نجح صناع الدراما فى سطر تاريخ مصر الحديث عبر العديد من الأعمال المهمة فى الفترة الماضية لتوثيق تضحيات أبطالنا من الجيش والشرطة لحماية الوطن.. لتنال استحسان وتأييد الجمهور فى كشف كافة التفاصيل التى تستدعى الفخر بأبناء وشهداء هذا الوطن.. ومن هنا التقينا أحد أبرز المخرجين على الساحة الفنية، الذى استطاع باقتدار شديد توثيق هذا الجانب المهم من تاريخ مصر الحديث سواء من خلال الدراما أو السينما.. إنه المخرج أحمد علاء الديب الذى قدم العديد من الأعمال التى تستعرض فترة زمنية شديدة الخطورة، بخلاف أعمال أخرى وثقت الصورة المشرفة لجنود الوطن، كان آخرها فيلم «العارف» ومسلسل «هجمة مرتدة».. عن كواليس ومردود تلك الأعمال وتفاصيل أخرى كان لنا معه الحوار التالى...
كل أعمالك تعد علامات فى الدراما الوطنية.. ما رأيك فى دور الفن وتأثيره فى المجتمع؟
الدراما تعكس الواقع الاجتماعى وتلبى رغبة الجمهور بما يريد أن يشاهد، ولا يستطيع الصناع فرض نوع معين من الدراما.. بل تكون ذائقة الجمهور هى المسيطرة، وميول الناس الآن بعد كل ما مررنا به يغلب عليها حالة الانتماء والدفاع عن الوطن والشغف بمستقبل أفضل.. هذا الشعور موجود منذ فترة. وأتمنى أن تستمر وتتطور هذه الحالة الجميلة بأن نرى أعمالاً أكثر ملحمياً، ومعبرة عن تاريخنا أكثر.. ويتم تنفيذها بشكل يضاهى التطور التكنولوجى الذى نشاهده فى الأعمال العالمية.
.. وهل كنت متوقعاً نجاح فيلم «العارف» كعمل وطنى بهذا الشكل فى السينمات؟
أولاً، عندما أبدأ فى أى عمل لا أنتظر هل سينال الإعجاب أم لا، ولكن ما أهتم به هو كيفية تقديم العمل كما أراه، ولكنى أحمد الله أن الفيلم لاقى استحسان الناس.. ونوع الفيلم ليس جديداً لكن نجحنا فى طريقة تنفيذ الفيلم واستغلال التقنية الحرفية الحديثة لمشاهد للأكشن. وكذلك حالة السفر والرحلة بين بلاد مختلفة كانت جديدة وتم تنفيذها بدقة.. فكان هدفنا منذ البداية أن نرتفع ونرقى بمستوى تنفيذ الأفلام والتقنية المستخدمة؛ لأن الجمهور مطلع على العالم كله، وبالتالى المقارنة دائماً لم تكن فى صالح الفيلم العربى.. ومن خلال الفيلم أكدنا أننا نستطيع تنفيذ هذه النوعية من الأفلام بنفس الدقة رغم أنها بإمكانيات أقل، والجمهور لمست الفرق من خلال صدى واسع ومستمر بشكل كبير.
وماذا عن مسلسل «هجمة مرتدة»؟
المسلسل تم العمل عليه لمدة عامين من 2019 إلى2021، واضطررنا لتأجيله حتى يخرج بالشكل الذى يليق بقيمة الحدث والفكرة فى تقديم ملف بهذه الأهمية عن طريق إنتاج محترم وتقديمي لعمل مهم ووطنى كهذا شرف كبير..ولقد سعدت بردود الأفعال تجاهه وأن تصل للناس محاولتنا لتنفيذ شكل مختلف للدراما التليفزيونية تستعرض فترة زمنية شديدة الخطورة، وتشهد على تفانى شباب مصر فى الدفاع عن الوطن.
نلاحظ وجود عنصر رجال الشرطة بقوة فى أعمالك.. حدثنا عن ذلك؟
دائماً رجل الشرطة شخصية ملهمة درامياً؛ لأنه دائماً متواجد فى كل أنواع الصراع مع الشر، والدفاع عن حق البلد، والتصدى للفساد وحقوق المجتمع؛ لذلك فنجده دائماً شخصية مغرية لتناولها فى الأعمال العالمية وليست العربية فقط.. ودائماً هناك شغف لاكتشاف الحياة الشخصية لهذا الرجل ومشاكله الإنسانية أيضاً فى ظل الزخم الذى يواجهه، ومحاولة النيل منه أو التغلب عليه والصراع حتى ينتصر الخير.. كل هذا منبع الدراما؛ لذا نجد أن 75 % من الأعمال العالمية أبطالها فى حالات مختلفة وأفكار مختلفة، فعلى سبيل المثال فى فيلم «بدل فاقد» كانت قصة للأخ الضابط وشقيقه، أما فيلم «الحفلة» فكان للتحقيق فى قضية، بينما فى فيلم «العارف» تناولنا قصة ضابط فى جهاز أمنى.. وأنا مع الاختلاف فى المواضيع، وأشكال الدراما تتغير والأفكار تتطور بما يتواكب مع مجريات العصر.
هذا التطور وجدناه بالفعل سواء فى مسلسل «هجمة مرتدة» أو فيلم «العارف» وما نمر به من صراع العقل والمعلومة.. ما السبب؟
السبب الرئيسى هو الاهتمام بالفكرة، والتفكير فى صياغتها؛ لأننا جزء من هذا العالم الكبير، ولايصلح أن نقف على شكل واحد من الصناعة، بل لابد من الاهتمام بكل تفاصيل العمل، ويعتبر استغلال تقدم التقنيات مجرد وسيلة يتم تسخيرها لتنفيذ الفكرة.