الخميس 21 نوفمبر 2024

الفوازير.. إيقونة شهر رمضان... وصفه سمير غانم بـ«ابنه الضائع»

النجم الراحل سمير غانم

15-3-2024 | 14:36

محـمد علوش

لأعوام طويلة ظلت فوازير رمضان جزء فني اساسي من خصوصية الفن في هذا الشهر الكريم فكانت احد المعالم الرئيسية المميزة له ، وتنوعت ما بين الدراما والغناء والأستعراض، كما ساهمت في تثقيف المشاهد.. هذه الفوازير صنعها نجوم لا نستطيع أن ننساهم ونعيش معهم أسبوعياً على صفحات هذا الباب. تبقى تجربة النجم الكوميدي الكبير سمير غانم مع الفوازير من أهم التجارب الفنية فى مصر وأشهرها، خصوصاً أنها جاءت بعد 7 مواسم متتالية لفوازير نيللى الناجحة، والتى أخرجها فهمى عبدالحميد صاحب فكرة الاستعانة بغانم وتقديم نوع جديد من الفوازير من خلال الشخصيات الكارتونية بعيداً عن الاستعراضات الراقصة. فكرة الفوازير فى البداية كانت تدور حول سفريات الرحالة «ابن بطوطة» فى بلاد مختلفة، حيث يأخذ ابن بطوطة سمورة فى رحلة حول العالم، وسرعان ما تطورت لتقديم شخصية «فطوطة» الكوميدية قصير القامة صاحب البدلة الخضراء الواسعة والحذاء الأصفر الكبير والشعر الكثيف، والبابيون الأسود الضخم، وهى الشخصية التى استوحاها المخرج من ابنه عندما رآه يرتدى بدلته الواسعة، التى تكبره حجماً، على أن يظهر جوار فطوطة سمير غانم بهيئته الطبيعية مقدماً شخصية «سمورة».

الفكرة تطورت بعد رفض سمير غانم فى البداية تقديمها، ليجتمع معه المخرج فى محاولات لإقناعه، ولم يتفقا على اسم للشخصية خلال التحضيرات، وتم طرح اسم «فطوطة» بدلاً من «بطوطة» واقتربت شخصية «فطوطة» من الأراجوز فى الكوميديا الشعبية، حيث يدور الحوار مع الدمية التى تمثل الأراجوز، لكن غانم قدم الحكاية الشعبية بطريقة مختلفة بالشكل الذى رأيناه. وعبّر النجم الراحل فى معظم حواراته عن حبه الشديد لشخصية «فطوطة»، وارتباطه الشخصى بها، حتى إنه وصفها بـ«ابنه الضائع»، كما عبّر عن فخره وسعادته برسم الراحل الكبير صلاح جاهين لكاريكاتير فى «الأهرام» على شكل الهرم الرابع كاتباً عليه «فطوطة»، مؤكداً أنها كانت كلمة جميلة، مشيراً: «جلست مع جاهين بعد هذا الرسم لأشكره على هذا الإطراء، وسألنى وقتها عن فطوطة، وقلت له اعتبره مثل كارتون ميكى ماوس العالمى، ولكن هو ميكى ماوس مصرى». ويؤكد غانم أنه كان يعتمد على الارتجال فى تقديم «فطوطة»، حيث تكون مهمة المؤلف فتح الحوار ليكمله غانم بخفة دم فطوطة، لأن جمال القصة كلها فى المشاكسة بين الشخصيتين (فطوطة وسمورة). كما وصف تصوير فطوطة بـ«المرهق» نظراً لبساطة الخدع المستخدمة فى بداية الثمانينيات، حيث يتعرض غانم لكمية كبيرة من الضوء أثناء التصوير لتصغير حجمه فى المونتاج، كما أنه يتحدث بصوت عالٍ وبطء شديد، ليتحول لصوت «فطوطة» كما يعرفه الجمهور. قدم سمير الجزء الأول فى موسم 1982، بعنوان «فطوطة: الشخصيات»، وتدور الفكرة حول تقديم «فطوطة» و«سمورة» فى كل يوم فزورة جديدة لها علاقة بإحدى الشخصيات التاريخية الشهيرة، وعلى المشاهدين أن يعرفوا فى كل مرة اسم الشخصية التى تتمحور حولها الحلقة. الحلقات كتبها عبدالرحمن شوقى وأخرجها فهمى عبدالحميد، بمشاركة عدد كبير من ضيوف الشرف، منهم إيمان الطوخى، سحر رامى، دلال عبدالعزيز، هالة صدقى، ليلى علوى، عزة لبيب، هيام طعمة، ميرفت منجى، على قاعود، روعة الكاتب، إبراهيم قدرى، محمد الشويحى، محمود القلعاوى، غادة كامل، والألحان كانت لحلمى بكر وخالد الأمير. ومع النجاح الكبير للفوازير تلاها جزآن عامى 1983 و1984، فكان موسم 1983، بعنوان «فطوطة: الأفلام»، ودارت فكرته حول تجسيد «سمورة» لمشهد من فيلم قديم فى كل حلقة، والمطلوب معرفة اسم الفيلم فى كل مرة، الحلقات كتبها أيضاً عبدالرحمن شوقى وأخرجها فهمى عبدالحميد، بمشاركة عدد كبير من الفنانين، منهم سميرة صدقى، إيمان الطوخى، محمد أبوالحسن، إلهام شاهين، عاطف طنطاوى، صفاء السبع، رجاء أمين، مها عثمان، والطفلة نجلاء بدر، إبراهيم قدرى، المنتصر بالله، فاطمة وجدى، مها أبو عوف، دلال عبدالعزيز، وكوثر رمزى، والألحان كانت لسيد مكاوى. وكان موسم 1984بعنوان «فطوطة: المعلومات العامة»، ودارت الفكرة حول تقديم «فطوطة» و«سمورة» فى كل يوم فزورة جديدة ويختبران فيها المعلومات العامة من تاريخ وجغرافيا وعلوم لدى المشاهدين المتابعين للحلقات، والذين يحاولون الإجابة واختبار معلوماتهم. واستمر التعاون بين غانم والمؤلف عبدالرحمن شوقى والمخرج فهمى عبدالحميد، وشارك فى بطولتها سحر رامى، والألحان كانت لعمار الشريعى ومحمد هلال.

وبعد سنوات أعاد سمير تقديم شخصية «فطوطة» فى مسلسل الرسوم المتحركة «فطوطة وتيتا مظبوطة» عام 2010، ثم قدمها سمير غانم فى الإذاعة عام 2016. وعن تجربة تقديم الفوازير فى الإذاعة، عبّر غانم فى البداية عن تخوفه من تقديم الشخصية الكاريكاتيرية دون أن يراها المشاهد، حيث رأى أن سر جاذبيتها الكبير هو شكلها الغريب، فهل يتقبل الجمهور أن يسمع صوتها فحسب عبر أثير الإذاعة؟ كان التحدى أن يعتمد «سمورة» خفة دم «فطوطة» والكاريزما التى يمتلكها و«الإفيهات» التى يقولها فتضحك الناس. وعندما ابتعد غانم عن فطوطة قدم فوازير أخرى، مثل «المتزوجون فى التاريخ» عام 1992، وفوازير «المضحكون» عام 1993 وفوازير «أهل المغنى» عام 1994.