الخميس 21 نوفمبر 2024

الذكاء الاصطناعى.. بدأ منذ 100 عام حتى وصل إلى كل محاور العمل الفنى!!

فيلم The Iron Giant

8-7-2023 | 14:53

نيفين الزهيرى

خلال الفترة الماضية تم إطلاق العديد من التحذيرات في مختلف أنحاء العالم بخصوص استخدام «الذكاء الاصطناعى» وأنه سيتحول إلي تهديد لوجود البشرية بالكامل، وعلي الجانب الآخر أعلن النجم العالمي توم هانكس التصورات العميقة التي تشغل العاملين بالسينما في مختلف قطاعاتها الوظيفية والإبداعية، بسبب التأثيرات المرتقبة لـ«الذكاء الاصطناعى» على الصناعة ككل.
فلقد كان ما قاله في لقاء له «إنه قد يظل يظهر في الأفلام الحديثة حتى بعد وفاته، بينما الفضل يعود في ذلك إلى استخدام أدوات التكنولوجيا لإعادة إنتاج صوره»، يأتي هذا التصور جنباً إلى جنب وعديد من السيناريوهات المُذهلة والمرعبة في آن واحد بالنسبة لصناع الفن عموماً، حول إلى أي مدى يمكن توظيف أدوات «الذكاء الاصطناعى» في الصناعة، وحدود تأثيراتها على العاملين بها عموماً، وكثير من الأسئلة التي يثيرها التطور المذهل لتلك التقنيات في فترة وجيزة.

100 عام
بوادر «الذكاء الاصطناعى» ظهرت في هوليوود منذ فترة طويلة، وبالتحديد منذ 100 عام، وقد عملت على تغيير العالم بشكل فعال منذ ذلك الحين، وتنقسم الأدوار التي تلعبها الروبوتات في السينما بين شخصيات تسعى لمساعدة الإنسان، وشخصيات تهدف لتدمير البشرية، لتكون هذه الأفلام مرآة عاكسة لأفكارنا وآمالنا ومخاوفنا المتعلقة بـ«الذكاء الاصطناعى».
لقد بدأ «الذكاء الاصطناعى» طريقه للشاشة الكبيرة من خلال فيلم «Metropolis» الألماني الصامت، الذي تم إنتاجه عام 1927، والذي يروي حكاية رجل آلي يهدف إلى الاستيلاء على المدينة عن طريق التحريض على الفوضى.


أفلام أمريكية
وكان الظهور الثاني لـ«الذكاء الاصطناعى» في عالم السينما بعد 24 سنة من بوابة الفيلم الأميركي «The Day the Earth Stood Still»، وتتمحور أحداثه حول رجل آلي لطيف قدم إلى الأرض رفقة كائن فضائي لتحذير سكانها.
وظل الفيلمان نموذجين متضادين للتكنولوجيا حتى صدور فيلم «: A Space Odyssey2001»، الذي يسرد قصة حاسوب متطور تفوق قدراته قدرات أي إنسان، وهو ما ساهم في تغيير المفهوم السينمائي لـ«الذكاء الاصطناعى» للأبد.
حرب النجوم
انعكس السباق نحو غزو الفضاء خلال سبعينيات القرن الماضي على أفلام تلك الحقبة على غرار «Star Wars» عام 1977، و«Star Trek».. الفيلم السينمائي الصادر في 1979، اللذين أسهما في إظهار الجوانب الجيدة لـ«الذكاء الاصطناعى».
وفي الوقت ذاته، شهدت فترة السبعينيات أفلاماً كلاسيكية تصوّر الجانب السلبي لـ«الذكاء الاصطناعى»، لعل أبرزها «west world» عام 1973 و«فضائي» الصادر عام 1979، اللذان يصوران إمكانية تمرد «الذكاء الاصطناعى» على صاحبه وامتلاكه نزعة قاتلة.
ميزانية ضخمة
وبات «الذكاء الاصطناعى» التوجه السائد في ثمانينيات القرن الماضي، لتشهد الشاشة الكبرى أفلاماً ذات ميزانية ضخمة مثل «Super Man 3» الذي صدر عام 1983، والجزأين الخامس والسادس من أفلام «حرب النجوم».
ومثل فيلم «Blade Runner» طفرة نوعية على مستوى الأفلام التي تتمحور أحداثها حول «الذكاء الاصطناعى»، التي تسعى إلى دفع المشاهد إلى التساؤل بشأن ماهية الإنسان، والإشارة إلى ضرورة وضع خط فاصل بين «الذكاء الاصطناعى» والبشر.
وازدهرت صناعة الأفلام التي تتخذ من «الذكاء الاصطناعى» موضوعاً لها في 1999، وذلك بعد سنوات من الإنتاج السينمائي المتواضع لمثل هذه النوعية من الأفلام، لتمثل هذه السنة البداية الفعلية لظهور الأفلام القائمة على «الذكاء الاصطناعى» بشكل مختلف.


أبعاد جديدة
شهد عام 1999 إنتاج فيلم الخيال العلمي الكلاسيكي الشهير «Matrix»، الذي ارتقى بالمواضيع المتداولة حول «الذكاء الاصطناعى» إلى أبعاد جديدة تماماً، ليعيد تشكيل طبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.
وعلى خلفية انتشار «الذكاء الاصطناعى» في الثقافة الشعبية، قدمت الشاشة الكبرى أول فيلم موجه للأطفال مع شخصية رئيسية توظف تقنيات «الذكاء الاصطناعى»، وهو فيلم «The Iron Giant» الذي تمكن من إظهار الجانب البشري الغريب للروبوتات.


القرن الـ21
شهدت بداية القرن الـ21 إنتاج عدد كبير من الأفلام التي تركز على تقنيات «الذكاء الاصطناعى» على غرار فيلم «Wall-E» الذي يلعب دور البطولة فيه واحد من أكثر الروبوتات المحببة على الإطلاق. ويجسد هذا الفيلم أكثر تصورات «الذكاء الاصطناعى» تفاؤلاً.
وأعاد العقد الأول من الألفية الجديدة الجمهور إلى فكرة إنشاء نظام منفصل وقائم على «الذكاء الاصطناعى» بشكل واضح. ويقوم هذا النظام على دمج هذه التقنيات مع العالم المادي، لتظهر أفلام مثل «Matrix 2» عام 2003، و«Iron Man» الذي صدر عام 2008.


إمكانيات الإنسان
يعتبر الوقت الحالي هو العصر الذهبي للأفلام المرتبطة بـ«الذكاء الاصطناعى»، حيث أصبحت هذه التقنيات منتشرة في مجال الترفيه بشكل كبير، فأصبحنا نشاهد شخصيات تعتمد «الذكاء الاصطناعى» في كل فيلم يجسد قصة أبطال خارقين، ويمتلئ هذا العقد بأفلام لاقت استحساناً كبيراً مثل «Ex Machina» الذي أُنتج عام 2014 ويدرس مخاطر التلاعب الذي تقوم به الآلات التي تتمتع بذكاء فائق. بالإضافة إلى ذلك، نجد فيلم «تطوير» الصادر هذه السنة، الذي يطرح فكرة قدرة «الذكاء الاصطناعى» على تحسين إمكانيات الإنسان.
يعد فيلم «Her» الأكثر أهمية من بين جميع الأفلام المتمحورة حول «الذكاء الاصطناعى»، إضافة إلى احتمال كونه أكثر أفلام هذا العقد ثوريةً؛ نظراً لمنحه الشخصيات القائمة على «الذكاء الاصطناعى» القدرة على الحب بشكل يدفع سائر البشر لإعادة النظر في حياتهم.
كتاب هوليوود
خلال الأسابيع القليلة الماضية بدأ إضراب عام في استوديوهات هوليوود للمطالبة بحظر استخدام «الذكاء الاصطناعى»، وذلك بعد طرح مقطع دعائي لفيلم «Star Wars» مصنوع بالكامل بـ«الذكاء الاصطناعى»، ولكن تحالف منتجي الصور المتحركة والتليفزيون رفض طلب نقابة الكتاب الأمريكية حظر استخدام روبوتات «الذكاء الاصطناعى» في الكتابة أو إعادة كتابة المواد، وعرض عوضاً عن ذلك عقد «اجتماعات سنوية لمناقشة التطورات التقنية».
النوعية الإبداعية
من جهته، قال المنتج السينمائي تود ليبرمان خلال المؤتمر العالمي لمعهد «ميلكن» في مدينة بيفرلي هيلز الأميركية: «في السنوات الثلاث المقبلة، ستشاهدون فيلماً من تأليف (الذكاء الاصطناعى) وسيكون فيلماً جيداً».
أما روب وايد مدير شركة «فوكس إنترتينمنت»، فكشف عن أن دور «الذكاء الاصطناعى» لن يقتصر على النصوص، بل يمكن استخدامه في «توليف» الأفلام وفي مخططات قصصها، أو ما يعرف بـ«ستوري بورد» (تخطيط القصة). وتوقع أن يصبح «الذكاء الاصطناعى» في غضون 10 سنوات «قادراً تماماً على تولّي كل هذه المهام».
وأكدت الاستوديوهات أيضاً أن نقابة الكتّاب لم تعترض على «الذكاء الاصطناعى» بقدر ما تدّعي، وقال بيان للاستوديوهات إن النقابة شرحت خلال المفاوضات أن كتاب السيناريو لا يرغبون في حظر «الذكاء الاصطناعى»، وأنهم سعداء باستخدامه «ضمن عمليتهم الإبداعية» ما دام لا يؤثر على رواتبهم، واعتبرت الاستوديوهات، وفقاً للإيجاز نفسه، أن هذه الفرضية «تتطلب مزيداً من النقاش».