الأحد 28 ابريل 2024

الفوازير.. إيقونة شهر رمضان شريهان.. نجمة ألف ليلة وليلة

شيريهان

23-3-2024 | 01:15

محمود الرفاعى
لأعوام طويلة ظلت فوازير رمضان جزء فنى أساسي من خصوصية الفن في هذا الشهر الكريم فكانت أحد المعالم الرئيسية المميزة له، وتنوعت ما بين الدراما والغناء والأستعراض، كما ساهمت في تثقيف المشاهد.. هذه الفوازير صنعها نجوم لا نستطيع أن ننساهم ونعيش معهم أسبوعياً على صفحات هذا الباب. ارتبط اسم الفنانة الاستعراضية شريهان بفوازير شهر رمضان الكريم، فلا أحد ينسى الإبداعات التى قدمتها شريهان مع نهاية فترة ثمانينيات القرن الماضى والتسعينيات، والحالة الجميلة التى رسمتها على أوجه المشاهدين بعد أن تسلمت راية الفوازير من الفنانة الكبيرة نيللى. شريهان، بفضل تلك الفوازير أصبحت أيقونة الفن الاستعراضى فى الوطن العربى. بداية الفنانة شريهان مع الفوازير كانت من خلال فوازير «ألف ليلة وليلة - عروس البحور» عام 1985 مع المخرج فهمى عبدالحميد وتأليف طاهر أبو فاشا وعبد السلام أمين، والتى ضمت عدداً من كبار النجوم مثل عمر الحريرى، محمود الجندى، زوزو نبيل، رجاء حسين ومحمد توفيق، كما ضم العمل عدداً من المطربين فى بداية مشوارهم الفنى مثل عمرو دياب، مدحت صالح، عمر فتحى ومحمد الحلو. فى لقاء نادر لشريهان فى برنامج «ماسبيرو زمان»، مع الإعلامية أميرة عبدالعظيم، قالت إنها كانت تدرس الاستعراض، ولم يتوقع أحد أن تقدم فناً استعراضياً، مضيفة أنها كانت تحلم بالانضمام حتى لو دون أجر، فى مهنة تخص الفوازير «فنان، ملحن، ديكور». وأضافت، عندما هاتفها المخرج فهمى عبدالحميد أصابتها الرعشة من الفرح: «لما قال لى الحاج فهمى عاوزك فى الفوازير فرحت جداً، قالى مش هتسألى عايزك فى إيه، قولتله الفوازير.. قال لأ دور سمكة.. عيطت». وفى العام التالى (1986) قدمت شريهان الجزء الثانى من فوازير ألف ليلة وليلة بعنوان «وردشان وماندو»، الذى تعاونت فيه مع نفس فريق عمل الجزء الأول والذى كان حقق نجاحاً كبيراً وارتبط به الجمهور فى شهر رمضان المبارك. وضم الجزء الثانى مجموعة من كبار النجوم، منهم عبدالرحمن أبوزهرة، عمر الحريرى، مديحة حمدى، زوزو نبيل، جمال إسماعيل ونادية رفيق، ودارت أحداث الفوازير فى إطار خيالى، حول سلطان يدعى «كهلان» حُرم من اﻹنجاب هو وزوجته قمر الزمان، فيسعى الوزير شعلان ﻹقناع السلطان بالزواج من ابنته حتى تنجب له ولى العهد، حتى يقابل الملك الساحرة العجوز، التى تعطيه هو وزوجته تفاحة ليأكلاها ويرزقا بولى العهد، وتتوالى الأحداث. وبتلك الفترة كانت شريهان حققت نجاحاً كبيراً فى مجال الاستعراضات والغناء، وارتبط بها الجمهور بشكل كبير، وبالأخص فى شهر رمضان، ولم يؤثر ذلك النجاح على مسيرة الفنانة شريهان الفنية فكانت بتلك الفترة تقدم أفلاماً سينمائية. وفى عام 1987 قدمت الفنانة شريهان فوازير «حول العالم» الشهيرة، التى كانت فى كل حلقة منها تستعرض معالم وثقافة إحدى الدول حول العالم، وعلى الجمهور إيجاد الحل وتم عرضها فى شهر رمضان، وجاءت الفوازير من تأليف الشاعر عبدالسلام أمين وإخراج توفيق عبدالحميد. وفى عام 1988 تعاونت شريهان للمرة الثالثة مع نفس فريق العمل فى فوازير ألف ليلة وليلة مرة أخرى، وعادت لتقديم مسلسل «ألف ليلة وليلة - الثلاث بنات: كريمة وحليمة وفاطيمة»، وشاركها فى بطولةالعمل عماد رشاد، جمال إسماعيل، زوزو نبيل، محمد الدفراوى ومحمود مسعود. ويروى المسلسل بأسلوب مشوق قصص ألف ليلة وليلة الشهيرة، من خلال كل حلقة تروى فيها شهرزاد قصة جديدة أو تكملة قصة وبداية قصة جديدة حتى يستمع إليها الملك دائماً، ويؤجل البت فى قرار الخلاص منها وقتلها. خلال تلك الفترة مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات تعرضت شريهان لأزمة جديدة فى مسيرتها، ففى شهر مايو 1989 وجدت نجمة الاستعراض نفسها فى أصعب أزمات حياتها، حين نشرت وسائل الإعلام خبراً عن تعرضها لحادث سير أثناء عودتها من الإسكندرية وخرجت منه بإصابات بالغة فى العمود الفقرى، استدعت سفرها إلى فرنسا وبقاءها هناك لسنوات تحت الإشراف الطبى. وفى عام 1993 كانت المرة الأخيرة التى تقدم فيها الفنانة شريهان الفوازير بالتعاون مع الشاعر الكبير سيد حجاب والمخرج جمال عبدالحميد، وقدم الألحان للفوازير كل من الموسيقار خالد حماد، عمرو أبو ذكرى ومودى الإمام، وشارك شريهان فى البطولة محمد هنيدى، علاء مرسى، عهدى صادق وجمال إسماعيل. مشوار فنى امتد لسنوات عديدة كانت شريهان دوماً من خلاله سفيرة السعادة والفن الحقيقى، تقدمه لجمهورها من كل عام لتصبح أسطورة الفن الاستعراضى فى الوطن العربى، وبالرغم من توقفها منذ عدة سنوات عن تقديم أى أعمال فنية، إلا أن الجمهور مازال يشتاق إليها.