السبت 4 مايو 2024

الليلة يا عمدة


دكتور صلاح سلام

14-6-2023 | 12:23

دكتور صلاح سلام
كانت السيدة حفيظة هي البطلة الحقيقية لفيلم الزوجة الثانية والذي يحتل مكانا مرموقا في ذاكرة السينما المصرية كواحد من أفضل مائة فيلم والجملة التي عاشت منذ عرضه عام ١٩٦٧حتى الان"الليلة ياعمدة"ويرد العمدة عتمان"صلاح منصور" "حبكت" وتلك القصة الخالدة التي اخرجها رائد الواقعية في السينما المصرية صلاح أبو سيف ..وقد رفضت سناء جميل أن تمشي على الجلة حافية كما أمرها المخرج ولصقت بلاستر على قدميها لتنفذ المشهد...السيدة ثريا يوسف عطاللة بنت المنيا التي جاءت إلى القاهرةة لتلتحق بمدرسة الميردي ديه الفرنساوي في سن التاسعة وتقيم عند أخيها الذي طردها من المنزل بعد أن أتمت الدراسة الثانوية وعلم انها التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليلة حريق القاهرة ١٩٥٢ بل تبرأ منها هو والعائلة  ولجأت إلى الاستاذ زكي طليمات الذي اختار لها اسمها الفني وساعدها على الإقامة في بيت الطالبات والتحقت بفرقة فتوح نشاطي المسرحية وتعلمت اللغة العربية على يد الفنان عبد الوارث عسر واشتغلت قليلا بفرقة اسماعيل ياسين...واجادت العمل بالخياطة وكانت تعمل لدى احد المحلات بمرتب ٦ جنيهات شهريا  والتحقت بالعمل في السينما مبكرا في فيلم زينب ١٩٥٢ وهو أيضا من القائمة الذهبية للسينما ولكن شمسها لم تستطع الا عندما رفضت فاتن حمامة دور"نفيسة"في فيلم بداية ونهاية مع عمر الشريف وفريد شوقي عن رواية نجيب محفوظ والتي قامت فيه بدور الأخت التي كانت تعمل بالخياطة بالنهار وتبيع نفسها مساء لتوفير قوت العائلة وتحقق طموح أخيها عمر الشريف  الذي توسطت له امه لدى احد الباشوات ليلتحق بالكلية الحربية والذي عندما عرف حقيقتها صفعها على خدها صفعة حقيقية "اودت بسمع سناء جميل في احد اذنيها طول العمر" واوعز اليها بأن تقفز وتلقي بنفسها في النيل.... هذا الفيلم ايضا وفيلم المستحيل كانوا من قائمة افضل مائة فيلم في السينما المصرية ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان موسكو السينمائي ١٩٦١....وتكتب به تاريخا جديدا لها في السينما والشهرة وتحصل على وسام العلوم والفنون من الرئيس عبد الناصر في نفس العام...ولاشك انها كانت هي والسيدة سميحة ايوب من اساطين المسرح فقدمت ماكبث والحجاج بن يوسف وليلة مصرع جيفارا والناس اللي فوق والايدي القذرة وشهرزاد وسقوط فرعون وتاجر البندقية وزيارة السيدة العجوز ومعظم مسرحياتها كانت من الادب العالمي لشكسبير وتولستوي وشيخوف أما الإبداع الذي قدمته في المعلمة فضة المعداوي في مسلسل الراية البيضا والملابس التي كانت تظهر بها كنموذج للسيدة الشعبية المتسلطة التي كانت تحاول أن تفرض سيطرة المال مع الجهل فهي التي صممت تلك الملابس وحاكتها لنفسها ولا يستطيع احد أن ينسى"ولا ياحموووو هات التمساحة يلااا" وتلك القصة التي كتبها اسامة أنور عكاشة واخرجها محمد فاضل والتي تحاول تلك السيدة القوية والتي تهيمن على حلقة السمك أن تغتصب فيلا الدكتور مفيد ابو الغار الاثرية "جميل راتب" السفير السابق لتزيلها وتبني مكانها برجا وكيف يظل السجال مابين الجهل المدعوم بالمال والخلق المدعوم بالعلم والثقافة على مدار حلقات مسلسل شغف الناس حبا فتسمرت مصر كلها أمام الشاشات وهي ترى الجرافات تتهيأ لتزيل هذا الأثر ويتصدى لها مالكه هو وكل جموع المثقفين باجسادهم...ودائما كان الابهار والروعة عنوانان لأعمال سناء جميل في خالتي صفية والدير وسواق الهانم ونساء خلف القضبان والشك ياحبيبي والشوارع الخلفية والشيطان والخريف ولن ابكي ابدا وصباح الخير ياجاري ومسلسل ساكن قصادي بجزأيه وحوالي ١٨٠ عمل فني يصعب حصرها بداتها بالمسرح وقدمها احمد كامل مرسي للسينما إلى أن احتلت المركز الثالث في قائمة مجلة جود نيوز سينما لافضل ممثلة في تاريخ السينما المصرية...وقد كتب عنها عميد الادب العربي مقالا في جريدة الجمهورية ١٩٥٦ ...تزوجت الكاتب الصحفي لويس جريس ١٩٦١ ولم تظهر معه في صورة مشتركة الا ١٩٧٥ وقد احبها ولكنه احجم عن مفاتحتها ظنا منه انها مسلمة لأنها كانت تحلف بنفس طريقة زملائها وتحفظ كثيرا من آيات القرأن وتستشهد بها وظل هكذا سنوات إلى  ان تقدم لها وافصحت له عن ديانتها وكانت بالنسبة له مفاجأة سارعت في الزواج وظل معها طيلة سنوات العمر حتى هاجمها مرض السرطان فودعت الدنيا عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز ال ٧٢ عاما وتشاء الاقدار ان تموت وحيدة فقد اشترطت على زوجها عدم الإنجاب للتفرغ للعمل وندمت على ذلك ندما شديدا ولكن بعد فوات الأوان...وتفيد بايه ياندم ياندم وتعمل أيه ايه ياعتاب