الإثنين 29 ابريل 2024

آخرها «تحت الوصاية».. أعمال فنية دعمت المرأة والأسرة

منى زكي من مسلسل تحت الوصاية

22-4-2023 | 12:08

عمرو والى
ركزت العديد من المسلسلات التى عرضت فى موسم دراما رمضان الماضى (2023)، على مناقشة قضايا المرأة، والقوانين والأعراف التى تحكم تعامل الأهل والمقربين معها، وآثار مسلسل «تحت الوصاية» من بطولة الفنانة منى زكى، حالة واسعة من الجدل بمجرد عرض الحلقات الأولى منه؛ وذلك بسبب القضايا التى تناولها، والتى تتعلق بحقوق المرأة وحرمانها من الوصاية على أولادها بعد وفاة الزوج، الأمر الذى يعيد إلى الأذهان مجموعة من الأعمال الفنية التى استطاعت تغيير قوانين تدعم المرأة   كما نستعرض هذا في التقرير التالى. تحرك برلمانى طالبت عضوة مجلس الشيوخ ريهام عفيفى، بضرورة إجراء تعديلات على قانون الولاية على المال، وذلك فى أعقاب تناول مسلسل «تحت الوصاية» للفنانة منى زكى موضوع الوصاية على الأبناء بعد وفاة الزوج. ولفتت إلى أن مسلسل «تحت الوصاية» قدم دراما واقعية وحقيقية للمشكلات التى تواجهها الأم حال وفاة زوجها، إذ إنه وفقاً للقانون لا يحق للزوجة الأرملة رعاية أموال أبنائها، حيث تكون الوصاية للجد وهى أزمة تواجهها بعض النساء، فضلاً عن باقى العراقيل التى تواجهها الأم فى حال غياب الزوج أو وفاته. قصص حقيقية وأكد خالد دياب، كاتب مسلسل «تحت الوصاية»، أن أحداث المسلسل مستوحاة من وقائع حقيقية لأرامل مقربات، وبدلاً من أن يمد أهل الزوج يد المساعدة للأرملة بعد موت سندها قرروا الوقوف ضدها، وأن يجعلوا حياتها سوداء بالمعنى الحرفى. وأضاف عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»: «مسلسل تحت الوصاية إهداء لكل أرملة تعانى فى ظل قانون يأتمن الأم على أرواح أطفالها ولا يأتمنها على أموالهم». أعمال سابقة ولا يعد مسلسل «تحت الوصاية» هو الأول من نوعه، الذى يناقش قضايا متعلقة بقوانين  تتعلق بالأسرة والمرأة، فخلال الأعوام السابقة تكرر الأمر من خلال مسلسلات عديدة أبرزها مسلسل «لعبة نيوتن» قبل عامين، الذى ناقش قضية الطلاق الشفهى وتأثيره الصادم فى حياة الطرفين، لا سيما المرأة، من بطولة الفنانة منى زكى، كما ناقش مسلسل «فاتن أمل حربي»، من بطولة نيللى كريم العام الماضى قضايا عدة مرتبطة بتداعيات الطلاق على الزوجة فيما يتعلق بحق الأم فى الولاية التعليمية والنفقة، وقبلها العنف الزوجى. كما تكرر الأمر فى بعض الأعمال السينمائية، ومنها ما سلط الضوء على معاناة المطلقات فى المحاكم وإلقاء الضوء على وضعهن القانونى غير المتساوى مع الرجال، وجرى تناوله فى أفلام كثيرة، أشهرها «أريد حلاً»،  وفيلم «آسفة أرفض الطلاق» لميرفت أمين وحسين فهمى عام 1980، إخراج إنعام محمد على، وفجر فيلم «الشقة من حق الزوجة» عام 1985 أزمة من سينتفع بحق الشقة بعد الطلاق، خصوصاً مع تأزم الوضع فى حال كان أحد الطرفين بلا مأوى. وخاض الفنان فريد شوقى أكثر من محاولة فى تقديم أفلام تناقش قضايا تهم المجتمع، وتكشف عن ضرورة إجراء بعض التغييرات القانونية، وأبرزها فيلمه «جعلونى مجرماً» الذى عرض العام 1954 وأخرجه عاطف سالم عن قصة فريد شوقى ورمسيس نجيب، ناقش قصة مهمة وهى «السابقة الأولى». وكان لفريد شوقى جولة أخرى مع القانون عام 1973 من خلال فيلمه «كلمة شرف» الذى ناقش  إمكانية السماح للسجناء بالخروج وفق ضوابط معينة لزيارة ذويهم المقعدين والمرضى وكبار السن والرأفة بحالهم إنسانياً، والفيلم قصة فريد شوقى وفاروق صبرى وإخراج حسام الدين مصطفى. دور رئيسى ويرى الناقد الفنى أحمد سعد الدين أن الفن من أدواره الرئيسية استعراض الظواهر الموجودة فى المجتمع، وتسليط الضوء عليها فى محاولة لإيجاد الحلول المناسبة لها، أملاً فى تغيير الواقع نحو الأفضل، ضارباً المثل بمجموعة من الأعمال الفنية سواء على مستوى السينما أو الدراما، التى استطاعت بالفعل إحداث التغيير ، ومنها فيلم «أريد حلاً» للفنانة فاتن حمامة، والفنان رشدى أباظة، وفيلم «آسفة أرفض الطلاق» للفنانة ميرفت أمين، والذى سلط الضوء على قضايا الطلاق، وبيت الطاعة. وأضاف سعد الدين أن مسلسل «تحت الوصاية» يعد من الأعمال الفنية المتميزة، الذى حمل بين طياته رسائل قوية، تمثلت فى استعراض تحكمات عائلة الزوج فى الزوجة بعد وفاته، ومعاناة الأرامل فى الحصول على حقوقهن. ويرى الناقد الفنى أن منى زكى قدمت أداءً محترفاً وعفوياً، كما جسدت مشاعر الأمهات اللاتى يعانين من ظلم أهل الزوج، ويمكن وصف العمل بالمتكامل من حيث التصوير، والكتابة، والإخراج والتمثيل. عوامل التميز وأكد الناقد الفنى آندرو محسن أن مسلسل «تحت الوصاية» من أهم الأعمال المتميزة خلال موسم رمضان المنقضى، وذلك لمجموعة من الأسباب أبرزها مناقشة قضية وصاية الأم على أبنائها القُصَّر بعد وفاة الزوج، وهى من القضايا المجتمعية المثارة ، بالإضافة إلى طريقة عرض الفكرة من كل الجوانب، عبر شخصيات مرسومة بدقة وعمق فى قالب سردى ممتع دون ملل أو تكرار أو تطويل. واستطرد محسن حديثه قائلاً: «المسلسل ناقش قضايا أخرى تواجه المرأة فى المجتمع مثل قيادتها للرجال فى العمل، فنجد رفض البحارة العمل مع البطلة فى الصيد على مركبها، كما يناقش إصرار المرأة على الكفاح للإنفاق على أبنائها، وهو الأمر الذى يستوجب ضرورة مراجعة شروط الوصاية على الأبناء القُصَّر؛، بجانب توفير الوصاية التعليمية». ويرى أن اختيار المخرج لممثليه سواء الأطفال، أو البحارة، وحتى الأدوار الصغيرة، عنصر تميز قوى بالعمل؛ لأن اختيار ممثل فى غير مكانه قد يفسد المنظومة كلها، بالإضافة إلى السرد الدرامى والتكثيف الذى تناول المشكلة دون تطويل، ليتم عرض الأزمة الرئيسية للبطلة من خلال توالى الأحداث.