الثلاثاء 30 ابريل 2024

«الكواكب» تسأل: هل للفن دور فى التنشيط السياحى.. والصناع: بكل تأكيد.. وينقصنا أمر واحد

أفلام لتنشيط الحركة السياحية

18-11-2023 | 12:11

أميمة أحمد

لا شك أن الصورة فى كثير من الأوقات تكون أبلغ من الكلام، للتعبير عن المنتج السياحى المصرى الفريد والمتميز والذى يعشقه العالم، وهو ما يعوّل عليه الفن للوصول بوجه مصر الجميل إلى العالم، عن طريق إظهار الأماكن التى تتمتع بها بلادنا، وما تتميز به من مناظر طبيعية خلابة، وآثار لا يجود الزمان بمثلها لأى بلد آخر، فنجد أن السينما والدراما المصريتَين قد زخرتا بالعديد من الأعمال التى أبانت عن وجه مصر الجميل، وكشفتا عن جزء بسيط من مكنون ما تتمتع به بلادنا فأبهرت العالم، وهو ما انعكس فى الترويج للسياحة وتنشيط الحركة السياحية.
فى هذا التحقيق التقت «الكواكب» عدداً من الفنانين والنقاد لمعرفة رأيهم حول دور الفن فى الترويج للسياحة، وكيف يمكن استغلال هذا الأمر فى الترويج لبلادنا، لا سيما أننا ننعم بمناظر طبيعية مميزة وآثار عظيمة منذ آلاف السنين، فكان هذا التحقيق التالى...

 

فى البداية تؤكد الفنانة إلهام شاهين أن للفن دوراً كبيراً جداً فى الترويج للسياحة، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فهناك الكثير من الأفلام المهمة التى صورت أماكن سياحية جميلة فى مصر وعُرضت هذه الأفلام فى الخارج، وفى المهرجانات العالمية التى شاهد العالم كله من خلالها مدى جمال وروعة مصر وأتى لمشاهدة تلك الآثار والطبيعة الخلابة على أرض الواقع بسبب هذه الأفلام. إلى جانب إقامة المهرجان المصرية مثل مهرجان العلمين الذى لفت أنظار العالم كله إلى مدينة العلمين، التى أصبحت من من أهم الأماكن السياحية فى العالم، ولذلك فالفن له الدور الأكبر فى تنشيط السياحة فى مصر.
من جانبه يوضح الفنان خالد سرحان، قائلاً: بالطبع، فالفن عامل مهم فى الترويج للسياحة ببلدنا، ولا نحتاج فى ذلك للكثير من الحديث، فالفن جزء كبير منه هو ترويج للسياحة فى مصر، فكل العرب والأجانب وكل الجنسيات المختلفة يأتون إلى مصر عن طريق السينما والفن واللغة المصرية بعدما شاهدوا الأماكن الجميلة فى مصر والآثار العظيمة بها.
يقول الناقد الفنى أحمد سعد الدين: من المؤكد أن الفن له دور كبير فى إبراز المعالم السياحية فى مصر، وإظهار الجانب الرائع من بلدنا الجميلة، هو أمر يسعدنا كصناع للترويج لبلدنا واستقدام السياحة، وبالتالى انعكاس ذلك اقتصادياً على البلد، وهو بالفعل أمر واضح ويعود بالنفع علينا جميعاً كمصريين، ولكن يمكن استغلال تلك الأماكن الجميلة والفريدة فى مصر بشكل أكبر ليعم المكسب سواء الأدبى أو المادى وتتسع رقعة الفائدة، ويكون ذلك من خلال تخفيض الرسوم المقررة للتصوير فى الأماكن الأثرية مثل الأهرامات والمتاحف، وجعلها مبالغ رمزية لأنها فى الأصل ستعود إلينا عن طريق ترويجها للسياحة.
ويكمل سعد الدين: ويجب الاستفادة بشكل أكبر بإمكانياتنا ومقدراتنا الطبيعية.
وتقول الناقدة الفنية خيرية البشلاوى: الفن عموماً وبشكل قاطع هو نوع من الإعلان غير المباشر عن السياحة فى مصر، من خلال إظهار الأماكن التى يتم التصوير بها، حيث يقدم المكان وثقافته، فالفن يقدم روح المكان وجماله من غير الحديث عن ذلك، فيتم ذلك بشكل غير مباشر من خلال تقديم أفلام ودراما جذابة وحية تجذب المشاهد لها، ولذلك فالفن له دور كبير جداً فى الترويج للسياحة فى مصر، فالفن هو سفير مصر السياحى، وهو الذى يقدمنا للعالم، والفن الجميل هو دعاية جميلة، ولكن المهم أن يكون فناً حقيقياً صادقاً يقدم جوهر المكان.
ومن جانبه يؤكد المخرج أحمد البدرى أن الفن هو إحدى أهم وسائل الدعاية للسياحة فى مصر، التى نتمنى استغلالها بشكل يعود بالفائدة على سمعة بلدنا من الناحية الترويجية، خاصة أن بلدنا بها أماكن رائعة وهى بالفعل تستحق أن تكون فى صدارة البلاد ذات السمعة العالية فى طبيعة أماكنها وآثارها، لكننا نقابل إشكالية يجب التغلب عليها، وهى صعوبة الوصول لهذه الأماكن للتصوير بها؛ بسبب الرسوم المالية ولذلك نرجو من وزارتى الآثار والثقافة مراجعة هذا الأمر .
أما المخرجة رباب حسين، فتقول:  الفن له دور كبير جداً فى التنشيط والترويج للسياحة فى مصر عن طريق تصوير معالم بلادنا الجميلة فى الأفلام والأعمال الدرامية، التى يشاهدها العالم، فيأتى السائحون من شتى بقاع الأرض بحثاً عنها، وهذا ما يحدث بالفعل، وكثير من الأجانب جاءوا إلى مصر بناء على هذه الصورة التى صورها الفن عن مصر .
من جانبه يقول الكاتب والناقد الفنى محمد شوقى:  أرى أن الفن من أهم عوامل الترويج للسياحة فى مصر، فمن الممكن من خلال فيلم أو مسلسل أو عمل فنى معين يمكن أن يتم الترويج للسياحة بشكل أكبر من أى حملة إعلانية بملايين الجنيهات، فالفيلم هو وثيقة سينمائية خالدة شاهدة على العصر والزمن والتاريخ والتطوير، فالفن هو الذاكرة الحية والحقيقية للتاريخ، وهذا التاريخ بالطبع يحمل المعالم الأثرية، ويستوقفنى هنا فيلم (أرض الأحلام) من بطولة مديحة يسرى وعماد حمدى وفريد شوقى، هذا الفيلم تحديداً تم تصويره فى الأقصر وأسوان وهو من أهم الأفلام التى روجت للسياحة فى مدينتى الأقصر وأسوان وأتى بسببه كل العالم إلى مصر لزيارتها، ولن نعد أو نحصى عدد هذه الأفلام مثل فيلم (أنت حبيبي)، (صراع فى الوادى)، (غرام فى الكرنك)، ومؤخراً فيلم «قبل زحمة الصيف» وأفلام كثيرة.. ولم يتوقف الأمر على أفلام الزمن القديم، ولكن إلى وقتنا هذا هناك الكثير من الأعمال المهتمة جداً بإظهار الجماليات فى مصر مثل مسلسل (كامل العدد) الذى عُرض فى السباق الرمضانى المنقضى وصور مدى جمال الأقصر وأسوان والتطورات التى حدثت بهما، ومسلسل (جراند أوتيل)، فإذا لم تكن تتوفر هذه الأعمال كيف كان سيرانا الغرب، وكيف كانت السياحة ستنشط.