الخميس 21 نوفمبر 2024

خالد صبري يعود بـ "بان فلوت" للتألق من جديد بواسطة أم كلثوم ود.مصطفى محمود

8-3-2024 | 19:55

من المؤكد أنك سمعت موسيقى "خالدصبرى" – أول عازف "بان فلوت" فى مصر والعالم العربى- وأنت فى طريقك للعمل من خلال الأتوبيسات المكيفة أوالباصات بين المحافظات أومحطات القطارات المختلفة ،لمن يذهبون إلى أماكن عملهم من خارج القاهرة،أومن خلال محطات مترو الأنفاق ،أوالمطاعم والنوادى..إلى آخره،-وأخيرا- عن نفسى سمعت أحدث مؤلفاته الموسيقية" العلم والإيمان" للدكتور مصطفى محمود فى إشارة مرور من خلال كاسيت سيارة بجوارى ،وبعد فتح الإشارة والسيارات تتأهب للسير من جديد كلّ فى طريقه،سمعت جزءًا من المقطوعة الموسيقية الجديدة الأخرى لرائعة السيدة "أم كلثوم"-الحب كله- ،التى تمنيت وقتها بأن يتعطل الطريق لأى سبب حتى أستمتع وأكمل سماع المقطوعة كاملة ،..وعند عودتى للبيت سمعت كل الجديد الخاص به ،وردود الأفعال التى سجلتها حول أعماله الجديدة فاقت التوقعات الحقيقة ،للتأكيد من جديد على ذوق المستمع المصرى بأنه لسه بخير ،والتفافه حول الأعمال الجادة المحترمة التى ترقى بالوجدان يؤكد على ذلك،خاصة ،والموسيقى خالد صبرى وقع عقد التميز والنجاح مع محبيه ومستمعى فنه الجميل منذ أكثر من 25عاما . "خالدصبرى" من المميزين والمتفردين فى عالم المزيكا بوجه عام ،وليس بحاجة للإشادة بمؤلفاته الموسيقية الخاصة به ، أوحتى الأعمال الشهيرة القديمة التى قام بتوزيعها لكبار النجوم بشكل جديد ومنحها رونقا خاصا جديدا،كما فعل فى موسيقى فيلم النجم الراحل الكبير أحمد زكى "أرض الخوف"،عندما استعان به د.راجح داود واضع الموسيقى التصويرية للفيلم ،بـ"بان فلوت"( خالد صبرى )،وبصوته أيضا فى لزمة موسيقية شهيرة ضمن الموسيقى التصويرية للفيلم..لن أزيد طويلا فى الحديث عنه،ولكن سأترك له باقى المقال فى" مساحة حرة" نتعرف من خلالها على مؤلفاته الموسيقية الجديدة..وعن حكايته مع عالم "البان فلوت" وكيف تفرد فيه.. فقال : أناأول عازف بان فلوت فى مصر والعالم العربى ..وأول عازف فى الوطن العربى يلعب الربع تون،الخاص بالمقامات الشرقية على آلة البان فلوت،..ويواصل حديثه قائلا: بعدفترة طويلة من التعرض لوعكة صحية ألمت بى، وفى فترة النقاهة حاليا كان ملاذى الوحيد قضاء هذا الوقت فى عمل مزيكا جديدة،كمانصحونى بعض الأصدقاء ،لأن لدىّ متسع من الوقت،بعد التعافي،والحمدلله قمت بعمل أربع مقطوعات موسيقية جديدة،وأستطيع القول إنهم خالدة من نوعها،أولها موسيقى البرنامج الشهير " العلم والإيمان" للدكتور مصطفى محمود ،وهذه المقطوعة على وجه التحديد عمرها 60 عاما ،لم يجرؤ أحد من قبل أن يقوم بإعادة توزيعها موسيقيا رغم أن هذه الأغنية على بالى منذ بدأت التعلم على آلة البان فلوت - وللعلم تعلمت المزيكا على كبر وعمرى "18" عاما -، المهم قمت بتوزيع مقطوعة مصطفى محمود الخالدة بأوركسترا كبير،وربنا وفقنى وعملت شيئا فريدا من نوعه بشهادة من حولى بفضل الله،أما المقطوعة الثانية فكانت للأستاذ الكبير طلال مداح"تصدق ولاأحلف لك"،وبرضه تقدرتقول عامل فيها شغل شبابى كده "ظريف"،والمقطوعة الثالثة "صحراء" من مؤلفاتى ،تميل لجو الموسيقى التصويرية ،وبعض الأصدقاء قالوا إننى من خلال هذه المقطوعة على وجه التحديد أسوّق نفسى لعمل موسيقى تصويرية للأعمال الفنية الجديدة..ولم يكن فى بالى الحقيقة هذا الأمر، وخرجت من خلال "البان فلوت" مجموعة من الأحاسيس فى شكل مزيكا، إيقاعها "11من 8"،والموسيقيون أوالمهتمون بهذا العالم السحرى سيفهمون جيدا ما أعنيه،وصعوبة التلحين على هذا الإيقاع ،كماهو المعتاد فى الألحان العادية ،والحمدلله ربناوفقنى فى خروج هذه المقطوعة بالشكل الذى أُعجب به الكثير،أما المقطوعة الرابعة " شيش كباب"،وهنا يضحك خالد صبرى على استحياء وهو يقول "من ضمن الملاحظات على هذه المقطوعة الموسيقية على وجه التحديد وجدت كثيرا فى تعليقاتهم يقولون لى:"نسمعها ولانأكلها..!"،وللعلم هذا المسمى"شيش كباب" على المقطوعة الموسيقية تعود لعازف إيطالى سنة 1957، -هو من أطلق عليها هذا الاسم -،وذاع صيتها وقتها على مستوى العالم شرقا وغربا،لدرجة أنها موجودة فى الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية القديمة"الأبيض والأسود" فى مصروالوطن العربى ،للعمالقة إسماعيل ياسين وفؤاد المهندس وثلاثى أضواء المسرح ..وكافة الأعمال الكوميدية الأخرى،لدرجة أن عازفى الآلات النحاسية كانوا يعزفونها فى الأفراح فى العراق،وسوريا،فى فترتى الستينيات والسبعينيات، ووفقت بفضل الله فى إعادة توزيعها بشكل جديد "شبابى" ،وأخيرا رائعة السيدة"أم كلثوم" (الحب كله) ..وحاليا أُجهز لمجموعة موسيقية جديدة أخرى وعلى الله "التوفيق.. أما رحلتى مع عالم المزيكا ..فأستطيع القول :كنت مستمعا ومحبا للمزيكا بشكل عام ،وبخاصة الأوركسترا منها ،وكان يلهمنى المولى عزوجل وأنا أجلس ببلكونة منزلى بالبعض منها،وأنا لاأفهم شيئا عن أبجديات السلم الموسيقى وخلافه بمايخص عالم المزيكا،حتى وصل عمرى"18عاما ،ورأيت جورج زمفير أشهرعازف بان فلوت فى العالم ورائد هذا المجال وهو يعزف أشهرمؤلفاته "لونلى شيبرد"،وكنت أريد تعلم المزيكا وقتها،خاصة وأنامن أسرة متوسطة المستوى ..ووالدى كان موظفًا ،وبالتالى لم أجرؤ أقول له اشترى لى آلة موسيقية ،ولاتتعجب لو قلت لك بسبب قلة المال وصعوبة التواصل مع "زمفير" ،بدأت مع نفسى فى صنع "بان فلوت" من الخوص،لمدة عام كامل،دون وجود معلم على آلة الـ" بان فلوت"،أو صانع لها أعود إليه،ولكن حبى وشغفى ونهمى فى التعلم حقق لى ماأحلم به بفضل الله،ولاتتعجب لوقلت لك إننى صنعته بشكل احترافى - لامثيل له -،حتى فى عدم وجود نسخة أمامى على سبيل المثال من "بان فلوت"أقوم بتقليدها،واكتشفت فى تلك الأثناء أن أقطار"عقل" الـ "بان فلوت"،بتتغير ،وطريقة العزف بالشفاه وكيفية النقل على الآلة من "نصف تون" إلى "ربع تون"،وبالتالى كان لابد من حسابات دقيقة حتى يتحقق كل ماسبق ذكره،بإلهام ربانى بحت ليس فيه تدخل لأى إنسان،ويشير إلى أنه التحق بالدراسة فى كلية الحقوق،وأصبحت موسيقيًا بشكل محترف – والكلام على لسانه - خلال عام واحد فقط،وبدأت الصعود على المسرح والعزف أمام الناس،وشاركت فى ملتقى شباب الجامعات وغيرها من التظاهرات الفنية الأخرى فى فترة الدراسة بالجامعة ،ثم بدأت تعلم قواعد الهارمونى والنوتة الموسيقية مع نفسى ،وكنت أعود لكتب فقط فى هذا المجال وأذاكر مع نفسى،لدرجة أن أول مقطوعة موسيقية أقوم بعزفها لزمفير"شيبرد"كنت لاأعرف طريقة الـ" مى" أو"فا"..إلى آخره،وكنت أسمع من شريط التسجيل وقتها وأقوم بالتدريب مع نفسى دون معلم على آلة "البان فلوت" كما سبق وذكرت ،وكان هذا شيئًا غريبًا جدا وقتها،لدرجة أننى عندماأجلس مع نفسى حاليا فى لحظة تجلىٍ وأسترجع ماسبق ذكره "لاأصدق أننى فعلت ذلك..تصور!"،- كنت ألعب مزيكا وأنا مش عارف حاجة خالص"،ثم علّمت نفسى بنفسى وأصقلت خبرتى الموسيقية بفضل الله،لافتا إلى تعرف الناس عليه كان فى عام 1995،من خلال أول ألبوماته "همسات تحت المطر"،وكانت الفكرة غريبة وقتها وفريدة فى الوقت نفسه من خلال آلة "بان فلوت"،ولم أكن توقع النجاح الرهيب للألبوم وقتها وانتشاره الرهيب بفضل الله ،وتعلق الناس به ، وكانت مزيكا الألبوم تسمعها فى الشارع والسيارات والمحلات ومترو الأنفاق ومحطات القطارات والمطارات ..والتليفزيون،إلى آخره،- وكان شيئًا لايصدق بالنسبة لى وقتها بفضل الله -،توالت بعد ذلك ستة ألبومات موسيقية جديدة خاصة بى ثم توقفت عن إنتاج أعمال جديدة أخرى ،حتى نزلت أخيرا بمجموعة الأعمال الجديدة التى سبق وتحدثنا عنها، والحمدلله كان مردودها إيجابيًا جدا وسعادة من محبى موسيقاى وآلة "بان فلوت" بفضل الله،..ويستطرد قائلا: الزمن تغيّر،وحاليا من يريد تعلم العزف على آلة "بان فلوت" يستطيع بسهولة عن وقتنا زمان،من خلال الإنترنت والقنوات الكثيرة،ويجد من يشرح له طريقة التعلم ،وعن نفسى لم يتيسر لى ذلك على الإطلاق ،ولذلك كنت مدرس نفسى،ويمكن هذا الأسلوب جعلنى مميزًا فى طريقة عزفى وأدائى وأوجدت لى سكة مختلفة بشكل كلى وجزئى عن عازفين البان فلوت المعروفين سابقا حتى "زمفير" نفسه،لأننى متشبع بسماع المزيكا الشرقى،- إحساسى شرقى- عكس العازفين الرومان،والحمدلله وجدت طريقة لنفسى بأسلوب خاص فى طريقة أدائى فى العزف على آلة "بان فلوت"،..ويتذكرخالد صبرى مقابلته لعازف"بان فلوت" رومانى يدعى "فالنتينو" فى القاهرة فى فترة التسعينيات..انبهر من شكل وجودة آلة "بان فلوت" الخاصة بى التى صنعتها بنفسى،ولم يصدق أننى من قمت بذلك أو بهذه التقنية العالية دون مساعدة أحد،لأنهم رواد هذه الآلة الموسيقية "بان فلوت" فى العالم ،ولاتتعجب لوقلت لك بأنه وجد البان فلوت الخاص بى صوتها أجمل من الـ"بان فلوت" المصنوع فى رومانيا، كما قال لى بسبب "البوص" المستخدم فيها "صوته رنان "،لدرجة أنه طلب منى " بوص" مصرى يأخذه معه إلى رومانيا ليصنع منه " فلوت" -آلة موسيقية جديدة -،وقدكان..ويختتم صبرى كلامه قائلا: أمتع لحظات حياتى التى أقوم خلالها بعزف أو تأليف موسيقى جديدة ،وينتابنى الشعور بسعادة غير عادية وقتها ،لأن " المزيكا" تسير فى دمى ،حتى أننى كنت فى لحظات أنسى الألم وأنا فى طريقى لخروج مصنف موسيقى جديد..ولذلك لاأستطيع تفسير حبى للمزيكا ..وسبحان الله فى ذلك ..وأنصح الشباب الجدد الذين يستهويهم عالم الـ "بان فلوت" بأن يسمع ويعزف كثيرا ..خاصة وآلات النفخ تحتاج إلى تدريبات مضنية ،لأن "عمر الآلة الموسيقية ماتطاوعك وتطلع من خلالها ماتريد وعزف محترم بالمعنى إلّا عندما تعطيها وقتًا كبيرًا من عمرك من التدريب والعزف "..لابد من أسلوب وطريقة مختلفة فى الأداء والعزف عن الآخرين..وكل ماسبق ذكره يجب أن يطبق فى الفن والغناء والتمثيل ..إلى آخره ،وكل ماله علاقة بالفن بوجه عام ..وأتمنى العمل بها ..والله المستعان والموفق أولا وأخيرا.