شهدت سياحة الأفلام رواجاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، حيث ينظر الكثير من البلدان إلى الأفلام باعتبارها إحدى وسائل الدعاية الفعالة للترويج لمناطق معينة على خريطة السياحة العالمية، فتعمل العديد من شركات الإنتاج السينمائى الشهيرة فى هوليوود وأيضاً فى بوليوود على استغلال النجاح الذى حققته هذه الأفلام عبر تحويل مواقع التصوير الشهيرة إلى مزارات سياحية، الأمر الذى يساهم فى جذب المزيد من عشاق السينما والترفيه والسفر فى آن واحد.
وسنرصد لكم خلال السطور القادمة أبرز هذه الأعمال والأماكن التى يمكن زيارتها للاستمتاع بها..
تشتهر كرواتيا الواقعة فى منطقة البلقان، بتصوير العديد من الأفلام السينمائية العالمية؛ حيث شهدت أحداث فيلم Winnetou خلال حقبة الستينيات من القرن المنصرم فى المحميات الطبيعية باكلينتسا وكركا وبليتفيتش وفيليبيت، وما زال المتحف الذى يحمل اسم الفيلم فى منطقة ستاريجاد باكلينتسا، يقصده العديد من السياح من جميع أنحاء العالم.
وقد تم تصوير مسلسل “صراع العروش” فى العديد من المواقع فى كرواتيا، مثل دوبروفنيك وسبليت وسيبينيك وستان وجزيرة لكروم. وأكد مركز السياحة الكرواتى أن هذا المسلسل الملحمى زاد من شهرة منطقة دوبروفنيك بصفة خاصة، التى تستقطب حالياً العديد من الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسبانيا.
وساهمت سلسلة أفلام “هارى بوتر” فى زيادة شهرة بريطانيا كموقع لتصويرالأفلام العالمية، وهناك العديد من الإمكانات حالياً أمام السياح لزيارة هذه المواقع مثلاً من خلال القيام برحلة بواسطة القطار البخارى أو التقاط الصور التذكارية على الرصيف فى محطة كينجز كروس، إضافةً إلى قلعة ألنويك، التى توفر للسياح إمكانية تلقى دروس الكويديتش. وأكدت هيئة السياحة البريطانية أن سلسلة أفلام هارى بوتر زادت من أعداد السياح بنسبة بلغت 230 %.
وكانت بريطانيا أيضاً مسرحاً لتصوير مشاهد سلسلة أفلام “جيمس بوند”، وأوضح معهد السينما البريطانى ولجنة السينما البريطانية أن 10 % من مجموع السياح الذين يأتون إلى بريطانيا يرغبون فى مشاهدة أماكن تصوير الأفلام الشهيرة، حتى أن هناك شركات سياحية متخصصة فى تنظيم الجولات السياحية لمشاهدة تلك المواقع.
كما أنه فى دولة الإمارات العربية المتحدة أصبح منظر الكاميرات ومعدات أجهزة الأفلام ومركبات التصوير والإضاءة أمراً معتاداً فى شوارع دبى وأبوظبى، إذ تحظى باهتمام كبير من قبل صناع الأفلام فى العالم، ونجحت الدولة الخليجية فى تثبيت مكانتها كواجهة مهمة لصناع الأفلام العالمية، وباتت بين مواقع التصوير الأعلى تفضيلاً فى العالم، ولم يكن غريباً أن تستقبل خلال عام 2015 عدداً غير مسبوق من فرق بوليوود وهوليوود لتصوير أفلامهم، نظراً للمواقع الجذابة التى تضفى لوناً جديداً إلى مشاهد الأفلام، خصوصاً الخيالية منها.
وقد لمعت سماء أبوظبى بطاقم الجزء الأخير من سلسلة أفلام النجم العالمى توم كروز “المهمة المستحيلة”، وذلك خلال العرض الافتتاحى الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بقصر الإمارات بعد لندن وروما، وقد تم تصوير الجزء الأخير من السلسلة فى المبنى الأيقونى الجديد بمطار أبوظبى وصحراء ليوا الذهبية. وهذه المرة الثانية التى يتم تصوير مقاطع من الفيلم فى أبوظبى، وقد صور كروز فى دبى من قبل أيضاً.
وأشارت هيئة السياحة التونسية إلى أن سلسلة “حرب النجوم” من الأفلام الملحمية التى لعبت دوراً مهماً فى الترويج للنشاط السياحى فى تونس، خصوصاً فى المنطقة الجنوبية من البلاد. وتحظى مواقع التصوير القديمة بأهمية كبيرة، بحيث تم تحويلها خلال عام 2013 عن طريق جمع التبرعات والدعم الحكومى إلى واحد من مواقع التصوير الرئيسية فى الكثبان الرملية فى منطقة «نفطة»، وأصبحت صالحة للزيارة مرة أخرى. وإلى جانب سلسلة “حرب النجوم” هناك العديد من الأفلام الشهيرة الأخرى، التى تم تصويرها فى تونس مثل “إنديانا جونز”.
وشهد المغرب تصوير العديد من الأفلام المهمة مثل: “المصارع”، و”مملكة السماء”، وفيلم “ألكسندر”؛ وأوضحت هيئة السياحة المغربية أن منطقة قصبة آيت بن جدو، التى تندرج ضمن قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونسكو وتقع على مسافة 40 كيلومتراً من ورزارات، ظهرت فى الكثير من مشاهد الأفلام العالمية مثل فيلم “المصارع”. وقد قامت الشركات السياحية باستغلال موضوع هذا الفيلم الشهير، وأصبحت تنظم جولات سياحية لعشاق السينما من جميع أنحاء العالم.
ويعتبر نجاح فيلم “مملكة الخواتم” من العوامل الحاسمة لنيوزيلندا، التى شهدت أيضاً تصوير فيلم “الهوبيت”. وأوضح العديد من السياح أن هذه الأفلام كانت من الأسباب المهمة، التى دفعتهم لزيارة نيوزيلندا.
ولطالما اشتهرت بوليوود بإنتاج الأفلام المليئة بالألوان والممتعة والرائعة التى يشاهدها ملايين الأشخاص حول العالم؛ فإذا كنتَ قد شاهدتَ فيلماً هندياً من قبل، فستعلم أن ما رأيتَه لم يحتوِ على أية مبالغة، خصوصاً فيما يتعلق بعدد الرقصات الكبير الموجود فى الفيلم.
كما أنك قد تكون لاحظت أيضاً وجود المواقع المذهلة التى يجرى تصوير الأفلام فيها، من الجبال الوعرة إلى المناظر الطبيعية الخضراء، حيث تقوم أفلام بوليوود هذه بعرض أفضل ما فى الهند للمشاهدين، إلى جانب تقديم الترفيه.
ومن المبانى المعمارية غير المشهورة بشكل كبير إلى المناظر الطبيعية الرائعة، وضعت أفلام بوليوود العديد من الوجهات الهندية على خريطة السياحة العالمية؛ فقد كانت هذه الوجهات أماكن معروفة لدى الهنود، حتى أصبحت مواقع تصوير لمشاهد وأغنيات بوليوود الشهيرة أيضاً.
ولذا، فإنه من خلال مشاهدة أفلام بوليوود، فإنك تستطيع أن تسافر معها عبر مختلف مناطق الهند. “جولمارج” من الأماكن التى تصور فيها الكثير من أفلام بوليوود “الشرق الأوسط”، حيث يقع ممر روهتانج على سلسلة جبال بير بانغال فى جبال الهيمالايا، ويشتهر هذا الممر بجماله الخلاب، كما أن له أهمية استراتيجية للهند. ويتميز هذا الممر بالمشاهد الجميلة للأنهار الجليدية والقمم ووادى لاهول ونهر شاندرا، كما يمكن من خلاله رؤية قمم التوأم فى جيبان أيضاً.
وقام عدد من أفلام بوليوود الشهيرة مثل «Jab We Met» و«Dev D» و«Highway» بتخليد منظر المساحات الواسعة المكسوة بالثلج فى ممر روهتانج، مما جعله الخيار الأمثل لجميع عشاق ركوب الدراجات.
ومع تمتُّعها بساحل مثالى وكنائس جميلة، فإنه لطالما لفتت جوا نظر صانعى الأفلام لتصوير الأعمال السينمائية فيها، مما أدى إلى رفع مكانتها السياحية، حيث يوفر هذا المزيج الجميل الموجود فيها، من الثقافتين البرتغالية والهندية، الشمس والبحر والرمال والروحانيات على ساحل بحر العرب.
ولطالما كانت جوا مألوفة فى مشاهد أفلام بوليوود وهوليوود؛ فعلى الرغم من صغر حجمها، فإن أفلام بوليوود التى تم تصويرها فى هذه الولاية الهندية جعلت بعض أماكنها المحددة مشهورة كالنجوم، بين عشية وضحاها، وعلى الرغم من أن العديد من الأجانب قد لا يعرفون أسماء كثير من هذه الأماكن، فإنه يكفي رؤيتها لمرة واحدة فقط، وبعدها ستعلق فى ذاكرتهم.
وقد ظهرت رمال جوا الذهبية وحقولها غير المستخدَمة من قبل، وشوارعها المليئة بأشجار النخيل، والفيللات البرتغالية المهيبة خلفيةً خلابة فى عدد من الأفلام.
وتم تصوير غالبية مشاهد الأجزاء الأولى من سلسلة أفلام «Bourne» الأمريكية فى جوا، حيث يمكن للمرء أن يكتشف بسهولة جسر نيرول وشاطئ بالوليم وعدداً من المواقع الموجودة فى جميع أنحاء جوا فى هذه الأفلام.
وتقع أعلى بحيرة مالحة فى العالم فى لاداخ، عبر الحدود الهندية - الصينية، وترتفع نحو 4350 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتشتهر بحيرة بانجونج بتغيير لونها لتظهر باللون الأزرق والأخضر والأحمر فى أوقات مختلفة من العام، وذلك فى تناقض صارخ مع الجبال القاحلة المحيطة بهذه المنطقة البديعة.
ويبدو المكان هناك ساحراً للغاية، حتى أن عدداً من صانعى الأفلام حاولوا التقاط هذا السحر من خلال كاميراتهم، ولكن الأفلام التى استطاعت التقاط الجانب الأكثر زرقة من البحيرة هى «3 idiots» و«Jab Tak Hai Jaan».
لطالما كانت أودايبور مكاناً معتاداً للعاملين فى صناعة السينما، وذلك نظراً لتمتع هذه المدينة بمناظر طبيعية خلابة جعلتها من أكثر المواقع المفضلة فى الهند لتصوير الأفلام. واستغرق بناء «قصر أودايبور» ما يقرب من 400 عام، وهو يطل على المدينة الصاخبة منذ القرن السادس عشر، ويصعب على السياح تفويت زيارة هذا المعلم المهيب، ولكن بوليوود عرضت الهندسة المعمارية المذهلة فى هذا القصر والمناظر الطبيعية المحيطة به للعالم من خلال ظهوره فى أفلام لا حصر لها.
ويمكنك أن تشعر بأنك أحد الملوك فى أودايبور من خلال الإقامة فى أحد قصورها التاريخية الأخرى: قصر تاج ليك، الذى يقع مبناه الكبير على جزيرة خاصة، وقد استضاف القصر الملوك والشعراء والكتَّاب على مر القرون، وهو الآن يرحب بجميع الضيوف لتجربة حقبة ماضية بأنفسهم.
ويوجد فى المدينة العديد من المنتجين الهنود الذين تتمثل مهمتهم فى التأكد من أن جميع الترتيبات جاهزة لتسهيل عملية التصوير، مما يُعد سبباً أساسياً آخر لظهور المدينة فى أفلام هوليوود وبوليوود فى كثير من الأحيان.
وقد فتح فيلم «Octopussy»، وهو جزء من سلسلة أفلام «جيمس بوند» الأمريكية، أبواب مدينة أودايبور للعديد من السياح الأجانب، حيث تم تصوير الفيلم فى مواقع مختلفة فى جميع أنحاء المدينة، بما فى ذلك قصر «تاج ليك» وقصر «جاج ماندير» و«جاجديش تشوك» وقصر «مونسون» والمزيد من الأماكن الأخرى التى تبرز جاذبية المدينة فى كل مشهد منها.
كما تم تصوير الجزء الأخير من فيلم «Cheetah Girls» الشهير فى أودايبور أيضاً؛ إذ يمكن للمشاهدين اكتشاف «قصر المدينة» بعدما تم تزيينه بالزهور فى الفيلم بسهولة، وتم تصوير فيلم «ذا هيل» من بطولة لى بيس هناك أيضاً، وهو الفيلم الذى حصد إيرادات ضخمة قدرها 3.7 مليون دولار.