عشق القراءة والكتابة، فكانتا بوابة دخوله لعالم طالما أحبه، بدأ حياته العملية صحفياً بمجلة «صباح الخير»، ثم كانت خطوة أخرى جديدة أصبح بعدها واحداً من أبناء «ماسبيرو» العظيم، الذى قدم به عدداً من البرامج الهادفة والمتنوعة.
إنه الإعلامى عاطف كامل، الذى حلّ ضيفاً هذا الأسبوع على صفحات مجلتنا فكان هذا الحوار..
كانت بدايتك الإعلامية من الصحافة.. كيف جاءت خطوة العمل بالتليفزيون المصرى؟
طوال مراحل عمرى كنت عاشقاً للقراءة والاطلاع، ومن ثم أصبح لديّ الشغف بالكتابة حتى تخرجت، بعد تخرجى ذهبت لمقابلة الأستاذ الكبير مفيد فوزى، الذى كان رئيس تحرير مجلة «صباح الخير» آنذاك، وقد كنت من قراء هذه المجلة بانتظام، ومن جانبه رحّب بى ووافق على أن أكون واحداً من صحفيى المجلة، وبالفعل عملت بها صحفياً، ومن ثم التحقت بنقابة الصحفيين، وتوالت الحوارات والتحقيقات لى بالمجلة، إلى أن جاءت الخطوة التالية بمقابلة الإعلامية القديرة سهير الإتربى، التى فتحت أمامى باباً جديداً لأسلكه، والمتمثل فى عالم «ماسبيرو».
حدثنا عن هذا الباب الجديد؟
في عام 1997 أجريت حواراً مع القديرة سهير الإتربى رحمها الله، وبعد انتهاء الحوار معها، التقطتنى عيونها وعقلها، وقالت لى إن لديّ ما يؤهلنى لأكون مذيعاً ومقدم برامج بالتليفزيون، وبالفعل قمت بعمل اختبار كاميرا، والحمد لله وُفقت من أول مرة، لأتحول من صحفى بالصحافة المقروءة، إلى الصحافة المرئية، وكان يسبقنى من الصحفيين للعمل بالتليفزيون كل من الأستاذ مفيد فوزى ورمسيس.
دعنا نذكر قراءنا بأول برنامج لك على الشاشة؟
كان برنامج «لو بطلنا نحلم نموت»، كان برنامجاً جماهيرياً يناقش قضايا وأحلام الشباب وكيف يحققونها، كان برنامجاً حوارياً بين الشباب والمسئولين، استمر لـ8 سنوات على الشاشة، وكان يتزامن مع «صباح الخير».
.. وماذا عن أهم برامجك بعد ذلك؟
قدمت العديد من البرامج المتنوعة أذكر منها: برنامج «مشهد وجايزة»، الذى عُرض فى رمضان، وكان يدور حول فنان قدم مشهداً مميزاً، ومن خلال البرنامج نمنحه جائزة عنه، أيضاً برنامج «لحظة صدق» عن الفنانين الذين جسدوا أدوار ذوى الهمم على الشاشة، كيف جسدوا هذه الأدوار ونجحوا فيها، وكذلك برنامج «من خمسة لستة»، وبنامج «هو فى إيه»، كذلك قدمت «الحلم المصرى» وكان أول برنامج توك شو فى 2011، وتناول تناول كل ما يحدث من فى هذه الفترة، بعده كان «بيتنا الكبير» الذى تحول لـ«ستوديو 27» ثم «من ماسبيرو» وصولاً إلى «هنا ماسبيرو».. وهو برنامج توك شو يومى سياسى ثقافى اجتماعى يتناول كل ما يدور عن الشأن الداخلى ويهم الشارع المصرى.
.. وما أهم اللقاءات المميزة خلال مشوارك الإعلامى؟
استضفت عدداً من الشخصيات المرموقة التى حاورتها على الشاشة، منهم حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم السابق، وقداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وكان مثقفاً، ومفوهاً، ومصرياً حتى النخاع، وكذلك استضفت الفنان محمد منير وهو من الشخصيات الجميلة الذى يشعر محاوره دائماً أن قلبه دائماً على الوطن، وكذلك صبرى الشبراوى أستاذ العلوم السياسية، وجودة عبدالخالق وزير التموين الأسبق، وغيرهم من الشخصيات التى أعتز بالحوار معها.
مَن تراه صاحب فضل في مسيرتك.. ويستحق كلمة شكر؟
أستاذى الإعلامى مفيد فوزى، والأستاذة سهير الإتربى، فقد أتاحوا الفرصة لى لأكون واحداً من أبناء صرح عظيم مثل «ماسبيرو»، وكذلك الأستاذ رءوف توفيق، والأستاذة إقبال بركة لمساندتهما ودعمهما لى.
ومن يدفعك الآن لتقديم الأفضل؟
دون شك، الجمهور هو مَن يدفعنى لتقديم الأفضل للارتقاء بالعقول وتقديم ما هو هادف، أيضاً مدفوعاً بشكل غير مباشر بمساندة القيادة السياسية؛ لأن الضغوط على مصر كثيرة، وهو الأمر الذى يتطلب ما خط دفاع من الإعلاميين على قدر عالٍ من الوعى الكافى ليكونو حلقة الوصل ويشرحوا للناس ما تمر به مصر حتى نمر جميعاً من هذه المرحلة بسلام.
نصيحة تقدمها لمَن يخطو خطواته الأولى نحو مجال الإعلام؟
بجانب الهبة الإلهية، المتمثلة في الحضور والقبول، فإن هناك مهارات بشرية منها: الثقافة والاطلاع الدائم، واتساع الرؤى، الإنصات الجيد، وتقدير الآخر، وبالطبع المحتوى، فلابد من البحث عن المحتوى الذى يمس المواطن، ويرفع من وعيه ليصبح مذيعاً جيداً.
.. وهل هناك مقولة تأثرت بها؟
مقولة لأينشتاين: «لا يمكننا حل المشكلات بنوع التفكير الذى استخدمناه عندما توصلنا إليها».
لو لم تكن مذيعاً.. ماذا تتمنى أن تكون؟
يضحك.. مذيعاً أو صحفياً، ليس هناك شيء آخر.
وما الكتاب الذى تنصح القراء به؟
ليس كتاباً بعينه، ولكن نصيحتى للقارئ أن يكون مطلعاً دائماً، وأقول له اقرأ عن تطوير الذات، اقرأ عن التنمية البشرية، اقرأ عن مهارات التواصل، اشتبك وتناقش مع الكاتب، اختلف معه واتفق معه، وسع مداركك بالقراءة.
أخيراً نصيحة من إعلامى وطنى لكل أسرة مصرية؟
أقول لكل أب وأم.. علموا أبناءكم المواطنة، علموهم حب الوطن، وأن مصر دائما قوية، علموهم الاصطفاف خلف قياداتهم وألا يكونوا فريسة لأحد يخدعهم، علموهم كيف يبحثون عن الحقيقة على مواقع التواصل الاجتماعى من مصادر ذات ثقة، علموهم إذا رفرف العلم أن يقفوا له تحية تقدير وإجلال، علموهم معنى وتقدير تراب البلد، علموهم حب العائلة لأنهم لو حبوا العائلة الصغيرة سيحبون العائلة الأكبر، علموهم فكرة المشاركة والعطاء، وحب الآخر، علموهم التسامح والمحبة، علموهم كيف يكونون نافعين ولهم رسالة فى المجتمع.