السبت 20 ابريل 2024

استيفان روستى.. ابن السفير الذى ترك الدنيا وفى جيبه 10 جنيهات

استيفان روستى

13-5-2023 | 11:52

نانيس جنيدى

وُلد استيفانو دى روستى من أم إيطالية وأب نمساوى فى 16 نوفمبر 1891، كان والده سفير النمسا بالقاهرة، انفصل والده السفير عن أمه بسبب المشاكل التى قابلت عمل الوالد الدبلوماسى فانتقل للعيش طفلاً مع والدته الإيطالية، والتحق بمدرسة رأس التين الابتدائية، إلى أن تزوجت والدته من رجل إيطالى آخر ليترك المنزل شاباً، ويلتقى صدفة بعزيز عيد، الذى أُعجب به لطلاقته باللغتين الفرنسية والإيطالية وقدمه فى فرقته.
سافر إلى النمسا بحثاً عن والده ثم إلى فرنسا وألمانيا وعمل راقصاً فى الملاهى الليلية، وبالمصادفة التقى بمحمد كريم الذى كان يدرس الإخراج السينمائى فى ألمانيا، وتعرف على سراج منير الذى هجر الطب ليتفرغ لدراسة الفن، وقرر استيفان أن يلتحق بنفس المعهد ليدرس التمثيل دراسة أكاديمية، وعاد إلى القاهرة وتعرفت عليه المنتجة عزيزة أمير التى انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة، وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم «ليلى».
يعتبر إستيفان روستى من الرعيل الأول بالسينما المصرية، حيث قام بإخراج الفيلم القصير «صاحب السعادة كشكش بك» عام 1922 قبل أن يخرج أول فيلم روائى طويل فى السينما المصرية، وهو فيلم «ليلى» عام 1927.


 مأساة فى منزله
عاش إستيفان روستى، مأساة فى بيته والتى بدأت فور إنجاب زوجته الإيطالية طفليه التوأمين اللذين توفيا فى أوقات متعاقبة، لتكون البداية لحرمان روستى من الأطفال، الأمر الذى ترك جرحاً كبيراً فى نفسيته، خاصة أنه كان شخصاً يعشق الأطفال.
وكانت نهاية روستى مأساوية، حيث كان جالساً مع أصدقائه فى أحد المقاهى يلعب الطاولة، بعد مشاهدته العرض الأول لفيلمه «آخر شقاوة»، وأثناء جلوسه شعر بآلام مفاجئة فى قلبه، ليقوم أصدقاؤه بنقله إلى المستشفى اليونانى، ويكشف الطبيب وقتها عن معاناته من انسداد فى شرايين القلب، وينصح بمكوثه فى المنزل من أجل الراحة، وذلك قبل أن يفارق إستيفان روستى الحياة بعدها بساعة واحدة فى عام 1964، عن عمر ناهز 72 عاماً.
 إشاعة وفاته
وفى سنة 1964، وقبل وفاته بفترة قليلة انطلقت إشاعة وفاته، بينما كان يزور أحد أقاربه فى الإسكندرية وأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الإشاعة، وفى منتصف الحفل جاء استيفان روستى إلى مقر النقابة ليسود الذعر الحاضرين، وانطلقت مارى منيب ونجوى سالم وسعاد حسين فى إطلاق الزغاريد، فرحاً بوجوده على قيد الحياة. ولكن بعد أسابيع قليلة فى 22 مايو من نفس العام (1964)، توفى استيفان روستى بالفعل ولم يجدوا فى جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى عشرة جنيهات فقط.
رحل استيفان روستى عن دنيانا، وكان آخر أفلامه «حكاية نص الليل» مع عماد حمدى وزيزى البدراوى.


الشر والكوميديا
وقد وصل عدد الأفلام التى شارك فى تمثيلها وإخراجها والتمثيل فيها إلى 380 فيلماً سينمائياً على مدى أربعين عاماً، هى عمره الفني.
لقد نجح روستى فى أن يجمع بين الشر والكوميديا، وأن يُصبح وحده تقريباً الشرير الكوميديان بين الأخيار، أو لنقل أكثر الكوميديانات شراً على الشاشة أو أكثر الأشرار حضوراً وخفة ومرحاً. وهى البصمة الخاصة التى ظل يتفرد بها على شاشة السينما حتى اليوم لم ينازعه فيها أحد سوى الفنان الكبير عادل أدهم.
أفلام من إخراجه
قدم استيفان روستى عدداً من الأفلام التى قام بإخراجها، منها «ليلى»، «البحر بيضحك ليه»، «عنتر أفندى»، «الورشسة»، «ابن البلد»، «جمال ودلال»، «أحلاهم».
مشاركاته السينمائية
شارك استيفان روستى فى مئات الأفلام على مدار مشواره الفنى، ومن أهم تلك الأفلام، «سى عمر»، «سلامة»، «ابن عنتر»، «بلبل أفندى»، «عفريتة هانم»، «الهوى والشباب»، «مغامرات عنتر وعبلة»، «إجازة فى جهنم»، «ليلة العيد»، «معلش يا زهر»، «شاطئ الغرام»، «غزل البنات»، «آخر كدبة»، «المليونير»، «فيروز هانم»، «حلال عليك»، «حرام عليك»، «حسن ومرقص وكوهين»، «الستات مايعرفوش يكدبوا»، «الشيخ حسن»، «كدبة أبريل»، «زنوبة»، «القلب له أحكام»، «تمر حنة»، «إسماعيل يس طرزان»، «سيدة القصر»، «حسن وماريكا»، «إسماعيل يس فى السجن»، «حلاق السيدات»، «صراع الجبابرةملك البترول»، «المجانين فى نعيم»، «النشال».