كانت احتفالات النجوم فى زمن الفن الجميل «الأبيض والأسود» تتميز بطابع ومذاق مختلف.
فالملفت حقا وعند قيامنا بجولة شاملة على الأرشيف الصحفى القديم  بالصحف والمجلات المختلفة وفى مقدمتها بالطبع مجلتنا العريقة «الكواكب» توقفنا عند مجموعة من الأشياء الجميلة أهمها وأبرزها حرص غالبية النجوم على قضاء سهراتهم فى هذه الليلة مع بعضهم البعض سواء بأماكن مغلقة أو أماكن عامة.
والأجمل من هذا تميز السهرات القديمة لهؤلاء الفنانين بالبساطة الشديدة وخفة الدم المتناهية وكذلك المقالب البسيطة البعيدة كل البعد عن التخويف والتجريح.
ناهيك عن حالة الحب والتناغم الشديد التى كانت تغلب على معظم الفنانين فى هذه السهرات ونستطيع التعرف عليها بسهولة عند مشاهدتنا للصور التى كانت تلتقط لهم أثناء تبادلهم أطراف الحديث بألفة شديدة.
 

سمعة وبودرة العفريت 
وقد قامت مجلتنا “الكواكب” فى أحد أعدادها القديمة التى صدرت فى أربعينيات القرن الماضى برصد واقعة طريفة حدثت مع الفنان الكوميدى إسماعيل ياسين وكان فى بداية مشواره الفنى أثناء عمله بفرقة بديعة مصابنى.
حيث أقامت بديعة مصابنى حفلًا  لأفراد فرقتها بمناسبة رأس السنة وطلبت من كل منهم تقديم مفاجأة طريفة فى هذه الليلة.
وفاجأ إسماعيل ياسين الجميع بإعلانه أن مفاجأته ستكون عبارة عن رقصات يقلد فيها راقصات الفرقة !!
فلاقت الفكرة إعجاب الجميع ، ولكنهم أثناء التقليد تعرض لكمية كبيرة من بودرة العفريت.
فريد الأطرش وطرطور مديحة يسرى
أشتهر الموسيقار الكبير فريد الأطرش بإقامته لحفل سنوى فى هذه الليلة بمنزله وكان يوجه الدعوة لأصدقائه المقربين من داخل الوسط من ممثلين ومخرجين ومؤلفين وصحفيين وغيرهم .
وفى هذه الليلة ليلة رأس السنة عام 1956 كانت نجمة الليلة الفنانة الكبيرة مديحة يسرى التى كانت تربطها علاقة صداقة قوية بفريد الأطرش. 
وفوجئ الجميع بفريد الأطرش يقدم لها “طرطورا” بعد أن قام بتشويقهم عن نوع الهدية الذى جهزها لها فتبادل الجميع الضحكات ولم تتردد مديحة يسرى فى ارتدائه على خلاف ماكان متوقعا حيث كانت مشهورة بجديتها.
قبعات ومزامير 
وقد ظهرت فنانتنا الكبيرة الراحلة مديحة يسرى فى حفل آخر أقيم أيضا فى ليلة رأس السنة أقامه 
 الموسيقار محمد فوزى وكان أثناء زواجهما وحضرت الحفل الفنانة هدى سلطان «شقيقة محمد فوزى» والفنانة كوكا وآخرون غيرهم وكانوا جميعا يرتدون القبعات الاحتفالية ويلعبون بالمزامير بشقاوة وخفة دم تماما مثل الأطفال.
وفى سهرة أخرى أقيمت أيضا ليلة رأس السنة فى عام مختلف شاهدنا الموسيقار محمد فوزى مع النجمة الاستعراضية نعيمة عاكف والفنان الكوميدى عبد السلام النابلسى وقد ظهروا جميعا فى صور أثناء الاحتفال بطريقة مبهجة وقد غلب على السهرة الجميلة الفرح والضحك حيث قامت نعيمة عاكف بتنفيذ مقلب بالاشتراك مع محمد فوزى فى  عبدالسلام النابلسى، وذلك بوضع شطة له فى القهوة بدلاً من السكر وكانا يعلمان أنه عدو لدود للشطة ولايطيقها وحينما صرخ عند تناول الرشفة الأولى دخلت نعيمة عاكف فى نوبة من الضحك الهيستيرى.
منزل فريد شوقى وهدى سلطان
بعد ارتباطها بالفنان الكبير الراحل فريد شوقى “ وحش الشاشة” اعتادت هدى سلطان على الاحتفال معه بليلة رأس السنة فى بيتهما مع مجموعة من الفنانين حيث كان البيت كما كانوا يطلقون عليه بداخل الوسط الفنى «قبلة لكل النجوم». 
وكان للزوجين أى فريد وهدى طريقة خاصة فى الاحتفال بليلة رأس السنة حيث كانا يقيمان شيئا أقرب للمسابقات ودائمًا الجائزة الملفوفة بطريقة فاخرة تكون لعبة أطفال أو زمارة أو لعبة أراجوز فتتعالى الضحكات فى أرجاء المنزل فى السهرة الجميلة .
مواقف ضاحكة وطريفة 
وفى سهرة جميلة أقيمت ليلة رأس السنة فى منتصف الخمسينيات التقت مجموعة من النجوم هم: أنور وجدى، وليلى فوزى، ومريم فخر الدين وزوجها فى هذا الوقت المخرج محمود ذوالفقار والفنانون الشباب عمر الحريرى والكوميديان سعيد أبوبكر والفنانة الشابة كريمان  كانت الضحكات تخرج من أفواه الجميع حيث راحوا يتبادلون النكات والإيفيهات، وكل منهم يتحدث عن مواقف طريفة مر بها سواء أثناء عمله الفنى أوخارجه أوفى مرحلة شبابه وطفولته.  
وقدمت مريم فخر الدين، رقصة «هولاهوب»  فى تلك السهرة .
الطفلة وموسيقار الاجيال
وفى حوار نادر لها تحدثت سيدة الشاشة العربية الفنانة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة عن أول مرة احتفلت فيها بعيد رأس السنة وذلك عندما كانت تشارك موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى فيلم “رصاصة فى القلب”، وكانت فى سن الطفولة .
حيث كانت كما قالت فى قمة سعادتها وضحكت من أعماق قلبها.
 مفاجآت عمر الشريف
وعلى الرغم من أن الفنان العالمى عمر الشريف كان يقضى أغلب احتفالات رأس السنة فى دول كثيرة  ومختلفة، إلا أنه يتذكر دائماً ذلك الاحتفال الذى قضاه فى بداية مشواره الفنى فى أحد الملاهى الليلية مع بعض أصدقائه.
فكان الاحتفال كما قال من أجمل الحفلات التى حضرها فكان على حد وصفه حفلا جميلا مليئا بالمفاجآت ،ولكن تعرض لحادثة مع بعض الحضور أدت إلى أن يستكملوا السهرة بداخل القسم، والغريب أن الضحك لم يتوقف بسبب ماحدث من تطورات فى الحفل .
 ذكريات ومقالب شادية 
وفى حديث نادر لها أيضا تحدثت الفنانة الكبيرة الراحلة شادية عن ليلة رأس السنة لم تنساها على الإطلاق، حيث كانت فى أسوان لتواصل تصوير مشاهد أحد أفلامها .
وأعتقدت أنها ستقضى ليلة رأس سنة مختلفة إلا أنها فوجئت بأنه لايوجد أحد من العاملين بالفيلم فكر على الإطلاق فى الاحتفال بالسنة الجديدة، فشعرت بضيق وغضب من عدم الاحتفال بالسنة الجديدة كما اعتادت كل عام.
 فقررت العودة للقاهرة بشكل سريع لتحتفل مع أسرتها وزملائها فى القاهرة ولم تخبر  زملاءها أو العاملين بالفيلم عن سفرها.
 فراحوا يبحثون عنها فى كل مكان بأسوان، حتى أنهم اتصلوا بمنتج الفيلم فى القاهرة ليخبروه باختفائها، ومن جانبه خاف المنتج أن يسأل أحد من أسرتها حتى لا يشعروا بالقلق عليها دون أن يعرف أنها معهم فى القاهرة.
وكانت ليلة كما تقول من أجمل ليالى رأس السنة التى قضتها حيث تميزت بالضحك والمقالب والمواقف الطريفة التى ظلت عالقة بذاكرتها .
بدلة حسن فايق الجديدة
من بين المواقف الطريفة التى تعرض لها الفنان الكوميدى الكبير حسن فايق صاحب الضحكة المميزة وحكاها بنفسه حيث كان يسير فى ليلة رأس السنة عام 1941 متجهاً لعمله فى فرقة الريحانى.
 وكانت الشوارع مليئة بالجنود الإنجليز الذين كانوا جميعاً فى حالة سكر شديد وكان حسن فايق يرتدى بذلة جديدة احتفالا بليلة رأس السنة.
وفوجئ بالتفاف الجنود حوله وأخذوا يرقصون ويغنون وهم يحملون زجاجات الخمر.
وبصعوبة أفلت منهم وتوجه لعمله بمسرح الريحانى.