23-5-2024 | 15:13
هبة رجاء
فى كل ركن من «الفضائية المصرية» لها ذكرى وأثر جميل.. تعلمت فى مدرسة «ماسبيرو» تقدير الذات واحترام المكان وعقلية المشاهد، تتلمذت على يد القديرة سناء منصور، مؤمنة بأن الإعلام يستطيع أن يبنى أمماً وشعوباً، وبأن الإعلام أمانة ورسالة مباركة سامية، قدمت عدداً من البرامج الهادفة التى تعتز بها وتخدم الوطن من خلالها.
إنها الإعلامية مروة محمود التى التقيناها فى هذا الحوار لتتحدث معنا عن أهم المبادئ التى تعلمتها داخل ماسبيرو، وكيف ترى القواعد المتينة التى يبنى عليها الإعلامى الناجح نجاحاً دائماً، وماذا عن نصائحها لكل مَن يعمل فى هذا المجال، كما تحدثنا عن برنامج «الرحلة» الذى تطل على مشاهديها من خلاله والجائزة التى ترشحت لها مؤخراً، وغيرها من التفاصيل الخاصة فى هذا الحوار.
ماذا تمثل لكِ «الفضائية المصرية»؟
«الفضائية المصرية» هى بيتى، فهذه القناة تحمل لى ذكريات فى كل ركن فيها، كبرت معها وبها، ففى بداية التحاقى بماسبيرو تعلمت على يد الأستاذة الفاضلة سناء منصور، التى تعلمت منها الالتزام وتقدير واحترام المكان، كما تعلمت فى هذا الصرح العظيم أننى عندما أخرج صورة فلابد أن أكون راضية عنها تماماً، وأنظر لها بعين المشاهد، قدمت على شاشتها العديد والعديد من البرامج التى أعتز بها كمخرجة ومعدة.
وهل ترين أن هذه المبادئ التى تربيتِ عليها من الالتزام ما زالت موجودة لدى الإعلاميين؟
هى بالفعل ما زالت موجودة عند البعض، ومازال الكثيرون منا يؤمنون بأن الإعلام رسالة وأن احترام المشاهد ضرورة.
إذن ما النصيحة التى تقدمينها من خلال خبرتك لمَن يعمل بالإعلام؟
لكل إعلامى أقول.. تعلم شيئاً عن كل شىء، كن ملماً بما حولك فى جميع المجالات حتى وإن كنت تعمل فى تخصص معين، فلا بأس من تكون على دراية بالتخصصات الأخرى، فهذا بلا شك سيفيدك كثيراً حتى وإن تأخرك هذه الاستفادة لكنها حتماً ستأتى يوماً ما وتشعر بها، وأقول للمعد يجب عليك أن تحرص على تكوين مجموعة كبيرة من المصادر المتنوعة المتجددة فى جميع التخصصات.
وللمخرج أقول أنت منظم البرنامج، ويقع عليك جهد كبير بأن تقدم للمشاهد صورة متكاملة من مشاهد وتقارير مترابطة ومعلومات مفيدة، أنت مَن ينظم هذه الخلية، لذا عليك معرفة كيفية إدارتها وترتيب أفكارك دون تعنت أو إحراج أى من أعضاء هذه الخلية، فجميع من يعمل بها «تيم» يكمل بعضه بعضاً.
أما نصيحتى للمذيع، الذى أراه واجهة القناة والبرنامج، أو بمعنى أدق الوردة التى نقدمها للمشاهد ليقطف منا معلوماته، فبجانب الموهبة والكاريزما اللتين هما من عند الله، عليه أيضاً أن يدعمهما دائماً بتطوير الذات، عن طريق الاطلاع الدائم وكثرة القراءة فى كل شىء، بتثقيف نفسه. حتى وإن كان لديه «سكريبت» معد له، إلا أن دوره ليس مجرد ناقل لهذا الـ«سكريبت» فقط، فليضع هو بصمته عليه، فعليه معرفة كيف يحاور الضيف، وكيف يدير هذا الحوار بمهارة وحرفية، وكيف يناقش ما هو متواجد فى الـ«سكريبت»، وأن يكون لبقاً، ولديه حس مجتمعى.
من وجهة نظرك.. ما هى رسالة الإعلام؟
على الإعلامى أن يدرك أن الإعلام أمانة، حيث يحمل الإعلام رسالة مباركة وسامية، فهو المنصة الأساسية للدولة والشعب فى الوقت نفسه، هو الوسيط بينهما، الإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يهدم وإما أن يبنى عقولاً ودولاً، وعلى مَن يعمل به أن يكون مؤمناً بما يقدم، محباً له، معطاءً، وأن يدرك أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً فى بناء أجيال، وتثقيف شعوب، لذا أرى أن ماسبيرو هو أصل الحكاية الإعلامية، وهو المدرسة الإعلامية الأولى التى تعلمنا منها.
لنتذكر معكِ بعضاً من برامجك...
عملت فى عدد من البرامج المهمة، منها برنامج «سواح»، وقد سافرت من خلاله جميع محافظات مصر، وكذلك برنامج «شارع الفن»، الذى استضفت من خلاله مجموعة مميزة من الفنانين والفنانات، وأيضاً برامج أخرى منها «عرض أول»، «فنجان قهوة»، «ليالى مصرية».
وما أقربها لقلبك؟
من أجمل ما قدمت على الشاشة كانت فوازير «أبيض وأسود» فى رمضان 2020 مع الفنان الكبير رحمة الله عليه سمير صبرى، التى قدمناها على مدار ثلاثين حلقة.
وماذا عن «الرحلة» الذى يعد أحدث إطلالاتك على الشاشة؟
هو برنامج سياحى أقوم بإعداده وإخراجه حالياً منذ ما يقرب من شهرين تقريباً، فالسياحة العلاجية تعتبر أحد الأفرع السياحية المهمة الآن، لذا من واجبنا كقناة إبرازها، وبجانب السياحة الشاطئية التى يقدمها البرنامج نسلط الضوء أيضاً من خلاله على السياحة العلاجية، وكذا سياحة المؤتمرات، وسياحة اليخوت، وأحاول أن أضع بصمة جديدة لسياحة مختلفة وهى سياحة الطعام، والحمد لله تم ترشيح «الرحلة» لجائزة مهرجان الإذاعات العربية فى تونس.
هل هناك مقولة معينة تضعينها دائماً نصب عينيك؟
أنا أؤمن جداً بأن لكل نجاح أعداءً، فعليك بالتوكل على الله ولا تلتفت إلى الخلف.
وما الشىء الذى ضاع منكِ وتفتقدينه؟
أمى رحمها الله ودعواتها لى، فسر ما أتمتع به الآن من نجاح وستر وكرم من الله هو دعوات أمى التى تحيطنى.
وماذا علمتكِ الحياة؟
تعلمت من الحياة أن النجاح يحب النجاح، ويجعلك فى سباق دائم مع نفسك لمزيد منه، تعلمت ألا أقف عند خط معين وأعتبره النهاية، بل أستمر وأسعى طلباً لمزيد من النجاح، فالنجاح لا يعترف بالمستحيل ولا يعرف نهاية.