الخميس 25 ابريل 2024

فيلم «يوم 13».. حين تبحث الروح عن قاتلها .. فهل تجده؟

دينا الشربيني و أحمد داود

13-5-2023 | 11:52

هبة عادل

البعض يعتقد فى عالم الأرواح والبعض الآخر لا يعتقد ..هذه العبارة جاءت فى مقدمة تتر فيلم الرعب المثير و الممتع «يوم 13» غير أن هذه الإثارة لم تكن فقط مقصورة على مشاهد الرعب التى صنعت بحبكة واحترافية شديدة ولكنها انصرفت أيضا إلى الفكرة فى حد ذاتها.

 أراد صناع العمل أن يشار إلى ذلك فى البداية كما قلنا فى العبارة التى جاءت فى صدارة التتر للإشارة إلى هذا العالم الخفى والغامض «عالم الأرواح» لا سيما الأرواح التى انتقلت عن عالمنا ولا سيما أيضا إذا كانت قد انتقلت إلى العالم الآخر عبر مقتلها وهو ما تدور حوله أحداث الفيلم وقد لفتت انتباهى تلك الفكرة أكثر من الحبكة فى صناعة المشاهد التى قد تكون معتادة فى مثل هذه النوعية من الأفلام حيث .. انقطاع النور فجأة، دماء تسقط من دش الحمام والكتب التى تسقط من المكتبة وحدها، والزجاج الذى ينكسر من تلقاء نفسه والأمطار التى تسقط بغزارة والأبواب التى تنفتح وأصوات الحيوانات خلفها يثير صراخ من يفتحها، هذه المشاهد جاءت فيها حركة الكاميرا موفقة إلى أبعد الحدود باستخدام الإيقاع السريع للقطات ليس فقط على مستوى المونتاج ولكن التصوير فى حد ذاته، وجاءت الإضاءة معتمة فى معظم الأحيان لخلق حالة الفزع والتركيز البصر التركيزى على فخامة القصر المهيب وقبل أن نستغرق فى التفاصيل التقنية التى فرضت نفسها بكل تأكيد على الفيلم.


كعادة هذه النوعية من الأفلام، نتحدث عن قصته، حيث يبدأ الفيلم بعودة «عز الدين» أو النجم أحمد داود من كندا إلى مصر بعد هجرة دامت 25 عاما ، يصل إلى قصر عائلته المهجور  مع سائق التاكسى الذى يركب معه من المطار والذى يمثله الفنان الكوميدى محمد ثروت وهناك يلتقى «بالحارس» عم مرعى أو الفنان محمد الصاوى  ويطلب منه أن يفتح القصر، ينصحه عم مرعى بتأجيل مطلبه إلى غد بالنهار ويسأله  ألم تتواصل مع المحامى إبراهيم والذى جسّد دوره الفنان مجدى كامل وينصحه بالتواصل معه حيث سيشرح له كل شيء، يذهب عز للقاء مجدى كامل المحامى وزوجته الشابه دينا الشربينى أو حنان ليخبره المحامى بأن القصر «مسكون» من يوم الحادث ولم يستطع أحد أن يبيت فيه ليلة واحدة ، يتفاجأ عز الدين بعبارة الحادث حيث لا يفهم معناها .. يعود عز الدين إلى القصر ويجد لقاء أو نسرين أمين وهى الزوجة الشابة لحارس القصر مرعى ويتذكرها حين كانا أطفالا وكانت أمه «الفنانة جومانا مراد» وهى تنهره حيث لا ترغب فى أن يلعب مع الطفلة الصغيرة.
 تذهب الجارة التى تمثلها «فيدرا» لزيارة عز الدين وهى التى تخبره بأن والدته ماتت مقتولة فى هذا القصر أثناء الاحتفال بعيد ميلادها منذ عشرين عاما ، يذهب عز إلى المحامى و زوجته دينا الشربينى التى تتواصل لإحضار معالج روحانى متخصص فى الغيبيات هو دكتور قيسون .. لعله يجد حلا للظواهر المرعبة التى حدثت لعز فى القصر، ونرى الدكتور قيسون أو شريف منير يذهب معه إلى القصر وببحثه عن القصر المقصود وجد أن حادث القتل حدث فيه منذ 20 عاما بالفعل ويقرر أن يقيم مع عز فى القصر ويطلب أيضا أن تبيت معهما دينا الشربينى حيث وجودها كامرأة سيسهل عملية استكشاف الحقائق.. حيث المقتولة فى القصر هى امرأة ، توافق دينا وبمجرد دخولها إلى غرفة النوم التى ستبيت بها تتفاجأ بأن أرواحا خفية ترفعها إلى السقف وتخبط بها فى الجدران وتمسك برأسها لترى على الجدران علامة رسمة مقص وكأنها تشير لها بتكشف بعض الحقائق، ويفسر دكتور قيسون أن أرواح المقتولين تسكن البيوت التى قتلت فيها، وكأن الروح تريد أن تشير إلى كشف حقيقة مقتلها حيث الكثير من الجرائم تجرى دون أن يتلقى المجرم عقابه فتظل الروح «معلقة » ولا تستريح إلا بكشف الحقائق .


 من جهة أخرى يحاول شريف منير البحث مع الحارس محمد الصاوى عما حدث فيقول له: كانت ليلة الحفلة الخاصة بعيد ميلاد صاحبة القصر وأن أحد اللصوص انتهز فرصة الانشغال بالحفل ووصل إلى غرفتها وقتلها وهكذا تتشابك على المستوى الدرامى الأحداث التى يجمع فيها السيناريو بين فكرة أنه فيلم رعب وأنه أيضا تحول مع الأحداث إلى فيلم بوليسى يبحث فيه الأبطال عن قتيل هذه المقتولة وبمهارة فى الكتابة يحيك المؤلف خيوط الشك فى كل المحيطين بمسرح الجريمة، وفى حالة من المتعة تستكمل الأحداث حيث يجد فريق البحث كشفا بأسماء 13 مدعوا كانوا موجودين يوم حفل عيد الميلاد وأن القتيلة أيضا مولودة يوم 13 فيفكر شريف منير فى إعداد حفلة بنفس هؤلاء الأشخاص فيما يعرف بعملية محاكاة تدور بين أجواء الحاضر تشبه ما حدث قبل 20 عاما فى الماضى من خلال تواجد بعض أبطال الحدث الذين ما زالوا على قيد الحيا،  فربما من خلال خلق هذه الأحداث..تشير روح القتيلة إلى قاتلها الفعلى الذى قتلها فى نفس اليوم .


 يبدأون بالفعل فى تجميع الناس لحضور الحفل الجديد وقد جاءت مشاهد الحفل وتصويره الجديد فى أجواء جامعة بين الأبيض والأسود فى فكرة الفلاش باك فيما عدا اللون الأحمر الذى بدا فى الورود وشفاه المدعوات فى خلق حالة بصرية ممتعة، وتميزت أجواء الحفل الجديد  بالموسيقى التصويرية التى خلا منها معظم الفيلم لتأتى هنا بارزة بإيقاع أصوات ضربات القلب اللاهثة وكأنها تبحث مع الموجودين عن القاتل وسط ترقب شديد الإيحاء،  فيما قامت دينا الشربينى بإعادة دور المقتولة جومانا مراد حتى أنها ارتدت فستانا بالمثل كمثل الموديل الذى ارتدته القتيلة ليلة قتلها وهنا يظهر أبطال القسم الثانى إذا جاز التعبير من الفيلم حيث أحداث الحفلة التى يوجد فيها الأب أو زوج القتيلة محمود عبد المغنى وعازفة البيانو إيناس كامل والرسام أحمد زاهر وشقيقا محمود عبد المغنى محمد الكيلانى وأروى جودة وبعض الأقارب ومنهم نهال عنبر و نهى عابدين .
وتتشابك الأحداث بين الفلاش باك للحفلة الأصلية ونجوم الحفلة الجديدة، فنجد أحمد زاهر يعشق الأم المقتولة جومانا مراد حتى أنه يصعد إليها فى غرفتها ويحاول احتضانها وتقبيلها ولكنها تحاول طرده .
أما أروى جودة وقد تم استجلابها من مصحة للعلاج النفسى حيث تعانى من حالة صرع وراثى والتى يشير الحوار فى الفيلم إلى  أنها وارثة هذا الصرع من والدها وبينما تبدأ الفنانة دينا الشربينى للعب دورها فى أحداث الحفلة الجديدة تبدأ فى الخوف على نفسها وحياتها من أن تتعرض لنفس النهاية وتموت مقتولة فتصعد لتغيّر الفستان وفى عودة لغرفة جومانا مراد نجدها فى مشاهد متوازية وهى تفتح دولابها بينما تفتح أيضا دينا الشربينى دولابها .. فتقتل، ويتضح القاتل الحقيقى لجومانا مراد  هو الطفل عز الدين الذى قتل أمه بضربها بمقص فى صدرها بعدما رآها فى أحضان الرسام،  ويأتى الأب محمود عبد المغنى ويصاب الابن بالصرع وحالة إغماء يبدو أنه ينسى على أثرها ما حدث، لدرجة أنه يكبر ويعود وهو كبير ليبحث عن قاتل أمه و كأنه قد نسى أنه الفاعل الحقيقى .. بينما يتم القبض عليه .


 وبينما يخبر شريف منير أصحاب القصر من الورثة ..بعدما عرف من هو القاتل فقد ارتاحت روح القتيلة جومانا مراد وأصبح  القصر غير ملعون وأنه يؤول إلى الورثة الشرعيين .. نجد أنه أيضا يظل مكانا ملعونا بروح القتيلة الجديدة دينا الشربينى التى يبدو وجهها في كل الأرجاء ويبدو الزجاج والجدران تنكسر و كأن  الكرة تعود من جديد بوجود روح قتيلة جديدة فى أرجاء القصر .. الحقيقة أن المبدع وائل عبد الله كاتب ومخرج الفيلم قد أحكم سيطرته أو لنقل قبضته وتملك أدواته تماما لخلق فيلم شديد التميز و المتعة أيضاً.