بين الكوميديا والأكشن، تتنافس أفلام موسم عيد الأضحى على جذب أكبر عدد من المشاهدين، معتمدة على الفكاهة الخفيفة تارة، وأجواء التشويق تارة أخرى.. وفى هذا السياق تبارت مجموعة من الأسماء أصحاب الجماهيرية الكبيرة فى الوطن العربى، فى منافسة ساخنة تعادل حرارتها حرارة الجو فى تلك الأيام بالبلاد، على الظفر بأكبر عدد من المتفرجين، وحصد عشرات الملايين من الجنيهات من خلال شباك التذاكر، منهم كريم محمود عبدالعزيز وكريم عبدالعزيز، وتامر حسنى، وأحمد فهمى، وأمير كرارة، إلى جانب فنانات منهن هنا الزاهد، وياسمين صبرى، ونور.
فى ظل تلك المنافسة الشرسة بين نجوم الصف الأول، تكاد تختفى ظاهرة الأفلام الخاسرة أو الهابطة من على خريطة الأفلام المعروضة، بعدما كنا نشهد سابقاً أفلاماً ترتفع إلى سماء الإيرادات وأخرى تهبط إلى القاع فى مثل هذا الموسم. «الكواكب» اقتربت من بعض المتخصصين وعدد من الجمهور لتقييم التجربة، وتقييم هذا الموسم بالتحديد، ومدى نجاح هذه الأفلام، ورؤيتهم لهذه الأفلام بنظرة تحليلية، كل ذلك فى التحقيق التالى...
يقول الناقد طارق الشناوى: «على الرغم من قلة الأعمال المعروضة فى هذا الموسم السينمائى، إلا أنه شهد منافسة قوية جداً، ونجومه جميعهم من نجوم الصف الأول، واستطاع تحقيق جاذبية فى الوطن العربى، وتحقيق إيرادات عالية فى وقت قصير». وأضاف: «اتخذ الفنان كريم عبدالعزيز قراراً ذكياً بالمنافسة مبكراً بفيلمه (بيت الروبى)، حيث عرض فيلمه قبل موسم عيد الأضحى بأيام قليلة ليدخل المنافسة مسبقاً، فهو واثق فى فيلمه، خاصة أن له شريحة كبيرة من الجمهور تنتظر أفلامه، فذكاء كريم عبدالعزيز جعله ينافس نفسه فى كل موسم، وأتوقع أن تتجاوز إيرادات (بيت الروبى) ١٠٠ مليون جنيه خلال أيام قليلة». وأكمل: «أيضاً أتوقع أن يلاحقه تامر حسنى بفيلم (تاج)، خاصة أن تامر يتميز بشعبيته الكبيرة فى الوطن العربى، وهذا يصب فى صالحه عند عرض أفلامه بالخارج، التى تحقق عشرات الملايين، كما أن السوق العربية بالخارج أعطت الفرصة للأفلام المصرية أن تحقق إيرادات عالية، خاصة أن كل النجوم فى موسم عيد الأضحى لهم شعبية فى الخارج». ويقول الناقد نادر عدلى: «موسم عيد الأضحى هذا العام يشهد منافسة كبيرة بين الكبار، كريم عبدالعزيز وتامر حسنى وأمير كرارة وأحمد فهمى، وكل نجم له شعبية كبيرة عند الجمهور؛ مما زاد الإقبال الجماهيرى على الأفلام لتحقق جميعها نجاحاً كبيراً على المستوى الجماهيرى فاق التوقعات، واختفت ظاهرة وجود فيلم صغير وآخر كبير، فلا يوجد فيلم يكتسح السوق لصالحه على حساب آخر يهبط ولا يحقق أى إيرادات». ويضيف: «هذه المعادلة تسهم فى إنتاج المزيد من الأفلام دون قلق أو ترقب فشل أفلام بعينها، كما أن ذلك فتح سوقاً بالخارج لهذه الأفلام، بما يسهم بشكل غير مباشر فى رفع كفاءة الفيلم المصرى، وأتوقع أن تستمر المنافسة أكثر من ذلك بالشهور فى السينمات، خاصة أن قاعات السينما يومياً مليئة بالجمهور».
وتقول الناقدة ماجدة خيرالله: «دور العرض جذبت أقل عدد من الأفلام فى موسم عيد الأضحى، وهذا يصب فى صالح الجمهور وصناعة السينما فى المقام الأول؛ لأن القوة الشرائية لا تستطيع اجتذاب أكثر من العدد الموجود فى السوق، خاصة أن جميع الأفلام حققت نجاحاً جيداً فى السوق المصرية، وكذلك العربية». وأوضحت: «كنا دائماً نشكو من كثرة الأفلام فى موسم العيد، ويحدث تزاحم فى دور العرض، ومن هنا يأتى التفاوت فى الإيرادات بين الأفلام، ولكن فى ظل عرض 4 أفلام فقط فى هذا الموسم، وجميعها ناجحة، استطاعت جميعها تحقيق ملايين الإيرادات، وأتمنى أن تُخلق مواسم أخرى غير العيد لعرض أفلام النجوم فى السينمات».
ويقول الناقد محمود قاسم: «يعتبر موسم عيد الأضحى من أهم المواسم فى صناعة السينما على مستوى الإنتاج، فجميع الأفلام من الناحية الإنتاجية تفوقت كثيراً عن مواسم سابقة، كما أن هناك مدارس إخراجية مختلفة، مثل سارة وفيق وبيتر ميمى، استطاعوا تقديم ألوان سينمائية مختلفة غير تلك المعتادة». واستطرد: «على المستوى التمثيلى، أعجبتنى ثنائية كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبد العزيز فى فيلم (بيت الروبى)، كما أبهرنى تامر حسنى فى أدائه الخارق فى فيلم (تاج)، فهو يشبه أفلام هوليوود، كما أن تنفيذه صعب وهذا أكثر ما أثارنى فنياً فى أدائه ومستواه فى الفيلم، وكذلك المؤثرات البصرية كان لها دور بارز فى الفيلم».
وتقول الناقدة ماجدة موريس: «أرى أن جميع الأفلام التى تم عرضها فى موسم عيد الأضحى ناجحة، سواء على المستوى الجماهيرى أو الفنى، وأرى أن فيلم (بيت الروبى) نجح بكل المقاييس فى أن ينفرد بالصدارة فى الإيرادات، كما أن النجمين كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز يستحقان أن يقدم كل منهما تجربة بمفرده ناجحة، لكنه ثنائى جيد». وتضيف: «استطاع كريم عبدالعزيز أن يتمرد على فنه بتقديم عمل اجتماعى مهم فيه تنوع فى الأداء، كذلك أعجبنى فيلم (تاج) لتامر حسنى، وثقته فى فنه والموسيقى التى قدمها فى الفيلم، وأداؤه كان ممتازاً واختياره الموضوع نفسه جريئاً». كان هذا رأى عدد من مصادرنا الأعزاء وخبراء الصناعة، حول تقييمهم لأفلام موسم عيد الأضحى، ثم انتقلنا إلى الشارع لنستطلع رأى عدد من الجمهور، المستهدف الأول من تلك الأفلام لنتعرف على رأيهم فى أفلام موسم عيد الأضحى، فكانت إجاباتهم كالتالى...
كريم رجب يعمل بإحدى شركات المحمول، يقول: «أنا من معجبى الفنان كريم عبدالعزيز، وحريص على متابعة أفلامه، فهو نجم جماهيرى كبير وأتابع أعماله باستمرار وأحب طريقة تفكيره واختياره للموضوعات، ففى السنوات الأخيرة عودنا على أن يختار الأفضل ليقدمه، لكنه فاجأنى فى فيلم (بيت الروبى)، فقد ظهر بشكل مختلف وأعجبنى أداؤه، وقدم الدور بشكل استثنائى، كما أعجبنى كريم محمودالعزيز فى الفيلم نفسه، لكن أداء كريم عبدالعزيز كان أقوى وأعطى ثقلاً لتصاعد الأحداث».
وتقول رنا شوكت تعمل بمجال الإعلانات: «أنا من عشاق الفنان تامر حسنى، ولا أترك فيلماً له من دون مشاهدته، وأعجبنى جداً فيلمه (تاج)، لأن فكرته جريئة إلى حد ما وغير واقعية، وجديدة على السينما المصرية، فهو فنان ذكى ويفهم جيداً جمهوره وفى هذا الفيلم استطاع أن يتفوق على نفسه فى الأداء».