تحمل هذه الدورة اسم المخرج الكبير خيري بشارة، أحد مؤسسي تيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية، وذلك لما قدمه من أفلام سينمائية روائية وتسجيلية مميزة تحمل أسلوبه الخاص في تقديم هموم وأحلام الإنسان المصري البسيط، وشكلت أعماله إضافة كبيرة وجزءا مهم من تاريخ السينما المصرية، وسيتم إصدار كتاب عنه يكتبه الناقد السينمائي عصام زكريا، كما سيتم إهداء الدورة لاسم المخرجة السنغالية الراحلة صافي فاي، وهي أول امرأه مخرجة أفريقية قدمت أفلاما طويلة في دول جنوب الصحراء واهتمت بالمرأة الافريقية والفلاحين البسطاء في السنغال في إطار سينمائي حمل جودة وتميزا كبيرين، وقد كرمها مهرجان الأقصر سابقاً، وسيصدر كتاب عنها يعده الكاتب السنغالي نجيب سانيا، كما سيتم تكريم المنتج والموزع المصري جابي خوري لإنجازاته الكبيرة والمؤثرة في صناعة السينما المصرية على مدى تاريخ طويل، والمخرج التونسي الكبير محمود بن محمود صاحب الأعمال الكثيرة للسينما التونسية بشكل خاص، والسينما الإفريقية بشكل عام، وتناولت قضايا مهمة في وطنه.
كما أعلنت ڈ، مؤسس ومدير المهرجان، أن المهرجان استقر على اختيار دولة مالي كسينما ضيف شرف هذه الدورة نظرا لتاريخها السينمائي الكبير حيث قدمت لإفريقيا والعالم سينمائيين كبار مثل سليمان سيسيه وشيخ عمر سيسوكو، وكذلك لوجود أجيال سينمائية شابة واعدة حيث تعد السينما في مالي أحد أهم روافد السينما الإفريقية، وأشارت إلى أن الدورة المقبلة من المهرجان ستشهد مشاركة سينمائيين من 33 دولة، وسيتم خلالها تكريم عدد من النجوم وصناع الفن السابع ممن لهم تاريخ طويل في صناعة السينما في مصر ودول القارة الأفريقية، وعلى الجانب الآخر شدد محمد عبد القادر خيري نائب محافظ الأقصر، على أهمية مهرجان السينما الأفريقية على خريطة الفعاليات الدولية التي تقام على أرض الأقصر، مشيرا إلى أن المهرجان ساهم في مد جسور من الثقافة والتفاهم للربط بين شعوب القارة الإفريقية، مؤكدا أن صناعة السينما، تمثل إحدى الأدوات المهمة والفاعلة لقوة مصر الناعمة، وتسهم بشكل كبير في الدعاية لمصر.
المهرجان الذي يرأسه شرفياً الفنان المصري محمود حميدة -لإيمانه المتجدد بأهمية المهرجان والدور السينمائي الكبير الذي يلعبه داخل القارة الأفريقية- اختار 44 فيلمًا للمشاركة في مسابقات المهرجان الرسمية الأربعة، بواقع 12 فيلمًا في مسابقة الأفلام الطويلة (روائي، تسجيلي)، و14 فيلمًا في مسابقة الفيلم القصير (روائي، تسجيلي، تحريك)، و6 أفلام في مسابقة الدياسبورا “الشتات”، و12 فيلما في مسابقة أفلام الطلبة، بالإضافة إلى بانوراما السينما المصرية الطويلة والقسم الرسمي خارج المسابقة، وضمت لجنة اختيار الأفلام كلا من المونتيرة والناقدة صفاء الليثي، والناقد أسامة عبد الفتاح، والدكتور أشرف راجح أستاذ السيناريو بالمعهد العالي للسينما، والناقدة هالة الماوي، والسيناريست سيد فؤاد،
وعلى الجانب الآخر قام الفنان التشكيلي الكبير محمد عبلة بتصميم البوستر الرسمي للدورة الجديدة، وصرح بأنه حاول من خلال تصميمه تجسيد روح أفريقيا المملوءة بالطاقة والحيوية، من خلال رسم شابة أفريقية راقصة تنطلق إلى الأمام مفعمة بالحيوية والألوان الساخنة القوية، إعلانا عن بداية وانطلاقة جديدة لأفريقيا الشابة التي عانت كثيرا من التجاهل والاستغلال.
وأعرب السيناريست سيد فؤاد الجناري، مؤسس ورئيس المهرجان، عن سعادته بالتعاون مع الفنان العالمي محمد عبلة للمرة الثالثة في عمر المهرجان، حيث صمم عبلة من قبل أفيشي الدورتين السابعة والثامنة، موضحا أنه في أفيش هذه الدورة يرسم لوحة فنية جميلة تتميز بالتعبير البسيط والعميق عن روح القارة الأفريقية من حيث اللون والحركة والتكوين، ومعتبرا أن بوسترات محمد عبلة للأقصر الأفريقي الأكثر تميزا في رحلة المهرجان منذ دورته الأولى وحتی دورته الثالثة عشرة، خصوصاً وأنه قد صمم أيقونة المهرجان التي تتجسد في الجوائز والدروع.
ويتوافق بوستر الدورة الثالثة عشرة للمهرجان مع الشعار الذي تم اختياره للدورة وهو “أفريقيا كل الألوان”، وتقول عنه المخرجة عزة الحسيني مؤسس ومدير المهرجان، إنه يعبر عن قارة أفريقيا التي تعد أكبر القارات من حيث التنوع الثقافي والعرقي واللغوي. مؤكدة أن الشعار سيمتد إلى جميع فعاليات المهرجان الذي يحتوي ويضم كل الأفارقة من كل العالم، لتصبح الأقصر عاصمة للسينما الأفريقية ومقصداً لجميع السينمائيين الأفارقة من داخل وخارج القارة، تعبر عن أحلامهم وفنونهم وهمومهم وقضاياهم.
وكانت ادارة المهرجان قد طرحت استمارة للمشاركة في النسخة الثالثة من مبادرة “فاكتوري” الخاصة بمشاريع الأفلام الوثائقية في مرحلة الإنتاج الآن، وخصّص المهرجان النسخة الحالية من مبادرة «فاكتوري» لصناع الأفلام المصريين، وسيجري دعم الأفلام الوثائقية الطويلة الحد الأدنى 60 دقيقة، بجوائز مالية ولوجستية تقدمها جهات إنتاج وقنوات تليفزيونية شريكة، وستختار لجنة تحكيم باختيار المشاريع الفائزة، على أن تُقام ورشة تدريبية مكثفة للفائزين للمساعدة في كيفية الوصول إلى مرحلة التنفيذ النهائية لتلك المشاريع.
وجرى فتح باب التقديم لكل من المخرجين والمنتجين المقيمين في مصر، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة، يمكن لكل منهم التقدم بمشروع فيلم واحد فقط، وهذه هي السنة الثالثة لمبادرة «فاكتوري» التي أسستها وترأسها المخرجة عزة الحسيني، بهدف دعم صانعات الأفلام من إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في إنتاج أفلامهن الطويلة وتقديمها إلى سوق السينما، وجرى خلال السنة الأولى تطوير 10 مشاريع أفلام تسجيلية طويلة من أفريقيا والشرق الأوسط بإدارة عدد من الخبراء من أفريقيا وأوروبا وأمريكا، وفي السنة الثانية تقرر التركيز على صناع الأفلام القصيرة في مراحل التطوير النهائي إدراكا لأهمية هذه المرحلة للأفلام القصيرة، وشملت المرحلة أيضا متابعة التطوير النهائي لعشر مشاريع أفلام مصرية قصيرة، وتأتي المبادرة كجزء من قسم صناعة السينما التابع للمهرجان الذي يرأسه وأسّسه السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان، إيمانا بأهمية الأفلام الوثائقية وضرورة أن تحظى بمزيد من الاهتمام والتركيز في صناعة السينما.
ورش اكتشاف المواهب
كما فتحت الباب هذا العام لبرنامج تنمية المجتمع المحلي لمدينة الأقصر والذي يقدم مجموعة من الورش المتنوعة والمختلقة بهدف اكتشاف ودعم الموهوبين في الفترة من 10 ل 14 فبراير 2024، وتأتي ورش البرنامج لهذا العام استكمالاً للورش السابقة وتضم ورش صناعة الفيلم التسجيلي بدون ميزانية (تصوير بالموبايل إخراج – كتابة)، وورشة رائدات ورواد الأعمال للصناعات الابداعية بمدينة الأقصر، وورشة تفاعلية مع الفنان التشكيلي محمد عبلة، وورشة الرسم والكرتون للاطفال ،وورشة الاعلان الابداعي و كتابة المحتوي، وورشة تصنيع الاكسسوارات، واخيرا ورشة التمثيل.
يذكر أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تقيمه وتنظمه منذ عام 2011 مؤسسة شباب الفنانين المستقلين ويقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وبالشراكة مع وزارات السياحة والآثار والشباب والرياضة والخارجية وبالتعاون مع محافظة الأقصر ونقابة المهن السينمائية ورعاة آخرين.