3-3-2024 | 17:32
غيب الموت الفنان حلمي بكر عن عمر يناهز الـ87 عاما ، تاركًا لنا إرثًا فنيًا يعيش مع الأجيال من بعده، بين الألحان الموسيقية التي وصل عددها إلى 1500، إذ تعاون في أغانيه مع ليلى مراد، وردة الجزائرية، ونجاة الصغيرة، وصباح وعليا التونسية وأصالة ونادية مصطفى وغادة رجب ومحمد الحلو، وعلى الحجار، ومدحت صالح، وغيرهم من الفنانين المصريين والعرب بجانب اكتشافه عدة مواهب شباب لحن لهم أعمالًا ناجحة ، كما عمل رئيسا للجنة الاستماع الموحدة بالإذاعة لأكثر من 40 عاما .
وحلمي بكر واحد من أشهر صناع النغم في الوطن العربي لغزارة انتاجه برغم أنه كان مهاجما ومقاطعا معظم الاصوات التي ظهرت كفقاعات غنائية طوال سنوات الثمانينات والتسعينات وبداية الالفية الجديدة ، وبرغم من ذلك لحّن 1500 لحنا لكبار المطربين العرب ، كما قدم نحو 48 مسرحية غنائية أشهرها: "سيدتي الجميلة" و"حواديت " و"موسيقى في الحي الشرقي"، كما لحن الفوازير منها فوازير المناسبات واكتشف العديد من المواهب الصوتية المصرية .
ولد حلمي يكر في 6 ديسمبر 1937 في حدائق القبة بالقاهرة ،وكانت الحالة الصحية لبكر قد تدهورت خلال الأشهر الثلاثة الماضية وتلقى الرعاية الطبية في أحد المستشفيات بالقاهرة والشرقية حتى وافته المنية في الاول من مارس الجاري.
وتخرج حلمي بكر في المعهد العالي للموسيقى العربية ، كما حصل على بكالوريوس التجارة ثم عمل معلما للموسيقى بإحدى المدارس قبل أن يستقيل ويتفرغ للموسيقى.
وحياة حلمي بكر العاطفية تضم عده زيجات لم تكن تطول، وأسباب انفصاله متعددة، حتى لُقب بـ شهريار الفن، ووصل عدد زيجاته إلى زيجة 15.
فقد تزوج حلمي بكر للمرة الأولى من الفنانة سهير رمزي، إذ كانت حبه الأول التي خطبها وهي في السادسة عشر من عمرها، وتزوجها في الـ21، ولكن بعد ثلاث سنوات انفصل الثنائي، دون أولاد بينهما، واحتفظا بأسباب الانفصال لأنفسهما.
بعد انفصال حلمي بكر، عن الفنانة سهير رمزي، بدأ رحلته في البحث عن نصفه الآخر، وزوجته الثانية كانت شاهيناز شقيقة الفنانة شويكار، التي أنجبت منه ابنه هشام، البالغ من العمر حاليا 43 عاما، لكنهما انفصلا كذلك.
وكانت الفنانة التونسية عليا ضمن زيحاته ، لكنها لم تدم طويلًا وانفصلا فيما بعد، وظل الزواج سرا بينهما، ولم يعلن عنه إلا بعد الانفصال.
وتزوج بعد ذلك عدة مرات من خارج الوسط الفني، حتى تزوج حلمي بكر من السيدة راندا وهي ابنة خالة المطربة أصالة، رغم تعاون حلمي وأصالة في عدة أغنيات، إلا أنه حدث بينهما خلافا، وأخذت زوجة حلمي صف ابنة خالتها، وطلبت الطلاق من حلمي بكر، وبالفعل نفذ لها رغبتها، وانفصلا كذلك دون أولاد.
كما تزوج من السيدة نارمن الطاهر قبل زوجته الأخيرة سماح القرشي والتي كانت الزيجة الأخيرة للفنان حلمي بكر، وكانت أصغر منه ودامت زيجتهما لمدة 10 أشهر فقط، لكنه أنجب منها ابنته الثانية ريهام، في 2016، وانفصلا لعدة سنوات ثم ردّها لعصمته من جديد في 2023، من أجل ابنته ريهام.
وكان حلمي بكر عاشقا للميكانيكا خاصة بالسيارات والتي كان يمتلك اسطولا نادرا منها من السيارات القديمة التي تحتفظ بقيمتها والتي كان يجلب لها قطع الغيار الاصلية بنفسه من الخارج وخاصة السيتروين الفرنسية والتي تنتمي لموديلات قديمة جدا وتحتفظ ببريقها الاصلي والتي خصص لها جراجا خاصة بجانب شقته بالمهندسين .
واذكر أنني من ضمن حواراتي العديدة معه انني قمت بتسجيل 5 شرائط كاسيت مرة واحدة وفي جلسة حوارية واحدة امتدت طويلا بتلك الشقة في المهندسين وكلما امتد الحوار كان يقوم بإحضار شريط كاسيت فارغ للتسجيل عليه وسجلت من خلال تلك الشرائط كل تفاصيل حياته الفنية والشخصية ومشواره الفني الطويل من بداياته إلى نهاياته وكل المحطات التي مر بها في حياته وذكرياته وأسراره مع النجوم ومع زيجاته وعمله الطويل في لجنة الاستماع الموحدة بالإذاعة المصرية .
فنان كان جميلا ورائعا وصادما لأنه كان جريئا في مواجهة بعض تجار الاغنية والاصوات الشبابية التي لم تعجبه حتى لو كانت حققت أعلى شهرة في الوطن العربي وكان يهاجمها بضراوة وبدون خوف.
وحلمي بكر تلقى عشرات التكريمات من الرؤساء والملوك في مصر والخارج وتقلد عشرات الاوسمة والتكريمات وكان موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب يزوره في بيته ويتردد اليه بين الحين والآخر ، كما كان صديقا لكل الفنانين والفنانات في كل أرجاء الوطن العربي وتشرف بالمشاركة في عشرات المهرجانات وفازت أغانيه بالكثير من الجوائز فضلا عن كونه استطاع أن يعاصر أجيال طربية عديدة حتى لو كانت أصوات شبابية وكان عندما يؤمن بقدرات الصوت لا يتأخر في منحه ألحانه حتى لو بالمجان وكانت من بين الاصوات التي أعجب بها جدا غادة رجب وجيهان مراد واسامة الشريف .