تعيش النجمة الكبيرة إلهام شاهين هذه الأيام حالة من التألق والنجاح ما بين تكريمها فى الدورة الـ39 بمهرجان الإسكندرية السينمائى التى توجت باسمها، وأيضاً تكريمها فى دولة العراق، وكذلك النجاح الكبير الذى حققته من خلال دور «سوسو» فى حكاية «ألفريدو»، ضمن مسلسل «55 مشكلة حب»، التى عرضت خلال الأيام الماضية وحققت نجاحاً منقطع النظير، حيث قدمت الفنانة الكبيرة إلهام شاهين دور «سوسو» مريضة الزهايمر بإبداع واتقان وإبهار، جذب الجمهور، الذى تعايش وتفاعل معها، فتارة يبكى وتارة أخرى يضحك ربما فى نفس المشهد، بما يدل على أننا أمام ممثلة من العيار الثقيل.
«الكواكب» التقت النجمة الكبيرة إلهام شاهين لتعيش معها هذا النجاح فى حوار مهم، وذلك فى السطور التالية.
تحمل الدورة الـ39 من مهرجان الإسكندرية السينمائى اسم النجمة إلهام شاهين.. كيف ترين هذا؟
مهرجان الإسكندرية مهرجان عريق، وهو من أقدم المهرجانات، وأنا أحبه بشكل خاص، وبه أجمل الذكريات مع كبار النجوم، فكان فرصة لتلاقى النجوم والنجمات من مختلف الأجيال، فكنت ألتقى فريد شوقى ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكى وفاروق الفيشاوى، فهم فنانون كبار ولديّ تاريخ كبير معهم، فهى أجمل الذكريات.. شكراً مهرجان الإسكندرية وشكراً للأمير أباظة، فكون المهرجان باسمى ليس مجرد جائزة أو تكريم، بل أعتبره تتويجاً لمشوارى الفنى الحافل الذى تعدى الـ40 عاماً.
منذ أيام تم تكريمك فى المهرجان الدولى للمسرح فى بغداد.. حدثينا عن هذا التكريم؟
هذا التكريم كان مفاجأة جميلة جداً، فقد تلقيت دعوة لحضور المهرجان كضيفة شرف دون أن أعرف أنه سيتم تكريمى، لكنى فوجئت بها التكريم فكنت فى غاية السعادة، وكنت أول اسم تم تكريمه فى المهرجان الدولى للمسرح، وأشكر جمهور العراق على حفاوة الاستقبال، فالعراق بلد الحضارة والثقافة والفنون ولهم كل الاحترام.
حقق مسلسل «ألفريدو» نجاحاً جماًهيرياً كبيراً.. كيف وجدتِ ردود الفعل تجاه شخصية «سوسو»؟
بداية، أنا أحب سوسو جداً، ووحشتنى، وبالفعل توّحدت معها وعشت معها أحلى وأصعب الأوقات، وبكيت عندما ماتت فى الحلقة الأخيرة، ووجدت الناس تواسينى وهى تبكى لأنهم عاشوا مع الشخصية بصدق شديد كأنها حقيقية، وقالوا «الحياة وحشة من غير سوسو»، وكانت هناك تعليقات ترسل لى خلال التصوير من بعض الناس يقولون لى «نريد أن نرى سوسو طول الوقت فى جميع المشاهد، ولانريدها أن تبتعد عن الشاشة»، وهذا التعليق كان بمثابة الديناميت الذى يحركنى فى التصوير.. أيضاً وجدت أناساً كانوا سعداء بالشكل الخارجى لسوسو، من خصلات الشعر البيضاء، والتجاعيد، والملابس المناسبة، وهو فى الحقيقة كل ما يخص الشكل الخارجى لسوسو وأبعد ما يكون عن إلهام، وأيضاً كان هناك من علّق على خفة دم سوسو، وفى نفس الوقت يتأثرون ببكائها.. سوسو فى الحقيقة حالة إنسانية جميلة.
كيف استطعتِ تقديم دور مريضة الزهايمر بهذا الاتقان الشديد؟
الحقيقة، أن الدور أخذ منى بالطبع مجهوداً، حيث قرأت عن المرض، وبدايته وتطوره، وماذا يحدث فى النهايات، وللأسف خلايا المخ يحدث لها تلف ومع الوقت تتوقف جميع إشارات الجسم. بالفعل ما يحدث فى نهايات المرض سيئ جداً، وبالمناسبة ما تم تقديمه على الشاشة من خلال «ألفريدو» ما هو إلا البدايات، التى تسمى «ديمنشيا الزهايمر»، والمقصود به «الخرف»، وهو مرض تتضرر فيه الوظائف الإدراكية والعقلية، وفيها تحدث للمخ حالة توهان وأحياناً ينسى الأشياء القريبة ويتذكر الأشياء البعيدة ويعود مرة أخرى ليعرف مَن حوله، وهذه النوعية من الأدوار تحتاج دراسة للحالة المرضية، ولذلك تحدثت مع أطباء حول الحالة، وقابلت شخصية «سوسو» فى الواقع مع أكثر من شخص فى الحياة، كما أننى للأسف رأيت حالات الزهايمر مع فنانين كبار وتوفوا به، وبذلك استطعت تكوين فكرة جيدة قبل دخول التصوير عن الحالة التى أقدمها، هذا بالإضافة إلى الكتابة العظيمة المستوفاة لكل تفاصيل الشخصية، والتى كانت تكفى لتنفيذها، ولذلك أشكر الكاتب الموهوب عمرو محمود ياسين.
هل ترين أنكِ اكتسبتِ جماهيرية جديدة من خلال دور «سوسو» بالعمل؟
نعم، فأنا أعترف بأنى اكتسبت جماهيرية جديدة من خلال دور «سوسو»؛ لأنه كان دوراً إنسانياً وينم عن شخصية موجودة فى حياتنا جميعاً، والناس تأثروا بهذا العمل جداً لأنهم لمسوا الرسائل الإنسانية، وتمنوا أن تصل لأولادهم ولأفراد أسرتهم، ومنها الترابط الأسرى، وصلة الرحم، والتضحية.. وأقصد هنا العمة التى ضحت بسعادتها وحياتها كى تتفرغ لأولاد أخيها وزوجته المتوفيين، بالفعل تتضمن جميعها معانى رائعة، حتى إن المساعدة الخاصة بها رغم أن لديها ابناً مريضاً ومحتاجاً لها، ولكنها تعمل متفانية فى خدمة «سوسو» بضمير وحب وإخلاص.. وأرى أن جميع الشخصيات التى قُدمت من خلال «ألفريدو» كانت ذات رسالة إنسانية واضحة، أما شخصية سوسو فقد أحدثت حالة رائعة مع الجمهور.. أشكر من كل قلبى الجمهور الذى أسعدنى بتعليقاته الرائعة، التى قرأتها، بما يدل على أن الجمهور متعطش لهذه النوعية من الأعمال الإنسانية.
ما المشترك بين إلهام شاهين و«سوسو»؟
المشترك بيننا هو الترابط الأسرى، وهو ما بينى وبين إخوتى وأولادهم. «سوسو» كذلك تحب أولاد أخيها ومرتبطة بهم جداً، أيضاً الطيبة المشتركة والقلب الأبيض بين إلهام وسوسو، بمعنى أننى من الممكن أن أغضب بسرعة لكنى أعود أضحك سريعاً.
بعد مشواركِ الحافل مع كتاب الدراما الكبار.. ماذا تقولين عن عمرو محمود ياسين؟
عمرو ياسين من أروع كتاب الدراما، ولديه إحساس عالٍ فى الكتابة يكفى الممثل لأن يؤدى الدور بشكل جيد، ولديه فريق فى ورشة الكتابة وهم تلاميذه، منهم ياسمين ميشيل وسارة مصباح اللتان أبدعتا فى كتابة تفاصيل كل شخصية، وبالفعل أشكر عمرو كثيراً لأنه كتب شخصية «سوسو»، التى كان لى الحظ أن أقدمها.. والذى يميز عمرو ياسين اتقانه فى العمل، فقد قمنا بـ«بروفات ترابيزة» معاً بمشاركة المخرج عصام نصار وتكلمنا فى كل تفصيلة بالشخصية، فى الوقت الذى نجد فيه كثيراً من الأعمال تبدأ من التصوير مباشرة بعد إلغاء «بروفات الترابيزة»، لذلك خرج العمل بشكل به مصداقية واحترام للجمهور، وعاد عمرو بالعمل لعصر الدراما المحترمة التى كانت بها بروفات بين الممثلين، وتفاهم بين المخرج والممثل، كما تواجد عمرو فى اللوكيشن بشكل مستمر ليتابع العمل، وبالفعل الكتابة هى الأساس لنجاح كل عناصر العمل.
.. وماذا عن التعامل مع مخرج مسلسل «ألفريدو» عصام نصار؟
هو فنان ويجيد الرسم، لدرجة أنه هو الذى رسم التترات، أيضاً أبدع فى رسم الشخصيات مع كل مشهد. الحقيقة أنه قام بمجهود عظيم بهذا المسلسل، وأيضاً المشاهد الذى كان يركز فيها بالكاميرا على عين «سوسو» وهى تعانى من التوهان وتحاول أن تأتى بمعلومة من الذاكرة بمعاناة شديدة، هذا بالتأكيد ساعد على توصيل الشخصية للناس، وأنا سعيدة جداً بالعمل معه، كما أن الجمهور أيضاً أشاد به.
لاحظنا وجود كيمياء تمثيلية خاصة جمعت بينكِ والفنان أحمد فهمى.. ما تعليقك؟
بداية أحمد فهمى أبدع فى تجسيد دور «فريد» الذى قدمه بسلاسة وتلقائية، وكان بالفعل فريداً من نوعه، فقد كانت هناك أريحية وكيمياء فى التمثيل بينى وبينه، مما انعكس على شخصيتَى «سوسو» و«فريد» على الشاشة، فكانت علاقة حب من نوع خاص، وهو ما وصل للجمهور بمصداقية وسلاسة، بالفعل فهمى كان رائعاً وجميلاً، والحقيقة جميع الممثلين أبدعوا، كل فى دوره.
ما رأيك فى أداء أمير شاهين بالمسلسل؟
كل الممثلين قدموا شخصياتهم ببراعة، والحقيقة أن جميع الممثلاث بالعمل جميلات، ندى موسى وإنجى كيوان وياسمين بن داود، وأيضاً الفنانة إيمان السيد اللى دمها شربات.. أما عن أمير فأرى أنه فى هذا الدور كان مختلفاً تماماً لأنه ظهر شريراً بعدما كان يجسد دور الطيب.. فى الحقيقة جذبنى جداً أداؤه، ولكن أريد أن أقول شيئاً وهو أن أمير وإلهام فى حياتهما الحقيقية كأنهما «فريد مع سوسو»، حقيقى أمير شخص حنون وعطوف جداً، ويجيد احتوائى.
ما أكثر ما تحبينه فى إلهام شاهين.. وأكثر ما تنتقدينه بها ويصعب تغييره؟
أكثر شىء أحبه فى إلهام شاهين صدقها وعدم معرفتها للنفاق، وأكثر شىء لا أحبه أننى عصبية، وهذا يتضح عندما أكون فى أماكن عامة مزدحمة بالناس وجميعهم يريدون التصوير، فتظهر على ملامحى الانفعالات؛ لأنى فى الحقيقة أكون مضغوطة أو مجهدة جداً، ولكن أرجع أندم وأزعل من نفسى جداً لأن تصوير الناس مع الفنان نوع من الحب الذى لا يقدر، ولكن بالفعل أحياناً أكون مرهقة ومتعبة، وغير قادرة على الوقوف بسبب الكعب العالى الذى يؤلمنى أو مررت بيوم طويل مرهق جعل طاقتى تنفد، ربما لم أعد احتمل المجهود، وأنا أنتقد نفسى جداً، ولكن من الصعب التغيير.
هل اسم مريم أمير شاهين كان من اختياركِ.. وماذا تمثل لكِ؟
اسم مريم اختيار جماعى؛ لأن أمير اختار الاسم تيمناً بالعذراء مريم، فهو مثلى يحبها كثيراً، وبالطبع بموت فيها وتجنن وأعتبرها الملاك الحارس لهذه العائلة.
كيف ترين مصر اليوم؟
مصر تغيرت للأفضل، يكفى النظام والطرق والمبانى وشكل البلد الذى أصبح أكثر تحضراً وجمالاً، وأصبح لدينا قطارات جديدة متطورة وشبكة مترو أنفاق تصل لأماكن كثيرة.. هناك عمل كبير فى البنية التحتية وهذا ملموس ونراه، بالإضافة إلى المدن الجديدة مثل العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، وفى الحقيقة هى صرح عظيم، رأيت أكبر كنيسة وأكبر جامع بجانب بعضهما البعض، ورأيت مدينة الفنون وهى أكبر من الأوبرا، شىء رائع ومشرف، مصر إن شاء الله فى تقدم وتحضر وأرى القادم أقوى .