الأحد 24 نوفمبر 2024

نجوى إبراهيم (ماما نجوى ) الإعلامية الاستثنائية التى مازالت تلقن الدروس


رشا صموئيل

25-11-2023 | 13:42

رشا صموئيل
انقلبت السوشيال ميديا الأيام الماضية رأسا على عقب فى مظاهرة حب وشكر وامتنان تقديرا واحتراما للإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم بعد تعرضها من قبل البعض لانتقادات تطالبها بالاعتزال مما جعل الإعلامية تخرج عن صمتها من خلال ظهورها فى إحدى حلقاتها ببرنامجها الإذاعى "بيت العز" الذى تقدمه عبر اثير احدى الاذاعات، لتوجه كلمة فى مضمونها درس قاس لمنتقديها ولكن فى الحقيقة كانت سهما رشق فى قلوب محبيها مسببا وجعا وألما " قائلة: "لأول مرة أقرأ التعليقات.. يا نهار أبيض على إللى اتقال، روحوا يا جماعة اتعالجوا، عايزنى اعتزل؟، ضرورى هعتزل، أنا عندى 80 سنة، وعندي سرطانات وأجريت عمليات عديدة وسأموت قريبا".وأضافت نجوى إبراهيم.. "هناك أناس يستكثرون الابتسامة على الوجوه، يستكثرون الصيت ولا الغنى، ماذا تريدون؟، إيه إللى يريحكم؟"، متابعة.. هدوا نفسكم شوية أنا مش جاية أعمل مستقبل وأربى عيالى، أنا جاية فرحانة بيكم وبتونس بيكم.. حبوا بعض شوية". برغم من معاناتها و ألمها النفسى والجسدى ولكن عبرت عن اعتراضها برقى و أدب ووداعة فى ذات الوقت وعلى الرغم من تصريحاتها الصادمة بإصابتها بمرض السرطان والتى أبكت محبيها ولكن ما أثرنى وأدهشنى إيمانها و تسليمها الكامل بقضاء الله وقدره ورغم توقعها بموتها العاجل ولكن مازالت تملك الإصرار والعزيمة والشغف للعمل والتواجد واستكمال ماتحب حتى فى أحلك الظروف هذا غير رسالتها المفعمة بالحب والسلام رغم قساوة قلوب الآخرين التى تجلت فى قولها (مازلت أعمل لأنى فرحانة بيكم وبتونس بيكم.. حبوا بعض شوية". كلمات رقيقة بسيطة صادقة قطعت الأنفاس خجلا .. ماهذه الشخصية الجبارة .. على كل حال من يعرف ماما نجوى جيدا يعرف أن هذا ليس بغريب عليها لأنه نابع من شخصية إعلامية استثنائية ساهمت فى تنشئة أجيال على المبادىء والأخلاق والنصح والإرشاد أفخر كونى واحدة منهم ،الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم ليس اسما عابرا فى عالم الإعلام أخذ حظه من النجاح والنجومية بل علامة فارقة ،لها مكانة خاصة وغالية فى القلوب وهذا لأنها كانت جزءا لايتجزأ من عالمنا الطفولى من خلال برامج هامة مثل الشهير (عصافير الجنة ) والبرنامج الذى كنا ننتظره صباح الاثنين من كل أسبوع وهو صباح الخير التى كانت تقدمه مع بقلظ تلك العروس الخشبية التى كان يقدمها الفنان سيد عزمى ،الإعلامية نجوى إبراهيم صاحبة الشخصية الاستثنائية وأعنى هذا المصطلح لما حباها الله بطلة مبهجة وملامح بريئة جميلة وكاريزما خاصة استطاعت بذكاء أن تغلفها بشخصية مثقفة تعى جيدا قيمة الرسالة التى تقدمها للأطفال، توليفة نادرة قلما تجتمع فى إعلامى ولذلك نجحت ببساطة فى مخاطبة الأطفال واقتحام قلوبهم وعقولهم فكانت تعلمهم أدبيات التعامل فى الحياة وكيف يأكلون وكيف يتحدثون وكيف يتصرفون فى المواقف المختلفة وليس الأطفال فقط بل استطاعت بأدائها الرصين والمنمق أن تخطف قلوب الملايين من الشباب والسيدات وتسعدهم من خلال برامج أخرى مثل "مساء الخير وفكر ثوانى واكسب دقايق" ، والتقت مع كبار النجوم وحاورت بحرفية شديدة ولباقة جميع طبقات المجتمع ومع الوقت جاذبيتها لفتت أنظار المخرجين لتصبح بطلة فى أفلام سينمائية هامة حيث شاركت "نجوى" فى العديد من الأعمال من أبرزها "الرصاصة لا تزال فى جيبى، العذاب فوق شفاه تبتسم، المدمن، السادة المرتشون، فجر اﻹسلام، حتى آخر العمر، خائفة من شيء ما"، ومثلت فى مسلسلات "عواصف النساء، أستاذ ورئيس قسم"، وعادت بعد انقطاع لتقديم البرامج مرة أخرى من خلال برنامجها "بيت العائلة وعلى الرغم من أنها أثبتت نجاحها فى التمثيل وأمام نجوم كبار إلا أنه مازال لقب (ماما نجوى ) عنوانا لمشوارها المشرف وعلامة فارقة فى تنشئة أجيال ، أخيرا وليس آخرا سيدتى الجميلة( ماما نجوى) صاحبة المبادىء والقيم التى لاتتجزأ ،ثقى تماما بأن ظهورك الأخير وخطابك الذى أطلقتيه عبر منبر الشجن والخزى لم يكن مجرد رد على منتقديك بل منهج يدرس فن الأخلاقيات واحترام الذات ، وأرى فيما نشروه المرضى على صفحات التواصل الاجتماعى إثبات أننا نعيش فى زمن المسخ ولكن لم ولن ينال منك بل زادك قوة وصلابة وشعورا بالفخر والامتنان شكرا لأنك كشفت عن سر تعلقنا بك طوال هذه السنوات وأثبت عمليا من خلال أخلاقك الرفيعة أننا لم نعش يوما أكذوبة تدعى برامج الأطفال نتلقن من خلالها مجرد تعاليم نمطية واهنة على سبيل التسلية ولكن كل ما قدمتيه كان بمثابة برامج تعليمية هامة راسخة أثرت فى بناء شخصيات قوية وكونى على يقين أن بعض التعليقات التى أحزنتك ماهى إلا فئة قليلة اختارت أن تمثل فى مجتمعنا جانب القبح فى أعلى درجاته ووجدت فى السوشيال ميديا متنفسا لها وعليك بتجاهلهم فهم ليسوا إلا نقطة فى بحر جمهورك المحب ،أنت سيدة عظيمة، أيقونة ، صاحبة المشوار والتاريخ الراقى، ماما نجوى التى أبهجت طفولتنا شكرا لأنك كنت ومازلت جزءا لايتجزأ من ذكرياتنا الراسخة الجميلة الصادقة ، بكل الحب نرفع قلوبنا إلى الله ندعو لك بالشفاء الكامل وأن يديم علينا طلتك وابتسامتك المشرقة ،سيدتى الجميلة لك كل الاحترام والتقدير والثناء .