الخميس 21 نوفمبر 2024

بين مواقف طريفة.. وذكريات لا تنسى حكايات النجوم مع أول مرة صيام

ياسر جلال ونبيلة عبيد ومحمد رياض

9-3-2024 | 19:30

عمرو والـى

تظل ذكريات رمضان فى الطفولة مرتبطة بمحاولات الصوم المبكر، والتى تبقى محفورة فى أذهان الجميع، حيث التنافس مع الأصدقاء والأقران على استكمال اليوم حتى آذان المغرب، والاجتماع يومياً على مائدة طعام واحدة، بداية من أول ليلة للإعلان عن دخول الشهر الفضيل، مروراً بطقوسه المميزة وأكلاته الخاصة، وانتهاءً ببرامجه ومسلسلاته وأغانيه، ورغم اختلاف هذه الذكريات والتفاصيل إلا أن هذه الأحاسيس تبقى واحدة لا تتغير. «الكواكب» تستعرض أبرز ذكريات النجوم عن أول مرة صيام فى رمضان، والتى تنوعت ما بين المواقف الطريفة، والضاحكة، والمليئة بالمشاعر الدافئة، وذلك من خلال السطور التالية.

شعور بالحنين

فى البداية قال الفنان محمد رياض إنه بدأ التعود على الصيام فى سن الثامنة، ثم صام رمضان كاملاً لأول مرة فى سن العاشرة، مشيراً إلى تذكره دائماً للمسحراتى الذى كان يطوف وينادى بأسماء الأطفال بحى المنيرة، محل نشأته. وأضاف رياض قائلاً: دائماً ما أشعر بالحنين لتلك الأيام الجميلة، وأذكر أن أول عام لصيامى رمضان كنت فى المرحلة الابتدائية، وجاء رمضان خلال فصل الصيف، إلا أن والدى ووالدتى شجعانى باستمرار على الصيام وتحمل العطش. وواصل حديثه قائلاً: فى الطفولة اعتدت اللعب مع الأصدقاء فى الشارع بالفانوس بعد الإفطار، وتعليق الزينة فى الشوارع وبين المنازل، إلى جانب لعب كرة القدم فى الدورات الرمضانية. وتابع رياض: عوّدت أولادى منذ الصغر على أداء العبادات كاملة من صيام وصلاة، وعلى الالتزام بمبادئ دينهم، بمساعدة زوجتى الفنانة رانيا محمود ياسين، فهى حريصة دائماً على متابعة كل شئون المنزل بنفسها.

موقف طريف

وهو نفس الحال بالنسبة للفنان ياسر جلال، الذى أكد أنه بدأ الصيام صغيراً، حيث صادف الشهر الكريم فصل الصيف أيضاً، حيث كانت أيام صعبة للغاية، بسبب حداثة عمره وبداية تعلم الصوم، لافتاً بالقول: كان اليوم طويل أوى، وكنا بنتعب جداً فى الصيام أنا ورامز شقيقى. وعبّر جلال عن افتقاده لبعض المظاهر السائدة قديماً خلال الشهر الكريم، ومنها زينة الشوارع، قائلاً: «فى طفولتى شكل الشوارع فى مصر كان مميزاً، ومختلفاً بسبب تعليق الزينة والفوانيس، وهو الأمر الذى بدأ يتقلص شيئاً فشيئاً فى وقتنا الحالى، فلم يعد الأطفال يهتمون بهذا المظهر مثل السابق إلا فى بعض المناطق. وعن موقف طريف فى الصغر أثناء الشهر الكريم، ارتبط بالصوم قال: واحنا صغيرين بابا وماما، حرصا على تعليمى أنا ورامز شقيقى، الصوم، وبحكم السن فبدأت الصيام، وهو كان يريد أن يقوم بتقليدى فى الصوم، ووجدته فجأة فى أحد الأيام يلف بعض حبات التين المجفف، فى خيط، ويضعها فى رقبته، ويتناول منها طول اليوم، فسألته «يا رامز مش أنت صايم؟»، فأجاب «نعم»، لأرد عليه: لماذا تتناول التين إذن؟. ويحكى جلال ضاحكاً: أجابنى رامز: بابا قال التين مش بيفطر!، فذهبت لوالدى أخبره، ليقول لى: اصمت!، فشقيقك يريد الصيام، ولكنه صغير السن، فظل رامز يتناول التين طوال اليوم حتى موعد آذان المغرب، ولم يستطع فى النهاية تناول الطعام معنا».

بهجة دائمة

ويرتبط الفنان أشرف عبد الباقى بطقوس رمضانية منذ طفولته، بسبب التربية والنشأة فى حى شعبى، تبدأ بتعليق الزينة الورقية، والتى طالما شارك أبناء منطقته حدائق القبة فى صنعها وأدخلت إلى قلبه بهجة لا ينساها، ثم ممارسة لعبة كرة القدم قبل الإفطار، وشراء فوانيس رمضان، كما كان يفعل أهله معه، وهو يشعر بالسعادة نفسها التى كانت تلازمه فى طفولته. ويروى عبد الباقى كواليس أول يوم صيام له قائلاً: كان أول يوم صوم لى بمثابة رهان مع والدى، فكان يتحدانى أننى لن أكمل اليوم صائماً، فقبلت التحدى، وبالفعل صومت نهار رمضان كاملاً، وأتذكرأنه كان فى العاشرة من عمرى. وأضاف أشرف عبد الباقي: أواظب منذ تلك الفترة على الصوم، وهو قرار منذ طفولتى لا خوفاً من عائلتى، وإنما حباً فى الصوم، إذ كان والدى دائماً يتحدث فى أمور الصوم والصلاة والفرائض أمامى فأتعلم منه، وأشقائى بطريقة غير مباشرة.

درس مهم

وقالت الفنانة نبيلة عبيد عن بداية الصيام فى الطفولة: كنت دائماً ما أطلب من والدى ووالدتى الصوم مثلهما، وكان لابد أن استيقظ وقت السحور، إلا أنهما كانا يتركانى نائمة بسبب صغر سنى. وتتذكر الفنانة الكبيرة موقفاً لا تنساه قائلة: فى إحدى المرات ربطت ضفائر شعرى فى كرسى كنت أجلس عليه، حتى لا أنام لكى أتناول طعام السحور، ولكن غلبنى النعاس، وفجأة استيقظت على صوت حركة، وآذان الفجر، وحاولت فك الضفائر، ولكنها تعقدت، ومع انطلاق مدفع الإمساك ظللت أبكى، وأشد شعرى، حتى جاءوا وقاموا بفكه، ورغم عدم تناولى السحور، صممت على الصيام دون طعام، ومن وقتها تعلمت معنى الصبر والقدرة على التحمل. واستطردت حديثها قائلة: دائماً ما ارتبط لدى رمضان بالفوانيس وزينة الشوارع، والأطفال كانو ينتظرون يوم ثبوت الرؤية بفارغ الصبر، وبمجرد الإعلان عن قدوم شهر رمضان، تعم الفرحة والبهجة الشوارع، وتتملئ عيون الناس بالسعادة، ونذهب لاختيار الفانوس الزجاج، والذى كان يوضع به شمعة، بألوانه الجميلة.

لحظة فارقة

وكشفت الفنانة سمية الخشاب عن أنها كانت تصوم منذ الصغر حتى صلاة الظهر، مشيرة إلى أن والدتها كانت تصر على هذا الأمر، وفى إحدى المرات وأثناء الصوم فى فصل الصيف، شعرت بالعطش الشديد، فذهبت لتشرب، وعندما شاهدتها والدتها أخبرتها بأن صيامها مقبول طالما نسيت. وتتذكر سمية الخشاب قائلة عن تجربة الأولى فى الصيام: كنت فى السابعة من عمرى، وفى أول يوم صيام أتذكر أننى مت عطشاً، فركضت لشرب كوب كبير من الماء البارد ناسية أننى صائمة، مما جعلنى أشعر وقتها بحزن كبير على فقدان يوم صيام كامل، ولكن والدتى سرعان ما أعادت لى الثقة حين قالت لى إن صيامى قد كتب لى بإذن الله. وأضافت الخشاب: والدتى يومها طلبت منى استكمال اليوم بشكل عادى، مؤكدة أنها طالما نسيت الصيام بالفعل فلا توجد مشكلة، وبعد هذه الواقعة لم أكرر الأمر مطلقاً، ومنذ ذلك اليوم وأستمر فى الصوم بلا انقطاع.

مكافأة الصوم

وقالت الفنانة دينا محسن، الشهيرة بـ«ويزو»، إنها كانت فى صغرها تصوم حتى صلاة العصر، وظلت هكذا فى سنوات الطفولة المبكرة فيما حرص والدها ووالدتها على مكافأتها، مشيرة إلى اعتقادها بأنه عند صيامها اليوم بالكامل حتى المغرب سيحرصون على الذهاب بها إلى الملاهى، إلا أن ذلك لم يحدث، ولم يمنعها هذا الأمر عن الصيام منذ الصغر. وأضافت محسن: دائماً ما أعشق حلويات رمضان منذ الطفولة، ووجود الفانوس شىء أساسى بألوانه المختلفة، وكذلك الزينة والمفارش المزخرفة، وأحرص على وجودها بالمنزل، بالإضافة إلى أغانى رمضان القديمة، والتى تظل لها بهجة خاصة لا تزول.

طقوس رمضانية

وأوضحت الفنانة الشابة ليلى أحمد زاهر طقوس احتفالها بشهر رمضان الكريم مع عائلتها، وذكرياتها مع أول مرة صامت بها فى صغرها. وقالت ليلى: بدأت الصيام بعمر الـ6 سنوات، وكنت أصوم فى البداية حتى العصر، ومن بعدها بدأت أصوم حتى المغرب، وحينها والدى ووالدتى شجعانى. وتابعت زاهر: أجيد الطبخ، وتقديم بعض الأكلات، وأكثر أكلة أفضلها أنا ووالدى على الإفطار هى قطايف الجبنة، وشوربة الذرة من يد جدتى، كما أن والدتى طباخة ماهرة للغاية.

ساندوتشات المدرسة

وفى أحد اللقاءات التليفزيونية له روى الفنان يحيى الفخرانى أبرز ذكرياته مع الشهر الكريم والصيام فى رمضان قائلاً: تتمثل أهم ذكرياتى الرمضانية فى الشهر الكريم فى الزينة والود بين الجيران والخروج بعد الإفطار، حيث كنت أحمل فانوسين وأنا صغير واجتمع مع اخوتى بعد الإفطار ونلعب ونردد أغانى رمضان الجميلة. وأضاف الفخرانى قائلاً: أتذكر عندما قررت صيام أول أيام رمضان تعرضت لموقف لن أنساه، حيث اتفقت مع أصدقائى فى الصف الثانى الابتدائى على الصيام الشهر كاملاً وعدم التحجج بأى عذر، لكنى لم أستطع تكملة صيام يوم واحد وأنا صغير لحبى الشديد للطعام. وتابع الفنان الكبير حديثه قائلاً: قررت التظاهر بالصيام على الرغم من أن الساندوتشات كنت أضعها فى حقيبتى، وذات يوم كنت ألعب فى حوش المدرسة ووقعت منى الساندوتشات على الأرض فضحك زملائى على هذا الموقف وفضحونى طبعاً، فاضطررت وقتها أن أتغيب عن المدرسة أسبوعاً كاملاً حتى ينسوا هذا الموقف، إلا أنهم لم ينسوه إطلاقاً.

المسحراتى

أما المخرج محمد فاضل فيؤكد أن شهر رمضان الكريم يرتبط معه بالعديد من الذكريات، فى الطفولة، وكلها مواقف لا ينساها ولا تُمحى من ذاكرته، من بينها شكل المسحراتى، الذى كان يمثل حالة خاصة فى البيوت المصرية، لافتاً لاختفائه الآن بعدما حلت بدلاً عنه وسائل تكنولوجية أخرى تقوم بنفس المهمة وأضاف فاضل: عشت طفولتى فى حى اللبان بالإسكندرية وكانت لرمضان معى ذكريات لا تُنسى، فبعيداً عن الالتزام بالعبادات من صوم وصلاة، والتى بدأتها منذ الطفولة، خاصة صلاة التراويح، كان الفانوس أبوشمعة شيئاً مهماً فى هذا الشهر إلى جانب السهر، خاصة عندما كان يأتى رمضان فى إجازات الدراسة الصيفية، وكان من طقوس هذا الشهر الاجتماعات العائلية وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب. واستطرد فاضل حديثه قائلاً: وكان هناك طقس فى غاية الأهمية، حيث كان يقام سرادق ضخم بجوار سراى رأس التين يقرأ فيه القرآن كبار المقرئين، وكنت أحرص على الذهاب لهذا السرادق، وأول مرة أتعرف فيها إلى الشيخ مصطفى إسماعيل كانت فى هذا المكان، وكانت هذه السرادق تقام بجوار كل القصور الملكية. وختم المخرج الكبير حديثه، قائلاً: العبادات الخاصة بهذا الشهر من صيام وصلاة وزكاة وقراءة القرآن، مهمة للغاية، وأكون حريصاً على زيادة الجرعة الدينية فى هذا الشهر قدر المستطاع، ونحن كأسرة قد لا نجتمع طوال العام على المائدة الا يوم الجمعة، ولكن فى رمضان لابد أن نلتقى على مائدة الإفطار يومياً.

ذكريات عائلية

وأكد المؤلف والسيناريست محمد سيد بشير، أن أهم ما يميز شهر رمضان هو الطقوس العائلية من اللمة والتجمعات العائلية، مشيراً إلى أنه شخص بيتوتى، ولا يميل كثيراً للخروج. وأضاف بشير: بدأت الصيام مثل أى طفل، وأتذكر تجمع الأطفال فى الصغر ننتظر إعلان موعد بدء الشهر الكريم، لننطلق بالفوانيس وعمل الزينة، وجمع النقود من الجيران، والسهر فى المساء حتى السحور. وواصل حديثه قائلاً: أذكر تجمع العائلة حول مائدة الإفطار، وسماع التواشيح بصوت النقشبندى قبل أذان المغرب ولحظة انطلاق مدفع الإفطار، وعيوننا على مشروبات رمضان المميزة، مثل قمر الدين والكركديه والتمر هندى، وذهابنا إلى صلاة التراويح والسهر حتى صلاة الفجر، وفى كل عام أحرص على النزول للبحث عن الفانوس؛ لأن له فرحة وبهجة خاصة، ودائماً ما أستغرب من يعتبر شهر رمضان عادياً. وختم بشير حديثه بالقول: قديماً كانت الشوارع مليئة بالأنوار والزينة، وكل منطقة تتنافس فيما بينها على تزيين الشوارع بأجمل الألوان، ولكن الآن الجيل الجديد يفتقد تلك الأمور، خاصة فى المناطق الجديدة.