الأربعاء 1 مايو 2024

مشاهد لا تنسى وأدوار تركت بصمة فى رمضان 2023

من مسلسل جعفر العمدة

29-4-2023 | 15:47

هبة عادل

يعد شهر رمضان هو الموسم الدرامى الأكثر زخماً وفرصة هائلة للمنافسة بين نجوم التمثيل والتأليف والإخراج، الجميع يحاول أن يقدم أفضل ما لديه لإمتاع الجمهور بالجديد والمختلف، ووسط هذا الكم الكبير تبقى بعض الأعمال فى الصدارة، حاوية مشاهد تترك أثراً فى نفس المشاهدين لا ينسى، وأدواراً تعب عليها أصحابها فنالوا مراكز متقدمة فى قلوب المتابعين.. فى السطور التالية نتوقف لاستعراض بعض أبرز المشاهد، وأهم الأدوار التى تابعناها هذا العام، واستحق أبطالها النجاح بجدارة...


ستهم
فى عمل درامى من قلب الصعيد.. تابعنا هذا العام مسلسل «ستهم» للنجمة روجينا، وتعالج فيه قضية حرمان المرأة فى الصعيد والريف من الميراث المستحق لها من والدها المتوفى، حيث سطوة شقيقها الأكبر الذى يصر على حرمانها من ميراث والدها لصالح زوجته الطماعة، حتى يصل به الأمر عندما تطالبه بحقها أن يضربها بعصا غليظه فوق رأسها لتسقط فى المستشفى، وتمكث لفترة طويلة فى شبه غيبوبة، بين الموت والحياة، بينما يعصى عليها شقيقتها لتسرق فى هذه الأثناء ذهبها وحُجة بيتها ليجردها من كل شىء ليضغط عليها حتى لا تطالب بحقها مجدداً.
من جانب آخر هى امرأة «مكتوب كتابها» على حبيب عمرها النجم إياد نصار (أو عامر)، الذى يسافر إلى ليبيا ويغيب لتكوين نفسه لسنوات بينما هى تبقى فى انتظاره ومع رفض شقيقها هذه الزيجة يحاول الضغط عليها، إلا أنها تنتظر زوجها الذى يعود ويتزوجها، ولكن انتقاماً من هذا الزواج المخالف لرغبة شقيقها الأكبر يقوم بقتله بالرصاص أثناء وجوده فى شادر أحد الأفراح.
تقرر «ستهم» بعد هذه الأحداث أن تبقى مع شقيقها الآخر الحنون الذى يقدم دوره الفنان محمد عبدالحافظ، وتعيش هى وابنها وبنتها الصغرى مع شقيقها وزوجته وأولاده، وهو يعمل فى محجر لتكسير الحجارة، فيذهب ابنها عبدالرحمن الذى يبلغ من العمر نحو 12 عاماً برفقه خاله إلى المحجر، أما هى فتجلس «يأكلها قلبها»، من الخوف على والدها، فتذهب إلى المحجر لاسترجاعه إلى المنزل وفى الطريق تشاهد «بلدوزر» لتكسير الحجارة يقترب من ابنها وبينما يناديه خاله... الطفل لا يسمع حتى تدهسه عجلات البلدوزر أمام عينى أمه التى تقدم مشهداً من أروع وأصدق المشاهد التى يمكن فيها لأم أن تعبر عن موتها بالبطىء، وهى ترى ابنها فى أحضانها يموت وبينما يقول خاله: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، تصرخ بحرقة: «آه يا نضري...لا لا»، رافضة تصديق المشهد.
يقول لها شقيقها: «راح عند اللى أحسن من الكل يا خيتى»، فتصرخ: «لا لا ولدى ما ماتش، قوم يا عبدالرحمن؛ قوم يا ولدي، قوم يا سندي، ما تهملنيش، ما تسبنيش يا عبدالرحمن، إن شاء الله أنا وانت لا يا عبدالرحمن، قوم رد على أمك».
يحاول أخوها تهدئتها، لكنها تزيد فى الصراخ ألماً: «ولدى ما ماتش.. يا سندى يا سندى»، وتصرخ فوق الصندوق الحاوى لجثته وتمسك فيه صارخة: «يا ولدى، يا حبيبى عبدالرحمن»، وتقول من أعماق قلبها: «آه يا قلبى، آه يا قلب أمك يا ابنى، يا قلب أمك يا ابنى، يا حبيبى يا عبدالرحمن»، وتنهار فى البكاء وتضع التراب على رأسها، ويحاول أخوها تهدئتها لكن دون جدوى، وهى تصرخ حين ترى ابنها نازلاً قبره.
المشهد جاء مؤثراً إلى أقصى الدرجات، فقد أبكى الجميع أمام الشاشة، حيث لم يعمد المخرج كما نرى فى بعض المسلسلات فى مثل هذه المشاهد إلى أن يتدخل بموسيقى تصويرية أو ما شابه، إلا أنه ترك المشهد بتلقائية شديدة، كما تشعر به بالفعل الأم التى تحتضن ولدها وهو جثة هامدة فى أحضانها لآخر مرة.
استطاعت روجينا، وهى بالفعل غول تمثيل تجسيد المشهد على أفضل ما يكون.


وعود سخية
ومع غول تمثيل آخر نتوقف مع دور الفنانة الكبيرة الموهوبة حنان مطاوع فى مسلسل «,عود سخية»، حيث قدمت فيه دور ابنه الرجل الذى يعمل على آلة سن السكاكين ويجوب بها فى الشوارع، حتى إنه فقد بصره من شرار المعدن الذى يخرج من سن السكاكين، وهى تعمل خادمة فى منزل جزار وزوجته سلوى خطاب.
يحاول الجزار التحرش بها فتشاهده زوجته الغيورة، فتقوم بفضحها وكأنها هى المخطئة... وتدينها وسط الشارع وتجرسها وتطردها من العمل لديها؛ أما حبيبها منصور الذى يلعب دوره النجم الشاب نور محمود، والذى يسكن معهم فى نفس الحارة، فيشك فى التهمة التى اتهمتها بها سيدة المنزل، وحتى يتأكد يطلب منها موعداً فى قطار قديم، ويقوم بالاعتداء عليها ويقوم أيضاً أحد بلطجية الشارع بتصويرها ونشر الفيديو لسكان الحارة، فتفتضح فى عرضها وشرفها، وترحل هى وأبوها منكسرى العين والرأس من هذا المكان، وقد عزمت على الانتقام من كل من لوث سمعتها وشرفها وأدى إلى وفاة والدها قهراً على سمعة ابنته.
وعبر أحداث عديدة تعود «سخية» للزواج من الجزار الذى تحرش بها فتغتنى جداً، وتوهمه بأنها حامل منه فيكتب لها ممتلكاته، بينما تعلم أن زوجته الغيورة والتى أخذها لتعيش معها تنوى على أن تخدره هى وابنه الوحيد منها، لتمضيه على التنازل عن ممتلكاته، حتى لا ترثها «سخية» وابنها القادم، فتكتشف هى اللعبة وتزج بالمشهد حتى يقتل فهيم زوجته نفيسة، وينتهى به القدر للموت فى السجن، وبذلك تكون قد تخلصت من نفيسة والزوج فى آن واحد.. وتعود أيضاً للانتقام من الخادمة التى كانت تعمل معها، والتى كانت تحب حبيبها وهى «رجبية» فتقوم أيضاً مثلما فُعل بها بتصويرها، وهى مع أحد البلطجية الذى قام بتصوير حنان فى البداية وقد تزوجت رجبية من منصور، حبيب حنان مطاوع، فترسل لة الفيديو وتصرخ فى الشارع بهذه الفضيحة حتى تفضح رجبية فى شرفها مثلما صنعت بها أثناء فضيحتها التى هى كانت بريئة منها، ويموت ابن الرجل الذى صورها فيهزى جنوناً على فقد ابنه، وتتصور سخية أنها بذلك قد انتقمت من الجميع، إلا أنها فى المشهد الذى يعد «ماستر سين» فى الحلقة الأخيرة تجلس بجوار ماكينة سن السكاكين الخاصة بوالدها، وقد تصورت أنها أخذت بالثأر من جميع من أذوهما، إلا أنها تصحو من حلم مقبوضة، حيث شاهدت والدها غير مرتاح، فتصرخ تقول له: «أنا عملت كل اللى وعدتك بيه.. مش مرتاح ليه؟».. تشعر بخنقة شديدة وتبكى وتذهب إلى المسجد، حيث تلبس الجلباب الأخضر وطرحة وتستغفر ربها وتحاور أحد شيوخ المسجد الذى ينصح بالتوجه إلى الله، قائلاً: «ارفعى عينك لفوق، كلمى ربنا، ناجيه، واشتكى له وجعك»، أما هى فتنظر وتقول فى مونولوج مطول شديد الحساسية يعطى عظة كبيرة جداً أن الانتقام لا يكون أبداً بهذه الوسائل التى تجعل من الطيب شريراً، ومن المظلوم ظالماً، وتقول لربها: «أنا مش قادرة أبص لك، مش قادرة أبص لفوق، مش قادرة أبص ناحيتك، أنت عارف سواد قلبى، وكل البلاوى السودا اللى عملتها، حاسة إنى مكسوفة ومفضوحة وبرضة ساترنى، معقول لسة فى أمل؟ معقول مستنى توبتي؟ ريحة الانتقام طالعة من كل حتة فى جتتى، إزاى طايق وحاشتى إذا كنت أنا مش طايقة نفسي؟! كنت فاكرة الانتقام حيداوى جروحى ويريحنى ويريح أبويا فى نومته، لكن أنا ضيعت كل حاجة وجريت وما وصلتش لأى حاجة، ومش مرتاحة، ما لقيتش فى الناس السند، تقبلنى يا رب، ما حدش قصد بابك وكسفته، وما حدش جاء لك ورفضته، اقبلنى بكل سواد قلبى، مش عشان أنا أستاهل، بس عشان ما ليش غيرك عشان أنت رحمن رحيم».
وتعود «سخية» إلى منزلها شاعرة بخطئها، ويأتى منصور بعد أن يعرف أنها كانت السبب هى الأخرى فى كوارث كثيرة حدثت له.. تقول له: «عايزة نتجوز ونسيب الحارة ونبدأ من جديد»، لكنه يطعنها بسكين فى بطنها لتسقط على الأرض مقتولة وتقول وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة: «كنت عارفة إن الحب اللى أتولد على إيدك برضه هيموت على إيدك.. مش أنت حبيتنى يا منصور؟»، يرد: «عمرى ما حبيت حد غيرك»، ويبكى ويرتمى بجوار جثتها، ويقول لها: «حقك عليا يا سخية، أنا بحبك قوى، حقك عليا يا سخية ما تزعليش منى» وينهار بجوار جثتها.


 جعفر العمدة
لا يمكن لأحد يفهم فى فن التمثيل.. أن ينكر موهبة محمد رمضان مهما اختلفت عليه الأقلام أو تنازعت حوله الآراء، بين مؤيد ومعارض لأى شيء غير موهبته، بما فيه ما يصدره من خلال هذه الموهبة التى قد يتفق عليها أو يختلف البعض، إلا أنه تبقى بصمته الرمضانية التى يضعها على أعماله ذات طابع مميز ونكهة شديدة الخصوصية.. قدم لنا هذا العام محمد رمضان دوره فى مسلسل «جعفر العمدة»، الذى أشاد به الكثير من المتابعين بأنه مكتوب باحترافية درامية عالية ذات توليفة شديدة الإثارة، حيث البطل الشعبى الذى يجمع بين القوى البدنية وفى نفس الوقت مبادئ العدل والكرم والنخوة.
يتزوج «جعفر العمدة» من 4 نساء ويعيش فى السيدة زينب ويعيشن معه مأساة خطف ابنه الأول من زوجته الأولى «ثريا» (أو مى كساب)، الذى يبحث عنه طيلة 19 عاماً منحه فيها الله الصحة والقوة والسطوة والنفوذ والأموال والزوجات، إلا أن حرمانه من ابنه يكسر ضهره ونفسه ويحرمه من التمتع بأى متعة أخرى فى الحياة، وفى حلقة مميزة جداً يجلس أهل بيته أمامه وتجلس زوجت ثريا تبكى على ولدها وتطالبه: «رجع لى ابنى يا جعفر»، أما هو فيقول لهم ما دار بينه وبين خاطف ابنه وأن الخاطف أحد من أهل بيته هو الذى اتفق معه على هذا الخطف، فيواجههم بتلك المعلومة فتقول ثريا، إنها تشتبة فى شقيقه الأكبر الذى حرمه الله من نعمة الإنجاب لكنه ينهرها واثقاً فى أن شقيقه لا يفعل ذلك، وقد حلف له قبل ذلك على المصحف أنه لم يفعلها فتقول له زوجته: «رجع لى ابنى لو عايش؛ رجعهولى، ولو ميت ورينى قبره».
يبكى جعفر بحرقة أمام زوجاته ووالدته وشقيقه، ويقول وهو يبكى: «أنا محتاجه أكثر منك؛ شايفانى قصرت فى إيه؟ إيه اللى كان فى إيدى أعمله وما عملتوش؟».
ويقدم محمد رمضان مشهداً من أقوى المشاهد، حين نجد الرجل القوى الذى يكسر الدنيا يميناً ويساراً بذراعيه، وهو يبكى حزناً وألماً وقهراً على ضياع ابنه، تقوم زوجته دلال بإعطائه كوباً من الماء ليهدأ، ولكنه ينخرط فى البكاء صارخاً من الوجع قائلاً: «يا رب، يا رب، يا رب»، بحرقة قلب يتصاعد فيها صوته فى كل صرخة إلى الله... فى مشهد أدمى وأبكى القلوب؛ يقول: «أنا تعبت يا رب»، وصوته يتحشرج، ويرد: «أنا تعبت يا رب.. ارحمنى يا رب.. أنا ممكن أكون زعلتك وأنا مش قاصد، لكن ثقتى فيك كبيرة، أنا تعبت ومش قادر، مش قادر، مش قادر»، وتملأ الدموع عينيه ووجهه فى مشهد شديد التأثير.
وفى دور آخر مميز فى هذا العمل الناجح الذى لاقى إعجاب فئات الجماهير جميعها، قدمت لنا النجمة الكبيرة هالة صدقى واحداً من أجمل أدوارها، بل من أجمل الأدوار التى تابعناها على شاشة رمضان 2023، حيث قامت بدور أم جعفر العمدة، مقدمة «كاركتر» بطريقة السهل الممتنع وبأداء شديد الخصوصية لا تقدمه، إلا نجمة عبقرية، فهى الأرملة للعمدة الكبير عبدالجواد الذى تزوجته، وهى فى سن 15 عاماً، وأنجبت منه ولدين، جعفر أصغرهما، ولكنه السند والقوى و«حتة من قلبها»، وتعتمد عليه فى كل كبيرة وصغيرة، تتحامى فيه وتشعر بأنه عوضها وظهرها، تعيش فى منزل كبير يجمع العائلة كلها ويجمع فى المنزل جعفر زوجاته الأربع، ونجد هالة صدقى أو (الحاجة صفية) أو (صفصف) أو (الملكة)، كما تحب أن تلقب نفسها ويناديها الكثيرون بالملكة.. ونرى عفوية وتلقائية رهيبة وهى تتعامل مع زوجاته الأربع اللاتى تغضب منهن أحياناً فتنهرهن وتكشر عن أنيابها، وفى لحظة صفو تنقلب ملامحها عندما تراضيها إحداهن فى ثانية، وتنصحهن بأن حبيبتها هى من تستطيع أن «تطبل لها»، وقد تنوعت فى أداء الدور بين الكوميديا وأيضاً التراجيديا، فنجدها تتلون حين يتعرض أبناؤها إلى محنة، فحين يسجن جعفر ظلماً فى تهمة إحراز مخدرات نجدها تلبس السواد، وتبكى منكسرة القلب فى مشاهد تراجيدية دامية لا يمكن أن نتوقعها من هذه الأم التى تضحكنا فى مشاهدها، وعفويتها وتلقائيتها طيلة الحلقات السابقة أيضاً عندما يضرب أحد البلطجية فى الشارع ابنها الأكبر أمام عينيها ويسحله؛ فتقف كالأسد تدافع عن أبنائها بشراسة.
هالة قدمت دوراً يحسب لها، ولن ينسى فى تاريخ الدراما الرمضانية وغير الرمضانية.
 عملة نادرة
وفى عودة مرة أخرى لدراما نابعة من قلب الصعيد، استمتعنا هذا العام بمسلسل «عملة نادرة» فى مباراة تمثيلية قوية بين بطلى العمل الرئيسيين نيللى كريم التى عودتنا على تقديم الأعمال الجادة والهادفة ذات الرسائل المهمة، وكذلك النجم الكبير جمال سليمان.. أما مفاجاة العمل فكانت فى الدور الذى قدمه الفنان أحمد عيد، الذى تعودناه بطلاً كوميدياً فى أفلام كثيرة لطالما أضحكنا من خلال أدواره فيها، ولكننا فى هذا العمل أمام موهبة تمثيلية من العيار الثقيل، استطاع أن يغير جلده 180 درجة، ويقدم لنا دوراً شريراً إلى أقصى الدرجات، وكأنة شخص آخر غير أحمد عيد الذى نعرفه، وقد أنضجته سنوات الخبرة حتى كادت تتغير ملامح وجهه إلى رجل أكبر فى السن مع الجلباب الصعيدى والعمة والمكياج، الذى رسم له ملامح الشر، فضلاً عن دوره المرسوم حسب السيناريو «مسعود.. أو أحمد عيد» قتل شقيقه، زوج نادرة غيظاً من أنه أنجب الولد، وهو لم ينجب غير بنت، غير أن والده كتب 50 فداناً من الأرض هدية لابنه الذى أنجب الولد، ما أثار غيرة الشقيق وأدى به إلى قتله وادعاء أن عصابة خرجت عليهم فى الصحراء قتلته، وفى جميع مشاهد العمل يجوب فى البلد يعيث فساداً وشراً.
تنتقم نيللى كريم زوجة الأخ المقتول بأن تدس له حبوب لهلوسة تجعله فى حالة فقد فيها وعيه وصوابه، وساءت حالته الصحية، ونجده فى مشهد شديد التميز، حيث تسوء حالته ويبكى مرتعداً من رؤية شبح شقيقه يطارده فى المنام والقيام، ويظهر بشعر أشعث، فتدخل عليه زوجته تحاول أن تهدئة وتقول له: «كده هتموت»، يقول لها: «يا ريت أموت وارتاح»، تقول له: «بعد الشر» فيقول : «أنا الشر بعينه».. ويتحدث وكأنه يخرف.. ويبكى.. ويضحك فى آن واحد، ويظهر انفعالات متناقضة. تدخل عليه أمه الفنانة القديرة فريدة سيف النصر، التى قدمت هى الأخرى دوراً صعباً للأم الصعيدية بجسدها الممتلئ وقوتها البادية فى ملامحها.. تدخل لتطمئن على ابنها وتحاول أن تدعو له قائلة: «يا مسعود يا ولدى يا ضنايا، إيه اللى صابك.. دى عين وحسد، فما توجعش قلبى عليك قوم، ما تموتونيش مرتين.. قوم يا زينة شباب النجع»، فيبوح لأمه بأنه هو من قتل بلال شقيقه، قائلاً: «أنا قتلت أخويا بلال، قتلته عشان الأرض، إزاى ما صعبش عليا أخويا؟»، تصرخ الأم: «قتلت أخوك يا واطى، قتلته، أنت بتقول إيه وهان عليك أخوك».. تصرخ الأم: «يا أبويا، يا بلال، يا أبويا، أنا مش قادرة، آخد ثأر مين من مين؟ آخد ثأر ولدى من ولدي؟ يا الله، يا الله.. أعمل إيه، يا ريتنى مت قبل ما أشوف اليوم ده».
 يدخل الأب يجدها تقول: «مسعود لازم يموت، والسر يموت معاه»، وتخبره بأنه هو من قتل شقيقه بلال، وتقول: «آدى نتيجة تفريقك بين الأخوات».
يلقى كل منهما باللوم على الآخر ويتهمه بأنه هو السبب، فيتعامل معها جمال سليمان (الاب) أو (عبدالجبار)، كما جاء دوره بجبروته المعتاد قائلاً: «لو الكلام ده ولدك قالوا.. قسماً بالله لأقتله بإيدى»، فتعود لتلطم على خديها صارخة: «يا الله.. يا الله».