الإثنين 6 مايو 2024

من " دنانير ل "عسل أسود" العيد على الشاشة شكل تاني

افلام العيد وثقت مظاهر الفرحة

18-6-2023 | 10:16

عمرو والى
وثقت السينما المصرية على مدار تاريخها العديد من مشاهد الاحتفالات بالعيد، والتى حملت الكثير من مظاهر الفرحة والبهجة فى الشوارع والبيوت، وتنوعت ما بين لمة العائلة، وتناول الكعك والعيدية، فى عيد الفطر، أو الاحتفال بالذبح فى عيد الأضحى، وتباينت مساحتها درامياً، ففى بعض الأحيان أُعطيت لها مساحة كبرى، وفى أحيان أخرى ظهرت بشكل هامشى، إلا أنها شكلت فى النهاية طقساً لاحتفالاتنا بالعيد... «الكواكب» تستعرض أبرز هذه الأعمال، وكيف تم تناول العيد على الشاشة؟ من خلال السطور التالية... فمنذ ثلاثينيات القرن الماضى سجلت السينما المصرية احتفالات العيد، ولعل فيلم «دنانير»، الذى تم إنتاجه عام 1939، أكثرها ارتباطاً بتلك المناسبة، حينما غنت كوكب الشرق «أم كلثوم» خلاله الأغنية الرسمية للعيد وهى «يا ليلة العيد»، والتى صارت فيما بعد أيقونة للعيد واحتفالاته، حيث شاركها البطولة سليمان نجيب، وعباس فارس ومن إخراج أحمد بدرخان. وتحولت أغنية «ليلة العيد» نفسها إلى فيلم مستقل، يحمل الاسم نفسه، الذى تم إنتاجه عام 1949 إخراج حلمى رفلة، بطولة شادية وإسماعيل ياسين ومحمود شكوكو. وتعرض الفيلم فى بعض مشاهده إلى أجواء العيد، ويحكى عن ثلاثة أشقاء لديهم مواهب فنية، لكن ظروفهم المادية صعبة، ويواجهون أزمات حتى يحصلوا على فرصة. نصيب الأسد ونال عيد الأضحى نصيب الأسد فى السينما، حيث تنوعت الأفلام التى تناولت مشاهد خروف العيد ما بين الكوميدى، والتراجيدى، حتى بات مشهد ذبح الخروف من المشاهد الراسخة فى عقل المشاهد، وتجسد الأمر من خلال فيلم «أبو حلموس»، الذى تم إنتاجه عام 1947، ولعب بطولته الفنان نجيب الريحانى، وزوزو شكيب، وعباس فارس، وإخراج إبراهيم حلمى، فكان الخروف هو محور الحوار الذى دار بين الموظف «شحاتة أفندى»، الذى يعمل محاسباً فى دائرة الباشا، وناظر الوقف بعد كشف الأول عن تلاعب الناظر فى الحسابات ومنها ما يتعلق بمصروفات طعام الخروف وتربيته. ويقول «شحاتة» للناظر على طريقة ذكية لتسجيل المصروفات بشكل مفصل وفى هذه الحالة يضع المبلغ الذى يريده ومنها أن يكتب حبل ومخلة طعام الخروف، ودكتور بيطرى للعناية بصحة الخروف، وغيرها من المصروفات. وقدم أنور وجدى فيلمه «بنت الأكابر» عام 1953 بطولة ليلى مراد، وزكى رستم الذى يعد من أهم الأفلام التى تناولت تلك المناسبة بأغنية هى «يا رايحين للنبى الغالى»، التى كتبها حسين السيد ضمن أغانى الفيلم، وارتبطت فى ذهن العديد من المشاهدين بعيد الأضحى، واستغلها أنور وجدى ضمن حبكاته الدرامية التى بنيت عليها الأحداث؛ حيث اعتبر سفر شوكت باشا، الشخصية التى جسدها الفنان زكى رستم لأداء فريضة الحج وتغيبه عن الفيلا المدخل الرئيسى لتعرُّف عامل التليفونات (أنور) على حفيدته ليلى، والوقوع فى حبها وتقربه منها طول تلك الفترة؛ لتبدأ الأحداث فى التوالى من هنا. مشاهد درامية أما فيلم «حياة أو موت» عام 1954 بطولة عماد حمدى، ومديحة يسرى، فقد اعتمد مخرجه كمال الشيخ، ومؤلفه على الزرقانى على العيد اعتماداً كبيراً فى البناء الدرامى لأحداث الفيلم؛ حيث اتخذ من مشكلة خروف العيد والاهتمام بقضاء هذه الأيام فى بيت أهل الزوجة أساساً لاستكمال أحداثه المثيرة والشيقة، التى تفرعت بعد ذلك لعدة مشاكل، تداخلت فيها أحداث بوليسية واجتماعية عديدة. ودارت أحداث الفيلم فى عيد الأضحى، إذ حرص الأب، الذى جسده الفنان عماد حمدى على شراء فستان العيد من أجل ابنته، وعبرت الابنة عن سعادتها بسماع صوت خروف العيد، بينما أصرت الزوجة، التى جسدتها الفنانة مديحة يسرى على التوجه إلى منزل أسرتها والاحتفال معهم. ويمرض الأب فتذهب ابنته لإحضار الدواء الذى يعده طبيب الصيدلية بشكل خاطئ، وتتصاعد الأحداث وتتشابك قبل عيد الأضحى فتسمع النداء الشهير: «من حكمدار القاهرة إلى أحمد إبراهيم القاطن فى دير النحاس لا تشرب الدواء الذى أرسلت ابنتك فى طلبه، الدواء فيه سم قاتل»، لينتهى الفيلم مع حكمدار القاهرة أو يوسف وهبى يهنئ أحمد إبراهيم بالعيد، ويقول: «كل عام وأنت بخير». وجاء فيلم «مال ونساء» عام 1960 للمخرج حسن الإمام وبطولة سعاد حسنى وصلاح ذو الفقار متناولاً العيد بشكل ومساحة أقل من خلال الزج بالعيد وجعل فرحة العروسين «نعمة» و«حسين» تتم بالتزامن مع قدوم العيد. وفى فيلم «أعز الحبايب»، الذى تم إنتاجه عام 1961 يظهر الأب والأم فى مظاهر الاحتفال بقدوم العيد، بشراء الملابس الجديدة لأبنائهما ووضعها لهم جانب الفراش أثناء نومهم، والبلالين والاحتفالات مع إعطائهم العيدية، وهى التفاصيل البسيطة الموجودة فى الواقع الذى نعيشه، الفيلم بطولة زكى رستم، أمينة رزق، شكرى سرحان، سعاد حسنى والإخراج ليوسف معلوف. خروف العيد وظهر خروف العيد فى مشهد كوميدى من خلال فيلم «الحفيد»، الذى تم إنتاجه عام 1975، حيث أصر أبناء عبدالمنعم مدبولى بطل الفيلم، على إحضار خروف للاحتفال بعيد الأضحى، إلا أنهم خرجوا لاستقبال الخروف بأنفسهم فى الشارع ليلعبوا معه وتحول المنزل إلى ضجيج، حيث كان يلهو به الأبناء. وفى حقبة التسعينيات كان فيلم «ناصر56»، الذى تم إنتاجه عام 1996 بطولة الفنان الراحل أحمد زكى، ونخبة من الممثلين والذى تناول قصة حياة الزعيم جمال عبدالناصر من ضمن تلك الأعمال، حيث زج المخرج بمشهد الرئيس الراحل بمنزله وهو يحتفل مع أسرته بالعيد ويوزع العيدية على أبنائه ويهنئ زوجته. الفيلم من تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج محمد فاضل وموسيقى ياسر عبدالرحمن، وشارك فى بطولته، مجموعة من الفنانين أبرزهم أحمد زكى، وفردوس عبدالحميد، وأحمد ماهر، وشعبان حسين، وأحمد خليل، ومجدى صبحى، وطارق الدسوقى، وغيرهم من النجوم. سيطرة الكوميديا أما حديثاً، فجاءت أجواء عيد الأضحى فى الأفلام أيضاً بشكل كوميدى، مثلاً فى فيلم «همام فى أمستردام»، الذى تم إنتاجه عام 1999، ظهرت مشاهد اللمة والبهجة وتجمعات الصلاة فى العيد، ومن أشهرها مشهد قيام الفنان محمد يوسف فى دور شلتوت الحلاق، وهو يقص شعر الخروف قبل ذبحه، بالإضافة إلى صلاة العيد ومروراً بوجبة اﻹفطار الأساسية فى تلك المناسبة، وتجمع الأسرة كلها فى المنزل وتقديم التهنئة، حيث نجد الأم، والتى الفنانة إنعام سالوسة تقوم بإعداد الوجبة الأشهر فى عيد الأضحى وهى صينية الرقاق باللحمة، والفتة، الفيلم بطولة محمد هنيدى، أحمد السقا، أحمد عيد، طارق عبدالعزيز، إنعام سالوسة، محمود البزاوى، وإخراج سعيد حامد. ووظفت مشاهد عيد الأضحى بالشكل الأمثل، من خلال فيلم «بوحة»، الذى تم إنتاجه عام 2005، حيث جسد الفنان محمد سعد شخصية بوحة الصباح، الذى يعمل جزاراً، وتأتى مشاهده فى التجول بالشوارع مثل الجزارين فى الأحياء الشعبية بحثاً عن الأهالى الذين يريدون ذبح الأضحية، وهى من التفاصيل المهمة لعيد الأضحى فى الشارع المصرى، وبرز فى الفيلم مجموعة من الإفيهات الكوميدية، والتى يرددها البعض حتى الآن مثل «تصدق سلخت قبل ما أدبح»، ومشهد لقاء بوحه بالثور الهائج فى حلبة أشبه بمصارعة الثيران، وجملة «تور هايج فى عنبر ٧»، الفيلم من بطولة محمد سعد، مى عز الدين، لبلبلة، مجدى كامل، ومن إخراج رامى إمام. وفى فيلم «ألوان السما السبعة»، الذى تم إنتاجه عام 2007، من بطولة فاروق الفيشاوى وليلى علوى فقد اشتملت بعض مشاهده، على احتفال البطلين بالعيد، وقضاء الوقت فى المتنزهات العامة، والموالد الشعبية، وظهور الأطفال وهم يحتفلون به بالبلالين التى تشعر الجميع بفرحة تلك الأيام المنتظرة. ورغم أن مشهد عيد الأضحى فى فيلم «حين ميسرة» عام 2007 قصير، فإنه كان كاشفاً لحال العائلة المعدمة التى يدور الفيلم حول أفرادها، إذ يجتمعون على طبق الفتة ويحتفون بتناول اللحم كوجبة دسمة، حيث تناول الفيلم مظاهر العيد من خلال مشهد ذبح الأضاحى بعد صلاة العيد وتجمع الأسرة على الطعام. الفيلم بطولة عمرو سعد وسمية الخشاب وعمرو عبدالجليل ووفاء عامر وهالة فاخر، تأليف ناصر عبدالرحمن، إخراج خالد يوسف. ومن الأفلام التى تناولت طقوس العيد فيلم «تيمور وشفيقة»، الذى تم إنتاجه فى نفس العام (2007) من خلال أحد المشاهد الذى يظهر فيه الاحتفاء بالعيد، وانتظار شفيقة هديتها كل عيد من حبيبها تيمور، بالإضافة إلى تناولهما الطعام مع عائلتيهما، على سفرة ضمت الكعك، والفيلم يعد واحداً من أبرز أفلام النجمين أحمد السقا ومنى زكى، تأليف تامر حبيب، إخراج خالد مرعى. وبالرغم من أن فيلم «عسل أسود»، الذى تم إنتاجه عام 2010 تناول تلك المناسبة بصفة خاصة من خلال عيد الفطر تحديداً، إلا أن المخرج خالد مرعى استطاع أن يزج بمشاهد التهنئة وتوزيع العيدية على الأطفال ومن ضمنهم الشخصية الرئيسية بالعمل مصرى، الذى جسده الفنان أحمد حلمى ليشاع معها الحنين بفرحة العيد وبهجته بصفة عامة بالنسبة لشخص مغترب، قضى الكثير من سنوات عمره فى الخارج. الفيلم من بطولة أحمد حلمى، وإدوارد، ولطفى لبيب، وإنعام سالوسة، من تأليف خالد دياب، ومن إخراج خالد مرعى. وفى فيلم «مولانا»، الذى تم إنتاجه عام 2017 جسد الفنان عمرو سعد شخصية الشيخ حاتم، حيث ظهر من خلال أحد المشاهد وهو يرتدى الجلباب مع ابنه الصغير وتحضيرات الزى للنزول لصلاة العيد فى الساحات أمام المساجد ومعه زوجته، وتظهر من خلاله تفاصيل اصطحاب الأهالى لأبنائهم فى صلاة العيد كأحد أهم مظاهر استقبال العيد، ويظهر فى المشاهد الساحات الكبيرة أمام المساجد التى تمتلئ بالمصلين لأداء صلاة العيد وسط التكبيرات. الفيلم بطولة عمرو سعد، درة، ريهام حجاج، بيومى فؤاد، أحمد راتب، تأليف إبراهيم عيسى والإخراج مجدى أحمد على.