الأحد 28 ابريل 2024

من فؤاد المهندس حتى رامز جلال.. سر ارتباط برامج المقالب بشهر رمضان

رامز جلال

8-4-2023 | 16:44

عمرو محيى الدين

ارتبطت برامج المقالب بشهر رمضان منذ نشأتها من خلال الكاميرا الخفية التى برع فيها الكوميديان فؤاد المهندس مرورا بالفنان إبراهيم نصر والذى صنع بصمة خاصة بشخصية «زكية زكريا»، وحتى سلسلة رامز جلال التى امتدت لسنوات بلا منازع وحققت أعلى نسب مشاهدات.. نرصد فى التحقيق التالى بداية برامج المقالب وسر ارتباطها بشهر رمضان من وجهة نظر النقاد.

 

 

الكاميرا الخفية

بدأت الكاميرا الخفية كسلسلة من برامج تليفزيون الواقع، أنشأها المنتج التليفزيونى الأمريكى Allen Funt ونقل الفكرة من برنامج كان يذاع فى الراديو باسم “الميكروفون الخفى” فى 1947، وبدأ فى تقديمها بالتليفزيون فى 10 أغسطس 1948.

أما فى مصر فبدأت فكرة البرنامج فى الثمانينيات، بالشكل المعروف عليه فى مصر حتى موسيقى المقدمة والنهاية التى ارتبطت فى ذهن الجمهور ببرنامج الكاميرا الخفية. فؤاد المهندس فى عام 1983 استطاع طارق نور تنفيذ البرنامج الذى كان يحلم بتقديمه وهو الكاميرا الخفية، واستقر حينها على التعاون مع إسماعيل يسرى الذى كان يعمل مساعد مخرج فى ذلك الوقت، وتم إعداد كل شيء وتبقى الاستقرار على من سيقدم الحلقات، واقترح إسماعيل ان يقدم البرنامج فؤاد المهندس وكانت عائلته تربطها علاقة صداقة بعائلة فؤاد المهندس، وعندما طلب منه رفض فى البداية لكنه وافق بعد مشاهدة الحلقات التى أعجب بها. وفى تقديمه للبرنامج قال المهندس “البرنامج الذى أقدمه النهاردة اسمه الكاميرا الخفية، بنخبى فيه الكاميرا والجمهور هم أبطالنا لا يوجد عندنا ممثلون، فنضع واحدا من الجمهور فى موقف معين، البرنامج ده ليس بجديد، لكنه موجود فى أمريكا وإنجلترا وفرنسا ويعرض بشكل يومى وأسبوعى، لكن عندنا جديد بنجرب نشوف مردود البرنامج إيه”. الحلقات أيضا تبرز طبيعة الشعب المصرى فى هذا الوقت من السماحة والطيبة وتقبل الآخر، فيظهر الجمهور الذى يتم وضعه فى المقلب بشكل متسامح غير انفعالى وهذا ما أكده الفنان الراحل فؤاد المهندس فى خاتمة إحدى الحلقات قائلا: “شوفتوا المصريين طيبين قد إيه ومسالمين وعندهم كرم وذكرونى ببيت الشعر القائل «ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راحِ».

بجانب هدف البرنامج فى ذلك التوقيت من صنع موقف كوميدى، رصدت تلك الحلقات أيضا طبيعة الشعب المصرى فى هذا الوقت من السماحة والطيبة وتقبل الآخر. محمود الجندى كما قدم الفنان محمود الجندى فى النصف الثانى من التسعينيات كاميرا خفية بعنوان «حاجة تجنن»، ويعتمد على لقاءات مباشرة بالجمهور مرة بشكله الحقيقى ويقوم فيها بإنتاج كوميديا من خلال الموقف الذى يضع فيه الشخص المختار منها عمل مسابقة للفوز بجائزة مالية، كما قدم خلال البرنامج مقالب وهو متنكر فى أكثر من شكل ولم يستطع الجمهور التعرف عليه من خلاله، ولكن لم تتجدد التجربة، البرنامج عرض فى عام 1996 وقدم محمود الجندى من خلاله تجربة مختلفة رغم أن المقالب تعتمد على تصوير المقالب الحية فى الشارع وهو شيء ليس جديدا.

إبراهيم نصر

 حقق الفنان الراحل إبراهيم نصر نجاحًا كبيرًا فى برنامج الكاميرا الخفية منذ أن انطلق به عام 1997، وظل يقدم البرنامج بنجاح على مدار أعوام متتالية ولكن بأسماء مختلفة مثل «غباشى النقراشى» و «زكية زكريا» لكن توقف البرنامج البعض يرى بقرار من الإنتاج والآخر يرى بسبب التراجع الذى شهده، لأن الجمهور رأى أن البرنامج تحول لحلقات لتمثيل الكوميديا والمواقف الطريفة، وأكد نصر فى أحد حواراته أنه تقدمت له عروض كثيرة لإعادة تقديمها لكنه كان خائفا من تقديم مستوى أقل مما قدمه من قبل، خاصة أن الجرائد كتبت أنه أتى بآخر سقف لهذا النوع من البرامج ولا يوجد شيء يمكن أن يقدمه جديدا.

بهلول ولسان العصفور

فى عام 2003 قدم الفنان محمود عزب والفنان حجاج عبد العظيم برنامج كاميرا خفية باسم “بهلول ولسان العصفور” كان يعرض على التليفزيون المصرى ، وكان عزب يمثل شخصية لسان العصفور وحجاج يمثل شخصية بهلول. ادينى عقلك وظهر بعدها برنامج “ادينى عقلك” للمخرج على العسال وهو برنامج كاميرا خفية قدمه فى أوائل الألفية على القناة الثانية وكان يشارك فيه الفنان منير مكرم وحسين مملوك.

حسين الإمام

 فى عام 2001 تألق الفنان حسين الإمام بعمل مقالب فى عدد كبير من النجوم والمشاهير خلال استضافتهم لهم فى برنامجه التليفزيونى وكان يحمل اسم «حسين على الهوا» والذى يعتمد على إثارة استفزاز النجوم بطرق مختلفة. حيلهم بينهم فى عام 2007 قدم الفنان عمرو رمزى برنامج المقالب «حيلهم بينهم» الذى يعتمد على استضافة مجموعة من الممثلين والفنانين ويفاجئهم بالمقالب والمفارقات من خلال برنامج يشبه فى رؤيته برامج الكاميرا الخفية.

رامز جلال

 كان آخر أشكال الكاميرا الخفية التى تعتمد على عمل مواقف كوميدية مع النجوم وأضحت الأكثر مشاهدة هى سلسلة برامج رامز جلال التى أثارت الجدل بين محبين ومهاجمين لطبيعة البرنامج حيث اعتمد بشكل كبير على عنصر الترويع للضيوف فى إطار كوميدى،

وقد بدأت سلسلة برامج رامز منذ 2011 وحتى العام الحالى من خلال “رامز قلب الأسد”.. “ رامز ثعلب الصحراء”.. “رامز عنخ أمون”.. “رامز قرش البحر”.. “رامز واكل الجو”.. “رامز بيلعب بالنار”.. “ رامز تحت الأرض”.. “ رامز تحت الصفر”.. “رامز فى الشلال”..” رامز مجنون رسمى”.. “رامز عقله طار”.. “رامز موفى ستار”..«رامز نيفر إند» من جانبه يقول الناقد طارق الشناوى عن برامج المقالب وارتباطها بشهر رمضان لأنه مرتبط بياميش رمضان وبالتسالى..

كما أن شهر رمضان معروف باللمة والحب والفرحة والمولد.. 30 يوما بها البهجة والسعادة بالإضافة إلى التقرب من الله.. مزيج مصرى طرح هذا النوع ومن قبل الفنان فؤاد المهندس وتم تقديمه أيضا من خلال الفنان حسن مصطفى ودائما كان يرفع شعار «عايزين نتبسط قبل مدفع الإفطار» أو بعده.. وفى مرحلة ما كان هناك حوالى 20 برامج مقالب فى كل القنوات وبدأت الناس تمل منها من كثرة الإعلانات وقد قدمها أيضا هانى رمزى ومحمد فؤاد، وعندما توقفت الإعلانات فى بعض برامج المقالب توقفت الشركات عن إنتاجها.. ولم يعد على الساحة الآن إلا برنامج رامز جلال. أما الناقد أحمد سعد الدين فيقول: ارتبطت برامج المقالب برمضان لأن الأسرة المصرية، كانت تتجمع تحديدا فى رمضان، كنا نشاهد الفوازير فى وقت واحد، والمسلسلات فى وقت واحد، فبرامج المقالب كانت تؤدى إلى حالة كوميدية، لكن نشأة برامج المقالب موجودة منذ زمن مع اختلافات، كنت عندما ترى فؤاد المهندس فى الكاميرا الخفية مع إسماعيل يسرى يوميا يترسخ عند الجمهور أن البرنامج له موعد وله شكل، فتنتظره، وعلى هذا الأساس بدأ انتظار برامج المقالب فى رمضان، وبعد فؤاد المهندس بفترة جاء حسين الإمام ببرنامج “حسين على الهوا” وكان لطيفا، وكانت الكتابة بشكل جميل، فكانت وراءها كتّاب مثل: فداء الشندويلى وغيرهم، وإبراهيم نصر بعد ذلك استطاع أن يقدم زكية زكريا بشكل مختلف ونجح فيه، وكان الجمهور ينتظره فى رمضان، ثم جاء “حيلهم بينهم وادينى عقلك”، وأخيرا برنامج رامز جلال، الذى رغم ما جاء به من استفزاز للبعض وفقا لرأيهم إلا أن نسب مشاهدته عالية، ولكن على المستوى الفنى هناك عدة أراء حوله.