تختتم مساء اليوم فاعليات الدورة الـ 76 لمهرجان كان السينمائى الدولى الذى حفل بعرض 100 فيلم فى جميع أقسام هذه الدورة، منها 21 فيلما فى المسابقة الرسمية بمشاركة عربية، و35 ألف مشارك من حول العالم، وتعالوا نعيش معا أبرز الأحداث التى حفلت بها هذه الدورة..
علي غرار السنوات الماضية أقيمت النسخة السادسة والسبعون من المهرجان وسط إجراءات أمنية مشددة كما أكد جان جوني المكلف بتنسيق الإجراءات الخاصة بتأمين المنطقة بحوالي ألف عنصر من الدرك والشرطة الوطنية والبلدية وعناصر من الأمن الخاص، حيث انتقد ممثلون وممثلات فرنسيون القائمين على مهرجان «كان» السينمائى دعوة «رجال ونساء وصفوهم بأنهم عينيفين»، فى إشارة إلى الممثل جونى ديب والمخرجة مايوين، حيث شهدت الدورة 76 من مهرجان «كان» السينمائى الدولى عودة النجم الأمريكى جونى ديب إلى السجادة الحمراء عن دوره فى فيلم الافتتاح “Jeanne du Barry”، وشكّل النجم الأمريكى موضع خلاف كبير منذ قضايا التشهير التى تبادلها مع زوجته السابقة آمبر هيرد العام الماضى، على خلفية اتهامات بالعنف الأسرى، وهو السباق القضائى الذى انتهى بانتصار “ديب”.
التزموا الصمت
وديب لم يهدأ له بال على كل هذا الهجوم، فخلال المؤتمر الصحفى الذى خُصص لفيلمه “جان دو بارى” للمخرجة مايوين والذى يجسّد فيه شخصية الملك لويس الخامس عشر، قال “ثمّة أناس يريدون تصديق ما يحلو لهم، لكنّ الحقيقة لا تتبدل خلال السنوات الخمس أو الست الفائتة، أكثرية ما قرأتموه كان ضرباً مريعاً من الخيال.
وسخر من عبارة “العودة” التى استخدمتها وسائل الإعلام لوصف استئنافه نشاطه السينمائي. وقال “يبدو أنّ لدىّ 17 عودة حتى الآن، أنا لم أذهب إلى أى مكان”، كما أبدى “فخراً كبيراً” بمشاركته فى فيلم “جان دو بارى”، معتبراً أن المخرجة مايوين كانت “جريئة جداً لأنها اختارت رجلا من ولاية كنتاكى الأمريكية لتجسيد شخصية لويس الخامس عشر”، ومشيداً بـ”صبرها” معه خلال التصوير.
وحظى جونى ديب بترحيب حار بين كوكبة من النجوم الكبار من أمثال أوما ثورمان ومايكل دوجلاس وكاترين دونوف، خلال افتتاح مهرجان “كان” السينمائى، رغم كل الانتقادات من الجهات النسوية لهذا الاهتمام الممنوح لشخصية شكّلت موضع ملاحقة قضائية بتهمة العنف الأسرى.
نجمات بتوقيع عربى
كما تزايد هذا العام الحضور العربى على البساط الأحمر لمهرجان “كان” السينمائى، وهو يتجلّى عبر مُشاركة النجمات العربيات وإطلالات تحمل توقيع المصممين العرب، حيث تكرّر ظهور الإطلالات الدراميّة التى تحمل توقيع أشهر الدور العالميّة، حيث ألقت النجمة منى زكى بإحدى أجمل إطلالات كلمة حفل الافتتاح، وقد اعتمدت ثوباً من توقيع مصمم لبنانى تزيّن بالرسوم المُنفّذة على طريقة اللوحات الزيتيّة كما تزيّنت بمجوهرات ماسيّة فاخرة تحمل اسم إحدى العلامات التجارية المشهورة ومازالت مستمرة فى جذب الكاميرا والأعين إليها كل يوم.
وبمُشاركتها الأولى فى فعاليات مهرجان “كان”، اعتمدت الممثلة الروسيّة فيكتوريا بونيا إطلالة دراميّة اتخذت شكل ثوب طويل مغطّى بالريش من أحدث مجموعات مصمم لبناني شهير، بينما تألقت الممثلة اللبنانيّة رزان جمال بثوب باللون الأبيض تزيّن بأحجار الكريستال عند منطقة الصدر.
قصص المرأة
احتفالاً بالأصوات النسائية البارزة وإنجازات المرأة فى عالم السينما،نظم مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى بالتعاون مع إحدي الجهات الأوروبية المتخصصة فعالية Women’s Stories على هامش المهرجان لتسليط الضوء على إنجازات المرأة فى عالم صناعة السينما.جمع هذا الحفل كوكبةً من أهم صناع الأفلام والفنانين العرب والعالميين، ومن أبرز الحضور جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى، كما حضر الحفل نجمات عربيات مثل رزان جمال وهند صبرى، وفاطمة البنوى وميلا الزهرانى وتارا عماد إضافة الى نجمات عالميات مثل العارضة اليساندرا أمبروزيو والممثلة كيت هولمز وعارضة الأزياء الغنية عن التعريف نعومى كامبل، عارضة الأزياء البرتغالية سارا سامبايو، الممثلة الهندية فريدا بينتو.
مزاح ودموع
كرم المهرجان الفنان الأمريكى المخضرم “مايكل دوجلاس”، حيث صعدت الممثلة الأمريكية أوما ثورمان إلى المسرح لتكريمه بحصوله على السعفة الفخرية تقديرًا لجهوده فى صناعة السينما. ورحبت ثورمان بدوجلاس خلال كلمتها، قائلة: “إنه فنان فريد من نوعه كمنتج ونجم سينمائى مبدع، هذا الإرث قد ميّز بشكل لا يمحى شكل السينما الأمريكية نفسها. واختتمت.. “نجم إلى الأبد، وفنان مضىء”.
واستقبل الضيوف دوجلاس بحفاوة بالغة لدى صعوده خشبة المسرح، وشهدت اللحظات الأولى لاستلامه جائزة السعفة الذهبية الفريدة العديد من المشاعر المختلطة بين الدموع والمزاح، حيث قال فى خطاب قبوله الجائزة: “هذا يعنى الكثير بالنسبة لى، لأن هناك المئات من المهرجانات السينمائية فى جميع أنحاء العالم، ولكن هناك مهرجان “كان” واحد فقط”. ثم تساءل بدهشة.. “ستة وسبعون سنة؟”.إذ قال ممازحاً الجمهور إن عمره أكبر من المهرجان وذلك كونه من مواليد عام 1944 بينما كانت الدورة الأولى للمهرجان عام 1946 ورغم ضحكه لم يتمالك “دوجلاس” دموعه بعدما استلم الجائزة، فحملها متأثراً ولكنه لم يستطع أن يحبس دموعه، وهو ما ظهر أيضاً على زوجته النجمة كاثرين زيتا جونز.
وعاود دوجلاس تذكر المرات العديدة التى حضر خلالها المهرجان خلال ٥٠ عامًا، كممثل، ثم بعد سنوات الجائحة وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة، مضيفًا أن “تجربة هذا المهرجان هى تذكير بما هو عليه العالم الإيجابى، وكيف يمكن لصناعة السينما أن تكون رفيعة الشأن”.
جائزة فخرية
وعلى الجانب الآخر منح المهرجان النجم العالمى هاريسون فورد، على هامش عرض فيلمه “Indiana Jones and the Dial of Destiny”، جائزة Palme d’Or الفخرية، وهى أرقى جائزة فى مهرجان “كان” السينمائى، وقدمت المخرجة الفرنسية ايريس نوبلوك الجائزة للنجم على المسرح، حيث قال الممثل كلمة جاء فيها : “أنا متأثر جداً، يقال إنه عندما تقترب من الموت، ترى شريط حياتك أمام عينيك. وأنا رأيت ذلك للتو أمام عينى... جزء كبير من حياتى ولكن ليس كل حياتى”، وتوجه النجم بالشكر لزوجته التى كانت حاضرة معه قائلاً إن الفضل لها فى ما وصل إليه لأنها دعمت أحلامه وهو ممتن لها، كما توجه النجم بالشكر لطاقم عمل فيلم “Indiana Jones and the Dial of Destiny” واختصر كلمته لبدء عرض الفيلم.
وعلى ذلك انضم النجم لأهم النجوم العالم الذين حصلوا على هذا الجائزة سابقاً ومن بينهم إنجمار بيرجمان، وجين فوندا، وكلينت إيستوود، وأجنيس فاردا، وجيفرى كاتزنبرج، إضافة إلى توم كروز الذى كان آخر من حصل على السعفة الفخرية العام المنصرم وبعد العرض الأول لفيلم “Top Gun: Maverick”.
كامل العدد
شهد الفيلم الروائى “إن شالله ولد” للمخرج أمجد الرشيد، عرضه العالمى الأول ضمن فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان “كان” السينمائى، ورفع شارة كامل العدد خلال مشاركته فى مسابقة أسبوع النقاد، كما حظى الفيلم باستقبال حافل من الجماهير التى قابلته بتصفيق حار وحفاوة بالغة عند عرضه، وهو أول فيلم أردنى روائى طويل يشارك فى تاريخ مهرجان “كان”، وحضر عرض الفيلم المخرج أمجد الرشيد وعدد من أبطال طاقم التمثيل هم: إسلام العوضى ومحمد جيزاوى، ومن فريق العمل حضرت المنتجتان رولا ناصر وأسيل أبو عياش والمنتج يوسف عبد النبي، والمونتير أحمد حافظ وفرح جدعان التى قامت بمكياج الفيلم.
“إن شالله ولد” يحكى قصة نوال التى يتوفى زوجها فجأة ليتحتم عليها أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين إن كان لديها طفل ذكر وليس أنثى، وفاز مشروع الفيلم بالعديد من الجوائز أربع جوائز من ورشة فاينال كات فينيسيا فى مهرجان “فينيسيا” السينمائي الدولى، والجائزة الكبرى فى مرحلة ما بعد الإنتاج (أطلس بوست برودكشن) فى المهرجان الدولى للفيلم بمراكش، كما حصل على منحة تطوير من ملتقى القاهرة السينمائى، ومنحة سوق عمان لصناعة الأفلام، ومهرجان ثالونيسكى أجورا، وجائزة مهرجان “فرايبورج” السينمائى الدولى بسويسرا.
وحصل أيضًا على دعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام فى دورتين حيث حصل على دعم الإنتاج ودعم ما بعد الإنتاج، كما تم دعم الفيلم من قبل حوافز التصوير فى الأردن حيث استفاد من الاستثناء الضريبى وبرنامج الحوافز الإنتاجية بالإضافة إلى دعم الإنتاج من صندوق الأردن لدعم الأفلام، وقد سبق للفيلم الحصول على دعم صندوق البحر الأحمر للإنتاج أو لعمليات ما بعد الإنتاج فى دورته الأولى.
الفيلم من إخراج أمجد الرشيد يشاركه التأليف دلفين أوجت ورولا ناصر، وبطولة: هيثم عمرى ويمنى مروان وسلوى نقارة ومحمد جيزاوى وإسلام العوضى وسيلينا ربابعة.
المرأة فى كل مكان
ترأس هذه الدورة من مهرجان “كان” السينمائى الألمانية إيريس كنوبلوك، وهى أول امرأة تتولى إدارة هذا الحدث منذ انطلاق فعالياته للمرة الأولى فى سنة 1939، فيما ترأس المخرج السويدى روبن أوستلند لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وأحيت المغنية والممثلة كيارا ماسترويانى، ابنة الممثل الإيطالى الراحل مارتشيلو ماسترويانى، حفل الافتتاح.
كما حمل الملصق الرسمى للمهرجان هذا العام صورة الممثلة الفرنسية كاثرين دينوف من موقع تصوير فيلم “La Chamade”، وتظهر الصورة بالأبيض والأسود، وهذا الفيلم أخرجه آلان كافالييه، وشارك البطولة كل من: كاثرين دينوف وميشيل بيكولى وروجر فان هول، وجرى التقاط هذه الصورة على شاطئ بلدة بامبولون عام 1968.