تشهد مصر فى هذه الأيام استحقاقاً تاريخياً متمثلاً فى الانتخابات الرئاسية، التى بدأ التصويت فيها للمصريين بالخارج، على أن يباشر المصريون بالداخل الإدلاء بأصواتهم خلال الأيام القلائل المقبلة، فى استحقاق تاريخى يفخر به كل مصرى حر، ويتجهز المصريون للمشاركة الجادة فيه؛ لما يمثله ذلك من واجب وطنى.
فى الحوار التالى تلتقى «الكواكب» الأب بطرس دانيال.. رئيس «المركز الكاثوليكى للسينما»، الذى يحدثنا عن أهمية هذا الاستحقاق فى تلك المرحلة المهمة من عُمر الوطن، ونصائحه للمصريين فى كيفية التعامل مع هذا الحدث المهم، ودور الفن والفنانين الوطنى فى التوعية بقيمة اللحظة، ورأيه فى دور الانتخابات وتأثيرها على مستقبل البلد، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...
تشهد مصر خلال هذه الأيام الانتخابات الرئاسية.. بمَ تنصح المصريين فى التعامل مع هذا الاستحقاق المهم؟
أتوجه بكلامى للمصريين كافة على اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم، بالتأكيد على أهمية النزول للجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم، فمن لا يدرك قيمة هذه اللحظة لابد أن ينتبه لها جيداً، فالصوت الانتخابى واجب على كل مصرى ومصرية، خاصة أننا نتمتع بالحرية الكاملة فى عملية التصويت والاختيار، فلكل شخص الحرية فى اختيار من يريد، المهم المشاركة فى الانتخابات، ولا بد أن نصدِّر عن بلدنا صورة مشرفة للعالم كله، الذى يعتبر أيام الانتخابات أياماً فاصلة.
كعادة المركز الكاثوليكى دائماً صاحب دور ريادى فى المواقف الفاصلة التى يمر بها الوطن.. هل هناك خطة ينتهجها المركز للتعامل مع الانتخابات الرئاسية؟
بالطبع هناك خطة توعوية، نقول بها لكل فرد إن النزول للانتخابات عمل وطنى يجب عليك القيام به، واختيار من تريد، فنحن لا نجبر أحداً على اختيار شخص بعينه، فلا يمكن للكنيسة أو الفن اختيار شخص بعينه وفرضه على المصريين، فمن الممكن أن تجد شخصين داخل الأسرة الواحدة لكل منهما مرشحه الذى يختاره، وهذا أمر طبيعى ولا خلاف فى ذلك، فهناك حرية فى الاختيار، ولكن دورنا يتمثل فى توعية الناخب بأهمية النزول والتصويت فى هذا المحفل الديمقراطى المهم، والواجب الوطنى العظيم.
هناك من يحبط المصريين مدعياً أن أصواتهم غير مهمة والنتيجة معروفة مسبقاً.. ماذا تقول فى ذلك؟
هؤلاء الناس لا بد من عدم الالتفات إليهم أو الاهتمام بما يقولون، فهؤلاء أصحاب الأفكار السلبية الهدامة يضرون الوطن ولا يجب الاستماع اليهم، بل على كل مصرى شريف وحر أن يكون إيجابياً فى هذه المرحلة الحاسمة من عُمر الوطن والقيام بدوره بشكل إيجابى تجاه وطنه، والتصويت فى الانتخابات حق دستورى وواجب وطنى، وهى عملية تنافسية شريفة تنعكس بسعادة نفسية على صاحب الصوت الانتخابى حتى فى حالة عدم نجاح مرشحه، لشعوره بأنه قام بدوره تجاه وطنه بإيجابية.
من وجهة نظرك.. هل للفن والفنانين دور مؤثر تجاه الوطن؟
بكل تأكيد، فالفنان لا ينفصل أبداً عن مجتمعه، لذلك فالفنانون لهم دور كبير ومؤثر تجاه وطنهم، فالفنان شخص يعيش داخل المجتمع المصرى ويشعر بالآخر ويعلم جيداً فضل وطنه عليه، وهو حريص طوال الوقت على الوقوف بجانب وطنه الذى قدم له الشهرة والأضواء، ومن هنا فالفنان لا ينسى واجبه ودوره تجاه مصر، خاصة أن الفنان يعلم جيداً أنه صار شخصاً مؤثراً وسط جمهوره ومتابعيه الذين يعتبرونه قدوة، ومن هنا نجد الكثير من الفنانين المؤثرين الذين كان لهم دور مهم ومؤثر تجاه وطنهم.
على مدار السنوات السابقة مرت مصر بالعديد من المواقف والتحديات الوطنية.. حدثنا عن دور الفنانين فى دعم الوطن فى بعض هذه المناسبات.. وكيف يكون دورهم فى الانتخابات المقبلة؟
كان للفنانين دور كبير جداً قبل ثورة 30 يونيو، وكان الدور الأكبر فى تلك الفترة للفنانين والمثقفين، وكنا نتعاون معهم، سواء فى ميدان التحرير أو حين اعترضوا على حكم الإخوان، فلم يقف الفنانون موقف المتفرج، بل انتفضوا عن بكرة أبيهم، وتضامنوا مع مصر تضامناً كبيراً جداً، فحرَّكتهم وطنيتهم، بداية من الوقوف أمام وزارة الثقافة، وفى الأوبرا، وأيضاً أقاموا أكثر من حفلة فى مصر وخارجها يعلنون اعتراضهم عمَّا يحدث، وهناك الكثير من الفنانين الذين ضحوا بكل شىء يمتلكونه من أجل الوطن، وتوعية الناس بما يدور حولهم، وما يحاك للوطن، وهذا الأمر رأيته بعينى وأعرف منهم الكثير من الفنانين، وهم أيضاً كانوا من أوائل المشاركين فى الانتخابات سواء برلمانية أو رئاسية وأوضحوا للعالم كله دورهم الجميل والمؤثر. أما بالنسبة للانتخابات التى بدأت بالخارج هذه الأيام ونستعد لإجرائها بالداخل خلال أيام، فللفنانين دور كبير وعظيم فى إنجاحها، من خلال دعم الانتخابات والنزول إليها والإدلاء بأصواتهم بها، والتشجيع على ذلك، فعندما يرى المصريون الشخصيات العامة والمسئولين والفنانين يقومون بواجبهم الانتخابى سيقومون بذلك هم أيضاً.
على المستوى الفنى.. من وجهة نظرك.. هل ترى أن هناك تطوراً فى نوعية الأعمال الفنية فى الفترة الأخيرة؟
هناك تغيير كبير جداً فى الأعمال الدرامية والفنية، حتى إننا فى المركز الكاثوليكى كنا نختار الأعمال بناء على اختيارات خاصة، وفى آخر ثلاث سنوات قمنا باختيار أكثر من عمل درامى من فرط أهميتها، وهذا كان شيئاً نادراً، وقمنا بعمل ندوات خاصة تناقشها، وكرمنا كل صناعها، من مؤلفين ومخرجين وأبطال والمونتاج، والزيادة فى عدد الأعمال التى اخترناها كانت نابعة من كثرة الأعمال الجيدة التى تستحق التكريم والجوائز، فهناك بالفعل تطور ملموس فى الأعمال الفنية التى تُقدَّم.
انتشرت فى الفترة الأخيرة الأعمال الوطنية.. ما رأيك بها وهل نحن بحاجة دائمة إلى تقديمها؟
هذه الأعمال جيدة للغاية، وفنحن حالياً ودائماً فى حاجة إلى مثل تلك الأعمال التى توقظ الوطنية داخل نفوس الشباب، فهذه الأعمال مهمة جداً ونوع جيد من الدراما لم نكن معتادين عليه، خاصة أنها أظهرت حقائق كثيرة كانت غائبة عن المصريين، ومن هذه الأعمال التى لا يمكن نسيانها مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، ومسلسل «الكتيبة 101»، وفيلم «الممر»، وغيرها الكثير، ومن دون هذه الأعمال وغيرها لم نكن سنعرف كيف ضحى جنود الجيش والشرطة بأرواحهم من أجل البلد.