21-12-2023 | 13:42
دكتور صلاح سلام
قبل ثورة ١٩٥٢ كان مصطفى النحاس باشا وحسين سري باشا وعلي باشا ماهر كل منهم قد شكل الوزراة عدة مرات ولكن الصراع الذي كان يدور مابين علي باشا ماهر والنحاس باشا يستحق التسجيل..ويذكر أن فريد الأطرش غنى في فيلم آخر كدبة الذي شاركته فيه البطولة سامية جمال أغنية "ياعوازل فلفلوا" من كلمات أبو السعود الابياري.. وأن النحاس باشا منع اذاعتها في الإذاعة لان اللفظ لايتسق مع الذوق العام وأنها دعوة للمكايدة...وقيل أن السبب لم يكن كذلك فحسب وإنما أنه قد لوحظ كلما التقى غريمه علي ماهر باشا بالملك كانت الإذاعة تذيع الأغنية وهنا أصبحت نوع من المكايدة السياسية...وبرغم ذلك فقد نجح هذا الفيلم نجاحا كبيرا...ومن مفارقات التاريخ أن اغنية فايزة أحمد يامة القمر عالباب قد منعتها أيضا الإذاعة في إحدى الدول العربية بتوصية من اللجنة الدينية في البرلمان حيث اعتبروها خروجا عن الأخلاق.. إذ كيف تقول ..يامة ارد الباب ولا اناديله.. واسقيه ينوبنا ثواب ولا أرد الباب...ويامة القمر سهران مسكين بقاله زمان وعينه على بيتنا...ولم تكن هذه الدولة فقط ولكن أيضا في مصر تقدم شيخ البرلمانيين في ذاك الوقت النائب الأشهر سيد جلال بطلب للبرلمان لمنع نفس الأغنية وأغنية صباح "،من رمش عيونك ياه" واعتبرهما من الأغاني الخارجة عن التقاليد...أسوق هذه الأمثلة ليس للتندر أو لاجترار الذكريات ولكن لأقول أن تلك الأغاني على بساطتها ورقتها كانت تعتبر في ذلك الزمن الذي يسمى جميلا وأظنه كذلك حيث انهم حرصوا على ألا يختلط الحابل بالنابل ويشوب الفن بعض ما يسئ اليه حتى ولو على سبيل سوء الظن...إلى هذا الحد كان الحفاظ على الذوق العام والمحافظة على القيم تشغل المتخصصين وغيرهم كما كان يشغلهم الإقتصاد والتعليم والصحة وغيرهم...ماذا لو عاشوا معنا الآن وسمعوا ما نسمعه وما لانسمعه ...لكن ليس الزمان هو الزمان..وانا بس حبيت أحكي لحضراتكم واقول كان ياماكان