تناولت السينما فى هوليوود علاقة الأب بابنه فى العديد من الأعمال السينمائية والتى قد تكون سوية أحياناً، ومضطربة فى أحيان أخرى، حيث بُنيت أفلام عدة على قصص سيرة ذاتية واقعية عن تضحيات الآباء من أجل توفير حياة سعيدة لعائلاتهم، كما ناقشت أعمال أخرى هذه العلاقة من زوايا مختلفة بعض الشىء من خلال طرح العلاقات الأسرية المتوترة.
نرصد لكم خلال السطور التالية أبرز الأفلام التى تناولت شخصية الأب باحترافية، ورسمت ببراعة علاقته بأبنائه بشكل صادق ومؤثر.
 

The Pursuit Of Happynes
يتناول الفيلم التراجيدى المأخوذ عن قصة حقيقية كفاح رجل الأعمال «كريس جاردنر» نحو تحقيق أهدافه، وتتمحور الأحداث بشكل أساسى حول علاقة الأب بابنه، وكيف يهتم الآباء بعلاقتهم مع أبنائهم، رغم انشغالهم فى الكثير من الأحيان بغايات الحياة العملية.
تدور أحداث الفيلم فى إطار درامى ممتع، حول الوالد الذى يسعى لضمان حياة سعيدة لأسرته الصغيرة، وبعد أن تهجره زوجته بسبب الفقر يقرر أن يتعلم مهنة جديدة ليحصل منها على المال الكافى ليسعد به نجله الصغير، ويعيش رحلة من المعاناة؛ لكن علاقته الجيدة مع ابنه كانت الدافع الأساسى له دوماً لتخطى تلك العقبات ويحصل على وظيفة جيدة بالبورصة.
عرض الفيلم عام 2006، وترشح لعدد من جوائز الأوسكار وفاز بجائزة «إم تى فى للأفلام»، وهو من بطولة ويل سميث وجادين سميث ودان كاستيلانيتا وثانديوى نيوتن؛ ومن إخراج غابرييل موكينو.
The Descendents
يعبر هذا العمل عن منحنى آخر لطبيعة علاقة الوالدين بالأبناء، والتى تكون متوترة، وغير مستقرة أحياناً، كما بيَّنت أحداث الفيلم الدرامى الاجتماعى، دور الوالد فى تغيير هذه العلاقة المضطربة، وسعيه من أجل إعادة العلاقات الأسرية بينه وبين ابنتيه.
يؤدى مات «جورج كلوني» وهو محامٍ ثرى، دور الوالد الذى يحاول ضبط علاقته بابنتيه بعد دخول زوجته «إليزابيث» فى غيبوبة نتيجة حادث مؤلم، وترقد بين الحياة والموت.
تصل الأحداث إلى ذروتها الدرامية عندما يكتشف إدمان ابنته الكبرى، وعدم مبالاة ابنته الصغرى تجاه علاقاتها بأسرتها وجحودها تجاهه، لكن الأب لا يفقد أمله فى لمِّ شمل أسرته واستعادة علاقته مع ابنتيه، ويظل يبحث عن فرص جيدة لحل تلك الظروف السيئة، ووضع أسرته على المنحنى الطبيعى فى المجتمع.
فيلم الدراما الأميركى حصد جائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس لعام 2012، وهو من إنتاج عام 2011، ومن بطولة كل من جورج كلونى، ومات كوربوى، وجودى جرير، وباتريشيا هاستي؛ ومن إخراج ألكسندر باين.

Mamma Mia! Here We Go Again
يحمل هذا الفيلم فى طياته الكثير من المعانى والقيم حول تضحيات الوالدين من أجل العائلة، ويُعدُّ بمثابة الجزء الثانى للفيلم الأول الذى صَدر عام 2008 تحت عنوان «Mamma Mia»، وتدور قصته حول العودة إلى الماضى وكشف كيف بدأت القصص العاطفية فى حياة بطلة العمل «دونا شريدان»، وكيفية تأثير العلاقات المزيفة فى الماضى على الوقت الحاضر.
يروى الفيلم قصة «دونا» التى قامت بالمستحيل للوصول إلى جزيرة كالوكايرى من أجل الاجتماع بابنتها «صوفى»، لكنها وجدت مفاجآت عدة فى انتظارها.
هذا الفيلم الموسيقى الرومانسى من بطولة ميريل ستريب، وكولين فيرث، وبيرس بروسنا، وأماندا سيفريد، وستيلان سكارسجارد، ودومينيك كوبر؛ ومن ﺇﺧﺮاﺝ أول باركر.

I Am Sam
تدور أحداث الفيلم حول أب يعانى إعاقة ذهنية، ولديه ابنة صغيرة، وهو مثل الأب والأم لهذه الطفلة بعدما تخلت عنها والدتها.
تظهر روعة قصة الفيلم حينما يبدأ المخرج فى رصد معاناة سام، الذى يقدم دور الأب المعاق، فى تربية ابنته، بسبب ظروفه الصعبة، إلا أن ابنته تزيد تلك المعاناة شدة مع بلوغها سن السابعة أيضاً، حين يصدر قرار من المحكمة فى بلاده بإبعادها عنه للخوف من تأثيره عليها، ويضطر إلى اللجوء إلى إحدى المحاميات لتترافع عنه، مؤكداً أن ابنته لا تحتاج أكثر من الحب والرعاية، وأن هذه هى الأشياء المهمة بالنسبة لها، لكنه يفشل فى ذلك.
ويظهر خلال أحداث العمل الغريزة الفطرية لدى الوالدين، حتى لو ترك أحد الطرفين الأسرة، والتى تدفعهما لحماية وتقديم أفضل ما يملكان من أجل أبنائهما حتى وإن كان هؤلاء الآباء من ذوى الاحتياجات الخاصة.
الفيلم من بطولة شون بن وميشيل فايفر وداكوتا فانينج ومن إخراج جيسى نيلسون.
Lady Bird
‏تبرز أحداث الفيلم فى إطار كوميدى، معاناة الوالدين خلال مرحلة مراهقة أبنائهما، ويبين دور الأم فى تلك الفترة الصعبة، إذ يروى الفيلم قصة بلوغ طالبة فى الثانوية وعلاقتها المضطربة مع والدتها، من خلال رفض الابنة تأدية الواجبات الموكلة إليها، وأمها التى تحاول كبح جماح ابنتها أحياناً بالحب، وفى بعض الأحيان بالضغط والإجبار.
الفيلم من بطولة سيرشا رونان، ولورى ميتكاف، ولوكاس هيدجز، وتيموثى شالامى وتريسى ليتس؛ ومن إخراج جريتا جيروج.
Taken
استطاع النجم ليام نيسون أن يقدم لنا من خلال دور «بريان ميلز» دور الأب الذى يخاف على ابنته، ومستعد لفعل المستحيل من أجل إنقاذها، حيث تدور أحداث هذا العمل حول مكالمة هاتفية تفجر الأحداث بعد أن يتتبعها العميل السرى ميلز ليصل لمجموعة من المجرمين الذين اختطفوا ابنته صاحبة الـ17 عاماً، ويعتمد على خبراته فى الحياة لاستعادة ابنته.
Interstellar
قدم لنا المخرج كريستوفر نولان شخصية الأب بشكل غير متوقع تماماً خلال هذا العمل الذى ينتمى لنوعية الخيال العلمى، حيث يعتمد على فكر حب غير اعتيادى من أب لابنته، وقام بدور الأب ماثيو ماكنوهى «كوبر»، وقامت بدور الابنة النجمة جيسيكا شاستاين «ميرفي»، حيث إن الحب فى هذا الفيلم يتعدى فكرة الزمان والمكان بل والفضاء الكونى ذاته.
ويضم العمل مشاعر إنسانية فيّاضة يضخها نولان عبر أداء ماكنوهى فى دور الأب الذى يحاول التواصل مع ابنته، بينما يبدو العالم غير العالم والفجوة الزمنية والمكانية بينهما مبهمة.

Boyhood
من إخراج ريتشارد لينكلاتر، ويظهر فيه النجم إيثان هوك بدور الأب الذى يحلم به أى مراهق، وهو ذلك الأب الذى يحكى قصصاً مضحكة ودروساً عن فن الحياة، ويشارك أبناءه سماع موسيقى البيتلز، ويتفوق هوك فى هذا العمل على نفسه ويعبر عن شخصية الأب الحلم، الذى لا تملك إلا أن تخرج من قاعة السينما وأنت تبحث عنه حولك.

Birdman
من بطولة مايكل كيتون الذى قدم شخصية ريجان تومسون، وتدور أحداثه حول ممثل مسرحى يقترب من سن الشيخوخة ويعانى من مشاكل نفسية عديدة على صعيد العمل والحياة الشخصية، وبرغم عشقه لفنه وللمسرح ومعاناته مع الإبداع، ولكن تظل علاقته بابنته هى أهم إنجازات حياته.
والفيلم للمخرج أليخاندرو جونزاليس إيناريتو، ولا يخلو من مشاعر الأبوة رغم أنه يبدو للوهلة الأولى عن حياة الفنان، حيث إن تلك اللحظات الفريدة من التواصل والحديث مع ابنته هى الاكتشاف المبهر الذى وصل إليه مع تقدمه فى العمر، والذى كان قد نسيه فى ظل انغماسه فى مطاردة حلمه نحو الشهرة والنجاح الوهمى.

Road to Perdition
قدم النجم توم هانكس دور مايك سوليفان، فى الفيلم الذى أخرجه المبدع سام مينديز.
تدور أحداث الفيلم حول مايك الذى يجد نفسه فى ورطة كبيرة مع مديره فى العمل الإجرامى جون رونى، الذى يقوم بدوره النجم بول نيومان، حيث يشاهد الابن جريمة تورط فيه ابن رونى، لنجد صراعاً أبوياً بين والدين يحاول كل منهما حماية ابنه، فى تيمة تسيطر على كل الفيلم طوال الأحداث.
The Godfather
أحد أشهر الأفلام فى هوليوود، وهو الأب الروحى لكل الأباء فى أى عمل سينمائى والذى قام بدوره مارلون براندو، وهى شخصية «فيتو كورليونى»، حيث قدم لنا العمل مزجاً بين الأبوة والدفء والجريمة فى نفس الوقت، فهو تقديس الأسرة كفكرة ووضع الأب فيها كمركز وضمان أبدى لنجاحها واستمرارها كمؤسسة مستمرة لا تنضب.
فجلسة الأب وسيطرة الأب وحِدة نظراته ووضوح مخارج ألفاظه ضمنت لمارلون براندو جائزة «أوسكار»، كما أنها ترسخت فى ذاكرة السينما كمثال لا يمكن أن يتفوق عليه أحد فى رسم صورة الأب فى أى عمل فنى آخر، كما أن عبقرية صناعة الفيلم للمخرج فرانسيس فورد كوبولا جعلته فى معظم الاستفتاءات العالمية أفضل فيلم فى تاريخ السينما الأمريكية.