الأحد 28 ابريل 2024

الإذاعة ووجبة فنية دسمة في رمضان

الاذاعة في رمضان

23-3-2024 | 01:37

موسى صبرى
عودة لعدد كبير من المسلسلات الإذاعية التي تضم نخبة كبيرة من النجوم هذا الموسم لم تقتصر المنافسة الرمضانية دائما على الدراما التليفزيونية فحسب، بل كان للإذاعة نصيب كبير من تلك المنافسة، فلطالما كان لميكروفون الإذاعة بريقه الذى يجذب إليه الفنان والمستمع فى آن واحد، وكثيراً ما أمتعتنا الإذاعة بالبرامج والمسلسلات الهادفة والممتعة والترفيهية فى الوقت ذاته، والتى تركت ذكرياتها فى نفوس الكثير منا، ولكن رويداً رويداً بدأ هذا البريق يختفي لفترة، ثم عاد مؤخراً هذا العام من خلال العديد من البرامج والمسلسلات الرمضانية المميزة، فكيف يري الخبراء والمتخصصون عودة الإذاعة لرونقها هذا العام خلال شهر رمضان؟ فى البداية يقول د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: يرجع غياب البرامج والمسلسلات الإذاعية خلال فترة زمنية سابقة إلى عدة عوامل، من أهمها أن الجمهور انصرف عن الإذاعة واتجه إلى وسائل أخرى كبرامج السوشيال ميديا والمنصات الإلكترونية التى تصل بسهولة للمستمع وبصورة أسرع، فحلت مكان الإذاعة، خاصة أن لكل زمن وسيلته التى تطغى على المستمع، كما أن بعض المعلنين اتجهوا للمنصات الإلكترونية التى أصبحت جاذبة لهم بشكل كبير، ولكن بدأ هذا الأمر يتغير إلى حد ما وبخاصة هذا العام حيث وجدنا عودة لعدد كبير من المسلسلات الإذاعية التي تضم نخبة كبيرة من النجوم وأعتقد أنها ستكون علي قدر المنافسة وستنجح في اجتذاب الجمهور مرة أخرى. أما د. منى الحديدى، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، فتقول: كانت الإذاعة قديماً ذات دور كبير وبارز فى رمضان كل عام، ولكن هذا الدور تقلص بمرور الوقت، فقد كانت تقدم أعمالًا مختلفة ومتنوعة سواء دينية أو تهذيبية أو ثقافية أو اجتماعية، من خلال البرامج أو المسلسلات الإذاعية لبعض النجوم، ولكن بمرور الوقت لاحظنا أنها لم تقم بالدور الذى كانت تقوم به نتيجة انشغال الفنانين ببعض الأعمال الأخرى علي الشاشات الفضائية والمنصات الإليكترونية . وتكمل: كانت الإذاعة فى السابق وسيلة مهمة لعرض المحتوى بجانب التليفزيون، فلم يكن هناك غير هاتين الوسيلتين، على عكس ما نراه الآن من تعدد وسائل الإعلام المختلفة، وهو ما أدى إلى القلة فى إنتاج برامج للإذاعة أو حتى مسلسلات، وأصبح أمام المنتج أكثر من وسيلة إعلامية أخرى لعرض أعماله سواء فى رمضان أو غير رمضان. وتضيف: وفى رمضان هذا العام تحاول الإذاعة من خلال العديد من محطاتها أن تعود وبقوة وتجتذب الجمهور من خلال برامج ومسلسلات وما يسعدني هنا هو اتجاه عدد من نجوم الفن إلي العودة لتقديم المسلسلات الإذاعية في رمضان فهو أمر سيحسب للإذاعة ولهم. وتقول . سوزان القللينى، أستاذة الإعلام بجامعة عين شمس: كانت الإذاعة تلعب دورًا مهمًا فى الحياة اليومية فى رمضان كل عام، وترشد الناس فى أمور دينهم سواء من خلال المسلسلات أو البرامج الإذاعية، وكان لها روادها وشيوخها الذين كان لهم باع ودور كبير فى الإذاعة، ولكن مع تطور وسائل الإعلام وتعددها، تقلص دور الإذاعة مع الوقت، على الرغم من تطوير برامج إذاعية ووجود مسلسلات على مستوى جيد فى رمضان كل عام، ولكن لم تكن بنفس قوة الماضى. ويقول د. هانى محمد أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس: فى الحقيقة كانت الإذاعة قديماً تقدم وجبات إذاعية متعددة فى رمضان، وكنت مرتبطاً بها جداً، ومن أشد المعجبين بها وبما تقدمه من دور رائد فى تقديم الأعمال الدينية سواء فى البرامج أو المسلسلات، وكنت أستمع إلى العديد من المسلسلات التى ارتبطت بالفنانين يوسف شعبان وحسن يوسف، وكذلك أحاديث الشيخ الشعراوى وتفسير القرآن الكريم، وكنت أواظب على ذلك كل عام، لكن هذه الأعمال القيّمة قلت فى السنوات الأخيرة. ويقول الناقد طارق الشناوى: تعودنا على إعلاميين بالإذاعة، ومسلسلات إذاعية لكبار النجوم كل عام، وكنا ننتظرها بفارغ الصبر؛ لأن الإذاعة لها بريق خاص وخيال حسى للمتلقى، واستمرت الإذاعة فى تقديم دورها الفعال حتى فترات قريبة، وقدم من خلالها فنانون كبار أعمالاً رائعة، منهم حسن يوسف، ويوسف شعبان رحمه الله، وأحمد عز والسقا وحسن الرداد وعلى ربيع وغيرهم من النجوم، الذين وجدناهم يتهافتون عليها حتى سنوات قريبة، ولكن اختفاءهم أحياناً يرجع لانشغالهم بأعمال أخرى. ويضيف الشناوى: هناك عامل آخر مهم هو المجهود الذى يبذله الفنان أو الإعلامى فى توصيل رسالته أو المشهد الذى يقدمه الممثل من خلال الإذاعة، ففى الإذاعة يحتاج مجهودًا مضاعفًا عما يحتاجه فى التليفزيون أو السينما، لأن الجمهور لا يراه، وهو ما يتطلب منه إيصال إحساسه للمستمع دن أن يراه الأخير.