نحتفل خلال هذه الأيام بالذكرى الـ 50 لنصر أكتوبر المجيد، والتى شهدت قصة كفاح مصرية فى السادس من أكتوبر العام 1973، ولم يكن الفن ببعيد عن تخليد وتوثيق هذه الحرب التى تناولتها الأفلام المصرية، لتنقل لنا عبر الأجيال المختلفة لذة الانتصار واسترداد الأرض ورفع العلم المصرى على أراضينا، كوثيقة لهذه الأحداث.
الرصاصة لا تزال فى جيبى
من أهم هذه الأفلام فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، والحقيقة أن قصة الفيلم كانت فى الأصل تحكى أحداث حرب الاستنزاف، وأثناء حرب أكتوبر قام المؤلف باستكمالها، فأضاف إليها تلك الأحداث الجديدة التى كانت دائرة بالفعل، والتى عكست أهم حدث فى تاريخ الأمة العربية وهو عبور «خط بارليف». فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» تم تصويره بعد الحرب مباشرة، وعرض فى العام التالى للنصر.
«الرصاصة لا تزال فى جيبى» هو أول فيلم يتم تصويره عن بطولات حرب أكتوبر، واستغرق تصويره 180 يوماً متواصلة، وهو قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم وحسين فهمى ويوسف شعبان وسعيد صالح وصلاح السعدنى ومحيى إسماعيل.
الوفاء العظيم
تم إنتاجه أيضاً عام 1974، وهو من تأليف فيصل ندا وإخراج حلمى رفلة، وبطولة نجلاء فتحى ومحمود ياسين وكمال الشناوى، وتدور قصته حول قيام «حسين» بقتل «سها» التى تفضل الزواج من «رؤوف» رغم حبه لها، ليقرر «رؤوف» تبنى الطفلة اليتيمة «ولاء» وتربيتها حتى تشغله عن أحزانه، وتمر السنوات ويعجب بها «عادل» ابن صديق العائلة، بينما يربط الحب «ولاء» و«صفوت» نجل حسين، إلا أن «رؤوف» يرفض زواجهما ويعقد قرانها على «عادل»، ثم تنشب حرب أكتوبر، ويشارك فيها عادل وصفوت وتربط بينهما الصداقة، ليكتشف عادل حب صفوت لولاء، ويعودا بعد تحقيق النصر على العدو وينسحب عادل من حياة ولاء، ويقنع رؤوف بزواجها من صفوت.
بدور
قدم المخرج نادر جلال فيلم «بدور»، عام 4791 وهو من بطولة نجلاء فتحى، محمود ياسين، مجدى وهبة، هدى سلطان، محمد رضا، توفيق الدقن، هالة فاخر، محمد شوقى، نعيمة الصغير، أبو الفتوح عمارة، أمل إبراهيم، أحمد زكى، على مصطفى، وأحمد فؤاد. وتدور قصته فى إطار اجتماعى، حيث يتعرف عامل بسيط فى قطاع الصرف الصحى «صابر» الذى يقوم بدوره «محمود ياسين»، على «بدور» التى تقوم بدورها «نجلاء فتحى»، التى تُعرف وسط أهل منطقتها بتنفيذها لأمور السرقة، وتقرر التوبة، ويقف بجانبها صابر ليساعدها فى طريقها الجديد، لكن ماضيها يلاحقها فيطاردها أحد أفراد عصابة ما، ويكشف أمرها أمام أهل المنطقة الجديدة التى تعيش فيها مع «صابر»، لكن أهل المنطقة الجديدة يقفون معها ضد أفراد العصابة ولا يتخلون عنها، وتدخل أحداث حرب أكتوبر فى الفيلم، ليلحق صابر بجنود المعركة ويتم النصر والعبور، ويعود صابر إلى أهل منطقته مصاباً ويتزوج من بدور.
أبناء الصمت
وفى نفس العام 1974، عرض فيلم «أبناء الصمت» وتدور أحداث الفيلم من خلال مجموعة من المجندين من طبقات وشرائح اجتماعية مختلفة داخل المجتمع المصرى، ولكل منهم مشاكله الخاصة، كل حسب ظروفه الاجتماعية، ولكنهم أثناء حرب الاستنزاف يجمعهم خندق واحد، وكان بعضهم قد عايش حرب يونيو 1967 لذلك فبعضهم يحس بمرارة الهزيمة. وعلى الجانب الآخر نجد الصحفية «نبيلة» خطيبة زميلهم فى الفصيلة «مجدى» التى تصطدم برئيس التحرير الذى يعترض على الموضوعات الجريئة التى تكتبها بعد أن تخلى عن مبادئه الوطنية، وفى النهاية يعرض الفيلم لقصة أسر اللواء الإسرائيلى المدرع بقيادة «عساف ياجورى»، فى إسقاط مباشر يفيد معنى الانتصار.
العمر لحظة
تم عرض فيلم «العمر لحظة»، فى عام 1978، وهو من بطولة ماجدة، أحمد مظهر، ناهد شريف، نبيلة عبيد، محمد خيرى، أحمد زكى، صلاح نظمى، شفيق جلال، حسن حسين، حاتم ذو الفقار. تدور أحداثه فى الفترة بين حرب يونيو 1967 حتى انتصار 6 أكتوبر، حيث تعيش الصحفية نعمت مع زوجها عبد القادر رئيس تحرير إحدى الجرائد التى تعمل بها محررة، رافضة عبثه بمقدرات كثيرة، منها مقالاته التى تدعو إلى اليأس أثناء الحرب مع إسرائيل، مصاحبته النساء ليلاً، بينما آمنت نعمت بأن العمل الوطنى هو مفتاح شخصية المرء، لذا اهتمت بالعمل التطوعى فى أحد المستشفيات، لتتعرف على مجموعة من المقاتلين ومنهم الضابط محمود وآخرون وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن، صارت نعمت تحمل رسائلهم وتحل مشاكلهم، وتسافر إلى الجبهة لرفع الروح المعنوية، تكتب عن الأمل والطموحات المشرقة فى عيون الأبطال الجدد، تكتب عن معارك الاستنزاف، إلى أن تنشب حرب أكتوبر ويُستشهد الكثيرون ممن عرفتهم نعمت، وصنعوا مجد بلادهم بدماء غالية. الممر تدور أحداث فيلم الممر حول الفترة التى سبقت حرب السادس من أكتوبر واستعدادات الجيش المصري لرد الهزيمة بعد عام 1967، إذ أنه مع بدء حرب الإستنزاف واجه الرائد الملقّب نور مع أفراد وحدته تحديا كبيرًا للتغلب على حزنهم جرّاء ما حدث، وتصميمهم لتحقيق النصر من خلال قلب موازين الأحداث وتحويل الهزيمة إلى النصر عن طريق تنفيذ عدة مهام انتحارية تعد الأولى في وسط الجيش الإسرائيلي المحتل لمنطقة سيناء.