الخميس 21 نوفمبر 2024

إيهاب فهمى: للفن دور كبير فى الدعوة للمشاركة فى الانتخابات

إيهاب فهمي

25-11-2023 | 13:13

أميمة أحمد

تزامناً مع ما تشهده مصر من إجراء الانتخابات الرئاسية فى الفترة القريبة المقبلة، وانطلاقاً من الدور التوعوى الذى يلعبه الفن فى مثل هذه الفعاليات الوطنية المهمة، التقت «الكواكب» الفنان إيهاب فهمى.. مدير «المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية»، فى حوار مطول أفصح لنا فيه عن أهمية هذا الاستحقاق للمصريين، وكيف يمكن أن يكون للفنان دور تجاه الوطن فى مثل تلك الأحداث المهمة، ونصيحته للمواطن قبل وأثناء هذه الانتخابات، ودور الفنان مجتمعياً فى الفترة المقبلة لخدمة وطنه. كما تطرقنا معه فى الحديث إلى رأيه فيما وصلت إليه الدراما فى الفترة الأخيرة من تطور، وانعكاس ذلك على المجتمع. وتحدث فهمى عن إنجازاته على مستوى إدارة «المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية»، كما تحدث عن مشاركاته الفنية المنتظرة، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...

مرت مصر ولا تزال بكثير من الأحداث والتغيرات الكبير.. هل كان للفن دور تجاه الوطن فى هذه الأحداث؟

بالطبع، فالفنانون لا ينعزلون ولا ينفصلون عن المجتمع، فنحن جزء من الوطن ومن نسيجه العام، والفن بمثابة مرآة عاكسة للمجتمع، وهو إحدى أذرع القوى الناعمة فى كل الوطن، ونحن من نسيج هذا الوطن، وكان لنا دور كبير طوال الوقت.. فنحن أول من قمنا بثورة المثقفين رفضاً منا لتولى منصب وزير الثقافة من قبل الإخوان، عندما وقفت الحركة الفنية أمام وزارة الثقافة واعتصم الفنانون والمثقفون أمامها رفضاً لذلك، ومن هنا بدأت شرارة 30 يونيو، وتم رفض حكم الإخوان، والإطاحة بهم. إلى جانب تقديم العديد من الأعمال الفنية التى حاكت الكثير من بطولات الجيش والشرطة، وأظهرت جانباً مهماً كان خافياً عن المواطن فترات كبيرة، لتوضيح الصورة الحقيقية لأبناء مصر الوطنيين، وتعريف المواطن بالحقائق حتى يعلم من هم أبناء مصر الحقيقيون المستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل هذا الوطن. تشهد مصر فى هذه الأثناء انتخابات رئاسة الجمهورية..

ما دور الفن والفنانين فى توعية المواطنين بضرورة النزول للانتخابات؟

بالطبع، الفنانون يقدمون دوراً كبيراً فى هذا المحفل والعرس الديمقراطى العظيم، ونحن نقول لكل مواطن لابد من النزول والمشاركة والإدلاء بصوتك لمَن تريد، فلكل مواطن الحق فى منح صوته لمن يريد، دون الحجر على حقه فى الاختيار، الأهم هو الننزول، فلابد أن تكون نسبة المشاركة عالية وأن نرى تعبيراً عن الرأى بشكل كبير فى تلك الانتخابات، فالنزول للانتخابات حق دستورى لكل مواطن ولكل إنسان، لا بد من العمل به، ولا بد من توعية المواطن بالإدلاء بصوته الانتخابى، لأن ذلك يعد نوعاً من أنواع الوطنية والحب للوطن، فلابد أن نكون إيجابيين تجاه وطننا، وأن نعبر ونشارك فى الانتخابات، فلكل شخص حق اختيار مَن يريد، ووجود الانتخابات عموماً ظاهرة تعيد للإنسان وجوده فى الحياة.

بماذا تنصح المصريين فى الفترة المقبلة؟

أقول لهم إن الصوت الانتخابى ليس صوتاً عادياً، بل إنه قادر على أن يغير أموراً كثيرة، وحتى لو افترضنا أن نتيجة أى انتخابات مضمونة فلابد من النزول والإدلاء بالأصوات، وعدم التكاسل فى هذا الاستحقاق المهم، فالنزول للانتخابات شىء مهم لا بد منه لصالح بلدنا.

وما الدور المنتظر من الفنانين القيام به فى الفترة المقبلة؟

بالطبع سنقوم بحملات توعية كبيرة، وهنا يأتى دور الفن، فالفن هو الذى يكشف عن الواقع الذى نعيشه، ويكشف عن كل ما نراه أو ما لا نراه، فالفنان المصرى له دور كبير فى كشف الحقائق مهما حاول أهل الشر إخفاءها، ومهما حاولوا أن يفصلوا الفنان المصرى عن واقعه، لكن ذلك لن يحدث لن يحدث ولن يكون؛ لأن الفنان جزء من المجتمع، ونجاحه وقوته مستمدان من جمهوره، والفن المصرى مؤثر بشكل كبير فى أشياء كثيرة جداً، وإن كانت لا تذكر بشكل علنى، ولكن فى الحقيقة إذا نظرنا سنجد أن فيلماً ما ترك أثراً فى شىء معين وعملاً مسرحياً ترك بصمته فى شىء آخر، وعملاً درامياً ترك أثره فى شىء ثالث وهكذا فإن للفن دوره بالغ الأثر فى المجتمع، حتى الأغنية لها تأثيرها الخاص فى إثارة مشاعر معينة، وهذا هو الفن، وسيستمر الفنانون على هذا الحال طوال الوقت وتقديم حملات التوعية الكبيرة، لمواجهة من لا يريدون لمصر الاستقرار، والنجاح، وأن تكون صاحبة ريادة. فى الفترة الأخيرة شاهدنا جميعاً تطوراً كبيراً فى نوعية الأعمال الدرامية والفنية عامة..

كيف ترى من وجهة نظرك هذا التطور؟

بالفعل، فقد شهدت الحركة الفنية فى الفترة الأخيرة حالة من النشاط كماً ونوعاً، واستطاعت الأعمال الفنية الوصول إلى كثير من القضايا المجتمعية ومناقشتها بكثير من التفصيل، وعالج الفن المصرى كثيراً من القضايا والموضوعات المهمة التى نعيشها حالياً ونتأثر بها، منها ما يتصل بالسوشيال ميديا، وما يتصل بحرية الإنسان، وأعتقد أن الفن فى تقدم وتطور، وفى العشر سنوات الأخيرة شهد الفن طفرة كبيرة من التغيير فمنذ العديد من السنوات ونحن لم نرَ أعمالاً وطنية، أو أعمالاً تعبر عن بطولات الجيش المصرى التى لم نكن نعرف عنها الكثير، لولا الدراما التى أظهرتها لنا.

حدثنا عن إنجازاتك منذ توليك منصب مدير «المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية»؟

الحمد لله كنا نخطط لإنشاء «مجلة المسرح»، وهذا ما حدث فعلاً، وهى من المجلات الورقية وتصدر كل شهر، وهى من المجلات المهمة جداً فى المسرح، إلى جانب أننا مستمرون فى طريقنا إلى رقمنة المسرح، والحمد لله وصلنا به إلى مستوى عظيم من النجاح.. كما أن «المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» وظيفته فى الأساس التأريخ والتوثيق، لذلك فنحن بالفعل نؤرخ ونوثق الحدث الفنى، وأعتقد أننا نقوم بذلك بشكل سريع، ووثّقنا كل الأحداث الفنية، إلى جانب أن لدينا فرقاً موسيقية قدمت أكثر من حفلة رائعة. نظراً لأهمية مجلة المسرح..

هل هناك اتجاه لأن تصبح رقمية حتى يكون تداولها أكثر سهولة؟

بالطبع، هناك اتجاه لذلك قريباً جداً، حيث تم تأجيل ذلك مؤقتاً؛ بسبب انشغالنا فى الفترة الأخيرة بما يحدث لأشقائنا فى فلسطين، ولكنها قريباً ستتحول إلى مجلة رقمية بإذن الله. على الجانب الفنى.. قدمت العديد من الأعمال المتنوعة والمميزة..

ما الشروط التى تضعها قبل الموافقة على أعمالك؟

ليست شروطاً ومعايير، وإنما ما أشعر به وأُعجب به هو ما أقدمه، ولا أهتم أبداً بمساحة الدور، فليس عندى ما يُسمى دور كبير أو صغير، إنما يوجد فنان كبير وفنان صغير، وأنا أختار أدوارى بعناية، حيث أدرس العمل، وأرى إن كنت سأستطيع تقديمه من منظورى وإحساسى أم لا، ولابد أن يعبر عنى، ووقتها لا أتردد فى تقديمه.

على الرغم من تميزك وتنوع أدوارك.. إلا أن الجمهور تعلق بك بشكل أكبر فى أدوار الشر.. ما السبب؟

لأن كثيراً من الأعمال الناجحة التى قدمتها، وحققت نجاحاً وجماهيرية مع المشاهدين، جسدت من خلالها شخصية شريرة، ولكن الممثل يستطيع تقديم لكل أنواع الفن، سواء الشر أو الكوميدى أو التراجيدى، وأنا لا أربط نفسى بأدوار الشر، بل إنى أسعى فقط وراء الدور الذى يرضينى ويعجبنى، وليس لذلك علاقة بالشر أو غيره.

ما الجديد لك فى الفترة المقبلة؟

أقوم حالياً بتصوير الجزء الثانى من مسلسل «وبينا ميعاد»، مع شيرين رضا وصبرى فواز، كما أن هناك أكثر من عمل أقرأها حالياً للمشاركة بها فى السباق الرمضانى المقبل، وسأعلن قريباً عن العمل الذى سأوافق عليه.