تعيش مصر حالة من الفرحة والاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ 10 لثورة 30 يونيو التى وقف فيها الشعب كله على قلب رجل واحد لإزاحة جماعة محتلة، أرادت أن تحكم البلاد لأهداف خاصة، لا يشغلها إلا مصلحتها ومصلحة أعضائها، حتى انتفض الشعب المصرى فى وجه تلك الجماعة، وكان الشعب فى ذلك يجمع كل فئاته بلا استثناء، وكان للقوى الناعمة دور بارز ومؤثر فى تلك الثورة.
فى تلك المناسبة العطرة، التقت «الكواكب» الفنان إيهاب فهمى مدير المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، فى حوار تحدث فيه عن كيفية استقباله خبر توليه إدارة المركز ورؤيته للمركز فى الفترة المقبلة، وقراراته الجديدة، والفعاليات التى يقدمها المركز، كما تحدث عن التطور الذى واكب الحركة الفنية فى الحقبة الأخيرة بعد تولى سيادة الرئيس دفة البلاد، وكيف يرى الحركة الفنية فى تلك الفترة، وكيف كان دور الفنانين فى ثورة 30 يونيو، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...
بداية.. حدثنا عن كيفية استقبالك خبر توليك منصب مدير المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؟
من دون نفاق أو رياء، وبمنتهى الصراحة، فأنا أعتبر تقلدى هذا المنصب حباً للوطن، فأنا خادم لبلدى فى أى مكان وفى أى منصب وأى موقع، فأنا لا أنكر أن بلدى قدمت لى الكثير، ولذلك فيجب عليّ أن أحافظ عليها على قدر استطاعتى.. وهذا المكان الذى وضعنى الله فيه أستطيع أن أخدم بلدى من خلاله، خاصة أنه قريب من عملى، والحمد لله كان خبراً سعيداً جداً لى وأستطيع من خلاله خدمة بلدى، وهذه هى سعادتى الرئيسية، لاسما أنه مكان ناجح كان يديره قبلى زميل ناجح جداً وهو الأستاذ ياسر صادق وتوليت بعده هذا المنصب فى وجود وزيرة الثقافة، د. نيفين الكيلانى، وأعتقد أننا نعمل بشكل مختلف إلى حد ما، أى نعمل بحالة التطور التى تعيشها البلد الآن فى كل المجالات.
حدثنا عن أول قراراتك التى اتخذتها بعد توليك المنصب؟
أعتقد أننا أمام عام مهم جداً، وأتمنى من الله أن نقدم فيه كل ما هو جديد، وما يليق بهذا المكان. فوظيفة المركز الحقيقية تكمن فى توثيق كل ما هو مرتبط بالمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وكنا نمتلك «متحف التراث» الذى نسميه «مقتنيات الفنانين»، ونعمل الآن على توسعته بشكل أكبر وهذا هو أول القرارات، كما أن هناك مجلة اسمها «المسرح» ستصدر قريباً إن شاء الله.. ليس هذا فحسب، بل إن هناك مجموعة أخرى من القرارات التى تتم دراستها حالياً، حتى لا تكون قرارات متسرعة وعند اتخاذ القرار بشأنها سوف أعلنها.
ما الفعاليات والعروض التى يقدمها المركز فيما يخص المسرح والموسيقى والفنون الشعبية؟
لدينا فرقة موسيقية رائعة جداً، التى أحيت مؤخراً احتفالاً كبيراً فى ذكرى ثورة 30 يونيو، فى ساحة «الهناجر»، وهذا هو الحدث الأهم الذى كنا نعمل عليه منذ فترة، وهذه الفرقة تحديداً مليئة بالمواهب، وإن شاء الله ستستمر الورش الخاصة بذوى الهمم، فالمركز أساسه هو توثيق كل الحركات الفنية التى تفيد الباحثين والدارسين، وفى نفس الوقت هو تأريخ لمسيرة المسرح.
بمناسبة الثورة التى مر عليها 10 أعوام منها 9 أعوام تولى قيادة البلاد فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ماذا عن التغييرات التى حدثت فى عهد سيادة الرئيس فيما يتعلق بالفن سواء فى الخدمات أو تغيير نوعية المنتج الفنى؟
بكل تأكيد، نحن نعيش حالة كبيرة من التطور فيما يخص الفن عموماً، فهناك تطوراً كبيراً على مستوى الميديا والإعلام والفن وفى كل مجالات الإبداع، واستطاع الرئيس أن يحقق المعادلة الصعبة وحافظت مصر على ريادتها، مهما ادعى البعض عكس ذلك، فمصر هى «هوليوود الشرق» وهى الرائدة فى عالم الفن.
.. وكيف ترى المشهد الفنى الآن خاصة فيما يتعلق بنوعيات الأعمال الدرامية أو السينمائية التى تقدم؟
الفن فى مصر فى الفترة الأخيرة تلقى دعماً معنوياً كبيراً من سيادة الرئيس، فلا أنسى أنه فى أحد اللقاءات مع الفنانين، قال: «اللى أنتوا قدمتوه ده، أهم من مائة برنامج، وأهم من ألف كتاب»، وكان لهذه الجملة تأثير كبير ومهم فى نفوس كل الفنانين، فمن هذه العبارة يتضح أن الرئيس يعى جيداً ما يقدمه الفنانون لخدمة البلد من أعمال وطنية تم عرضها فى الفترة الأخيرة، فقد كان هناك أكثر من عمل فنى يؤرخ ويوثق المعارك التى خاضها الجيش والشرطة المصرية فى مواجهة الإرهاب، فكانت تلك الأعمال بمثابة حرب، وكانت أقوى من كل الحروب التى خاضتها مصر.. وأتمنى أن نكون نحن على نفس القدر من المسئولية التى منحها لنا الله أولاً، ثم القيادة السياسية، وأعتقد أن هناك كثيراً مما سيقدمه الفن فى الفترة المقبلة.
وكيف ترى مستقبل الفن فى الفترة المقبلة فى ظل جو عام من التطور والاهتمام تعيشه الحركة الفنية فى مصر؟
الريادة دائماً لمصر، ودائماً التطور فى مصر، وكذلك دائماً الجديد فى مصر، فالإنتاج المصرى هو الأساس، ولن يستطيع إنسان أن يستغنى عن الفن المصرى، فمصر هى الماضى والحاضر والمستقبل.
فى ثورة 30 يونيو وقف الشعب المصرى كله على قلب رجل واحد.. هل ترى أن الفن والفنانين كان لهم دور كبير فى تلك الثورة؟
الفنانون والمثقفون لم ينفصلوا يوماً عن الشعب المصرى، فى كل مناسباته، وفى يونيو كانوا الشرارة الأولى التى اندلعت وراءها نيران الثورة، حينما تولى شخص إخوانى وزارة الثقافة فى نهاية مايو، وهو الأمر الذى رفضه بشدة فنانو ومثقفو مصر، فكانت احتجاجاتهم واعتصامهم من مبنى وزارة الثقافة فى الزمالك، ومن هنا فقد كان لهم دور فى نجاح ثورة 30 يونيو.
آخر أعمالك الفنية كان مسلسل «حضرة العمدة» الذى شاركت به فى السباق الرمضانى المنقضى.. ما الذى حمسك له؟
تحمست لفكرة المسلسل لأنه يناقش، بجرأة، العديد من القضايا المهمة التى عاشها الوطن، وعرض الأحداث التى عاشتها البلاد فى تلك الفترة، إلى جانب أن العمل كانت به مجموعة كبيرة من الزملاء النجوم، فضلاً عن أن الشركة المنتجة للمسلسل شركة كبيرة استطاعت توفير كل سبل النجاح للعمل.
مسلسل «عملة نادرة» قدم الكثير من القضايا المهمة التى تخص المرأة وغيرها.. برأيك ما أهم القضايا التى ناقشها؟
«عملة نادرة» كان حالة نادرة فى مناقشة العديد من القضايا، ولكن أهم ما يميزه أنه قدم للمشاهد أشياء لا يعلمها، وهذه هى السمة الرئيسية فى الدراما، وهى كيفية أن يرى المتلقى نفسه.. أى نعرض مشكلته ونقدم الحل له فى تلك المشكلة.
لك بصمة خاصة ومميزة فى اختيار أعمالك.. هل هناك معايير وشروط خاصة تضعها لقبول الدور قبل الموافقة عليه؟
أنا لا أشغل بالى بأى شروط أو ما شابه، إنما لابد أن يجذبنى الدور والرسالة التى يقدمها العمل، ولا يهمنى إن كان الدور كبيراً أو صغيراً، المهم عندى قيمة العمل والدور.