الأحد 28 ابريل 2024

من «امبراطورية ميم» إلى «أبو العروسة».. الفن يواجه مشاكل الأسرة

فيلم (امبراطورية ميم)

22-7-2023 | 13:18

أميمة أحمد

بين الأب والأم والأبناء تتكون الأسرة، التى تعد اللبنة الأولى لبناء المجتمع، فإن صلحت تلك اللبنة صلح سائر المجتمع، ومن هنا صار الاستثمار الأنجح والأنجع يبدأ من داخل الأسرة، وهو ما أدركه الفن منذ أكثر من عدة قرون مضت، عبر أفلام سينمائية تناقش قضايا الزواج والطلاق والميراث وتربية الأبناء، وغيرها من القضايا الأسرية الاجتماعية التى تحيط بالمجتمع، ثم دخلت الدراما منذ الثمانينيات على خط المواجهة، لتطرح الأعمال الدرامية قضايا الأسرة وما بها من أزمات، فى محاولة لوضع حلول لها، فلم يغفل الفن يوماً دوره كإحدى أهم القوى الناعمة ذات التأثير الكبير على زيادة الوعى عن طريق الأعمال الدرامية والسينمائية التى تقدم رسالة وهدفاً للجمهور، ولذلك لا نستطيع أن ننكر الدور المهم للفن فى حياتنا من خلال مناقشته العديد من القضايا المهمة، خاصة قضايا الأسرة، وفى التحقيق التالى نتعرف من مصادرنا الأعزاء عن دور الفن فى مناقشة تلك القضايا المهمة، وأهم الأعمال التى تطرقت إلى هذا الملف، وكيف تناولت تلك الأعمال قضايا الأسرة على الشاشة، وهل استطاع الفن دعم القيم التى تساند نجاح الأسرة المصرية واستمرارها، هذا ما نتعرف عليه فى التحقيق التالى...

 

فى البداية يقول الفنان والمخرج عمرو رمزى: «هذا سؤال كبير جداً، ومهم جداً، ومن وجهة نظرى أرى فى الفترة الأخيرة أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية التى ناقشت قضايا الأسرة بشكل كبير مثل التنمر وقضايا الزواج والطلاق والميراث وتربية الأبناء، وأرى أن التليفزيون هو المعنى بهذه القضايا، أما السينما فأصبحت قليلة جداً بسبب قلة إنتاج الأعمال السينمائية».

 

ومن جانبها توضح الفنانة ميرنا وليد قائلة: «منذ قديم الأزل، والشاشة سواء فى السينما أو التليفزيون مهتمة بعرض قضايا الأسرة، فكل عمل كانت بداخله حكاية ومشكلة تهم الأسرة، وحالياً هناك أكثر من عمل درامى ناقش قضايا الأسرة، وكثير من الفنانين والفنانات تعرضوا لتلك القضايا منهن نيللى كريم التى استطاعت بمسلسل (فاتن أمل حربى) أن تشير إلى الكثير من قضايا الأسرة، مثل قضايا الزواج والطلاق وتربية الأبناء، وأيضاً مسلسل (عملة نادرة) الذى ناقشت فيه الكثير من قضايا الأسرة، وكذلك منى زكى التى أبدعت من خلال مسلسل (تحت الوصاية)، فالأعمال التى قدمت قضايا الأسرة كثيرة».

وأكملت: «على الرغم من مناقشة الفن لقضايا الأسرة وتناولها بشكل كبير مؤخراً إلا أن هناك قضايا مازلنا فى حاجة إلى مناقشتها، منها اعتماد الجيل الجديد على الإنترنت فى أخذ المعلومات، فهذه قضية مهمة وخطيرة، فعالم الإنترنت ليس حقيقياً فى كل شىء، ومن الممكن أن يتعرض الإنسان الذى يستقى منه المعلومات إلى الوقوع فى الخطأ، لذلك لابد أن يتعلم الجيل الجديد من الجيل السابق صاحب الخبرات الحياتية الحقيقية، وهو ما يجب التركيز عليه، كما كنا سابقاً، حيث كان المجتمع عبارة عن أجيال تسلم أجيالاً، لكن للأسف الجيل الحالى رافض تماماً النصيحة وأن يكون هناك تواصل مع الجيل السابق، وإنما يأخذ بنصائح الإنترنت السريعة، وليست كل هذه المعلومات صحيحة، كما أن هناك الكثير من القضايا التى أتمنى أن أشاهدها من خلال الشاشة».

 

وتقول الفنانة عارفة عبدالرسول: «هناك الكثير والكثير من الأعمال الدرامية المهمة جداً التى ناقشت قضايا الأسرة ولعل آخرها كان من خلال مسلسلات (الهرشة السابعة) و(تحت الوصاية) و(فاتن أمل حربى)، ولكن بالحديث عن ذلك علينا ألا نغفل الدور المهم جداً الذى قدمته السينما منذ بداية نشأتها، فحكايات السينما كلها قضايا تخص الأسرة حتى لو كان فيلماً رومانسياً، وهناك أعمال لا تنسى وأصبحت من علامات السينما المصرية مثل أفلام (أم العروسة)، (الحفيد)، (السبع بنات)، (عائلة زيزى)، وسلسلة الأفلام المهمة التى قدمها الراحل فريد شوقى مثل فيلم (وبالوالدين إحساناً)، وغيرها الكثير من الأفلام، ومازالت السينما تقدم كل ما هو جديد فى حياة الأسرة مثل فيلم (بيت الروبى)، فأنا لديّ وجهة نظر مختلفة وأنا شخصية متفائلة وأحب الأفلام المصرية كثيراً فهى كثيراً ما تنبهنا إلى وجود مشكلة ما حتى نجد لها حلولاً، فالفن ليست وظيفته تقديم الحلول، وإنما طرح المشكلة».

ومن جانبها توضح الناقدة الفنية عزة هيكل أن الدراما تحاول جاهدة أن تقدم أعمالاً كثيرة تهتم بقضايا الأسرة، خاصة الأعمال التى قدمت فى الفترة الأخيرة مثل مسلسل «ليه لأ»، الذى ناقش العديد من القضايا مثل التنمر والزواج وتربية الأبناء، مثلاً مسلسل «أبو العروسة»، الذى قدم فى 3 أجزاء، لما تضمنه من قضايا اجتماعية وأسرية لمست كل بيت، وناقش العديد من القضايا المهمة للأسرة وأيضاً مسلسل «سابع جار»، وعلى الرغم من أننى أرى أنها أعمال جيدة، إلا أنها لا ترقى لدرجة «الممتاز»؛ بسبب أن لدينا نقص فى الكتابة، فنحن نمتلك ممثلين جيدين وإخراجاً أيضاً مميزاً، ولكننا لا نمتلك الكتابات المميزة بكثرة، وهذه هى المشكلة الأساسية لدينا.

وتقول الناقدة الفنية ماجدة موريس: «كانت السينما قديماً الأكثر اعتناءً بمشاكل الأسرة منذ فترة الستينيات مثل فيلمى (أم العروسة) و(الحفيد)، والكثير من الأفلام المهمة، ثم توقفت السينما فترة وعادت مرة أخرى لتهتم بأفلام الأسرة من خلال أفلام محمد خان وهالة خليل، وخيرى بشارة، وكانت هناك أفلام صعبة جداً تم تناولها بشكل جميل مثل فيلم (يوم مر ويوم حلو)، الذى ناقش قضية المرأة المعيلة التى توفى عنها زوجها وكيف تواجه الحياة، ثم حدثت انتعاشة فى الأعمال الدرامية وأصبحت تتناول الأعمال التى تهتم بقضايا الأسرة بشكل أوضح بداية من الأعمال التى شاركت بها هدى سلطان وصولاً لمسلسلى (ليالى الحلمية) و(الشهد والدموع)، وبشكل عام كان هناك الكثير من المؤلفين المهتمين جداً بقضايا الأسرة، التى كانت تراودهم بجانب قضايا الوطن نفسه مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن، ومحمد جلال عبدالقوى، ونادية رشاد، ووفية خيرى، فلا نستطيع أن ننكر أن قضايا الأسرة أخذت جهداً كبيراً من الأعمال الدرامية».

واستطردت، قائلة: «ظهرت أيضاً فى السنوات الأخيرة مسلسلات مثل (أبو العروسة) والكثير من الأعمال المهمة التى اهتمت بكل فرد فى الأسرة، وقضايا الطلاق وتربية الأبناء ووضع الأبناء عند الانفصال، حتى قضايا الأسرة والسكان قدمها التليفزيون بأكثر من شكل، حتى قضية تنظيم النسل تحدّث عنها التليفزيون».

ومن جانبها توضح المخرجة رباب حسين، قائلة: «هناك بعض الأعمال التى تناولت قضايا الأسرة، ولكنها قليلة جداً على الرغم من أهمية الموضوع، ولذلك أتمنى من صناع الأعمال الفنية أن يكثروا من القضايا التى تهتم بمشاكل الأسرة، وأن يبتعدوا عن الأعمال التى تحتوى على العنف الذى لا يفيد المجتمع على حساب تناول الأعمال الأسرية المهمة جداً».

من جانبه يوضح الناقد والمؤرخ الفنى محمد شوقى، بالقول: «أرى أن السينما قديماً كانت تتناول العديد من المشاكل المهمة، خاصة مشاكل الأسرة، فأهم أفلام السينما المصرية ستجدها تناقش قضايا الأسرة، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، مثل فيلم (امبراطورية ميم)، الذى أراه من أهم الأعمال التى ناقشت قضايا الأسرة على الإطلاق، ولكن مؤخراً أصبح الاهتمام بقضايا الأسرة من جانب الأعمال الدرامية أكثر، وكان آخرها مسلسل (عملة نادرة)، الذى قدمته نيللى كريم فى السباق الرمضانى المنقضى، وناقش العديد من القضايا المهمة جداً.