فى مطروح والتى كانت لا يعلم بشأنها أى شخص حتى المصريين أنفسهم ورغم أن صناع الفيلم لم يقصدوا الترويج لمطروح إلا أنه حدث ذلك وأحدث ضجة من حينها إلى الآن وهو الفيلم الوحيد الذى تم إطلاق اسم شاطئ عليه وتعتبر صخرة ليلى مطروح بمثابة مزار سياحى، وحقيقة أتمنى أن ترجع السينما والدراما المصرية إلى سابق عهدها وتبرز مناطقنا السياحية الخلابة.
وتقول الناقدة السينمائية الأستاذة فايزة هنداوى، أعتقد أن المشكلة والتى بسببها تقل هذه الأعمال هى التصاريح، فأى منتج يريد أن يقوم بالتصوير فى أى مكان سياحى يجب أن يأخذ تصريحا وذلك يستهلك وقت ليس بقصير وقد يعرقل عجلة تصوير الفيلم ككل، لذا أعتقد أن العمل علي وجود مكان واحد تابع لوزارة الثقافة يتم الحصول منه علي هذه التصاريخ سيوفر الكثير من الجهد والوقت على العاملين فى المجال الفنى وسينجحون بهذا فى تقديم العديد من الأماكن السياحية فى أعمالهم فمن وجهة نظرى أن بلادنا جميلة جدا وبها العديد من الأماكن الذى سيكون فيها أجمل أماكن للتصوير، فإذا تخيلنا أن هناك فيلما يحكى عن مدى روعة مصر وآثارها كيف سيكون وأعتقد أن التكلفة العالية علي المنتجين فى هذا الإطار هى أيضا سبب فى قلة الأعمال، وأعتقد أن هذه الأفلام أو المسلسلات غاية فى الأهمية لأنها ستروج لسياحة بلادنا فقديما كنا نشاهد المسلسلات التونسية وكنا ننبهر بمدى جمال تونس ونرغب فى زيارتها وكل البلاد هكذا فالتليفزيون والسينما بوابة لرؤية العالم.
من جانبها تقول الناقدة ماجدة موريس: أرى أن سبب قلة هذه الأعمال هى قلة الوعى بأهميتها إلى جانب التأليف الجيد فإذا أردنا التصوير فى مكان سياحى يجب أن يحتوى نص الدراما فى سياقه على هذا المكان أو قصة تتمحور حوله، إلى جانب الإنتاج أيضا، فهى مسألة وعى بالدرجة الأولى لأهمية هذه الأماكن والترويج لها، فمثلا فيلم إجازة نص السنة الذى قدمته فرقة رضا حول معالم الأقصر وأسوان قدمها بشكل جميل جدا يحتفى بالمكان، وأيضا الفيلم العبقرى الذى قدمه يوسف شاهين «إسكندرية ليه» قدم الإسكندرية بشكل مبهر من خلال الميناء والشواطئ وكانت مدينة الإسكندرية بطلة الفيلم، ونحن فى مصر لدينا الكثير من الأماكن الجميلة مثل السيدة زينب ومنطقة الغورية وأصبح هناك أيضا الكثير من الأماكن الجديدة، لذا أتمنى أن يكون لدينا الوعى الكافى لنقدر قيمة هذه الأماكن.
وتقول المخرجة رباب حسين: أنا أرى أننا لدينا الكثير من الأعمال التى أظهرت جمال بلادنا، وأنا على سبيل المثال من المخرجين الذين يحبون أن يظهروا هذه الأماكن فى كافة أعمالها إذا أتيحت الفرصة، وهناك الكثير من الأعمال التى صورت فى شرم الشيخ علي سبيل المثال، ولكن كونها محدود يرجع فى رأيي إلى الكتابة والتأليف، وأنا أرى أن مصر أيضا بطبيعتها أصبحت أجمل وتحتوى على منشآت عالمية وكبارى ومتاحف جديدة أتمنى أن نريها للعالم.
ويرى المؤلف د. باهر دويدار: أننا مقلون جدا فى هذه النوعية من الأفلام أو المسلسلات، وأن التليفزيون أو السينما هى وسيلة مرئية للترويج للدولة وللأماكن ولطبيعة السكان وللسياحة، ويقول : قديما كنا نهتم بذلك ومع بداية الألفينيات بدأ التقصير، وأصبحت الدراما تركز أكثر على السلبيات وهذه خطأ لأنه يخلق صورة ذهنية خاطئة عن بلادنا ففى هذه المرحلة بلادنا تتطور أكثر عاما عن عام وتتغير للأحسن وأصبح بها الكثير من المنشآت الجديدة المبهرة وعلينا أن نستغل ذلك ونقدم هذه الأماكن بكثرة فى هذه الأعمال من جديد، وأيضا علينا مراعاة صورة المواطن المصرى فالمواطن المصرى شخص جيد وطيب ومرحب جدا بالضيافة عكس ما تظهره الصورة الدرامية، وإذا انتبهنا لذلك وعملنا عليه سيعود علينا بالنفع من ناحية السياحة وأيضا الاستثمار فى البلد ككل.