حلت أمس الأربعاء، الموافق 21 يونيو الذكرى 22 على رحيل سندريلا الشاشة، الفنانة الراحلة سعاد حسنى، التى رحلت عن عالمنا يوم 21 يونيو عام 2001، فى وفاة غامضة لم يُحل لغزها حتى الآن فى لندن ما بين قتل أو انتحار، حيث احترفت التمثيل وأجادت الغناء، وتميزت بقدرتها على أداء فن الاستعراض فى العديد من أعمالها، وتعد من أشهر الفنانات فى مصر والوطن العربى، إذ لقبت بـ «السندريلا».
وُلدت سعاد حسنى فى 26 يناير 1943،، لعدد كبير من الأشقاء، وتزوجت شقيقتها سميرة، من كاتب أغانٍ اسمه أحمد خيرت، الذى قدّم الصغيرة فى برنامج «بابا شارو» الإذاعى، واشتهرت الطفلة بأغنية «أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسنى اشتهر».
وتميز الأب بإتقانه فن الخطوط، واتجه عدد من أبنائه إلى عالم الفن الذين سبقوا سعاد، منهم عازف الكمان، والرسام، وكانت أشهرهم على الإطلاق الفنانة نجاة الصغيرة، التى كانت تكبر سعاد بسنوات قليلة. وكان عبدالرحمن الخميسى، وهو شاعر تقلب بين مختلف ألوان فن الشعر والقصة والمسرح والتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعى، والإخراج، كان صديقاً لأسرة سعاد، ورأى موهبتها اللامعة فى عينيها، وقدمها إلى المخرج هنرى بركات، الذى كان يبحث عن وجه جديد لفيلم من إنتاج محمد عبدالوهاب، وبالفعل ظهرت سعاد حسنى، على شاشة السينما عام 1959، فى فيلم «حسن ونعيمة» مع الشاب الجديد محرم فؤاد، وحقق الفيلم وقتها نجاحاً كبيراً.
علامات بارزة
ومع بداية الستينيات، انطلقت الفنانة سعاد حسنى، إلى عالم الشهرة والنجومية، وقدمت عدداً من الأفلام الناجحة، منها «إشاعة حب» مع عمر الشريف ويوسف وهبى، و«البنات والصيف» مع عبدالحليم حافظ، «السبع بنات» مع نادية لطفى وزيزى البدراوى، و«السفيرة عزيزة»، مع شكرى سرحان وعبدالمنعم إبراهيم، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، مع حسن يوسف، و«ليلة الزفاف» مع أحمد مظهر، و«الساحرة الصغيرة»، و«صغيرة على الحب» مع رشدى أباظة، وحقق الأخير نجاحاً مدوياً، وقدمت فيه السندريلا، أوبريت «الحلوة لسه صغيرة»، وأغنية «ما إنتش قد الحب ياقلبى». وقدمّت السندريلا، عدداً من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية، منها «القاهرة 30»، و«شروق وغروب»، و«أين عقلي»، و«نادية»، و«الحب الضائع»، و«أهل القمة»، و«الزوجة التانية»، و«الكرنك»، و«موعد على العشاء».
كان آخر أفلامها وأعمالها فيلم «الراعى والنساء» عام 1991 أمام الفنان أحمد زكى والفنانة يسرا، كما شاركت فى عدة مسلسلات إذاعية منها «الحب الضائع»، «لا شىء يهم»، و«من أنا». ولم تقدم سعاد حسنى، سوى عمل تليفزيونى واحد عام 1985، من إخراج يحيى العلمى، وقصة سناء البيسى، وسيناريو وأشعار صلاح جاهين، عن حكايات «هو وهى»، عبارة عن حلقات منفصلة، مع الفنان أحمد زكى، ونجحت فى تقديم عدد من الأغانى الشهيرة منها «لا تجيبلى الشكولاتة يابلاش ياولا»، و«ردى يابنت أخت البيه»، و«آه ياهوى»، و«ياترى إنت فين ياحبيبى».
وتزوجت الفنانة سعاد حسنى أكثر من مرة، حيث كانت الزيجة الأولى لها من المخرج صلاح كريم، وبعده من المخرج على بدرخان، ثم بعد ذلك من كاتب السيناريو ماهر عواد، وتردد أنها تزوجت من الفنان الراحل عبدالحليم حافظ سراً بعد قصة حب كبيرة جمعت بينهما، إلا أن الأمر ظل بين التأكيد والنفي. الحوار الأخير وفى آخر حواراتها التليفزيونية، قالت سعاد حسنى رداً على سؤال: «الناس كلها بتسأل فين سعاد حسنى وليه غايبة عننا وإيه الأسباب؟»؛ فردت السندريلا: «لأ طبعاً مش غايبة ولا حاجة، أنا كنت تعبانة شوية، وكنت متضايقة وكنت غضبانة، غضبانة جداً غضب شديد أوى أوي». وأضافت: «الفن بالنسبالى حياة طبيعية، ومقدرش أمارسه على أنه حاجة غير حقيقية، أنا بمارسه على أنه حقيقة، فأنا كنت معنديش شيء أقدمه، الحقيقة أنا كنت حاسة أنى معنديش شيء أقدمه، وعشان كده أنا كنت مبقدمش حاجة، وحتى الفيلم الأخير (الراعى والنساء) أنا مقدرش أقول إنى كنت بكل قوتى، وحتى جسمانياً كنت تعبانة جداً، ومع ذلك أنا استغربت أنه طلع فيه بعض المشاهد كويسة، لأن أنا كنت بموت فى الفيلم الأخير كل يوم من الإرهاق، كان عندى كسر فى ظهرى ومكنتش أعرف، الحقيقة الظاهر أن المهم أن الواحد يكون حقيقى أو من قلبه ويحافظ على ده». «قولتى إنك كنتِ غضبانة جداً.. غضبانة من إيه؟»؛ سألتها سلمى الشماع، فأجابت: «غضبانة من بعض الأفكار الصغيرة، اللى بتضيع أشياء كويسة وكبيرة فى الفن، يمكن هى حاجة متستهلش لكن فى نظرى تستاهل، بعض الأشياء البسيطة المتعارف عليها تكون مهياش واضحة وتسبب فى انكماش فى الأعمال الفنية، هى دى الحاجة اللى كانت مضايقانى وزعلتنى بشكل مش معقول، وبعدين خلاص بقى مبقتش زعلانة، زعلت شوية والحمد لله بقالى فترة مش زعلانة ونسيت، وأنا مش بتقوقع ولا حاجة، لكن أنا يا أعمل حاجة صح يا أكون متوترة ومحبهاش، وده طبع وحش أوى، الكمال لله وحده وكل حاجة، لكن أنا بحب أنى أعمل كل حاجة كويسة ومبعرفش أطنش ولا أبطل قلق». ورداً على سؤال: «الفترة اللى بعدتِ عننا فيها كنتِ بتعملى إيه؟»؛ قالت السندريلا: «كنت بقرأ، كنت بسمع مزيكا، كنت متضايقة، كنت بروح للدكتور وأقوله أنا متضايقة أوى ومش عارفة أعمل إيه، وهو كان يتكلم معايا شوية وخفف الشعور القوى بالضيق اللى كان عندى، وأنا كنت لما ببص على نفسى الفترة اللى فاتت مكنتش ببقى راضية، عايزة أبقى فى حالة توهج جديدة داخلياً، توهج داخلى يدفعنى للتجدد من تلقاء نفسي».
وحصلت سعاد حسنى على العديد من الجوائز السينمائية، وكرمت من قبل الرئيس أنور السادات فى عام 1979 فى احتفالات عيد الفن، وفى عام 1987 بدأت تعانى من مشاكل صحية فى العمود الفقرى جعلتها تبتعد عن الأضواء والتمثيل، حتى توفيت فى 21 يونيو 2001، إثر سقوطها من شرفة شقة كانت تقيم فيها فى لندن، وتضاربت الأنباء والأقوال حول موتها، بين شكوك فى مقتلها أو انتحارها، وشكلت قضية موتها غموضاً كبيراً لم يحل إلى الآن.