استقبلنا منذ أيام العام الدراسى الجامعى الجديد، والذى يعتبره كل طالب بداية حياة جديدة وأسلوب حياة مختلفاً، ونظراً لأهمية تلك المرحلة التعليمية والتى يتوقف عليها مستقبل الطلاب، ونظراً لكونها نقطة تحول فى حياة كل شاب وفتاة يلتحق بالمرحلة الجامعية، اهتم الكثير من الكتاب والمؤلفين عبر أعمالهم الفنية بتناول تلك المرحلة من حياة الأبطال، ومناقشة العديد من قضاياهم، والأمور التى تشغل أفكارهم، وأيضاً تناولت تلك الأعمال العديد من قصص الحب التى تدور داخل الحرم الجامعى.
فى التقرير التالى نرصد عدداً من الأفلام التى دارت أحداثها أو جزء كبير منها داخل الحرم الجامعى ونتابع هل نجحت فى التعبير عن الحياة الجامعية؟
خلى بالك من زوزو
زينب عبد الكريم (سعاد حسنى)، وشهرتها «زوزو»، فتاة شابة نشأت وترعرعت فى شارع محمد على، توفى والدها وهى صغيرة بعد أن أجبره أهله على الانفصال عن والدتها العالمة نعيمة ألماظية (تحية كاريوكا) راقصة الأفراح، التى تزوجت بعد ذلك من المغنى شلبى (شفيق جلال)، وتربت زوزو فى هذا الجو، وشاركت أمها وفرقتها الرقص بالأفراح وأصبحت زوزو نجمة الفرقة. لكن زوزو تمردت على حياتها، وأرادت الابتعاد عن جو العوالم الذى تتحرج من الانتساب إليه، فتقدمت بأوراقها للانتساب لكلية الآداب لتخرج موظفة وكانت تحضر الامتحانات فقط لخوفها من تعرف أحد زملائها عليها، كما أنها كانت مشغولة بإحياء الأفراح، ورغم ذلك كانت متفوقة فى دراستها.
فى السنة النهائية قررت زوزو أن تتحول إلى طالبة منتظمة فى للحصول على «امتياز مع مرتبة الشرف» رغم أنها منتسبة، فحضرت للكلية وتعرفت على كل زملائها واشتركت بجميع الأنشطة وفازت بكأس الجامعة فى مسابقة العدو، وفازت بتاج الفتاة المثالية.
فى إحدى ندوات الكلية عن المسرح، حضر المخرج المسرحى الشاب سعيد كامل (حسين فهمى)، وتعرف على زوزو من خلال أسئلتها، وتقابلا خارج الكلية، وسعت زوزو لتكرار تلك اللقاءات حتى نمت العاطفة بين قلبيهما، ولكن زوزو تنبهت لكونها راقصة، وأنها سليلة شارع محمد على، وإن قبلها سعيد، فلن يقبلها أهله، فامتنعت عن مقابلته واختفت تمامًا. لكن مساعده سليمان (سمير غانم) عازف الكلارينت السابق بشارع محمد على والذى كان يلقب استطاع الوصول لزوزو وأخبرها أن سعيد يعلم كل شىء عن أصلها وأنه يحبها، وتم الوصال.
كان والد سعيد الثرى كامل الشنوانى (عباس فارس) الذى يملك ٤ عمارات، متزوجًا من الست نعيمة (زوزو شكيب)، التى كانت لها ابنة من زواج سابق اسمها نازك (شاهيناز طه)، وتطمع نعيمة بتزويج ابنتها نازك من سعيد لتتمكن وابنتها من الاستيلاء على ثروة الرجل وابنه، فتمت خطبة الاثنان شفويًا ولكن سعيد لم يكن مرحباً بهذا الارتباط، وكذلك والده، فلما علمت نازك أن سعيد مرتبط بزوزو، تحرّت عنها فعلمت أن أمها «نعيمة ألماظية»، واستغلت حفل زواج داليا أخت سعيد، فى الاتفاق مع فرقة نعيمة ألماظية وأجزلت لها العطاء لترقص بنفسها، رغم أنها اعتزلت الرقص، وزاد وزنها جداً، بما لا يسمح لها بالرقص، لكن المبلغ المدفوع جعلها توافق.
سعت نازك لدعوة زوزو للفرح، وكانت المفاجأة التى أعلنتها نازك أن «الراقصة الفيل هى أم زوزو»، وظنت زوزو أن سعيد على علم بما حدث، فعادت لمنزلها، ومزقت الكتب وقررت ترك الكلية والعمل راقصة فى الملاهى الليلية، ولكن سعيد حضر وأمرها بالعودة لدراستها، وصفعها أمام أمها التى باركت تصرفه. وبالكلية هاجمها الطالب المتزمت عمران عمارة (محيى إسماعيل)، ومعه بعض الرافضين لكونها راقصة، ولكن زوزو أقنعت الجميع بأنها غير مسئولة عن مهنة أمها، وأننا لن نحاسب على أخطاء آبائنا، وأيدها سعيد والطلبة.. حتى عمران اعتذر لها ووافق على استمرارها بالكلية.
استمر عرض الفيلم فى صالات السينما عامًا كاملًا ويعد رقمًا قياسيًا لم يصل إليه أحد فى تاريخ السينما العربية حتى الآن، كما حصل الفيلم الذى أخرجه حسن الإمام على جائزة «جمال عبد الناصر التذكارية» فى عام 1974 .
الحفيد
تدور أحداث الفيلم حول أسرة تتكون من 7 أبناء، ويناقش العمل مشاكل كل ابن منهم، مثل نبيلة، التى يرفض زوجها اﻹنجاب ويهددها بالانفصال عندما يعلم بحملها، وكذلك مشاكل طلاب الجامعة ما بين الطموح والحب، ويستعرض الفيلم الصعوبات التى يلاقيها الأهل فى تحمل أعباء أولادهم.
تعتبر رواية وفيلم «الحفيد» هى الجزء الثانى من رواية وفيلم «أم العروسة».
بلغت إيرادات فيلم «الحفيد»، الذى أنتج عام 1975 نحو 14310 جنيهًا فى 5 أسابيع عرض.
صعيدى فى الجامعة الأمريكية
خلف الدهشورى خلف (محمدهنيدى)، ابن محافظة سوهاج، حصل بتفوقه فى الثانوية العامة على منحة بالجامعة الأمريكية للدراسة بالمجان، ووصل للقاهرة للإقامة فى منزل جاره بالقرية حسين (طارق لطفى) الذى يعمل جرسونًا فى كافتيريا، ويحب فتاة الإعلانات لمياء (سهام جلال) ومعهما ابن قريتهما على (أحمد السقا) الذى يلحن ويغنى فى الإعلانات مع لمياء، وكان حسين يغير من عمل على مع لمياء، غير أن حسين كانت تحبه فى صمت، جارته أمينة (أميرة فتحى)، التى تعرف عنه كل شىء وتراقبه، وهو لم يرَ منها سوى عينيها.
يذهب خلف للجامعة ليتعرف بزملائه الجدد، أحمد المنشاوى (فتحى عبدالوهاب) الشاب الوطنى، والشاب اللاهى ابن الأغنياء هاشم (هشام المليجى)، وعبلة الدرينى (غادة عادل) الفتاة الأرستقراطية ابنة السياسى المعروف، والتى أُعجب بها خلف، والفتاة خفيفة الدم سيادة (منى زكى)، التى أُعجبت بخلف، واصطدم خلف بالأستاذ الانتهازى سراج طايل (هانى رمزى) الذى يفخر بحمله الجنسية الأمريكية، والذى أُعجب بعبلة الدرينى عندما علم بعمل والدها، وتقرب لها وأصبح منافسًا لخلف على قلبها، واصطدم به عدة مرات، حتى كانت رحلة فايد التى أعلن فيها سراج خطبته لعبلة، فأُصيب خلف بصدمة، ولكن «سيادة» حاولت التخفيف عنه.
حاول «خلف» أن يكون على مستوى طلبة الجامعة، من حيث الملبس واقتناء سيارة، فأرسل لوالده الحاج الدهشورى (محمد يوسف) الذى باع قيراطين واشترى له سيارة؛ لينافس سراج الذى عاود الصدام به وترك الجامعة.
جاء الدهشورى، ونصح ابنه بالاجتهاد فى تحصيل دروسه من أجل مستقبله، بينما تنبه حسين إلى جارته التى تحبه «أمينة»، وسعى لمصالحة خلف وعلى وأعادهما للشقة، وتزوج من أمينة، واجتهد خلف فى دروسه، وعلى فى ألحانه، واتحد الطلبة ضد سراج، وأعادت له عبلة دبلته، ليسافر سراج إلى أمريكا، ويخلو الجو لخلف، ولكنه فضل الاجتهاد فى دروسه حتى تخرج، وعلم أن سيادة هى التى أنقذته بخطابها لوالده، الذى طلب منه عمل زيارة لأهل سيادة.
من كواليس الفيلم أنه عُرض على شريف منير المشاركة فى بطولته ليؤدى شخصية حسين، لكنه رفض الدور، وقام بأدائه الفنان طارق لطفى.
كما عُرض على المطرب هشام عباس المشاركة فى بطولته ليؤدى شخصية على، لكنه اعتذر عن الدور نظراً لخوف أصدقائه من عدم نجاحه، وقام بأدائه الفنان أحمد السقا.
الثلاثة يشتغلونها
تدور قصة الفيلم حول الفتاة البسيطة (نجيبة) المتفوقة دراسياً، والتى تضطرها الظروف للعمل كمدرسة فى الوقت الذى تدرس فيه بالجامعة، وتتعرف على ثلاثة شباب يستغلون طيبتها وسذاجتها فى أغراضهم الخاصة ومصالحهم حتى تكتشف الأمر، وتبدأ فى العودة إلى قواعدها سليمة.
ومن كواليس الفيلم أن نظمت ياسمين لقاءات بنفسها بين طلاب جامعة القاهرة وعدد آخر من الجامعات، حيث أقامت عددًا من الندوات داخل الجامعة، لأن الفيلم تم تصوير جزء كبير منه داخل الجامعة.
مرجان أحمد مرجان
«مرجان أحمد مرجان»، رجل أعمال ناجح ونافذ، لكنه يعانى من نقص داخلى بسبب عدم استكمال تعليمه، وهو ما لا يمكن إخفاؤه أو شراؤه بثروته ونفوذه، لكن أولاده يقنعونه بضرورة الدراسة، فيلتحق بالجامعة نفسها التى يدرس بها الأولاد، وفيها تبدأ مرحلة جديدة من حياته، ويدخل فى سلسلة لا تنتهى من المفارقات الكوميدية.
تألق من خلال الفيلم الزعيم عادل إمام فى دور جديد عليه تماماً والفيلم مقتبس من الفيلم الأمريكى «Back to school» الذى تم إنتاجه عام 1986.
كانت الفنانة رانيا محمود يس مرشحة لدور «علياء» ابنة «مرجان»، لكنها اعتذرت بسبب مرورها بفترة الحمل، فذهب الدور للفنانة بسمة.
الباشا تلميذ
قدم كريم عبد العزيز دور «بسيونى عبدالسلام بسيوني» ضابط شرطة شاب، يُكلف بكشف عصابة كبرى لتجارة المخدرات فى إحدى الجامعات الخاصة، فيتنكر فى شكل طالب بالجامعة ليتمكن من الاندماج داخل شلة من الأصدقاء ليصل من خلالهم إلى العصابة.
وحقق الفيلم إيرادات 7.214.475 مليون جنيه مصرى وتم عرض الفيلم فى دور العرض لمدة 20 أسبوعًا.
كلم ماما
أربع صديقات جامعيات يغلب عليهن طابع السوقية، إحداهن ابنة بائعة طرشى تحب جارها، تمانع أمها هذا الزواج وتسعى الصديقات لمساعدتها ويدخلن فى مغامرات ومشاكل تنتهى بهن دائمًا فى قسم الشرطة، كما ناقش الفيلم المشكلات التى تواجه طلاب الجامعة.
اضحك الصورة تطلع حلوة
يناقش الفيلم قصة حياة طالبة ثانوية عامة مغتربة، تلتحق بكلية الطب جامعة القاهرة، وتقع فى حب أحد زملائها الذى ينتمى لطبقة اجتماعية مرتفعة ويرفض الزواج بها لاحقًا، فى صورة ترصد أحد نماذج العلاقات العاطفية الفاشلة بالجامعة، الفيلم من بطولة الفنان الراحل أحمد زكى، وكريم عبد العزيز ومنى زكى.
الفيلم من إنتاج عام 1998، ويعد الفيلم شهادة ميلاد النجمين كريم عبد العزيز، ومنى زكى، وحالة خاصة من الميلودراما والاجتماعية ورومانسية سينما الأربعينيات المقدمة برؤية التسعينيات من إخراج شريف عرفة، وقد فاز مصوره رمسيس رزق بجائزة أفضل تصوير فى مهرجان جمعية الفيلم.