10-5-2024 | 17:42
بحلول شهر مايو لهذا العام تستكمل الإذاعة المصرية عامها الـ90 وبثها لأول مرة في مثل هذا الشهر إذ انطلق بث الإذاعة يوم 31 مايو عام 1934، بالعبارة الشهيرة "هنا القاهرة" التي قالها المذيع أحمد سالم، ومازالت تترد في إذاعة البرنامج العام.
فمنذ زمن ولوقت غير بعيد ، كان المصدر المعرفى الأول للإنسان الجرائد الورقية والراديو والتليفزيون .
ولما كان بعض الناس لا يجيدون القراءة و الكتابة، فالصحف الورقية كانت لفئة معينة بعينها ( كانت فئة المثقفين المتعلمين)
وأيضا لأن التليفزيون كان يمتلكه طبقة محددة في بدايته هي التي تستطيع شراؤه ، فلم يكن ليمثل شيوعا كمصدر ثقافى أيضا .
فكان المصدر المعرفى الأكثر إنتشارا هو الراديو .
وكنا دائما نستمع إلى جمل لاتنسي من قبيل
* سمعناها من الراديو *
* قيلت فى الراديو * *تعلمناها من الراديو*
فكان الراديو مصدر تثقيفي وترفيهي وتعليمى بدون ضجيج وأيضا بدون إعلان عن ذلك .
بسهولة وسلاسة وببساطة ينقل معلومات ويغذى عقول بالإضافة لكونه جانب ترفيهي مهم لإثراء وإنعاش الروح .
من منا لم يتابع أم كلثوم فى وصلتها الغنائية من الساعه 6 مساءا مرورا بعدها بعمالقه الفن( عبد الوهاب ، نجاة ، فيروز ، حليم ، فايزة احمد، الأطرش، محرم فؤاد وغيرهم )
وانتهاءا بكوكب الشرق مرة أخرى فى التاسعة تقريبا .
أين هذا البيت الذى لم تخترق أركانه صباحا (فونتسيكا )و (بصبح عليك)
وحميمية (ربات البيوت ) و (كلمتين وبس )
و(همسة عتاب)
حتى نصل ليوم الجمعة والإجتماع على وجبة الغذاء بعد الصلاة ومسرح المنوعات والرائع ( على فايق زغلول) الذي جاب أركان جامعات مصر ليكتشف مواهب الطلبة وليمتعهم بفقراته
وكتير مننا أسعده الحظ بالحضور معه .
ورو عة البدايات من اللامع محمد محمود شعبان ( بابا شارو )
ومربية الأجيال الفاضلة
( أبلة فضيلة )
والصوت الحاني الهادىء و الإذاعية الكبيرة ( صفية المهندس ) فى ربات البيوت .
والشقاوة والدلع والثقافة( لإيناس جوهر )وبرنامج تسالى ورباعية عمنا صلاح جاهين !؟
وفوت علينا بكرة و( رأفت فهيم) فى همسة عتاب
والعبقرى فؤاد المهندس فى كلمتين وبس .
ولايمكننا نسيان أول تفاعل بين الجمهور والإذاعة والذي كان سابقة فى تاريخ الإذاعة، وفتح أبواب الإختلاف بعد ذلك لبرامج شبيهه .
مثل " مايطلبه المستمعون " والهانم المثقفة الجميلة (سناء منصور) بخصوصية صوتها الشديدة التى لاتشبه إلا نفسها فيه.
والصوت الدافىء الحنون جدا لأمنا الفنانة العظيمة بصوتها العبقرى
( سميرة عبد العزيز ) وسلامة اللغة وبراعتها مع سعد الغزاوى اللذي بد أ من سنة 1975 .
ولغتنا الجميلة للرائع فاروق شوشة .
هذا بخلاف إذاعة القرآن الكريم التي كانت فى حد ذاتها علامة عند أى بيت مصرى نستهل بها اليوم مستمعين لصلاة الفجر وماقبله ومابعده من شعائر، بجمال شديد جدا.
فتعلم عن طريقها مبادىء الدين.
وكتير أيضا حفظوا ماتيسر من القرآن الكريم لكثرة الإستماع وتكراره.
وسمعنا فيها جواهر الحناجر وأصوات الجنة شيوخنا القراء جميعا مع حفظ الألقاب طبعا.
المنشاوى وعبد الباسط والحصرى ورفعت والبنا وغيرهم كتييير .
وليالى رمضان، وقرآن المغرب، وآذان الشيخ محمد رفعت الذي كان ومازال يحظي بقدر ومكانة شديدة المصداقية والخصوصية فى كل بيت فى نفس اللحظة ومع اجتماع الأسر للإفطار .
والمسلسل الإذاعى أثناء الإفطار .
باب ثقافى ومنبر لايستهان به إمتزج بعقولنا وقلوبنا وكون كتير من شخصياتنا وأفكارنا واعطى سمات واضحة وصريحة للمجتمع المصرى.
التجمع الأسري اللطيف الذي كان يعد فسحة فى حفلات أم كلثوم أول كل شهر .
وعلى آذان الشيخ محمد رفعت والمسلسل فى رمضان.
الراديو والإذاعة المصرية (حالة) شديدة الخصوصية بما تحمله من ذكريات تركت آثارا لاتنسي .
و تاريخ حافل من الثقافة لايستهان به ابدا.