صنع أحمد ماهر مكانة مميزة من خلال تقديمه للأعمال التاريخية والدينية والسيرة الذاتية، حيث تألق فى تقديم الأدوار المركبة والتى تقمص من خلالها أصعب الشخصيات.
وتواصلت «الكواكب» مع أحمد ماهر والذى روى لنا كواليس تصوير أصعب المشاهد التى قام بتصويرها خلال الأعمال التاريخية والتى كانت تعرض فى رمضان زمان، وقال: «مررت خلال مسيرتى الفنية بالعديد من المشاهد والتى يحتاج تجسيدها للكثير من الإحساس وتصديق الشخصية».
وتابع: «هنا أود أن أسرد بعض المشاهد التى تصف ما قلته فمثلاً فى مسلسل «الفرسان» مشهد بكاء جانكيز خان عند علمه بمقتل ابنه، هذا القائد الذى يلزم شعبه على أن يعامله على أنه إله، فكان القادم إلى قاعة عرشه يحبو حتى يبلغ كرسى العرش فيقبل القدم حتى يؤذن له أن يتحدث فهذا الطاغوت البربرى عند علمه بمقتل ابنه، ينتقل من قمة العنفوان إلى قمة الانكسار واحمرار العين والبكاء بشدة والانهيار وتخرج من عينيه الدموع كما الطلقات أو المطر، وفى هذا المشهد لم أستحضر أى شيء يجعلنى أبكى بل استحضرت جانكيز خان بنفسه هذا الإله الذى قتل ابنه، تقمصته بل ارتديته وشعرت بأن ابنى قد قتل فتحدث قلب الأب».
وعن صعوبة التصوير خلال شهر رمضان مع الصيام، أضاف: «التصوير خلال شهر رمضان مرهق جداً خاصة التصوير فى منطقة الكيمو لاند فى أول الطريق الصحراوى، نكون فى حركة دائمة من خلال ركوب الخيل وإعادة الشوت لأكثر من مرة، فلم أكن أعانى كل هذة المعاناة لو كنت أركض على قدمى مقارنة بترويض وحش أمتطيه وهو الفرس، كى أنفذ الشوت المطلوب منى وهو ليس متوقفاً على أدائى أنا فقط بل على أداء هذا الفرس أيضاً، هذا إلى جانب الكم الهائل من الملابس التى نرتديها من الجلود والشعر والصوف».
وعند سؤاله عن أصعب المشاهد بحياته، قال: «مسلسل الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان» هذا العمل بطولة محمود ياسين، وكان دورى جبار من الجبارين وهو أبو جعفر المنصور، والذى امتدت يده الظالمة لآل البيت، وكان أبو حنيفة النعمان من المدافعين عن آل البيت، فسجن أبو جعفر، أبو حنيفة النعمان، وبعد منام مرعب قد أتاه فذهب ليسترضى أبى حنيفة النعمان بالسجن فوجده ساجداً يصلى».
ودخل ماهر فى نوبة من البكاء وهو يصف تفاصيل تمثيله للمشهد، وقال باكياً: «السجدة طالت ومات أبو حنيفة وحاولت أن أقيمه فأكتشف أنه فارق الحياة فأنهار وأقول له:(ظلمت وأنت حى عند مجيئى لأسترضيك تحرمنى السماح!) هذا المشهد دخلت بسببه فى نوبة بكاء وأوقفت التصوير بعده ولم أستطع أن أكمل اليوم».