الخميس 2 مايو 2024

كلاهما يتهم الآخر على السوشيال ميديا.. النجوم والجمهور.. «مين مزعل مين؟»

الناقد الفنى طارق الشناوى و دكتورة ماجي الحلواني

11-6-2023 | 01:59

هبة عادل

الفنانون والجمهور.. تلك العلاقة التى باتت توصف الآن فى أحيان كثيرة بـ«الشائكة»، لاسيما فى زمن علت فيه أصوات السوشيال ميديا، لنجد أنه ما من فعل أو قول يصدر من الفنان سواء على المستوى الفنى أو الشخصى، إلا ونجد ردود فعل يصفها البعض بأنها «قوية»، ومن ثم أصبحت  هذه الحالة كمسلسل عرضه مستمر.. ما إن نخرج من قصة إلا وندخل فى أخرى.
 

فى البداية يقول الناقد الفنى الكبير طارق الشناوى: بداية، هذه الظاهرة ليست وليدة هذه الأيام أو وليدة فقط وجود السوشيال ميديا، ولكنها ظاهرة عرفتها الصحافة منذ زمن، وكثير من المانشيتات والموضوعات كانت تتحدث عن أخطاء أو عيوب الفنانين سواء الفنية أو الشخصية والإنسانية، ربما يكون الفارق الوحيد أنها كانت مهنة ووظيفة منوطاً بها الصحفى أو الناقد فقط، أما الآن فمع وجود وتنامى السوشيال ميديا أصبحت متاحة للجمهور بشكل عام.
والفكرة تكمن فى أن الذين يدلون بآرائهم لديهم تصور وهو صحيح إلى حد كبير.. إن مدى النجاح فى قدرتى على إيصال رأيى يحتاج إلى قوة فى التعبير عنه سواء كان رأيى هذا مدحاً أو ذماً، فالناس لا تذهب للرأى الموضوعى ولكنها تذهب إلى الآراء العكسية، وهى طبيعة بشرية، فإذا أنا مدحت عملاً ما أو شخصاً ما، فستكون ردود الفعل طبيعية، أما فى حالة المغالاة فيكون هناك التفات أكثر ولفت للانتباه وجذب للانتباه أكثر، ومن ثم فعلى الفنان أن يراجع تصرفاته لأنه يعلم أنه محط أنظار، وأن الجمهور أصبح يتعامل معه وكأنه رقيب عليه، فيجب أن يضع هذا فى ذهنه وحساباته، وعليه أن يفكر بدل المرة مرتين قبل الإقدام على أى فعل، فقد يأخذه البعض بحسن نية، ولكن البعض الآخر قد يسىء تفسيره، ولا يمكن إنكار أن السوشيال ميديا فرضت قانونها، ألا وهو التطرف والمبالغة أحياناً، ومن ثم فعلى الفنان أن يضع كلمته فى محلها، لأن لغة الترند هى التى أصبحت مسيطرة سواء على الفنانين أو الجمهور وتحقيق المشاهدات العالية وما إلى ذلك، حتى إننا نلاحظ ذلك فى العناوين التى يضعها صناع المحتوى على مقاطع الفيديو، فإذا قالوا إن هذا العمل ناجح وجميل فسيذهب ويدخل لرؤيته عدد محدود، أما إذا كتبوا «سقطة  فلان .. فهذه تأتى بملايين من المشاهدات.


وتقول د. ماجى الحلوانى، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة: المصريون يحبون نجومهم وفنانينهم ويحبون كل شىء جميل ويحبون أن يروا نجومهم فى أجمل حالاتهم، أما من يترك نفسه من النجوم للظهور بتصرفات عفوية غير محسوبة فعليه أن يتوقع ردود فعل غير مرضية، وزمان لم نسمع أبداً عن هجوم طال عبد الحليم أو أم كلثوم أو شادية أو نجاة بسبب سلوك ما، أو حتى هانى شاكر وعلى الحجار ومدحت صالح.. وهؤلاء الأسماء الذين صنعوا تاريخاً من الصعب المساس به، إذاً العيب ليس دايماً فى الجمهور.. وإلا لماذا لم يهاجم الجمهور هؤلاء النجوم العظام؟ إلا لأنهم حافظوا على مكانتهم،  إذن فبعض نجومنا اليوم إذا واجهوا غضباً وهجوماً من بعض الجمهور.. فعلىهم أن يعيدوا النظر فى بعض تصرفاتهم التى قد تكون قد صدرت بعفوية ولكنها لم تلقي رد الفعل الإيجابى لدى الجمهور نظراً لأنه يتوقع الصورة المثالية الكاملة من نجومه.
 وتقول د. سامية الساعاتى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس: قد يكون رأيى صادماً، حيث أرى أن احتقان الجمهور فى بعض الأحيان من الفنانين هو حب واهتمام شديد، وليس هجوماً كما يصفه أو يراه البعض، فالناس لا تتحدث عن أحد كثيراً أو عن موضوع يشغلها إلا إذا كانت موضوعات وأناساً يهمونهم ومحببة إليهم، لذلك نجد أن حالات الاحتقان التى نراها من بعض الجمهور.. ما هى إلا حالة حب وتعلق فهكذا إذا أحب الجمهور نجماً معيناً خصوصاً نجوم الفن والرياضة يكون الغضب منهم بقدر هذا الحب، لذلك يصاب الجمهور بحالة من «الحُرقة» إذا ما خيب الفنان أمله ببعض من التصرفات التى قد تصدر عنه دون قصد، فيتحول رد الفعل إلى هجوم، لاسيما وأننا كمصريين وكعرب بشكل عام نُعرف بطبيعتنا العاطفية، فتشتعل عواطفنا سريعاً بالحب ثم تشتعل أيضاً وبنفس السرعة بالغضب فنحن شعب «سريع الرضا.. سريع الغضب» وهذا جزء أساسى من سمات وطبيعة الشخصية المصرية، فكما نقول بالبلدي «لما بنحب قوى بنزعل قوى وبنقلب قوى».. لذلك فالنجوم تكون هفواتهم مكبرة جداً لدى الناس، ويجعلون منها أو يرون فيها غلطة كبيرة.
ويرى الخبير الإعلامى معتز صلاح الدين، أن  اتجاه بعض النجوم إلى تقديم أعمال قد لا تلقى ترحاباً لدى الجمهور خاصة وأنه قد يجدها لا تعبر عنه ولا تمثله قد يدفع بعض الجمهور إلى مهاجمة أو انتقاد الفنان وذلك لأنه يتطلع إلى تقديمه لواقعه على الشاشة وبصورة تعبر عنه وبالتالى فهذا الانتقاد الذى يلجأ إليه البعض ما هو إلا حالة من ازدياد سقف التوقعات لدى المشاهد لوجود كل ما هو يعبر عنه وكل ما يقدم له صورة واقعية على الشاشة بل وأحياناً قد ينصب هذا النقد على عدم تقديم بعض النجوم لصورة خيالية أو جمالية يأملون من الفنان فى عرضها على الشاشة، وفى كل الأحوال فهذا كله وأن كان يؤكد فهو يؤكد على تعلق الجمهور بالفنان وحبه له وتوقع الكثير منه.