السبت 4 مايو 2024

لعبة «الكراسى الموسيقية» فى الأعمال الفنية نجوم تألقوا فى أعمال لم يكونوا مرشحين لها من البداية

من فيلم الارهاب و الكباب

11-11-2023 | 11:18

نانيس جنيدى

العديد من الأعمال الفنية سواء أكانت أفلاماً سينمائية أم مسلسلات أم حتى مسرحيات نرتبط بها وبأبطالها ارتباطاً وثيقاً، ولعلنا لا نستطيع أن نتخيل هذا العمل الذى أحببناه بنجوم غير هؤلاء الذين قدموه. 
ولكن خلف كواليس أى عمل العديد من الأسرار غير المعلنة، لا سيما فيما يخص تبادل الأدوار والاستغناء عن نجم واعتذار آخر، وتقديم أحد الفنانين عملاً معيناً فى حين أنه لم يكن المرشح الأول له، كأنها مثل لعبة الكراسى الموسيقية، التى تتبدل وتتغير فيها الأدوار.
فيما يلى نستعرض بعض الأعمال التى شهدت العديد من التغييرات بين الأبطال.
 

إكس لارج
فيلم «إكس لارج»، بطولة أحمد حلمى، الذى يعد أحد أبرز أعماله السينمائية، وشهد العمل التعاون الأول له مع النجمة دنيا سمير غانم، وحقق الفيلم وقت عرضه إيرادات تخطت كل التوقعات، حيث تجاوزت إيراداته فى دور العرض المصرية حاجز الـ30 مليون جنيه.
وما لا يعرفه البعض أن فيلم «إكس لارج» لم يكتب فى الأساس لحلمى، بل كانت القصة متبلورة لدى المؤلف أيمن بهجت قمر، للبطل الأصلى الراحل علاء ولى الدين بعنوان «تيمور إكس لارج»، وذلك عام 2001.
وكان حينها يعمل قمر مع حلمى فى فيلم «آسف على الإزعاج»، وعلم برغبته فى تقديم عمل عن السمنة.
وبعد رحيل علاء ولى الدين عرض قمر الفكرة على حلمى، خاصة أن الأخير أخبره سابقاً برغبته فى تقديم عمل عن السمنة، فرحب حلمى بالفكرة بشدة، كما أن الفيلم يعبر عن تجربة شخصية لأيمن بهجت قمر، حيث  كان لديه صديق يعانى من بدانه مفرطة، اسمه مجدى واستلهم حال واسم الشخصية منه.
ريا وسكينة.. والمشاغبين
ربما لا يعرف الكثيرون أن حسن مصطفى كان المرشح الأول لمسرحية «ريا وسكينة» فى دور «حسب الله» قبل الفنان عبدالمنعم مدبولى، حيث عُرض عليه الدور ولكنه كان متمسكاً بدور «عبدالعال»، الذى قدمه الفنان أحمد بدير وأصر على تقديمه، وعندما لم يستجب المخرج حسين كمال لطلبه اعتذر حسن مصطفى عن عدم تقديم لعمل، إلا أن كمال والراحلة شادية ذهبا إلى منزله لإقناعه وعندما أصر على الرفض غضب منه حسين كمال وقاطعه لفترة طويلة ليكون الدور فى النهاية من نصيب مدبولى.
أما المفارقة، فكانت فى تبديل الأدوار أيضاً بين حسن مصطفى وعبدالمنعم مدبولى فى تجربة أخرى، حيث كان الأخير صاحب دور الناظر فى مسرحية «مدرسة المشاغبين»، ولكن بسبب بعض الخلافات وعدم قدرته على مجاراة جيل الشباب اضطر للاعتذار ليكون الدور فى النهاية من نصيب حسن مصطفى، ويكون الناظر هو لقبه الدائم بعد نجاحه الباهر فى أداء الدور.
«الإرهاب والكباب» و«دعاء الكروان»
من أجمل أدوار كمال الشناوى دور وزير الداخلية، الذى قدمه ضمن أحداث فيلم «الإرهاب والكباب»، ولكنه لم يكن المرشح الأول للدور، بل كان الدور مكتوباً للراحل محمود مرسى، وبعد رفض مرسى تم ترشيح كمال الشناوى من قبل المخرج شريف عرفة، ولكنه رفض أيضاً بسبب تخوفه من مساحة الدور وأن تكون مشاهده قليلة كمشاهد حسين فهمى فى فيلم «اللعب مع الكبار» ولكن بعد عدة محاولات قبل بالدور وقدم عملاً من أجمل أعماله.
أما فيلم دعاء الكروان، الذى أبدع فيه الفارس أحمد مظهر فكان كمال الشناوى هو البطل الأول له ليقدم دور مهندس الرى، ولكن بسبب طلبه بعض التعديلات على السيناريو وهو ما رفضته جملةً وتفصيلاً فاتن حمامة، ولكونها أيضاً منذ البداية كانت تميل لأن يكون البطل هو أحمد مظهر، تم فسخ التعاقد مع الشناوى ليكون الدور من نصيب مظهر ويكون علامة بارزة فى تاريخه الفنى.
«سلسال الدم».. وشخصية هارون
كشف الكاتب مجدى صابر سابقاً عن البطل الحقيقى لمسلسل «سلسال الدم» وقال: «كان مرشحاً فى البداية لتقديم شخصية هارون الفنان الكبير محمود ياسين، لكنه اعتذر لأسبابه الخاصة، ومن هنا تم اختيار رياض الخولى، وكان موفقاً جداً لأنه قدم الشخصية بشكل بديع كما كان فى خيالى بالضبط».
عمرو دياب.. و«شورت وفانلة وكاب»
تحدث سابقاً المخرج الكبير سعيد حامد لـ«الكواكب» وكشف عن البطل الأول لفيلم «شورت وفانلة وكاب»، وقال حامد فى تصريح خاص: «كان عمرو دياب هو المرشح الأول للفيلم، وكان مدحت العدل مؤلف الفيلم هو صاحب الترشيح، وكانت وجهة نظره فى اختياره لاحتواء أحداث الفيلم على أكثر من أغنية، وأراد أن يكون البطل مطرباً ليكون الأمر منطقياً».
وتابع: «كان هذا عام 1995، وتوقف المشروع نهائياً لمدة 6 سنوات، وخلال هذه الفترة قدمت فيلم (همام فى أمستردام)، الذى حقق نجاحاً كبيراً، فطلبت من مدحت العدل أن نعيد العمل على فيلم (شورت وفانلة وكاب)، الذى توقف لفترة طويلة، ورشحت له السقا للبطولة».
وأضاف: «كان التواصل بين مدحت العدل وعمرو دياب حينها، ولم أتحدث معه ولكنى علمت أن رفضه كان بسبب مشاهدته فيلمى الأول (حب فى الثلاجة)، وكان هذا فيلمى الأول، وقال إنى مخرج فانتازيا، وإنه لا يحب العمل فى مثل هذه الأعمال».
 وأضاف: «أنا شخصياً أرى أن له الحق فى ذلك، فهذا الفيلم تحديداً كانت به بعض العيوب فلم يستطع فهمه لأنه مركب ويحتاج طريقة خاصة لمشاهدته، ولكن السقا قدم دوره فى فيلم (شورت وفانلة وكاب) ببراعة وكأن الفيلم فُصل له، وأيضاً دياب كان سيؤديه بشكل جيد، ولكن عندما قررنا أن يكون السقا هو البطل غيرنا بعض الشىء فى سياق الفيلم وحذفنا المشاهد التى تحتوى على أغانٍ».
أعمال اعتذر عنها الزعيم فصنعت نجومية آخرين
رفض الزعيم عادل إمام خلال مشواره الفنى ما يقرب من 14 عملاً ما بين السينما والتليفزيون والمسرح.
من أبرز الأعمال التى أعتذر عنها فيلم «طائر الليل الحزين»، الذى كتبه وحيد حامد وأراد أن يقدم الزعيم بطولته، لكن الجهة المنتجة حينها اختارت محمود عبدالعزيز بدلاً منه.
ورفض أيضاً الزعيم فيلم «سواق الأتوبيس»؛ لأنه رأى أن شخصية البطل سلبية ولا تحرك الأحداث، فعرضه السيناريست بشير الديك على نور الشريف، الذى وافق عليه بمجرد قراءة السيناريو، ونال عنه أول جائزة عالمية فى تاريخه.
ومن بين الأعمال الأخرى التى رفضها الزعيم كان مسلسل «رأفت الهجان»، وقيل حينها إنه طلب تعديل السيناريو وإعادة ترتيب الأحداث، لكن الكاتب صالح مرسى رفض هذا الأمر، وذهب بعدها الدور لمحمود عبدالعزيز وأصبح من أهم أعماله.
بالرغم من تفوق صلاح السعدنى فى مسلسل «أرابيسك»، إلا أن العمل فى البداية كان معروضاً على عادل إمام، لكنه طلب تعديل السيناريو، الأمر الذى رفضه أسامة أنور عكاشة، كما اعتذر الزعيم عن فيلم «حدوتة مصرية»، الذى كان سيجمعه للمرة الأولى بالمخرج يوسف شاهين، وذهب الدور لنور الشريف.
أيضاً رفض فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، وفى النهاية قدمه أحمد زكى، كما كان من المفترض أن يقدم شخصية «البيه البواب»، لكنه اعتذر وذهب الدور لأحمد زكى.
ورُشح الزعيم أيضاً لبطولة فيلم «غريب فى بيتى» مع سعاد حسنى، لكنه اعتذر عنه وذهب الدور لنور الشريف، كما اعتذر أيضاً عن فيلم «الكيف»، الذى محمود عبدالعزيز، فيما اعتذر عن فيلم «سوق المتعة» الذى قدمه محمود عبدالعزيز أيضاً.
وكان فيلم «الراقصة والطبال» واحداً من الأعمال التى اعتذر عنها الزعيم عادل إمام، حيث كان معروضاً عليه تقديم الشخصية التى قدمها أحمد زكى، لكنه رأى أن الدور يتشابه كثيراً مع دوره فى فيلم «سيد درويش»، وأراد تقديم الدور الذى جسده عادل أدهم، وانتهى الأمر إلى اعتذاره عن عدم تقديم الدور الذى ذهب للفنان أحمد زكى فى النهاية.
كذلك رفض الفنان عادل إمام المشاركة فى مسرحية «العيال كبرت»، رغبة منه فى تقديم عمل يقوم على البطولة المطلقة وليس الجماعية.
كما عُرض فيلم «الهروب» على الزعيم، لكنه رفضه وذهب أيضاً لأحمد زكى فى النهاية، كما كشف الكاتب أيمن بهجت قمر أن الزعيم كان مرشحاً لفيلم «ابن القنصل»، لكنه رفضه وقدم الشخصية خالد صالح.
«مدرسة المشاغبين».. تبديلات بالجملة!
خلف كواليس تلك المسرحية العديد والعديد من التبديلات والاعتذارات فى الأدوار، ولكن الدور الأبرز فى التغييرات هو دور المُدرسة أو «أبلة عفت»، الذى قدمته فى البداية لفترة الفنانة ليلى طاهر، ولكنها اعتذرت بعد فترة فحلت محلها سهير البابلى، والذى يعد واحداً من أعظم أدوارها وأبرزها، وبعد تصوير المسرحية للتليفزيون اعتذرت سهير البابلى فحلت محلها نيللى لفترة.
أما سميرة أحمد فقد اعتذرت عن العمل بمجرد عرضه عليها خوفاً ورهبةً من المسرح؛ ولأنها ليست كوميديانة ولا تستطيع أن تقف أمام عتاولة الكوميديا الموجودين بالفعل فى العرض وتحججت بأنها تنام مبكراً.
أما باقى الأدوار، فكان من المفترض أن يقدم سعيد صالح دور بهجت الأباصيرى، ولكنه بعد قراءة الورق رشح عادل إمام له واختار دور مرسى الزناتى، ودور هادى الجيار قدمه بعد اعتذار محمد صبحى، ودور الناظر الذى تألق فيه حسن مصطفى كان لعبد المنعم مدبولى الذى لم يتحمل شقاوة عادل إمام وسعيد صالح وخروجهما المستمر عن النص، فاعتذر وحل محله حسن مصطفى ليكون أهم أعمال مشواره الفنى.
 عندما بدأ عرض المسرحية مرة أخرى عام 1980 اعتذر أحمد زكى بسبب انشغاله بأعمال أخرى، ولم يشارك وحل محله محمود الجندى.
ليالى الحلمية
وراء هذا العمل الناجح الكثير من الكواليس والكثير من الاعتذارات، ويعد دور «نازك السلحدار» الذى قدمته باقتدار الفنانة صفية العمرى أبرز أدوارها، ورغم ذلك فقد صرحت سابقاً لـ«الكواكب» بأنها اعتذرت عنه فى البداية خوفاً من رأى الجمهور، ولكنها أعادت النظر وقبلت بالدور. 
أما يحيى الفخرانى فقد كان مرشحاً لدور «العمدة سليمان غانم»، ولكنه بعدما قرأ 5 حلقات من المسلسل طلب أن يجسد دور «سليم البدرى» خوفاً من تقديم كوميديا العمدة، وبالفعل حدث ما طلبه ونجح نجاحاً كبيراً.
رشح أيضاً فى البداية لدور «العمدة سليمان غانم»، الفنان الكوميدى سعيد صالح ولكنه اعتذر بسبب انشغاله بالمسرح، وقدمه الفنان الكبير صلاح السعدنى، الذى ظل العمل الأبرز فى التليفزيون.
أما دور «سليم البدرى» الرجل الأرستقراطى فقد كان المرشح الأول له محمود ياسين، الذى اعتذر عن أدائه، فتم ترشيح محمود عبدالعزيز، وفى النهاية قدمه يحيى الفخرانى بناءً على رغبته.
أيضاً كانت علا رامى مرشحة لدور الراقصة حمدية، ولكنها اعتذرت عنه فقدمته لوسى، وكان من المفترض أن يغنى تتر المسلسل على الحجار وبعد اعتذاره غناه محمد الحلو، ولا يزال الجمهور يتذكره حتى الآن.