الجمعة 26 ابريل 2024

"عم" صلاح عبدالله

22-3-2023 | 19:21

الكتابة عن " عم" صلاح عبدالله، ليست بالسهولة التى يتصورها البعض لأسباب كثيرة ،منها هو قارىء نهم ،- وفنان مثقف- رغم عدم مسئوليته عن تلك العبارة الرنانة التى التصقت به ،والتى يستحقها وأفضل من يعبر عنها الحقيقة،بخلاف أنه "حبيب الكل" ،و"مين زيه مين"،"عملة نادرة" فى عالم الفن والثقافة – إن جازالتعبير-،وبخلاف ذلك كله ،هوصديق قديم محبب إلى قلبى جدا،وشهادتى فيه مجروحة ،ولذلك حينما شرعت فى الكتابة عنه عندما جلى فى خاطرى..ومخزونى الخاص به الداخلى ألح علىّ فى خروج كلماتى وجملى المتواضعة عنه – والمبدعون الحقيقيون يعلمون جيدا مغزى كلامى – وأعتقد أن الرسالة وصلت ،بخلاف محبيه فى كل مكان ،وبخاصة "السر" فى إطلاق اسم الـ "عم" التى تسبق اسمه ،عليه ،منذ مايقرب من أكثر من عشرين عاما رغم صغرسنه وقتها بالمقارنة بزملائه فى المهنة..وبين الناس العاديين،حتى هناك من يكبره سنا ،ويناديه حباواحتراما بـ"العم صلاح"،لن أفصح عزيزى القارىء عن"السر"وراء تلك الحكاية، فهو أفضل من يتحدث عنها ،بخلاف أعماله الرمضانية القادمة الجديدة،ورأيه الصريح بعد أن تخلى "نجيب الريحانى" عنه،وخلع عباءته للأبد،.."عم صلاح" تاريخ طويل من النضال الفكرى والعملى والتوعوى،لن يصل إلى ماوصل إليه هكذا،بل بالمثابرة والجهدوالتعب والعمل ،..ولأنه "ابن بلد" فهومحبوب من الصغيرقبل الكبير،يعى تماما مايقدم عليه،و- ماله وماعليه-،ومفردات كلماته وأقواله المأثورة والزجل والشعر الذى أصبح عامودا أساسيا فى حياته،كلها خبرات متراكمة ،أصقلته وجعلته فى هذه المكانة الفنية الكبيرة،وفى رأيى المتواضع هو"رمانة الميزان" لأى عمل فنى جديد،بل "صانع الألعاب" و"محرزالأهداف" أيضا -الذى لاغنى عنه-.. وإليكم مادارا بينى وبينه فى آخر لقاء جمع بيننا فى تلك السطور..سألته:هل أنت راض عن مشوارك الملىء بالنجاحات الكبيرة..فأجابنى بقوله:ده سؤال صعب..على أى فنان،أحياناأشهر بأني راضٍ جدافى أغلب الأوقات و أستشعر أن ربنا منحنى أكثر مما أستحق،وفى المرات القليلة الأخرى أقول لنفسى كان بالإمكان تحقيق أكثرمن ذلك،أعد لك الإجابة من زاوية أخرى..أومن تانى..بمعنى:لوقلناإن اليوم24ساعة ،ممكن فى ساعة أحس أنى ماحققتش إللى أستحقه،أوأحقق أكثرمن ذلك،وفى الـ23ساعة باقى اليوم لدىّ قناعة ورضابفضل الله،أن المولى عزوجل أعطانى أكثرمما أستحق،وهذه هى الحقيقة ونعمة كبيرة من ربنا تدل على تركيبتى الشخصية ،..وردا على قولى له..شايف نفسك فنان مهم؟فصمت لبرهة من الوقت وهويمعن التفكيرجيدا – على طريقة عالمنا الجليل د.زويل فى "فيمتو ثانية" - أكد بأن إجابته فى السؤال السابق هى نفسها إجابته على هذا السؤال..مفسرا :هتفرق فقط فى عدد الساعات على مدار اليوم!..وأضاف قائلا:- خلال 12ساعة يكون بداخلى إحساس بأننى بقيت "فنان مهم"،والـ12ساعة الأخرى خلال اليوم "أنا فنان عادى"،يلعب فى منطقة الوسط،والحمدلله "رضا"بمعنى أنى بشتغل.."بعمل أدوار مهمة،يمكن دلوقت مابقتش كده بنفس الكم بحكم تقدم السن،والظروف الصحية"،إنما خلال مشوارى المتواضع قدمت أعمالاكثيرة متنوعة بفضل الله،وكنت خلالها" الرجل الثانى أوالثالث "فى الأهمية،ولم أكن البطل المطلق،- وهذه المرحلة أنت كنت شاهداعليها يا"طارق"- وتعى كلامى جيدا،يعنى عمل فنى يكون البطل والبطلة ومن بعدهم "صلاح عبدالله"، فأقاطعه قائلا:"كنت رمانة الميزان ومحورالأحداث ..ومؤثرا داخل العمل"،فيستكمل كلامه قائلا:-الحمدلله..حتى معظم الأدوار التى أقدمها حالياحتى لوضيف شرف فى عمل فنى مامن خلال مشهدأومشهدين بيكون مؤثرجدافى الدراما التى تبنى عليه..وهناسألته:شايف أن الفنان لابدوأن يكون مثقفا؟..فيقول:كلمة "مثقف"بنختلف فى تفسيرها ،ودائمامايأتى على الخاطرعندقول كلمة"مثقف"تعنى أنه قارىء نهم ..وهكذا، وفى مجالات متنوعة،ومختلفة،..إنما هناك ثقافة أخرى..حياتية،عملية،تتمثل فى "الرصد"،والخبرة فى التعامل.."جهازتسجيل متحرك وكاميراتسجل الأحداث"،هذاهوالمخزون الحقيقى فى رأيى المتواضع،كماأننى لاأستطيع أن أدعى بأننى فنان مثقف،أشعربأن الكلمة أكبرمنى ،رغم أن هذا مايقال عنى دوما،"الفنان المثقف..الشاعر"،ولكن "الوعى" – كماتقول- شيء آخرتماما،وعلى حسب الفنان هل هواكتشف الموهبة متأخرة.."وواحد زى حالاتى وعى على الدنيالاقى نفسه بيمثل،وبيكتب أعمالا يقدمها للجمهور"،بالتأكيد كل ماسبق ذكره يفرق كثيرا".. -هنايوجه كلامه لى -..أناأفهمك جيدا..أنت تقصد "الوعى" فى مسألة الاختيار،ولكن قد تضطرالفنان الظروف الأخرى حتى ولوكان لديه "الوعى" الذى تتحدث عنه بأن يشارك فى أعمال غيرراض عنها،أوأدوارليست جديدة بالنسبة له،لسببين..الأول:العمل..والثانى أنه يجيب فلوس ،..وعن نفسى الشغل مهم بالنسبة إلىّ الآن ،لأنه يجعلنى أتحرك وأخرج وأقابل ناس..لأننى لم أعد مثل الأول ،وأشارك فى "قعدات"و"سهرات"..أماقصة الـ"عم صلاح"التى كتبت عنها ببداية مقالى وقلت هوأجدرمن يتحدث عنها..وداعبته قائلا:"هوأنت كنت بتفرضها علينا ولاإيه"..فضحك وقال: لوتذكر إللى فرضها فى لوكيشن تصويرفيلم "مواطن ومخبروحرامى" المطرب الراحل شعبان عبدالرحيم – يرحمه الله- ،وكانت وجهة نظره فى ذلك عندما سأله المخرج داود عبدالسيد:لماذا تقول لصلاح عبدالله" عم صلاح" رغم أنك أكبر منه سنا..قول له "أستاذ صلاح"،فقال شعبان :"عم صلاح..ده عمناكلنا،أعتبره كبيرنا ،كنت أروح أتفرج عليه فى المسرح وأنبسط ..هى مش بالسن،ولكن نوع من التقدير"،..وهذه كانت وجهة نظرشعبان عبدالرحيم" الفطرية"، وانتشرمصطلح "عم صلاح" مثل أسماء الدلع والشهرة بالضبط الأخرى لأى إنسان آخر،بين الناس،وفى بادىء الأمر كنت أستغرب بمن يقول لى "عم صلاح" وهوأكبرمنى سنا،حتى اعتدت عليها،وأصبحت أحبها من أى أحد الآن،..وبسؤاله..ألم تحزن لخروج عمل "نجيب الريحانى" من عباءتك؟..فأجاب بحماس شديد:لا..وأردف قائلا: لوتذكر كان نفسى أعمله من قبل عام2010،وسبق وقمنامعابعمل حوارصحفى عنه،- لأننى تعبت صحيافى 2010- ولذلك أتذكر التاريخ جيدا،وكانت هناك محاولات من أكثرجهة إنتاجية لخروج مشروع "الريحانى"إلى النور،وبعدتلك الوعكة الصحية عندما تجدد العرض للقيام بالريحانى مرة أخرى،اعتذرت عنه،وشعرت بأن "ماليش نصيب أعمله"،ولذلك لم يصبنى الحزن أوالندم عليه..ويستطرد قائلا:ونفحات رمضان نستشعرها من حولنا الآن ونحن مقبلون على شهركريم ،سأقدم أدوارا هذا العام فى الشهرالكريم ليست بالمساحات الكبيرة ولكن أعتقد بأنها ستكون مهمة ومؤثرة ،من خلال مسلسلى " سره الباتع" و"حضرة العمدة"،المرشحين للعرض خلال شهررمضان 2023 بإذن الله.. وهناك أعمال أخرى على ماأعتقد ستكون خارج السباق الرمضانى لهذا العام..والله أعلم.