الأحد 24 نوفمبر 2024

نور محمود: لكل منا عيوبه التى كشفتها «النقــطــة العمــيــا»

نور محمود

27-1-2024 | 15:14

أميمة أحمد

ممثل موهوب، ذو كاريزما خاصة، قدم العشرات من الأدوار المهمة والناجحة بين السينما والتليفزيون، التى أثبت تفوقه فيها كلها، والآن يقف على خشبة المسرح للمرة الأولى، لكنها لا تبدو كذلك، بل تشعر معه بأنه ممثل مسرحى متمرس من الدرجة الأولى، يستطيع التواصل مع الجمهور بشكل مباشر وسلسل، ويملك احترافية عالية، تؤهله لنجومية أكبر، خاصة أنه يستطيع تقديم ألوان مختلفة من الأدوار والشخصيات. إنه الفنان المتألق نور محمود الذى يقدم حالياً مسرحية «النقطة العميا»، ليرفع المسرح لافتة «كامل العدد»، بما يعيد الجمهور إلى المسرح فى عمل مسرحى محترم ذى هدف ورسالة.

فى هذا الحوار التقت «الكواكب» نور لتتعرف منه عن سبب تحمسه لهذا العمل، وكيف كانت تجربته الأولى بالمسرح، وكيف يستفيد الممثل من المسرح، والرسالة الموجهة للمتلقى من خلال مسرحية «النقطة العميا». ودار الحديث معه أيضاً حول أعماله المستقبلية، ومشاركاته الرمضانية، ومعياره فى اختيار أعماله، وعلى أى أساس يقبل الظهور بعمل فنى كضيف شرف.. وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى.

 

بداية.. «النقطة العميا» هو أول عرض مسرحى لك.. ما الذى حمسك له؟

منذ سنوات وأنا أتمنى أن أقدم عملاً مسرحياً؛ لأننى أعرف تماماً أهمية المسرح بالنسبة لأى ممثل، فالعمل بالمسرح مختلف تماماً عن أى شىء، فهو ينمى قدرات الممثل ويصقلها، وأنا الحمدلله أصبح لى رصيد فى الأعمال الدرامية، فأردت أن يكون لى أيضاً مشاركة فى المسرح، ومن هنا كانت البداية، فذهب يوماً لصديقى المخرج الأستاذ أحمد فؤاد، بعد أن حضرت له مسرحية «ديجافو»، ثم مسرحية «خطة كيوبيد»، وأخبرته بأنى أريد تقديم عمل مسرحى، وبالفعل بعدها أرسل لى نص مسرحية «النقطة العميا»، التى أُعجبت بها جداً، وبدأنا بالفعل البروفات منذ شهر يوليو الماضى، وكان أول عرض لها فى ديسمبر الماضى، والحمدلله إلى الآن تحقق نجاحاً كبيراً.

كيف كان شعورك بوقوفك على المسرح أمام الجمهور خاصة أنها التجربة المسرحية الأولى لك؟

المسرح مرعب جداً، وعلى قدر استمتاعى بالتجربة إلا أنى أشعر بالخوف الشديد من تلك التجربة، خصوصاً انى أقف مباشرة أمام الجمهور، ولا مجال للخطأ، ففى الأعمال الدرامية إذا حدثت غلطة فى مشهد من الممكن أن نعيده أكثر من مرة أو نغير الزاوية والكلام، ولكن على المسرح لا توجد احتمالات لوجود أى خطأ، إلى جانب أنه العرض الأول لى والتقائى بالجمهور لم يكن سهلاً.

كيف كان إحساسك فى الليلة الأولى وما قبلها؟

أنا بشكل عام قبل أول يوم تصوير تنتابنى حالة من القلق والتوتر، أياً كان العمل، سواء للسينما أو التليفزيون.. فلا أستطيع النوم مطلقاً.. أما بالنسبة لمسرحية «النقطة العميا»، وما يشكله وقوفى أمام الجمهر بشكل مباشر من قلق، فقد كان توترى مضاعفاً، ولم أستطع التحدث مع أى شخص، وكنت أشعر بخوف شديد، ولكن الحمدلله مرت أول ليلة وأول عرض بسلام.

جمعت المسرحية بين الضحك والدراما فى ذات الوقت.. ما الرسالة والهدف الرئيسى الذى أردتم توصيله للجمهور من خلال العرض؟

قصة المسرحية تدور حول «محاسبة النفس»، فالمسرحية تدور حول النقاط العمياء فى النفس البشرية، فلكل إنسان عيوبه التى لا يلتفت إليها، بل يتجاهلها دائماً، ولا يحاسب نفسه عليها، بل إن هناك من يرى نفسه ناجحاً فى عمله، ويفتخر بذلك ولكنه لا يرى أنه غشاش ومنافق مثلاً، ومنهم من يخون زوجته ولا يبالى بذلك، إنما دائماً نجده لا يذكر إلا محاسنه وأنه يفعل كل ما عليه، ويكفى أسرته ولا يحرمهم من شىء.. فهناك مسميات كثيرة يجب أن تُسمى بالشكل الصحيح، فالكذب كذب، والخيانة خيانة، وهكذا.. ولا يمكن أن ننكر ذلك وراء مسميات أخرى.

قدمت فى المسرحية شخصية «آدم السمرى».. هل لاسم «آدم» دلالة على كافة البشر.. أم جاء بمحض الصدفة؟

فى الحقيقة كان لكل اسم فى العرض دلالة خاصة، فـ«آدم» للإنسان عموماً، والأصدقاء الثلاثة، (عادل وحكيم وكمال) لكل اسم منهم دلالته التى تدل على شخصيته.. كمال يريد أن يصل إلى الكمال فى الحياة، أما عادل فهو يريد تطبيق العدل مهما كلفه ذلك، وحكيم رجل عاقل يحسن قراراته ويأخذها بتأنٍ وتروٍ.

هل ترى أن «النقطة العميا» حققت هدفك وشغفك بوقوفك على المسرح.. أم أن العمل بالمسرح يستهويك ومستعد لتكرار التجربة؟

منذ الصغر وأنا مرتبط بالمسرح جداً، وبالفعل أول شهادة أحصل عليها من المسرح كنت فى الصف الثالث الابتدائى عن العروض المسرحية التى كانت تقدم فى المدرسة، فأنا فعلاً عاشق ومحب للمسرح جداً.. والسبب فى ذلك يرجع إلى والدى رحمة الله عليه، فكنا نخرج معاً دائماً ونذهب إلى المسرح، وبعد مرور الزمن أصبح المسرح بالنسبة لى شغفاً، وما زاد تعلقى به وتصميمى على العمل به، لقاء جمعنى بالفنان الراحل خالد صالح بالصدفة، ولم أكن أعمل بالتمثيل وقتها، ولكنه قدم لى الكثير من النصائح والتى كان منها وأهمها أننى حتى لو أصبحت «نجم النجوم» فى مصر والعالم، دون تقديم عمل مسرحى، سيظل ينقصنى شىء مهم، وظلت نصيحته فى ذهبى إلى الآن، خاصة أننى على يقين بأهمية المسرح للممثل ومقابلته للجمهور فى صقل موهبته.

بعد عرض المسرحية بفترة ما زال المسرح ممتلئاً بالجمهور ومتأثر جداً بالعرض.. ما أبرز ردود الفعل التى أحببتها منهم بعد العرض؟

الحمدلله، هناك الكثير من ردود الفعل المميزة جداً من الجمهور، والمسرح دائماً يكون ممتلئ العدد، وأرى الجمهور نفسه سعيداً بالعرض، ولكن أكثر ردود الفعل التى أحببتها، أن كثيراً من الجمهور يقول لى: «إننا لم نشعر أبداً بأن هذا العرض هو أول عرض مسرحى لك، بل من المؤكد أنك قدمت الكثير قبله».

ننتقل إلى التليفزيون وحكاية «روحى فيك» التى قدمتها مؤخراً من خلال شخصية «ثابت» محرك الأحداث.. كيف كانت التحضيرات لهذه الشخصية الصعبة؟

ساعدنى فى التحضير لشخصية «ثابت» أن الورق كان مكتوباً بشكل جيد جداً، والمؤلف أحمد عثمان كتبه بشكل احترافى..كما أن المخرج الأستاذ محمد لطفى وهو مخرج أردنى قدم عملاً جيداً جداً أيضاً، ولكن الفكرة كلها أننى حضرت له من خلال الورق مع الأستاذ أحمد عثمان، و«ثابت» هو طبيب نفسى، فبدأت أذاكر شخصية الأطباء النفسيين، حتى لغة جسدهم، وكيفية حديثهم، فدخلت إلى شخصيته جداً وتعمقت فيها، والحمدلله على هذه النتيجة.

ما بين «ثابت» فى حكاية «روحى فيك» و«آدم السمرى» فى «النقطة العميا» تم التركيز على الجانب النفسى للإنسان كثيراً.. ما رأيك فى ذلك؟

«ثابت» كان دكتور نفسى ويتعامل على هذا الأساس، فهو يعالج شخصاً أمامه مريضاً نفسياً، أما مسرحية «النقطة العميا»، فتتم فيها محاكمة الضمير.

يعرض لك الآن مسلسل «وبينا ميعاد ٢» ولكنك تشارك كضيف شرف.. هل يرجع ذلك بسبب النجاح الذى حققه المسلسل فى جزئه الأول.. أم مجاملة لأصدقائك؟

مسلسل «وبينا ميعاد» ناجح جداً، فهو من تأليف وإخراج الأستاذ هانى كمال، ونجاح الجزء الأول هو سبب تحمسى للمشاركة بالجزء الثانى، الذى أرى أنه سيكون أكثر نجاحاً من الأول؛ لأن الوق مكتوب بشكل رائع جداً، ولكن النقطة الأهم بالنسبة لى أن هناك مشاهد تجمعنى مع الأستاذ صبرى فواز، وهذا شرف كبير لى بالعمل معه.

فى البداية تم حصرك فى قالب معين ثم تحوّل كل ذلك بعد مسلسلَي «طير بينا يا قلبى» و«وعود سخية» لتتغير نظرة الجمهور تماماً.. هل أسعدك ذلك؟

الحمدلله وكله بتوفيق من الله، بالفعل تم حصرى فى بداياتى فى هذه الأدوار، ولم أكن سعيداً بلقب «العوض»، على الرغم من أن كثيراً ممن حولى كانوا يرون أنه أمر جيد بالنسبة لى، لكنى لم أحب ذلك، وكنت متوتراً بسببه، ولذلك بحثت كثيراً عن أعمال مختلفة، والحمدلله قدمت ذلك، وأثبت أننى أستطيع أن أقدم كل ألوان الدراما والشخصيات المختلفة.

خطواتك الفنية دائماً للأمام.. ونجاحاتك فى الفترة الأخيرة متعددة.. فهل يضعك ذلك أمام مسئولية خاصة فى اختيار أعمالك القادمة؟

بكل تأكيد، ولكنى اعتمد دائماً فى اختيارى على السيناريو المكتوب بشكل جيد، لا يهمنى تماماً حجم الدور أو أى شىء آخر سوى الورق ودورى ومدى تأثيره، فمن الممكن أن أقدم عملاً ويكون دورى به كبيراً جداً ولكنه لا يكون بشكل مؤثر، ومن الممكن أيضاً أن يكون الدور عبارة عن مشهد واحد ولكنه مؤثر بشكل كبير، وهذا هو معيارى الثابت دائماً.

هل سنراك على شاشة رمضان ضمن ماراثون الدراما المقبل؟

بالفعل تعاقدت على مسلسل «محارب» من بطولة حسن الرداد ومن إخراج الأستاذة شيرين عادل، ومن تأليف محمد السيد بشير، كما أستعد لبدء تصوير مسلسل «مسار إجبارى» من بطولة أحمد داش وعصام عمر.

هل من الممكن أن تطلعنا على ملامح الشخصيتين اللتين ستقدمهما بالمسلسلين؟

لا أستطيع أن أفصح عن الكثير، ولكنى أقدم شخصية ضابط شرطة فى «محارب»، ودكتور جامعى فى «مسار إجبارى».