كثيرة تلك الأغاني التى كتبت خصيصا لشهر رمضان، والتى ذاعت شهرتها كلما استقبلنا شهر الصوم حيث أصبحت تلك الأغاني من ملامح الشهر الكريم ،والتى يتغنى بها الكبير والصغير على حد سواء ونظرا لبساطتها كلاما ولحنا وأداء، والتى أصبحت أيقونات بارزة خلال شهر رمضان ولكل أغنية حكايات ومواقف لا تنسى عندما أذيعت لأول مرة ، ومن هنا نسعى خلال السطور التالية إلى كشف أهم وأبرز وأشهر تلك الأغاني التى ارتبطت بشهر رمضان وكواليس إنتاجها ، وهى تنقسم إلى أغاني ترحب بقدومه أو تحزن لوداعه، علاوة على أغاني تعبر عن الفرح به أو تصف مظاهره وأجواءه الروحانية البهيجة أو تدعو لصيامه وقيامه.
لم يكن المطرب والملحن الكبير محمد عبد الوهاب هو الوحيد الذى غنى للمسحراتى، حيث قام أيضا بعض الفنانين بالغناء للمسحراتى.. واشتهر بتجسيد شخصية المسحراتى الفنان سيد مكاوى، وإنْ لم يكن الوحيد فى هذا المضمار، إذْ سبقه إلى ذلك الفنان محمد فوزى مغنيا كلمات بيرم التونسى، ولحقه عمار الشريعى حين تغنى بكلمات جمال بخيت، وربما سار على دربهم آخرون.. مثل الملحن الشهير محمد الموجى..ويقول الشاعر فؤاد حداد على لسان وألحان سيد مكاوى “اصحى يا نايم وحِّدْ الدايم.. اصحى يا نايم وحِّد الرزاق.. رمضان كريم”.
ويعد المصريون أول من ألفوا أغاني رمضان القديمة والأناشيد الدينية ليحتفلوا بشهر رمضان الكريم من خلال فن الغناء ، ولا تزال أغاني رمضان الأولى وحدها بلا منافس حقيقى قادر على الصمود فى ساحتها، رغم قِدمها وبعضها مستمد من الفلكلور، بل إن هناك مَن يُرجع بعضا من تلك الكلمات إلى العصر الفرعونى، ومن ذلك كلمتا “وحوى ... إيّاحه” اللتان تعنيان “مرحَى بالقمر”، في إشارة إلى هلال رمضان.
فأغنية “وحوى يا وحوى .. إياحة”، هي إحدى أكثر الأغنيات ارتباطا بشهر رمضان، وهى مستوحاة من الفلكلور، وقد تغنّتْ بها حتى الفوانيس صينية الصنع. وهى من تأليف حسين حلمى المانسترلى وغناء أحمد عبد القادر. وتنافسها فى قوة الحضور والدلالة على الشهر الكريم أغنية “رمضان جانا .. وفرحنا به .. بعد غيابه .. وبقاله زمان ..”.
وهى كلمات حسين طنطاوى ولحن محمود الشريف، وغناء محمد عبد المطلب، الذى قيل إنه حصل على 6 جنيهات مقابل غنائها، ولما صادفت هذا الحظ من النجاح قال: “لو أننى أخذت جنيها واحدا مقابل كل مرة تذاع فيها الأغنية لأصبحت مليونيرا”. ومن أغانِ استقبال الشهر الكريم أيضا، أغنية “مرحب شهر الصوم مرحب .. لياليك عادت بأمان.. بعد انتظارنا وشوقنا إليك، جيت يا رمضان”، وهى من تأليف محمد على أحمد، وألحان وغناء عبد العزيز محمود. وغنّى الموسيقار فريد الأطرش من كلمات بيرم التونسى أغنية “هلّت ليالى حلوة وهنيّة “ فى إشارة إلى ليالى رمضان.
وحوى يا وحوى
عندما نبحث عن الأغنية الرمضانية الأقدم تاريخياً فنجد أنها أغنية “وحوى يا وحوى”، وهى أغنية معروفة على نطاق واسع، وعادة ما تسبق حلول رمضان، بل وتواكب أيامه ولياليه، ويرددها الصغار قبل الكبار. هذا ، وقد تمّ تقديم أغنية “وحوى يا وحوى” لأول مرة عام 1937 بكلمات الشاعر محمد حلمي المانسترلى الذى رحل فى العام 1962 وألحان وغناء أحمد عبدالقادر الذى رحل فى العام 1984، ثم أعاد فتحى قورة وأحمد صبرى صياغة كلماتها وألحانها لتغنيها اللبنانية هيام يونس، وهى طفلة، ضمن أحداث فيلم “قلبى على ولدى” للمخرج هنرى بركات فى عام 1953، وفى عام 2009 صدرت النسخة الأخيرة منها بكلمات نبيل خلف وألحان وليد سعد وغناء محمد منير. ويذهب أحد الباحثين بالقول إلى إن عمر كلمات هذه الأغنية أقدم من شهر رمضان نفسه، مضيفا أنها تعود إلى العصر الفرعونى، بدليل مفرداتها الأولى متمثلة فى “وحوى يا وحوى إيوحا”، حيث “واح وى إيوح” هى جملة كان يستخدمها الفراعنة للترحيب بملكتهم “إياح حتب” أو “ قمر الزمان” (والدة أحمس الأول قاهر الهكسوس)، والتى عاشت فى نهايات الأسرة السابعة عشرة، وكانت محل تقدير كبير لتضحياتها فى سبيل الوطن، فاعتاد المصريون القدماء على الخروج لاستقبالها حاملين المشاعل والمصابيح وهم يغنون “ وحوى يا وحوى إياحه”.
وفى قول آخر يذكر أن المصريين الفراعنة كانوا يخرجون للترحيب بالقمر مطلع كل شهر، مرددين “ وحوى يا وحوى إياحه”، بمعنى مرحبا يا قمر، حيث “وحوى” تعنى مرحى، وإياح تعنى القمر. وهناك قصة وراء غناء المطرب والملحن أحمد عبدالقادر لهذه الأغنية، مفادها أنه حينما قدِم من محافظة الشرقية للالتحاق بالإذاعة المصرية فى الثلاثينيات كان النظام المعمول به هو تخصيص خمس عشرة دقيقة لكل ملحن يختار فيها 3 أغنيات للبث، وقتها عرض عليه الموسيقار محمود الشريف أن يغنى “ رمضان جانا”، لكنه فضل عليها “وحوى يا وحوى”، فاضطر الشريف لعرضها على عبدالمطلب، الذى تردد فى قبولها أول الأمر، لكنه وافق لاحقا بسبب حاجته للمال بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التى كسدت فيها الأعمال الفنية وأغلقت خلالها المسارح، وهكذا غنى عبدالمطلب “رمضان جانا” التى تكلف إنتاجها عشرين جنيهاً، ذهبت ستة منها له، بينما غنى عبدالقادر “وحوى يا حوى” التى اشتهر بسببها دون أغانيه الكثيرة الأخرى.
رمضان جانا
ومن الأغاني الأبرز التى صنعت خصيصا لهذا الشهر الكريم فيمكن القول إن أغنية “رمضان جانا”، التى أداها الفنان محمد عبدالمطلب ـ والذى رحل فى العام 1980ـ بصوته المميز لأول مرة فى الثانى من سبتمبر 1943 من ألحان الموسيقار محمود الشريف وكلمات حسين طنطاوى، قبل أن يصورها تليفزيونيا سنة 1965، هى الأكثر شهرة وتكرارا وترديدا، خصوصا وأن كلماتها سهلة وبسيطة وقابلة للحفظ السريع .. حيث تقول كلماتها (رمضان جانا وفرحنا به.. بعد غيابه وبقاله زمان.. غنوا وقولوا شهر بطوله.. غنوا وقولوا أهلا رمضان، رمضان جانا)، وتأتى شهرة هذه الأغنية وارتباطها الوثيق بقدوم رمضان إلى أن جعل البعض يسميها “السلام الوطنى لشهر رمضان”. وهذه الأغنية لم تكن الوحيدة التى غناها الفنان محمد عبد المطلب لشهر رمضان فقد قام بتسجيل أغنية “نداء المسحراتى” أيضا لهذا الشهر الكريم .
هاتوا الفوانيس يا ولاد
كما قدم الفنان محمد فوزى رصيد رائع من أغانِ رمضان القديمة، وشارك ببعض الأغاني الرمضانية فى أثناء مسيرته الفنية مثل:”أهلا رمضان”، و”هاتوا الفوانيس يا ولاد “من كلمات عبد العزيز سلام ، والتى حققتا شهرة كبيرة أيضا ضمن الأغنيات التى صنعت خصيصا للشهر الكريم . والفنان محمد فوزى عندما قرر تسجيل الأغنية، اصطحب معه أطفالا للإذاعة، وأثارت الأغنية حالة واسعة من الانبهار فور طرحها، لدرجة أنها كانت تذاع بشكل مكثف للغاية، رغم احتلال أغاني أخرى قبلها مكانة كبيرة ومتصدرة فى أغاني رمضان.
أغاني رمضانية قديمة
أيضا شاركت الفنانة فايزة أحمد بأغنية “كلك معانى يا شهر الصوم”، وكذلك الفنانة نجاة الصغيرة قدمت أغنية “كريم يا شهر الصوم” .
فيما قامت الفنانة هدى سلطان بالغناء لشهر رمضان لتنضم بأعمالها إلى قوائم أغاني رمضان القديمة المرتبطة بالتراث لدى المصريين، ومن أبرز أغانيها “شوفوا رمضان”. وكذلك الفنانة لبلبة بأغنية “رمضان أهو شرف”، كما قامت الفنانة فاطمة على بتقديم أغنية “والله زمان يا رمضان”.
ولا نستطيع أن نتحدث عن أغاني رمضان القديمة دون أن نذكر أعمال الفنان محمد قنديل الذى قدّم أغانى عديدة منها: أغنية “ شهر الخيرات “ و “والله بعوده يا رمضان” . ومن أغاني رمضان أيضا “يا بركة رمضان خليكى” للمطرب محمد رشدى ، وأغنية “ أهلا رمضان” للمطرب عبده السروجى، و أغنية «اصحى يا نايم» للمطرب كارم محمود. ومن أشهر الموشحات التى واكبت شهر رمضان مولاى إنى ببابك قد بسطت يدى” للمبتهل سيد النقشبندى.
مرحب شهر الصوم
كما قدّم الفنان عبد العزيز محمود أغنية «مرحب شهر الصوم» عام 1966 وعندما نسمعهما نشعر بحلول شهر رمضان ، وهذه الأغنية كتبها الشاعر محمد على أحمد عندما قرر كتابة أغنية لرمضان، وبالفعل توجه بها للإذاعة المصرية، وعرضها على لجنة الاستماع، وتمت الموافقة على كلماتها، ووقع الاختيار لغنائها على الفنان عبد العزيز محمود.
يذكر أن الفنان عبد العزيز محمود، كان يغنى أغنية “مرحب شهر الصوم” فى كل الحفلات، سواء كانت فى رمضان أو غير رمضان، فكانت أكثر الأغانى طلبا له من قبل الجمهور، موضحا أنه رفض الحصول على أى أجر مقابل غناء هذه الأغنية.
حالو يا حالو
ولم تقتصر الصناعة المصرية على صنع الأغانى الرمضانية فقط، بل قامت بصناعة استعراضات كاملة تجسد الحياة الأسرية فى رمضان مثل أغنية «الراجل ده هيجننى» التى قدمتها الفنانة صباح مشاركًا معها الفنان فؤاد المهندس الذى أعاد التجربة مرة أخرى مع الفنانة شويكار فى أغنية “الصيام مش كده”، وكما أضافت صباح أغنية بمفردها لشهر الصوم ، وهى أغنية “حالو يا حالو” .
أهو جه يا ولاد
كما قام بعض الفرق الغنائية بالغناء لشهر رمضان مثل فرقة الثلاثى المرح ، وهى من أفضل من قدم أغنيات لشهر رمضان حيث شاركن معا فى تقديم أفضل الأغانى الرمضانية للأطفال مثل «افرحوا يا بنات» و«أهو جه يا ولاد»، وهما من كلمات الشاعرة نبيلة قنديل وألحان زوجها الموسيقار على إسماعيل، وأغنية “ أهو جه يا ولاد”، سجلت عام 1959، من خلال الثلاثى المرح: سهير و صفاء وسماح ، وتقاضين أجر 140 جنيها، وكان وقتها رقما كبيرا.
والله لسه بدرى
ولا نستطيع أن يأتى رمضان وينتهى علينا دون سماع أغنية “والله لسه بدرى” للفنانة “شريفة فاضل”، ولهذه الأغنية قصة بدأها الشاعر عبد الفتاح مصطفى الذى راودته فكرة تقديم أغنية تعبر كلماتها عن مدى تأثر وحزن الناس بوداع شهر رمضان الكريم، فأخذ بقلمه يُسطر أبياتا شعرية نابعة من إحساسه الصادق، وتقدم بها للإعلامى وجدى الحكيم الذى كان يشغل منصب مراقب الموسيقى والغناء فى الإذاعة المصرية آنذاك، وبدوره عرضها على لجنة النصوص للحصول على أجازة بتقديمها، وبعد الموافقة اقترح الحكيم على الفنانة شريفة فاضل غناءها، والتى تحمست كثيراً لوضع صوتها على الأغنية، وأًسند مهمة تلحينها إلى الموسيقار عبد العظيم محمد الذى لحنها فى يومين فقط. وأغنية “ والله لسه بدرى تم البدر بدرى، والأيام بتجرى.. والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام”.. أغنية تمهد لقرب انتهاء شهر رمضان وتحمل هذه الأغنية فى كواليسها العديد من التفاصيل؛ فبعد أن أصبحت الأغنية جاهزة للتسجيل، فتح وجدى الحكيم أستوديو 46 بالإذاعة المصرية، ودعا إليه الفنانة شريفة فاضل حتى تتولى حفظ كلمات الأغنية، والتدريب على لحنها من خلال عدد من البروفات التى أجرتها قبل التسجيل، وبعد 3 أيام من حفظ الأغنية والتدريب على لحنها سجلتها شريفة بحضور الشاعر عبد الفتاح مصطفى الذى أبدى إعجابه بلحن العمل وصوت شريفة فاضل حيث ظل جالسا بجانب كل من وجدى الحكيم ومهندس الصوت يستمع إلى صوتها وأدائها إلى أن انتهت من تسجيلها، لتبدأ الإذاعة من بعدها فى إذاعتها فى الثلث الأخير من شهر رمضان، لتحقق حينها نجاحاً مدوياً منذ منتصف الستينيات، وحتى الآن.
تحمس شريفة فاضل للأغنية وفرحتها بغنائها كان واضحاً لدرجة أنها قالت: “يكفينى أن تكون لى أغنية دينية شهيرة يرددها الناس فى هذا الشهر الكريم”.. تلك الكلمات التى قالتها للإعلامى وجدى الحكيم بعد تسجيلها للإغنية، حيث رفضت تقاضى أجر مادى مقابل غنائها، واعتبرت أن وجود أغنية دينية تذاع لها عبر الإذاعة المصرية فى شهر رمضان الكريم هو مكسب وأمر يسعدها وتفخر به، لذلك لم تتجاوز تكلفة إنتاج الأغنية 50 جنيهاً آنذاك، إذ تقاضى الشاعر عبد الفتاح مصطفى مبلغ 15 جنيهاً فقط، فيما تقاضى الملحن عبد العظيم محمد مبلغ 35 جنيهاً مقابل لحن الأغنية. والصدفة لعبت دوراً أساسياً فى غناء شريفة للأغنية الأشهر فى وداع شهر رمضان، حيث لم يكن مخططاً لها أن تغنيها، ولم تسع هي إلى خطفها من باقى مطربى الإذاعة، إنما وقعت الأغنية أمامها بالصدفة. رمضان جنة من إحدى أشهر أغاني شهر رمضان الكريم هى: أغنية” رمضان جنة” للفنان محمد منير، وهى من إنتاج عام 2016، إلا أنها من أولى أغاني رمضان التى يبحث عنها عدد كبير من الناس مع اقتراب بداية شهر رمضان، والأغنية من كلمات نبيل خلف وألحان وليد سعد.
رمضان كريم
ومن أحدث أغنيات رمضان ..غنى المطرب المصرى حكيم أغنية رمضان كريم فى رمضان 2023 لـ تتر الجزء الثانى من مسلسل “رمضان كريم”، وهى نفس الأغنية التى قدمها فى الجزء الأول من المسلسل، وقد حققت أغنية رمضان كريم نجاحا كبيرا وأصبح لها محبون يبحثون عنها ضمن أغاني رمضان وهى من ألحان هانى فاروق ومن كلمات إسلام خليل. رمضان فى مصر حاجة تانية أغنية «رمضان فى مصر حاجة تانية » من كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبدالواحد ، وقدمها المطرب الإماراتى حسين الجسمى، والذى قدم عددًا من أغاني رمضان أيضا منها: أغنية “سر السعادة”، وأغنية “خيوط من نور تجمعنا”، على الرغم من أنها ترجع لأعوام سابقة، لكنها ضمن قوائم أغاني رمضان التى يبحث عنها الجميع .
ومن أغاني رمضان الجديدة
، قدم المطرب تامر حسنى أغنية “ رمضان كريم “ ، كما قدم الفنان ماهر زين أغنية “ رمضان “ وأغنية “ رمضان يارمضان “ لمحمد طارق ، وأغنية “مرحب يا هلال” لرحمة رياض و حمود الخضر، و أغنية “علقوا الزينة” التى تعد من الأغاني التى صنعت خصيصا للشهر الكريم . التواشيح والأدعية والنقشبندى كان الشيخ سيد النقشبندى محبا للموالد الدينية وحفظ أشعار البوصيرى وابن الفارض، وفى عام 1955 عاد من مدينة طهطا التى حفظ فيها القرآن إلى مدينة طنطا واستقر بها طوال حياته حتى ذاعت شهرته فى مصر والدول العربية والإفريقية والآسيوية وغيرها، وفى عام 1966 التقى بمسجد الحسين بالإذاعى الكبير أحمد فراج الذى قام بتسجيل بعض البرامج له بموافقة رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان فى هذا الوقت ومنها: برنامج” فى رحاب الله” عام 1967،وبرنامج “دعاء” الذى كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب، ثم البرنامج الإذاعى “ الباحث عن الحقيقة سليمان الفارسى”، ثم بدأ بالاشتراك فى العديد من الأدعية والابتهالات الدينية بالإذاعة والتليفزيون ، وأهمها كان بشهر رمضان وقد لحن له العديد من أشهر الملحنين فى مصر فى حينه ومنهم: محمود الشريف، وسيد مكاوى، وأحمد صدقى، وحلمى أمين.. ثم بليغ حمدى الذى لحن له ابتهال مولاى يا مولاى وهو من أشهر الألحان، ويعتبر أستاذ المداحين وسيد المبتهلين وكِبار المنشدين بمصر بسبب صوته الأخاذ وتجلياته ونغمات مقامات صوته التى ترق لها القلوب فتصبح عامرة بالحب الإلهى والإيمان، وقد ارتبط اسمه بالشهر الكريم عندما كان يصافح قلوب الصائمين لحظة الإفطار وما تبثه الإذاعة المصرية من ابتهالاته التى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتدخل الخير والبهجة والبركة على الكبار والصغار وكأن صوته نفحة ربانية تهل على أسر الصائمين فتسعدهم فتنشأ الرحمة والمودة بينهم عند لحظات الإفطار.
الابتهال والإنشاد الدينى
وبدأ الشيخ سيد الابتهال والإنشاد الدينى وقراءة القرآن فى سن مبكرة فبرع فى الابتهالات وكأنها خلقت له وخلق لها حتى صار صاحب مدرسة تميزت بالصوت الجميل الموسيقى الخاشع فلُقب بالكروان، وقد أجمع خبراء الأصوات على أن صوته من أعذب الأصوات التى قدمت الدعاء الدينى ومن أهم أعماله الكثيرة وأشهرها: “ جل الإله، أقول أمتى، يا رب دموعنا، حشودنا تدعوك، ربنا، ليلة القدر، مولاى يا مولاى، إن عظمت ذنوبى، يا رب كرمك علينا، رمضان أهلا، ماشى فى نور الله، الله يا الله، ربى هب لى هدى، ثم سبحانك ربى سبحانك “وكانت من آخر ابتهالاته، وهناك عشرة من الأدعية مرتبطة له بشهر رمضان، وهى المتعلقة بالصيام ورجاء تقبله من الله ثم الهدى واللطف من الله بحال المسلمين، وكذلك أدعية متعلقة بالاستغفار والسعى على الرزق، والدعاء بالنصر على الأعداء، والحث على زكاة الفطر واستقبال عيد الفطر، ومن أشهرها على الإطلاق الأدعية المرتبطة بشهر رمضان. يذكر أن هذا المبتهل الجليل الذى لن تنساه ذاكرة المصريين وبخاصة فى هذا الشهر الكريم قد كرمه الرئيس السادات بعد وفاته ومنحه وسام الدولة عام 1979 وكذلك محافظة الغربية التى كرمته وتم دفنه حسب وصيته بها عام 1976، وأطلق اسمه على أكبر شوارع طنطا الممتد من ميدان المحطة وحتى ميدان الساعة ليظل هذا الشيخ الجليل بإرثه الدينى التراثى الكبير الذى تركه من ابتهالات وأدعية وتلاوة وأذان من أجمل وأعرق ما خلد لأمتنا المصرية والإسلامية لهذا الصرح الكبير النقشبندى.
ابتهالات رمضان للنقشبندى
أما أشهر ابتهالات رمضان للشيخ النقشبندى، وهو صاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات، نوضحها لكم كالتالى: «سيدى يا رسول الله. أغيب وذو اللطائف لا يغيب.النفس تشكو.الله يا الله.أشرق الكون بالهدى.مولاى إنى ببابك.سبحانك اللهم.لما بدا فى الأفق.إليك وجهت وجهى. الله مولانا.تلطفى يا ريح.الصلاة على الحبيب». ابتهالات نصر الدين طوبار وتتعدد ابتهالات رمضان ومن أشهرها أيضا ابتهالات الشيخ نصر الدين طوبار، وهو منشد وقارئ للقرآن الكريم مصرى الجنسية من مواليد محافظة الدقهلية، وتوفى عام 1986، وله العديد من الابتهالات الرمضانية الجميلة منها ما يلى: «جل المنادى، يا منقذى فى شتى.يا مالك الملك.رمضان أشرق فالدنا تتطلع.بك أستجير.يارب عدت إلى رحابك، يامن يرانى.يا بارئ الكون.الحوت والعنكبوت.يا من ملكت قلوبنا.يا ليلة القدر.يا ودودا.يا من رضيت لنا.فى هدأة الليل».