الإثنين 29 ابريل 2024

بشهادة الفنانين والنقاد للفن دور فى تعميق الانتماء للوطن

أحمد عز

4-11-2023 | 12:02

موسى صبرى
لم ينفصل الفن يوماً عن المجتمع، فظل طوال الوقت صاحب رسالة ودور سواء أكان دوراً تنويرياً أم ثقافياً، بما يمتد أثره على المجتمع، إيماناً بأهميته فى تغيير الواقع إلى الأفضل. وفى القلب من هذا الدور المهم، يأتى دور الفن فى ترسيخ وتعزيز قيم الانتماء للوطن وبناء الأوطان على أفكار بنَّاءة ونبذ الأفكار الهدامة، كأحد القوى الناعمة الفاعلة فى المجتمع، التى تسهم بشكل أساسى فى بناء الأوطان، وهو ما تجلى مؤخراً فى اهتمام الفنانين بتناول هذا الجانب بشكل حقيقى وإيجابى فى أعمالهم الفنية؛ لمحاربة التطرف والمعتقدات الخاطئة التى يستغلها دعاة الخراب والهدم لمحاربة الوطن، فكان الفن من أدوات المواجهة الحاسمة فى هذا المضمار، عبر عدد من الأعمال الوطنية سواء بالسينما أم التليفزيون التى أُنتجت مؤخراً، وتناولت عدداً من القضايا الوطنية وتضحيات رجال الوطن فى سبيل رفعة شأنه وحمايته وسلامته، بما يعزز روح الانتماء للوطن لدى الأجيال الجديدة. فى هذا الإطار كان هذا التحقيق مع عدد من الفنانين والنقاد حول دور الفن الإيجابى فى خدمة الوطن. فى البداية تحدث النجم أحمد السقا، قائلاً: «يلعب الفن دائماً دوراً مهماً فى تاريخ الشعوب منذ أن عرف الإنسان الفن ومدى تأثيره على الجمهور والوطن، فالجميع يساند بكل ما أوتى من قوة، وسبق أن قدمت أعمالاً وطنية خلدت لحظات فارقة فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر، مثل مسلسل الاختيار، وفيلم السرب، الذى سيتم عرضه قريباً». ويضيف السقا: «دائماً الفنانون فى الصفوف الأولى فى الأحداث الوطنية الكبرى التى تساهم وتزيد من الاعتزاز بالوطن، وهذه ظاهرة توجد باستمرار، فنحن لدينا دور قوى ومؤثر فى الشارع المصرى فى تعزيز روح الانتماء للوطن والتمسك والولاء له». وتقول الفنانة روجينا: «نشارك دائماً عن قرب فى كل ما يحتاجه الوطن، وكان آخر مشاركات الفنانين ما قام به كثير منهم مؤخراً لدعم إخواننا فى فلسطين، حيث ذهب عدد كبير من الفنانين، شرفت بكونى من بينهم، إلى الهلال الأحمر لنقدم المساعدات لأشقائنا فى غزة، وكلى ثقة فى مؤازرة والتفاف جميع الفنانين والوقوف بجانب القضية الفلسطينية، وحماية أرض مصر من أى عدو». وأكملت: «أنا فى خدمة الوطن والفن، وهذا يجعلنى فخورة بنفسى لتقديم الأعمال الوطنية التى تزيد من الاعتزاز بوطننا الغالى، فأنا أتمنى المشاركة فى أى عمل وطنى». أما الفنانة وفاء عامر فتقول: «دائماً نعمل من أجل تعزيز شعور الجمهور المصرى وكذلك العربى بالانتماء للوطن، فالفنان قدوة كبيرة فى محاكاة هموم الوطن والتعبير عنه وعن قضاياه، لذلك فدور الفن والفنان كبير ومهم فى كل الأحداث السياسية التى جرت وتجرى وستجرى فى تاريخ مصر والعالم العربى». وتضيف: «نقف حالياً جميعاً فى الصفوف الأولى لمساندة وطننا فى جميع الأوقات، وحمايته من أى أخطار خارجية أو داخلية، وحماية حدودنا بكل قوة، كما أننا نتكاتف أيضاً ونشارك بكل وجداننا مع القضية الفلسطينية». ويقول السيناريست وليد يوسف: «دائماً الموضوعات الوطنية تشغل بال الكثير من الجمهور، والتى تساعد على تعزيز حب الوطن والانتماء له، فالسينما والدراما التليفزيونية قدمتا عشرات المسلسلات التى أسهمت فى تعميق أواصر الصلة والانتماء بين الجمهور والفن، وعرف الجمهور من خلال الأعمال الفنية أهمية الدور والتضحيات التى يقدمها الجندى فى المعركة، وكذلك المسئولون عن حماية أراضى هذا البلد». ويضيف: «قبل تقديم الجزء الأول من مسلسل (الزيبق)، جلست مع بعض أبطال حرب أكتوبر، واستمعت إلى روايتهم حول الملحمة الوطنية التى انتصرنا فيها على العدو، وبيّنوا عظمة ودور أجهزة الدولة جميعها، ودور الجيش المصرى فى النصر العظيم، وتناولت هذه الملحمة الوطنية فى هذا المسلسل، الذى حقق رواجاً كبيراً عنده عرضه لأنه كان ملحمة وطنية مهمة فى تاريخ مصر، وكان الإفصاح عنها لأبنائنا الشباب فى هذا التوقيت شيئاً مهماً، ليعلموا مدى قوة الجيش المصرى وتضحيات أبنائه». أما السيناريست باهر دويدار، فيقول: «لابد أن نساهم كمبدعين بأفكارنا، ونشارك بالتعبير عن فلسطين على سبيل المثال، ونتوحد تجاه القضية الفلسطينية وحماية أرض سيناء من الخطر، فنحن ككتاب جاهزون للمشاركة فى أعمال فنية تنمى الشعور الوطنى عند الجمهور فى كل الأوقات، وقد قدمت سابقاً أعمالاً تليفزيونية وطنية منها (كلبش) و(الاختيار) و(هجمة مرتدة) و(العائدون)، وجميعها أعمال وطنية ومتنوعة ساهمت بشكل أو بآخر فى مشاركة الجمهور القضايا الوطنية وتعريفهم بها مما ساهم فى الاعتزاز بحب الوطن والتضحيات التى يقدمها رجال الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المصرية لحماية أمننا ووطننا من الخطر». ويقول الناقد طارق الشناوى: «الأعمال الفنية الوطنية كانت ومازالت ترسم صورة واضحة وحية للجمهور المصرى وكذلك العربى فى معرفة تاريخ بلده، والدور الذى يقوم به أبطالنا من رجال الجيش والشرطة والجنود المصريون فى ساحة المعركة، فقد لعبت السينما والتليفزيون دوراً مهماً فى الحراك الاجتماعى الوطنى، وعمل الفن على تنمية الوجدان عند المتلقى فى مصر والوطن العربى فيما يتعلق بتعميق حب الوطن، فمنها على سبيل المثال لا الحصر مسلسلا (رأفت الهجان) و(دموع فى عيون وقحة)، وأفلام (ولاد العم) و(الطريق الى إيلات) و(الرصاصة لا تزال فى جيبى)، وغيرها من الأعمال الفنية التى ساهمت فى تنمية الشعور الوطنى عند الشعب المصرى». ويضيف: «من الطبيعى أن يشارك الفن كل القضايا الوطنية والقومية التى تعزز وتنمى شعورنا تجاه الوطن، وربما قلّت الأعمال الفنية الوطنية فى الفترة الأخيرة، لذلك أتمنى أن تحرك الأحداث الأخيرة فى فلسطين وجدان المبدعين مرة أخرى لتقديم أعمال فنية سواء فى السينما أو التليفزيون تكون مستلهمة مما يجرى حولنا الآن».