يحتفل زعيم الفن العربي النجم الكبير عادل إمام هذا العام بعيد ميلاده الـ84، وهو الذي حظى بمسيرة كبيرة تمتد إلى أكثر من 60 عامًا، قدم خلالها عددًا كبيرًا من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الإذاعية وكذلك التليفزيونية. رغم التاريخ السينمائي الكبير الذي قدمه الزعيم، وكذلك مسرحياته التي علقت في ذهن المشاهد العربي كله من المحيط إلى الخليج، إلا أنه لم ينس أبدا تقديم عدد من الأعمال التلفزيونية التي تركت بصمة كبيرة، بدءا من أول أعماله «أحلام الفتى الطائر» في العام 1978، وكان وقتها التعاون الأول بينه وبين الكاتب الكبير وحيد حامد، وأصبح هذا العمل نقطة فاصلة في مشوار إمام الدرامي إذ كسر من خلاله انحصاره في أدوار الكوميديا وقدم عملا تراجيديا يحمل بعض الكوميديا والتشويق، بعد «أحلام الفتى الطائر» بعامين كرر عادل تجربته في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسل «دموع في عيون وقحة» وحقق نجاحًا كبيرًا واعتبر من أشهر أعمال الجاسوسية، وتعلق الجمهور بشخصية «جمعة الشوان»، لينقطع الزعيم عن التليفزيون 31 عاما كاملا ركز فيها على السينما التي قدم من خلالها تاريخا سيظل عالقا لسنوات في أذهان الجمهور. عودة عادل إمام إلى الدراما التلفزيونية، كان في العام 2011 بمسلسل «فرقة ناجي عطا الله» الذي يدور حول موظف يتم تجميد أرصدته من قبل الحكومة الإسرائيلية، ليعود ناجي إلى مصر بعد الاستغناء عن خدماته فيكون فريقه الخاص من أجل العودة لإسرائيل مجددا وسرقة أكبر البنوك هناك لاسترداد امواله وتعرض العمل للعديد من الصعوبات وقت تصويره وتأجل عرضه لمدة عام، إلا أنه بعد عرضه نال استحسان الكثير من المشاهدين وقدم من خلاله إمام عدد من النجوم الشباب كعادته في كل أعماله سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، ليقرر الزعيم استكمال المشوار في التليفزيون بعد تقديم آخر أفلامه في السينما فيلم «زهايمر» عام 2010. وبعدها أصبح للزعيم مكانا ثابتا في خريطة التليفزيون في شهر رمضان من كل عام، وتوالت مسلسلاته التي تعاون فيها مع ابنه الأكبر رامي إمام كمخرج بدءا من «العراف» عام 2013، والذي يدور حول نصاب محترف ينتحل صفة عدد من الشخصيات منها رجل أعمال ثري من بورسعيد، إلى دكتور مشهور يمارس الطب في مدينة المنصورة، إلى سفير، ويستطيع الهرب لأعوام طويلة، إلى أن يقع في النهاية في قبضة الضابط الذي كرس حياته في مطاردته، لكن الكثير من الأمور الإنسانية تتدخل لتحدث فارقا في حياة كلا منهما. وكذلك مسلسل «صاحب السعادة» عام 2014، الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي حول «بهجت» بعد تقاعده من عمله، مع زوجته وأبناءه وأحفاده، وما يلاقيه من مشاكل بسبب غيرة زوجته الشديدة عليه، ومشاكل مع أبناءه وأزواجهم، وأحفاده بسبب اختلاف الأجيال بينهم. إلا أنه قرر الابتعاد عن رامي في مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» عام 2015 من إخراج وائل إحسان، وجسد إمام من خلال العمل شخصية أستاذ جامعي يعمل في كلية الزراعة ولديه مشكلة في زواجه رئيسية هي عدم إنجابه، ثم ينفصل عن زوجته بسبب عدم الإنجاب، ليدخل تجربة أخرى وهي تولي منصب حكومي كبير ليخوض صراعات شخصية تتزامن مع مفاجآت عديدة وصادمة تظهر في حياته. أما في «مأمون وشركاه» عام 2016، فيعود إمام للتعاون من جديد مع رامي إمام، وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي اجتماعي ساخر، حول «مأمون» الرجل البخيل للغاية، والذي لديه 4 أبناء يحرمهم من كل شيء هم وزوجته، حتى ينفصلوا جميعًا عنه، وبعدها يكتشفون أنه ملياردير، ويبدؤون رحلة البحث عن مكان أمواله المخفية، وعن كيفية أخذها منه. وفي «عفاريت عدلي علام» عام 2017 استمر الزعيم في التعاون مع ابنه رامي، حيث كانت أحداث المسلسل تدور حول «عدلي علام» وهو موظف بهيئة دار الكتب محب للقراءة ومهتم بالثقافة، يعيش مع «حياة» زوجته النكدية، وأخيها «عربي» تحت سقف واحد، تظهر له عفريتة «سلا»، تطلب منه أن يجعلها في حياته مقابل أن تغير له حياته للأفضل. أما «عوالم خفية» عام 2018، تقود الصُّدفة الصحفي المُخضرم «هلال كامل» إلى العثور على مذكرات ممثلة قُتلت منذ سنوات، وقُيّد الحادث على أنه حادث انتحار، وبمطالعته لتفاصيل مُذكراتها، تأكد من أنها قُتلت بيد بعض الخارجين على القانون، خوفًا من إفشاء أسرارهم من خلال مُذكراتها التي قررت كتابتها في أيامها الأخيرة، بعدما ابتعدت عنها الأضواء والشهرة. ومن خلال متابعته لتفاصيل السطور والحروف والرموز المكتوبة، قرر هلال الاستعانة بفريق عمل للايقاع بهم، ما يعرضه هو شخصيًا للخطر. وغاب صاحب فيلم «الحريف» عن رمضان 2019، ثم عاد بعد ذلك في 2020 بتقديمه لآخر أعماله «فلانتينو»، والذي كانت تدور أحداثه حول «نور عبد الحميد» الشهير بـ(فلانتينو) وزوجته عفاف اللذان يمتلكان سلسلة مدارس يطلق عليها اسم «مدارس فلانتينو»، ونتيجة لقوتها وسيطرتها على مجرى الأمور، تنشأ بينهما العديد من الخلافات طوال أحداث المسلسل ومن هنا تبدأ المغامرة والمفاجآت.